يمانيون – متابعات
بعد نحو 200 ضربة جوية يمنية كان آخرها استهداف العمق الاستراتيجي لـ”إسرائيل”، استهدفت طائرات الاحتلال مدينة الحُديدة في ضربة أشبه ما تكون “لرد الاعتبار” لا “لتحقيق الردع”.

اذ أن الضربة التي اختارت خزانات الوقود ومحطة الكهرباء جاءت نتيجة شح المعلومات الاستخباراتية التي استقتها “إسرائيل” من الولايات المتحدة.


والواقع، أن الأخيرة نفسها، التي نشطت في البلاد خلال 9 سنوات من الحرب، تدرك أن اليمن بات يعد “أرضاً محروقة” كتوصيف عسكري، قد تعرضت كل جغرافيته لآلاف الغارات، وأن استراتيجية “الدفاع السلبي” حافظت على قدرات القوات المسلحة وأثمرت إنجازات نوعية كتلك التي عجز دفاع الجوي الصهيوني عن صدها في سماء يافا “تل أبيب”.

انجلى الغبار عن المشهد الأولي لما جرى: طائرة مسيّرة يمنيّة بتكلفة رمزية وصلت إلى سماء يافا “تل أبيب” بعد رحلة استغرقت 16 ساعة وفق تقديرات صهيونية وحلّقت غرباً نحو السودان ثم اتجهت شمالاً، حتى وصلت إلى جنوب مصر ثم سيناء وتوجهت شرقاً إلى البحر الأبيض المتوسط ثم جنوباً إلى المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة -وفق رواية الجيش الصهيوني- وعلى الرغم من أن اليمن يبعد اسمياً 1800 كيلومتر عن فلسطين المحتلة، إلا أن المسار الذي اختارته القوات المسلحة اليمنية للطائرة المسيّرة “يافا” وصل إلى أكثر من 2600 كيلومتر. فيما حققت هدفها باختراق الأنظمة الدفاعية الأكثر تقدماً في العالم واستهدفت العمق الاستراتيجي للكيان والذي يعد مساساً بالخطوط الحمراء وانتقلت بذلك إلى مرحلة أخرى من التصعيد.

بالمقابل أرادت “إسرائيل” “تحقيق الردع”، بإرسال سرب من عشرات طائرات F35 (بتكلفة 41986 دولاراً لكل ساعة طيران) برفقة طائرات F-15 بتكلفة (29000 دولاراً في الساعة) لتزودها بالوقود في عملية وصفها المتحدث باسم الجيش الصهيوني بأنها “مقعدة”، مع اعلان تفاصيل الحدث منذ انطلاق الطائرات إلى حين عودة الطيارين، لاستهداف المدينة التي استهدفت قبل ذلك عشرات المرات.

وتعلق صحيفة هآرتس العبرية على هذه العملية بالقول أنه “لا يمكن لـ”إسرائيل” أن تبذل جهداً عسكرياً متواصلاً بعيداً جداً. يجب إعادة المهمة إلى القيادة المركزية الأميركية”.

من ناحية أخرى، فإن اختيار خزانات الوقود هدفاً لم يكن عبثياً في ظل عدم توفر بنك أهداف ثمين. اذ أن الحكومة الصهيونية كانت بحاجة شديدة لمشهد النيران التي تلتهم المحطة لساعات طويلة، كأسلوب دعائي تشتري فيه هدوء جبهتها الداخلية أولاً.

لا تحتاج صنعاء لكثير من الدلائل على أن الاستهداف لم يغيّر من المعادلات المفروضة بشيء. خاصة وأن العملية التي استُهدفت فيها ايلات، جاءت بعد ساعات من القصف الصهيوني. في حين أن المعركة التي كانت اسناداً لغزة باتت اليوم في جانب من جوانبها أصالة عن نفسها ودفاعاً عن سيادتها.

طيلة سنوات جنّدت واشنطن ودول التحالف مختلف الموارد العسكرية والتكنولوجية والبشرية لاستعادة السيطرة على اليمن.

ولأجل ذلك، حاولت واشنطن -كما كشفت الأجهزة الاستخباراتية لحركة أنصار الله قبل أشهر- تجنيد العملاء للحصول على أكبر قدر من المعلومات خاصة تلك التي لها صلة بقيادات في الحركة. غير أن ما توصلت إليه أخيراً، وكان من نتاجه عدم القدرة على تأمين أهداف ذات قيمة عسكرية، أن اليمن، تاريخياً، ليس بيئة حاضنة لمثل هذه المشاريع.

من جهة أخرى، تدرس وسائل الاعلام الغربية نتائج الضربة الصهيونية . وتقول صحيفة نيويورك تايمز نقلاً عن مسؤولين أميركيين سابقين ان “الضربات الصهيونية لن تلحق ضرراً يذكر بالحوثيين.

وبدلاً من ذلك، قالوا إن الهجوم من المرجح أن يؤدي إلى تفاقم المعاناة في اليمن، الذي يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بعد عقد من الحرب”.
وأشار ملحق متقاعد من الجيش الأمريكي في اليمن، آدم كليمنتس، إلى أن “إن هدف الضربة يضر بالمواطن اليمني العادي أكثر من قدرة الحوثيين على شن هجمات على البحر الأحمر أو “إسرائيل”.

وذهبت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية إلى القول بأن “أعداء “إسرائيل” تردعهم الأفعال وليس الأقوال. ولو كانت للكلمات قوة ردع، فإن شمال البلاد ما كان ليظل تحت وابل من الصواريخ اليومية من جانب حزب الله، لأن التهديدات التي تطلقها إسرائيل ضد حزب الله بقيادة غالانت كانت كثيرة ومتكررة”.

* المادة نقلت حرفيا من موقع العهد الاخباري ـ مريم السبلاني

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

“أدواري كانت محصورة في الفتاة الشعبية” ناهد السباعي من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير: فيلم يوم للستات الأقرب

تحدثت الفنانة ناهد السباعي ضمن حلقة نقاشية عن دور المرأة في الفن ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير عن الأدوار التي تبرز شكل المرأة في المجتمع فائدة:”كل دور قدمته به جانب من شخصيتي وهناك أدوار أفضلها عن غيرها ،وبالتأكيد أتعلم من كل تجربة ،مثلا فيلم “يوم للستات” كان قريب مني ،وايضاً مسلسل “منورة بأهلها” ،ومعظم أعمالي مع المخرج يسري نصر الله والمخرجة كاملة أبو ذكري أحبهم كثيرا .

وعن الأعمال التي أثرت بها مؤخرا قالت:”مثلا فيلم “الهوى سلطان”من أحب الأعمال التي شاهدتها ولمستني ومسلسلات مثل “٨٠ باكو ” و”لام شمسية”و”أولاد الشمس ”
وأكدت: “حريصة أن تكون أدواري مختلفة وأرى نفسي محظوظة لأني تعاونت مع ممثلين وصناع كنت أتمنى العمل معهم ،وفي بدايتي أدواري كانت محصورة في الفتاة الشعبية ”
وبسؤالها عن هل الفن يغير في المجتمع قالت :”بالتأكيد الفن يغير في المجتمع والدليل فيلم جعلوني مجرما الذي غير القانون ،هناك أعمال كثيرة تؤثر وتغير المجتمع”

وتستمر فعاليات المهرجان حتى 2 مايو، وتشمل عروضًا لأفلام قصيرة من مصر والعالم، بالإضافة إلى ندوات وورش عمل تهدف إلى دعم المواهب السينمائية الشابة وتعزيز الحوار حول قضايا الفن والسينما.

‏‎يُذكر أن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذي تأسس عام 2015، يُقام سنويًا في شهر أبريل بمدينة الإسكندرية، ويهدف إلى إتاحة الفرصة أمام صناع السينما لعرض أعمالهم على الجمهور.

المهرجان أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن، ويقام برعاية وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة، وريد ستار، بيست ميديا، لاجوني، أوسكار، ديجيتايزد، ومحافظة الإسكندرية، نيو سينشري، باشون للإنتاج الفني.

بوابة الأهرام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حزب الله يُدين الاستهداف الصهيوني الجبان لسفينة “الضمير العالمي”
  • “الدفاع اليمنية” تعلن فتح باب القبول في الكلية الحربية بعدن
  • حزب الله يُدين بشدة الاستهداف الصهيوني لسفينة “الضمير العالمي”
  • كانت مخبأة بألواح عازلة.. إحباط تهريب 1,586,118 حبة “كبتاجون” بميناء جدة الإسلامي
  • “أدواري كانت محصورة في الفتاة الشعبية” ناهد السباعي من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير: فيلم يوم للستات الأقرب
  • الحوثيون يهاجمون يافا ويقصفون بالمسيّرات حاملة طائرات أميركية
  • الحوثيون: استهدفنا حاملة الطائرات الأمريكية “فينسون” وأهدافا حيوية وعسكرية في إسرائيل
  • نيران “قوات صنعاء” تضاف لنيران حرائق الغابات في “يافا المحتلة”
  • إعلام العدو الصهيوني: الحرائق تنتشر في جبال القدس و”إسرائيل” تطلب المساعدة لاخمادها
  • الرواية اليمنية لحادثة سقوط طائرة “F-18”