مواطنون يتحلون بالوعي والبصيرة .. وآخرون يتأثرون بالشائعات مجلس النواب يحذر من الانجرار وراء الشائعات ويدعو لتعزيز التلاحم الوطني

الثورة/ افتكار احمد

يعتري البعض من المواطنين الهلع والخوف بمجرد سماعهم لشائعة ما عن حدث بسيط ، لا يستدعي كل هذا القلق الذي يجعلهم يتأثرون بمثل هذه الشائعة أو تلك ، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالجانب الاقتصادي والمعيشي ، فتراهم يتهافتون بشكل غير مسبوق على محطات الوقود والأسواق التجارية ، لتعبئة سياراتهم وشراء كميات من المواد الغذائية ، غير مكترثين بتنبيهات الجهات المختصة وتطمينها للجميع بأن كل شيء متوفر وبكميات كبيرة ولا داعي للقلق والهلع واختلاق أزمات لا مبرر لها .

.
الأمر ينطبق على ما حدث عقب العدوان الصهيوني الغاشم على ميناء الحديدة واستهدافه خزانات الوقود ، فبمجرد سماع الناس للحدث ، وتأثرهم بالشائعات التي يبثها مفتعلو الأزمات ، وأصحاب القلوب المريضة ، وأدوات العدوان ومرتزقتهم ، والتي أخذت تغزو مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيل ميديا، سارع البعض من المواطنين إلى محطات الوقود لتعبئة سياراتهم بالبنزين والديزل والغاز ، وكذلك لتعبئة اسطوانات الغاز المنزلية ، فيما اتجه البعض إلى الأسواق والسوبر ماركت للشراء ، بصورة غير طبيعية ، توحي بأن كل شيء سيختفي في الأسواق أو سترتفع الأسعار..لكن الكثيرين ممن يتحلون بالوعي والبصيرة ، لم يتأثروا بالحدث ، ولم ينساقوا وراء الشائعات المغرضة الهادفة لإثارة البلبلة والمخاوف لدى الناس.
تطمينات
محطات الوقود في أمانة العاصمة كانت شهدت مساء يوم السبت ازدحاماً ، بعد أن هرع مئات المواطنين إلى هذه المحطات للتزود بالبترول والديزل والغاز، خشية حدوث نقص حاد في إمدادات البترول والديزل، والمواد الغذائية الأساسية ، في مشهد عكس حجم المخاوف الكبيرة لدة هؤلاء من تداعيات العدوان الصهيوني الآثم على مخازن الوقود في الحديدة ، كما عكس في الوقت نفسه ضعف الإيمان ، وحالة الوهن التي يعيشها الكثير من الناس الذين ينجرون وراء الشائعات ويصطنعون أزمات لا مبرر لها ، ولا وجود لها في الواقع .
مشاهد تزاحم السيارات وتدافع المواطنين نحو محطات الوقود وفي بعض الأسواق ، تخوفاً من انعدام مادتي البترول والديزل أو إخفائها ، جعل الجهات المختصة في الحكومة تسارع إلى إصدار بيانات تدعو مالكي السيارات والمركبات الأخرى والمواطنين إلى عدم التدافع إلى المحطات وتطمينهم بأن الوقود متوفر وبكميات كبيرة من بترول وديزل وغاز ، وانه لا داعي لهذا التهافت ، وتحذر في الوقت نفسه أصحاب المحطات والمحلات التجارية من رفع الأسعار أو الإغلاق أمام المواطنين .
مخاوف غير مبررة
لم يكتف أصحاب بعض السيارات المتأثرين بالشائعات ، بملء خزانات سياراتهم من الوقود ، بل اصطحبوا معهم دبات (20) لترا لتعبئتها ، واسطوانات غاز منزلية ، لتعبئتها أيضا ، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد ، بل شاهدت سيارات (شاصات) ، على متنها براميل فارغة أمام بعض المحطات لتعبئتها بالبترول والديزل ، لكن أصحاب تلك المحطات رفضوا تعبئتها جميعا ، وفقا لشهاداتهم ، وأنهم لا يزالون يحاولون إقناع أصحاب المحطات بتعبئتها ، ولو كلفهم الأمر أن يدفعوا قيمة إضافية، المهم لديهم أن يملأوا هذه البراميل بالوقود ، لخشيتهم من وقوع أزمة في المشتقات النفطية في الأيام القادمة .
أحد المواطنين ممن تأثروا بالشائعات كان يسارع الخطى نحو محطة غاز قريبة من سكنه ، حاملا بكتفه أسطوانة غاز وبيده أسطوانة أخرى ، وعندما سألته لماذا هذا الهلع والخوف ، قال بكل ثقة ، « ستحدث أزمة في الغاز غدا وأصحاب المحطات سيخفون ما لديهم من غاز ويغلقون محطاتهم ، ولذلك لا بد أن اعبي هاتين الاسطوانتين بسرعة ، قبل أن ينتهي الغاز من المحطة » .
وأضاف « لو كان لدي ما يكفي من المال لأخذت الخمس الأسطوانات التي معي في المنزل لتعبئتها « .. حديث هذا المواطن ، ينطبق على مئات الأشخاص الأخرين ـ وأصحاب المطاعم الذين سارعوا لإخراج اسطواناتهم ، لغرض تعبئتها بالغاز ، خشية نفاده في المحطات ،وعدم توفره في الأيام التالية “.
تنامي الوعي
وفي المقابل كان مستوى الوعي لدى غالبية الناس كبيرا ، فلم يكترثوا لمثل هذا الشائعات ولم يلتفتوا اليها ، أو يتأثروا بها ، لإدراكهم أنها مغرضة ، تبنتها أدوات العدوان وضعفاء النفوس بهدف إثارة مخاوف البسطاء وافتعال أزمات لا مبرر لها.. ولم يقف الأمر عند الكثير من أصحاب الوعي والبصيرة عند مستوى عدم تأثرهم بالشائعات ، بل تبنوا جانبا آخر ، وهو قيامهم بالنصح والإرشاد للآخرين سواء بالتخاطب المباشر مع الناس ، واقناعهم بأنه لا يوجد أي أزمة للمشتقات النفطية أو السلع الغذائية وان كل شيء متوفر ، وانه لا داعي للهلع والخوف ويذكرونهم بتصريحات الجهات المختصة بهذا الشأن ، أو عبر الرسائل التوعوية غير المباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وغيرها ، وكان لهذا الدور نتائجه في اليوم التالي ، حيث اختفت، وخلت جميع المحطات من أية ازدحامات للسيارات والمواطنين .
وزير النفط يبدد مخاوف المواطنين
وزير النفط والمعادن في حكومة تصريف الأعمال أحمد دارس طمأن المواطنين بوجود كميات كافية من المخزون النفطي، ودعاهم إلى تجنب الهلع وافتعال أزمة ليس لها أي مبرر.
وأكد دارس أن محطات البنزين مستمرة في تقديم خدماتها للمواطنين كالمعتاد، ولا يوجد أي قلق في هذا الجانب، داعيا المواطنين إلى تجنب التوافد إلى المحطات بأعداد كبيرة خوفا من انقطاع مصادر الطاقة.
وكانت شركة النفط اليمنية في صنعاء، أكدت، في وقت سابق، أن الوضع التمويني في الحديدة أو في مناطق سيطرة صنعاء الأخرى “مستقر تماماً ولا يوجد أي مبرر للضغط على محطات الوقود.
وقالت شركة النفط إنها “سبق وأن قامت باتخاذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة لأي طارئ”.
ودعت المواطنين “للتعاون في حال مخالفة أي محطة للقوانين النافذة والمتبعة كإغلاق المحطة لخلق أزمة أو رفع السعر الرسمي أو الامتناع عن تعبئة الوقود للمواطنين من خلال التواصل عبر الأرقام المجانية للشركة : 8001700”.
وزارة الصناعة تحذر ضعفاء النفوس
من جانبها أكدت وزارة الصناعة والتجارة أن الوضع التمويني والسعري مستقر ومطمئن وأن المواد الغذائية الأساسية متوفرة في الأسواق المحلية بكميات كبيرة.
وأوضح بيان صادر عن الوزارة أن اللجان الميدانية التابعة للوزارة ومكاتبها في أمانة العاصمة والمحافظات وفروعها في المديريات تواصل النزول الميداني اليومي إلى الأسواق لمراقبة الأوضاع التموينية والسعرية، وضبط أي مخالفات.
وأثنى البيان على تعاون وتجاوب جميع المحلات التجارية مع التعاميم الصادرة عن الوزارة.. مشددا على أهمية التزام جميع المحلات بإشهار أسعار جميع السلع الغذائية الأساسية أمام المستهلك.
وأشار إلى أن الوزارة على تنسيق مستمر مع كبار المنتجين والمستوردين وأن عملية تدفق السلع الغذائية إلى الأسواق تسير بصورة طبيعية ومنتظمة.
ونبه البيان من الانجرار وراء الشائعات بشأن الارتفاعات السعرية جراء العدوان الإسرائيلي .. مؤكدا عدم تساهل الوزارة مع أي مخالفات سعرية أو محاولة للاحتكار و ستردع كل من يثبت تورطه في ذلك.
ودعت الوزارة في بيانها المواطنين للإبلاغ عن أي مخالفة سعرية أو تموينية على الرقم المجاني للشكاوى التابع للوزارة 174 .
مجلس النواب يحذر
استغلال حدث العدوان الصهيوني على مخازن الوقود في محافظة الحديدة من قبل مرتزقة العدوان وعملائهم وضعفاء النفوس وبث الإشاعات المغرضة ، بأن ذلك سيؤدي إلى انعدام الوقود واختفاء الكثير من السلع والمواد الأساسية في صنعاء وفي مختلف المحافظات اليمنية الواقعة تحت نفوذ حكومة صنعاء ، جعلت مجلس النواب يحذر من الانجرار وراء الشائعات المغرضة لخلق حالة من الهلع لدى المواطنين، لا مبرر لها.. مشيرا إلى تصريحات الجهات الحكومية الرسمية باستقرار الوضع التمويني وتوفر الكميات الكافية من الغذاء والوقود.
ودعا مجلس النواب الجميع إلى التكاتف والتعاون وتعزيز التلاحم ووحدة الصف الوطني لمواجهة التحديات والتصدي لكافة المؤامرات التي يحيكها الأعداء لليمن .

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: السلع الغذائیة وراء الشائعات المواطنین إلى محطات الوقود مجلس النواب لا مبرر لها

إقرأ أيضاً:

موانئ المغرب على المتوسط تستعيد عافيتها مع تحسن كميات الصيد في فبراير

سجلت كمية منتجات الصيد البحري المفرغة بموانئ وقرى الصيادين بالسواحل المتوسطية لشمال المغرب، مع متم شهر فبراير الماضي، ارتفاعا بنسبة 9 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2024.

وأفاد المكتب الوطني للصيد البحري، في تقريره الأخير المتعلق بإحصائيات الصيد الساحلي والتقليدي بالمغرب، بأن الحجم الإجمالي لمفرغات منتجات الصيد البحري بالموانئ المتوسطية خلال الشهرين الأولين من العام الجاري بلغ 3504 أطنان.

وأضاف المصدر ذاته أن القيمة التجارية لمنتجات الصيد البحري المفرغة، بين فاتح يناير ومتم فبراير، سجلت ارتفاعا بنسبة 21 في المائة، حيث وصلت إلى 192,24 مليون درهم، مقابل 158,78 مليون درهم خلال الفترة ذاتها من السنة المنصرمة.

وحسب الأنواع، فقد تراجعت كمية الأسماك السطحية المفرغة بهذه الموانئ، الواقعة ضمن الشريط الساحلي بين طنجة غربا والسعيدية شرقا، إلى 582 طنا (ناقص 25 في المائة) بقيمة سوقية تناهز 8,27 مليون درهم (ناقص 23 في المائة)، مقابل 777 طنا و 10,78 مليون درهم قبل عام.

بالمقابل، سجل حجم المصطادات من الأسماك البيضاء المفرغة بموانئ المنطقة زيادة بنسبة 10 في المائة ليصل إلى 384 طنا بقيمة سوقية تناهز 16,27 مليون درهم (زائد 20 في المائة)، مقابل 350 طنا و 13,58 مليون درهم على أساس سنوي.

كما سجلت كمية الرخويات المفرغة ارتفاعا مهما لتصل إلى 2293 طنا (زائد 21 في المائة) بقيمة تعادل 153,77 مليون درهم (زائد 22 في المائة)، فيما سجلت كمية القشريات المفرغة ارتفاعا بنسبة 33 في المائة، لتناهز 177 طنا، بقيمة تصل إلى 12,69 مليون درهم (زائد 52 في المائة).

يذكر أن المكتب الوطني للصيد البحري أفاد بأن قيمة منتجات الصيد الساحلي والتقليدي المسوقة خلال شهري يناير وفبراير الماضيين سجلت زيادة، من حيث القيمة، بنسبة 13 في المائة لتصل إلى قرابة 2,29 مليار درهم، فيما بلغ وزن هذه المنتجات 67 ألفا و 644 طنا، بانخفاض بنسبة 27 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الفائت.

كلمات دلالية المغرب بحار صيد موانئ

مقالات مشابهة

  • الكويت.. قرار رسمي بتغريم من يتجوّل بالسيارة دون مبرر
  • الكويت تقر عقوبة التجول بالسيارة داخل المدن دون مبرر والقيادة بالبرقع أو النقاب
  • بالأرقام.. مؤسسة النفط تكشف كميات «الطاقة المستهلكة» خلال أسبوع
  • موانئ المغرب على المتوسط تستعيد عافيتها مع تحسن كميات الصيد في فبراير
  • منظمة اممية تقف على محطات مياه أم درمان
  • الجهات الأمنية توقف مخالفين وتضبط كميات من المواد المخدرة .. فيديو
  • يصبح مستقيلا.. ماذا يحدث حال غياب العامل أكثر من 20 يوما بدون مبرر
  • وزارة النفط تباشر بمد أنبوب غازي لتغذية المحطات الكهربائية
  • السجن 6 سنوات لمتهم ضبط بحوزته كميات كبيرة من الحشيش في بورسعيد
  • ضبط كمية كبيرة من السلع الغذائية مجهولة المصدر بقرية أسنيت بالقليوبية