صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-06@21:47:44 GMT

الاتصال والبيان!!

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

الاتصال والبيان!!

الصباح الجديد

أشرف عبد العزيز

مُنذ اندلاع هذه الحرب الإجرامية آثر حزب المؤتمر الوطني (المحلول) الصمت السياسي، وأعلى صوت التعبئة بحكم أن المعركة معركته، وأن الكرامة التي يود استعادتها هي عودته إلى الحكم مجدداً محمولاً على أشلاء ودماء السودانيين.

بعد إشعال الحرب أخفت قيادة الحزب نفسها، وأهملت العمل السياسي، وتفرغت للتعبئة والتجييش وتأسيس المقاومة الشعبية وشراء السلاح، وساهم ذلك في تعزيز الاتهامات لها بإشعال الحرب خاصة بعد عرقلتها لكل المجهودات الدولية لوقف الحرب.

وطوال هذه الفترة ظلت قيادة الجيش تنظر الأمر من زاويتين، الأولى هي أن التحالف بينها والحركة الإسلامية يوفر لها عناصر صلبة قادرة للتصدي لقوات الدعم السريع وأطماعها التوسعية، وفي ذات الوقت تستشعر الخطر، وتتحسسه دوماً خاصة وأنها مدركة تماماً أن الصف الثاني في قيادة الجيش ومعظم الضباط الممسكين بتلابيب المعركة ولاؤهم التام للحركة، وليس للقوات المسلحة، وازدادت قوتهم بعد تأسيس المقاومة الشعبية التي باتت تمتلك (المسيرات) وتشتري السلاح، ولم يثنها حديث نائب قائد الجيش الفريق الكباشي في القضارف، هذا فضلاً عن التميز الذي تمتاز به كتيبة البراء داخل الجيش، ورويداً رويداً أصبح الإخوان جيشاً يسيطر على الجيش بماله وعتاده ودعمه السياسي.

ومع ذلك لم يحققوا انتصارات ميدانية من شأنها قلب الواقع واستبدال كفة الميزان لصالح الجيش، ففي صباح كل يوم تتوالى الأحداث عاصفة منذرة بتداعيات وخيمة جراء الحرب، فالمجاعة طرقت أبوابها والجنيه تهاوى أمام العملات الأجنبية، وفشل الموسم الزراعي الشتوي معلناً فشل الصيفي رغم الخريف المبكر، واستمر النزوح والتشرد، ومن لم يقتله الرصاص فُطر قلبه، وتوقف عن ضخ الدماء للشرايين، أو اختطفته يد المنون لعدم توفر الدواء خاصة مرضى غسيل الكلى والقلب.

وفي خضم هذه المأساة تراجع دعاة الحرب وبدأت مفردات مثل (بل س) تقذف في سلة المهملات، وتغير المزاج السوداني، وأصبح المواطنون جميعهم يتوقون لوقف الحرب، وبالتالي لم تجد قيادة الجيش غير السير في هذا الطريق طريق وقف الحرب ومن هنا جاءت الاستجابة للوساطة التي عرضها الرئيس الأثيوبي على البرهان، والتي أسفرت عن الاتصال الذي جرى بين البرهان ومحمد بن زايد.

حاول المؤتمر الوطني المحلول المزايدة، ووجه عناصره بالتعليق على الاتصال بأنه سيعود بالوبال على الدعم السريع وتنسيقية (تقدم)، ولكن في المقابل تدرك قيادة الحزب تماماً أن أي تقدم في هذا المضمار يعني عزل دعاة الحرب ونهايتهم، وأن هذه المرة (الهوا جات مقلوبة) ومن الصعب إيقاف الضغط الدولي الكاسح الرامي لوقف الحرب. وحتى نائب الخارجية السعودي الخارجية (الخريطة) من الذين لعبوا دوراً مهماً في مفاصلة الإسلاميين.

لم يجد المؤتمر الوطني طريقاً غير إصدار بيان يوضح فيه موقفه من الاتصال الذي جرى وما يجري في الساحة الأفريقية والدولية بشأن السودان، وبالرغم من أن الحزب المحلول بث تطمينات للقائد العام للجيش من خلال البيان بأنه يدعمه ويعمل تحت قيادته، إلا أنه حوى عدة اشتراطات هي نفسها التي ظلت تمثل عائقاً لوقف الحرب. أراد الحزب المحلول من هذا البيان الإشارة إلى أنه موجود وباسمه، بالرغم من أنه محلول بموجب الوثيقة الدستورية التي ما زالت سارية، وفشل في تمزيقها رغم الانقلاب والحرب، ويبقى السؤال هل ينجح المؤتمر الوطني المحلول في إملاء شروطه على الجيش أم ينتهي شهر العسل، وتبدأ جولة المواجهة الثانية؟

الوسومأشرف عبد العزيز

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أشرف عبد العزيز المؤتمر الوطنی لوقف الحرب

إقرأ أيضاً:

التطعيم لا يكفي وحده لوقف المعاناة في غزة

حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة مهمة جدا وتستحق الإشادة، ولكنها لا تكفي وحدها لتخفيف المعاناة الإنسانية في القطاع.. وقف الحرب بشكل كامل وحده يمكن أن يوقف النزف البشري وامتهان الكرامة الإنسانية هناك.

وقالت الأونروا اليوم أن نحو 187 ألف طفل أخذوا اللقاح خلال الأيام الثلاثة الماضية على أمل أن تنتقل الحملة إلى مناطق أخرى. لكن شلل الأطفال ليس المرض الوحيد الذي ينتشر في غزة فالتقارير تتحدث عن الكثير من الأمراض التي تنتشر في القطاع بين الكبار والصغار لأسباب كثيرة في مقدمتها نقص المياه النظيفة واختلاطها بمياه المجاري وغياب التموين الغذائي، وكل هذا يحدث في ظل غياب شبه كامل للمؤسسات الصحية، فيما تحول ما تبقى منها إلى مستشفيات تتعامل مع جرحى الحرب وبمعدات بسيطة في ظل نقص الأدوية والمعدات اللازمة لإجراء العمليات الجارية وغسيل الكلى وعمليات القلب.

وهذا المشهد لا يتضح جليا في السياق اللغوي فالمعاناة هناك أكبر بكثير مما يمكن للكلمات قوله.

على أن المعاناة الفلسطينية لها أشكال وصور كثيرة جدا لا يمكن حصرها خاصة في هذه الحرب الظالمة التي يعتمد فيها العدو على استراتيجية الإبادة وتقطيع أوصال الأسر الفلسطينية وتشريدها وهي تعذيب حقيقي للمدنيين وللنساء والأطفال بشكل خاص. ناهيك أن الأسر تحمل الكثير من هموم أطفالهم الذين انقطعوا عن التعليم للعام الثاني على التوالي على اعتبار أن الحرب بدأت في 7 أكتوبر مع بداية العام الدراسي العام الماضي، وبدأ العام الدراسي الحالي دون طلاب ودون مدارس وهذا في حد ذاته جريمة أخرى من جرائم الاحتلال لها تأثير طويل الأجل. ولا يبدو في المشهد العام داخل القطاع أن هناك إمكانية لبدء العام الدراسي الحالي حتى في حال توقف الحرب في ظل هدم كامل للبنية التحتية في القطاع وفي ظل استشهاد عشرات الآلاف من الطلاب وتشتت الأسر في العراء.

وهذا المشهد يستحق من الأمم المتحدة أن تستنفر من أجله، وأن تتحرك كل المنظمات الحقوقية العالمية لبناء رأي عالمي ضاغط أكثر على إسرائيل وعلى الدول الغربية التي تملك القدرة على الضغط على إسرائيل من أجل وقف الحرب لكل هذه الدواعي الإنسانية.. وإذا كانت إسرائيل وبعض الدول الغربية غير مهتمين بالتاريخ في هذه اللحظة التي تنتشر فيها روائح الموت وأصوات المأساة في فلسطين المحتلة فإن التاريخ يبقى تاريخا وقابلا للقراءة في أي وقت قادم.. وكل هذه التفاصيل التي تحدث على مرأى العالم ومسمعه لن ترحم أحدا في المستقبل وستبقى وصمت عار في جبين البشرية وفي جبين الكثير من الدول التي تدعم جرائم الكيان أو تتراخى في وقفها وهي تستطيع.

مقالات مشابهة

  • خطط الحوثيين تبوء بالفشل في الجنوب : الجيش الوطني يسيطر على الموقف ويلقن الحوثيين درسا
  • موقفنا كقوى ديمقراطية بين القوات المسلحة والدعم السريع ومغالطات إعلان جدة
  • زخور ووفد من المستأجرين القدامى أطلعا الأسمرعلى مضمون المؤتمر الوطني
  • ورشة تضامنية للسودان في مصر
  • السيسي: “تم (خلال المباحثات مع أردوغان) استعراض الأزمة في السودان، والجهود التي تبذلها مصر بالتعاون مع مختلف الأطراف لوقف إطلاق النار وتغليب الحل السياسي”
  • التطعيم لا يكفي وحده لوقف المعاناة في غزة
  • أردوغان: نتعاون مع مصر ونسعى لوقف المجازر في غزة
  • حزب المؤتمر: زيارة الرئيس السيسي لتركيا تبرز دور مصر في قيادة السلام بالمنطقة
  • غزة.. "أونروا" تشيد بنجاح حملة التطعيم وتدعو لوقف الحرب
  • وقف الشورى قرار وزير الدفاع يؤجج الخلافات مع قيادة الجيش