استياء فلسطيني بعد تصنيف الاحتلال للأونروا كـمنظمة إرهابية.. وإدانة أردنية
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
عبّرت مؤسسات فلسطينية، الاثنين، عن استيائها بعد تصنيف سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين كمنظمة "إرهابية"، مؤكدة أن هذا التصنيف استهتار بالمجتمع الدولي ومنظماته الأممية، ويجب الرد على ذلك بتعزيز الدعم السياسي والمالي للأونروا.
جاء ذلك في بيانات منفصلة صدرت عن مؤسسات فلسطينية من بينها منظمة التحرير وحركة فتح، تعقيبا على إقرار الكنيست بالقراءة الأولى مشروع قرار لتصنيف المؤسسة الأممية "منظمة إرهابية".
وفي وقت سابق الاثنين، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن "الهيئة العامة للكنيست أقرّت بالقراءة الأولى بعد ظهر اليوم (الاثنين) مشروع قانون يعتبر وكالة الأونروا منظمة إرهابية، وبالتالي وقف نشاطاتها في إسرائيل كليًا".
وقال أمين سر منظمة التحرير حسين الشيخ على منصة "إكس"، إن "قرار الكنيست الإسرائيلي بتصنيف الأونروا كمنظمة إرهابية هو استهتار إسرائيلي بالمجتمع الدولي ومنظماته الأممية".
وأكد على أن "الاحتلال الإسرائيلي هو أبشع أشكال الإرهاب الذي يمارَس يوميا ضد الشعب الفلسطيني".
وشدد الشيخ على أن "قرار الكنيست تجاه منظمة دولية إنسانية يجب أن يواجه بموقف دولي داعم سياسيا وماليا ومعنويا لهذه المنظمة، حتى تستمر بدورها الإنساني والأخلاقي تجاه شعب هو ضحية الاحتلال الإسرائيلي".
بدوره، قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن قرار الكنيست يعد "قرارا خطيرا ويحمل أبعادا سياسية، وتحركا خطيرا في سياق القضاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين".
وأضاف: "تصنيف وكالة أونروا كمنظمة إرهابية هو إرهاب إسرائيلي واضح (...) هدفه تصفية قضية اللاجئين بصفتها ثابتا من ثوابت القضية، ومحاولة لإرهاب الحراك القانوني الدولي في محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي وقادته".
اغتيال المؤسسات الدولية
وعد هذا الاستهداف "سياسة إسرائيلية تهدف لاغتيال المؤسسات الدولية والإنسانية المناصرة للحق الفلسطيني".
ودعا في بيان، إلى محاسبة الاحتلال الإسرائيلي، مطالبا بـ"عزل الكيان العنصري ومعاقبته وطرده من كل المؤسسات الدولية والمجتمع المدني والرياضي لإجباره على المثول للإرادة الدولية والانسحاب من الأراضي المحتلة وإيقاف حرب الإبادة والتطهير العرقي".
من جانبها، استنكرت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير خطوة الكنيست الأخيرة قائلة إنها تهدف "لتقويض أونروا ومنعها من العمل وربطها بالإرهاب كمدخل لرفع الحصانات عنها، وصولا إلى تصفية وجودها في القدس وغزة والضفة الغربية".
وقال رئيس الدائرة أحمد أبو هولي في بيان: "إن القرار الاسرائيلي يتحدى العالم"، داعيا المجتمع الدولي إلى "قول كلمة حاسمة بشأن هذا التطاول الإسرائيلي على منظومة الأمم المتحدة"، مضيفا: "إسرائيل تبدي استهتارا واستخفافا بكل القوانين والقيم والمعاهدات الدولي".
وطالب الأمم المتحدة "برفع مستوى التدخل الفوري لدى كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمطالبة بحماية قراراتها وحماية وجود واستمرارية عمل الأونروا".
وفي السياق، أدانت حركة "فتح" تلك الخطوة معتبرة إياها "تحدٍ سافر للقانون الدولي ومحاولة لتصفية حقوق الشعب التاريخيّة".
وطالبت في بيان، المجتمع الدولي بـ "اتخاذ موقف حاسم حيال قرارات منظومة الاحتلال، وإلزامها بالانصياع للقانون الدولي والقرارات والاتفاقات المنبثقة عنه".
وفي 29 مايو/أيار الماضي، صادق الكنيست بالقراءة التمهيدية على "مشروع قانون يلغي الحصانة والامتيازات الممنوحة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين".
ولكي يصبح القانون نافذا يتعيّن التصويت بـ 3 قراءات، وهو ما ترى فيه جهات فلسطينية وأممية ودولية حملة إسرائيلية لتفكيك "الأونروا" وتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وبالتزامن مع حربها على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل هجوما على المنظمة الدولية وتزعم أن موظفيها ساهموا في هجمات "طوفان الأقصى".
وفي ذلك اليوم، شنت "حماس" هجمات على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة؛ ردا على "جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.
وتنفي "أونروا"، التي تتخذ من حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية مقرا رئيسيا لها، صحة اتهامات إسرائيل لها، وتؤكد أنها تلتزم الحياد وتركز حصرا على دعم اللاجئين.
ويتعاظم احتياج الفلسطينيين لخدمات "أونروا" في ظل الحرب التي أسفرت عن نحو 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتأسست "الأونروا" بقرار من الأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين بمناطق عملياتها الخمس: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، حتى التوصل لحل عادل لقضيتهم.
الأردن تدين استهداف رمزية الأونروا
وفي سياق متصل، أدان الأردن، الاثنين، قرار الكنيست الإسرائيلي تصنيف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) "منظمة إرهابية"، قائلا إن ذلك يمثّل "انتهاكا للقانون الدولي ولالتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال".
وقالت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان: "ذلك القرار محاولة لقتل الوكالة واغتيالها سياسيا، واستهداف رمزيتها التي تؤكد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض وفق القانون الدولي".
وأوضحت الوزارة أن "الادعاءات والإجراءات الإسرائيلية المتواصلة التي تستهدف أونروا، وترمي لقتلها وإلغاء دورها المحوري والأساسي في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني وفقاً لتكليفها الأممي، تمثل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي ولالتزامات إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال".
وأشارت إلى "أهمية الدور الذي تقوم به الوكالة في تقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس وخاصة في قطاع غزة، الذي يعاني كارثة إنسانية غير مسبوقة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر والمتواصل عليه منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".
ودعت الوزارة إلى "استمرار المجتمع الدولي بتقديم الدعم السياسي والمالي اللازم للوكالة لكي تتمكن من الاستمرار في دورها الإنساني الذي لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله حتى يتم حل قضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية فلسطينية الاحتلال الأونروا الاردن فلسطين الاحتلال الأونروا استياء المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللاجئین الفلسطینیین الاحتلال الإسرائیلی للقانون الدولی منظمة إرهابیة الأمم المتحدة قرار الکنیست
إقرأ أيضاً:
لإعاقة محاولاتها لدعم اللاجئين الفلسطينيين.. شركة مثلجات ترفع دعوى قضائية ضد ونيليفر
رفعت شركة المثلجات "بن أند جيري" دعوى قضائية جديدة، تتّهم فيها الشركة الأم "يونيليفر"، بإعاقة محاولاتها لدعم اللاجئين الفلسطينيين، وتهديدها بحلّ مجلس الإدارة وملاحقة أعضائه قضائيًا، بخصوص هذه القضية.
وتعدّ هذه الدعوى، التي قُدمت أمس الأربعاء، مؤشراً على استمرار التوترات بين "بن أند جيري" و"يونيليفر"، والتي تعود إلى عام 2021، حين أعلنت بن أند جيري أنها سوف توقف بيع منتجاتها في الضفة الغربية المحتلة، مشيرة إلى أن ذلك يتعارض مع قيمها.
ودفعت هذه الخطوة بعض المستثمرين إلى بيع أسهمهم في "يونيليفر"؛ وتقدّمت شركة "بن أند جيري" بدعوى قضائية جديدة ضد شركة "يونيليفر"، متهمة إياها بـ"انتهاك بنود اتفاق التسوية السري الذي أبرم بينهما في 2022"؛ وذلك بعدما باعت "يونيليفر" حقوق إنتاج منتجات "بن أند جيري" في دولة الاحتلال الإسرائيلي لشريك مرخّص محلي، ما سمح بمواصلة بيعها في الضفة الغربية والداخل المحتل.
تجدر الإشارة إلى أن الدعوى القضائية، تشير إلى أن اتّفاق التسوية ينص على ضرورة احترام شركة -يونيليفر- "للمسؤولية الأساسية لمجلس إدارة بن أند جيري المستقل فيما يتعلق بالمهمة الاجتماعية للشركة".
وأضافت بن أند جيري، أنّ الشركة الأم قد عرقلت محاولاتها في أربع مناسبات، للتعبير علناً عن دعمها للسلام وحقوق الإنسان، حيث منعت يونيليفر هذه الجهود كافّة. فيما لم تصدر يونيليفر بعد أي تعليق على الدعوى القضائية.
وذكرت شركة بن أند جيري، في دعواها القضائية، أنها "حاولت إصدار بيانات تدعو لوقف إطلاق النار، وتطالب بتأمين مرور آمن للاجئين الفلسطينيين إلى بريطانيا، وتدعم الطلاب الذين ينظمون احتجاجات في الجامعات الأمريكية ضد مقتل مدنيين في قطاع غزة"، بالإضافة إلى "المطالبة بوقف المساعدات العسكرية الأمريكية للاحتلال الإسرائيلي، إلا أن شركة يونيليفر منعتها من تنفيذ هذه المبادرات".
إلى ذلك، أفادت الدعوى القضائية نفسها، أنّ "مجلس إدارة بن أند جيري المستقل عبّر عن مواقفه بشكل منفصل في بعض القضايا، إلا أن الشركة ككل تعرضت للتكميم". وأشارت بن أند جيري إلى أنّ بيتر تير كولف، رئيس قسم المثلجات في يونيليفر، أبدى قلقه حيال "الانطباع المستمر بمعاداة السامية" المرتبط بمواقف الشركة حول اللاجئين من غزة، وذلك وفقاً لما جاء في الدعوى.