23 يوليو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: في خطوة أثارت العديد من التساؤلات والجدل في الوسط السياسي العراقي، تقرر نقل المباحثات العراقية الأمريكية بشأن إنهاء التواجد الأمريكي من بغداد إلى واشنطن. هذه الخطوة تثير العديد من الشكوك حول الأهداف الحقيقية وراء هذا القرار وتأثيره على مسار المفاوضات.

البيئة التفاوضية: بغداد مقابل واشنطن

من المعروف أن المفاوضات التي تُجرى على أرض الوطن تمنح المفاوض حرية أكبر في اتخاذ القرارات دون التعرض لضغوطات خارجية.

وفي بغداد، يكون المفاوض العراقي في بيئة مألوفة، محاطاً بدعم وطني وسياسي يمكن أن يعزز من موقفه التفاوضي. على النقيض، في واشنطن، قد يتعرض المفاوض لمغريات وضغوطات تهدف إلى تغيير مسار المفاوضات لصالح الطرف الأمريكي.

الشفافية والنزاهة

المفاوضات في بغداد تضمن مستوى أعلى من الشفافية والنزاهة، حيث يكون من الصعب تنفيذ أمور خلف الكواليس أو تقديم رشاوى للمفاوضين. في المقابل، وجود المفاوضين في واشنطن يفتح الباب أمام احتمالات تعرضهم لضغوطات غير معلنة أو محاولات للتأثير عليهم بطرق مختلفة.

وقد أعرب عضو ائتلاف دولة القانون، سعد المطلبي، عن مخاوفه من أن نقل المفاوضات إلى واشنطن يهدف إلى تقديم مغريات للمفاوض العراقي لحرف مسار المفاوضات.

الأبعاد الاستراتيجية لنقل المفاوضات

يرى العديد من المحللين أن نقل المفاوضات إلى واشنطن يخدم أهدافاً أمريكية بعيدة المدى. فهو قد يكون نوعاً من المماطلة بشأن الانسحاب الأمريكي من العراق، حيث يمكن أن تستغل الولايات المتحدة الوقت والمكان لفرض شروط جديدة أو تعديل الخطط بما يتناسب مع مصالحها في المنطقة.

إضافة إلى ذلك، فإن وجود المفاوضات في واشنطن يمنح اللوبيات والدول المعادية للعراق فرصة للتدخل والتأثير على مسار المفاوضات.

المفاوض العراقي والمغريات الأمريكية

تصريحات المطلبي تشير بوضوح إلى أن نقل المفاوضات إلى واشنطن مدروس أمريكياً لتخويف ومحاصرة أفكار المفاوض العراقي. الفكرة هنا هي أن المفاوض العراقي، بعيداً عن وطنه، قد يكون أكثر عرضة للتأثير بالمغريات التي تُعرض عليه، مما قد يؤدي إلى تقديم تنازلات غير مبررة أو تغييرات في المواقف التفاوضية.

وفي ضوء التحليلات، يصبح من الواضح أن نقل المفاوضات العراقية الأمريكية إلى واشنطن يحمل في طياته العديد من الأهداف المخفية التي قد لا تخدم مصلحة العراق.

والتمسك بمبدأ أن صاحب القضية يجب أن يفاوض المحتل في بلده وليس في بلد المحتل، يظل هو الخيار الأمثل لضمان تحقيق نتائج تفاوضية عادلة ومتوازنة.

وتوجه الدعوات الى الحكومة العراقية أن تعيد النظر في هذا القرار، وتعمل على ضمان بيئة تفاوضية تحقق مصالح الشعب العراقي بعيداً عن الضغوطات والمغريات الخارجية.

وتابع المطلبي ان، “الامريكان يجيدون ممارسة منح الرشى والاغراءات الكثيرة كما حصل مع المفاوضات العراقية مع الكويت”، لافتاً الى ان “عدم الكشف عن أسماء اللجان من قبل الحكومة العراقية غياب للشفافية واخفاء للحقائق”.

وأعلنت السفيرة الامريكية رومانسكي اليوم عن بدء المحادثات الامريكية العراقية في واشنطن من اجل انهاء التواجد الأمريكي في العراق، وسط تحذيرات سياسية عراقية من انحراف مسار تلك المفاوضات بسبب الضغوط الامريكية على الوفد العراقي.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: المفاوض العراقی مسار المفاوضات إلى واشنطن فی واشنطن العدید من

إقرأ أيضاً:

النقل تعلن زيادة أعداد الطائرات العابرة للأجواء العراقية

الاقتصاد نيوز - بغداد

أعلنت وزارة النقل، الأحد، تسجيل زيادة كبيرة في عدد الطائرات العابرة، الهابطة، والمغادرة للأجواء العراقية.  

وقال المكتب الإعلامي للوزارة في بيان، اطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "الوزارة سجلت زيادة كبيرة في عدد الطائرات العابرة، الهابطة، والمغادرة للأجواء العراقية، وذلك في ظل استقرار المجال الجوي وتوسعته لصالح الطيران المدني العراقي ".

وأضاف البيان، أن "هذا التطور جاء ضمن خطة نفذتها الشركة العامة للملاحة الجوية، التي عملت على توسيع المجال الجوي المدني على حساب المجال العسكري، ما أدى إلى ارتفاع عدد الطائرات العابرة إلى 600-650 طائرة يوميًا" .

وتابع أن "وزارة النقل في إطار استراتيجيتها لتعزيز البنية التحتية للملاحة الجوية، وضعت خطة للتعاقد مع شركات عالمية لشراء رادارين جديدين، أحدهما مخصص للمنطقة الغربية والآخر لمطار البصرة، وذلك لتحسين إدارة الحركة الجوية وزيادة كفاءة المراقبة والسيطرة على الأجواء العراقية".

ونوه بيان الوزارة  أن "شركة راديولا النيوزيلندية المتخصصة في سلامة الطيران أكدت كفاءة وسلامة الأجهزة الملاحية الخاصة بالهبوط، مما يسمح بمواصلة تنفيذ الخطط التطويرية لمجال الملاحة الجوية، كما يجري العمل حاليًا على تطوير أجهزة مطار بغداد الدولي، حيث يتم تركيب منظومة ILS جديدة إلى جانب المنظومة الحالية، لضمان أعلى مستويات الأمان والدقة في عمليات الهبوط والإقلاع".

وأشار البيان ، أن "مطار بغداد الدولي يشهد مشاريع توسعة وتأهيل تتضمن البنى التحتية ضمن عمليات التأهيل الشامل بالتزامن مع عمليات إنشاء  مطار الناصرية الدولي، المتوقع افتتاحه بحلول نهاية العام الجاري، حيث تم استلام معظم الأجهزة الملاحية من شركة إندرا الإسبانية المتخصصة في تكنولوجيا الطيران  فيما وصلت  نسبة الإنجاز في مطار  الموصل الدولي إلى مراحل متقدمة، ومن المقرر افتتاحه منتصف العام الحالي، حيث تم استلام معدات ملاحية متطورة، بما في ذلك أنظمة الرادار ومنظومة ILS، من شركات فرنسية و عالمية".

وواصل البيان، أن "استكمال أعمال تطوير وتأهيل مطار بغداد الدولي، إضافة إلى إنشاء مطارات الناصرية، الموصل، وكربلاء المقدسة ، ستمكن العراق بأن يكون مركزًا إقليميًا للطيران في المنطقة وهذه المشاريع من شأنها تعزيز مكانة العراق كممر جوي استراتيجي يربطه بالأسواق العالمية، إضافة إلى دوره المتنامي كوجهة سياحية وتجارية إقليمية ودولية" .


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • النقل تعلن زيادة أعداد الطائرات العابرة للأجواء العراقية
  • نتنياهو يوعز باستمرار المفاوضات مع حماس بناء على مقترح ويتكوف
  • زيارة الشيباني إلى بغداد.. فصل جديد من العلاقات العراقية - السورية
  • زيارة الشيباني إلى بغداد.. فصل جديد من العلاقات العراقية - السورية - عاجل
  • الرئيس العراقي يبحث مع الشيباني العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها
  • النفط العراقي يختتم تعاملات الأسبوع على انخفاض
  • الأمن العراقي يعتقل ثلاثة سوريين يروجون للتنظيمات الإرهابية في بغداد
  • مجموعة السبع تهدد روسيا بعقوبات جديدة وتوجه تحذيرات صارمة لإيران
  • وزير الخارجية العراقي يستقبل نظيره السوري في بغداد
  • أعلى من برنت.. النفط العراقي يتجاوز حاجز الـ71 دولارا للبرميل