توصلت دراسة حديثة إلى مقاربة لعلاج الصمم الوراثي. وأجريت الدراسة على الفئران، ويقول الباحثون إن النتائج تستحق المزيد من البحث على أمل ترجمتها إلى تجارب سريرية على البشر.

وأجرى الدراسة باحثون بقيادة الدكتور تشنغ يي تشين من مختبرات "إيتون-بيبودي" (Eaton-Peabody Laboratories) في الولات المتحدة، ونشرت في مجلة "ساينس ترانزيشينال ميديسين" (  Science Translational Medicine) خلال الشهر الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

وقال تشين، وهو أستاذ مشارك في طب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في كلية الطب بجامعة هارفارد، "توفر النتائج التي توصلنا إليها طريقا واعدا لتطوير العلاجات عن طريق تعديل العديد من أشكال فقدان السمع الوراثي".

وأضاف "مع مزيد من الدراسة، يمكن لتدخلنا باستخدام تحرير الجينوم أن يوقف أو يعكس تطور فقدان السمع لدى الأفراد المصابين بما في ذلك البالغون".

يعاني حوالي واحد من كل 500 طفل حديث الولادة من فقدان السمع الوراثي، ولا توجد حاليا أي علاجات معتمدة لعلاج الصمم.

في الدراسة الجديدة، استهدف الباحثون طفرة محددة في جين يسمى "مايكرو آر إن إيه 96" [microRNA-96 (MiR-96)] الذي يسبب فقدان السمع التدريجي لدى الفئران ويلعب دورا حاسما في تنظيم التعبير الجيني في الخلايا الشعرية (الخلايا الحسية المسؤولة عن السمع) للثدييات.

طفرة

في البشر، تم تحديد هذه الطفرة بوصفها سببا لشكل من أشكال فقدان السمع التقدمي الوراثي السائد يسمى "دي إف إن إيه 50" (DFNA50).

أنشأ الباحثون نموذج فأر يحمل الطفرة التي تعكس فقدان السمع التدريجي لدى البشر المصابين بـ"دي إف إن إيه 50″؛ وبحلول أربعة أسابيع من العمر، أظهرت هذه النماذج فقدانا كاملا للسمع عند الترددات العالية.

استخدم الفريق نهج تحرير الجينوم "كريسبر" (CRISPR/Cas9) لاستهداف هذه الطفرة وتعطيلها، والتي تم توصيلها إلى الأذن الداخلية من خلال حقن فيروس يحمل آلية التحرير. وقارنوا الحقن في نقطتين زمنيتين أثناء النمو المبكر ومراحل البلوغ، وأظهروا حفاظا قويا على الوظيفة السمعية في كلتا الحالتين على المدى الطويل، مع إثبات التدخل المبكر بأنه الأمثل.

يمثل هذا البحث الأخير الذي أجراه تشين وزملاؤه خطوة مهمة إلى الأمام في مجال العلاج الجيني لاضطرابات السمع، مما يوفر الأمل للتجارب السريرية المستقبلية التي تهدف إلى استعادة الوظيفة السمعية لدى الذين يعانون من الأشكال الجينية لضعف السمع.

المزيد من الأمل

وقال تشين "مع وجود أكثر من 150 شكلا من أشكال الصمم الوراثي، فإن بحثنا يقدم المزيد من الأمل للمرضى الذين كانوا يفتقرون في السابق إلى أي خيارات بخلاف زراعة القوقعة الصناعية".

وأضاف "تشير هذه النتائج إلى الحاجة إلى دراسات تعتمد على إثبات هذا المفهوم، لتحقيق هدفنا المتمثل في تطوير أساليب علاجية مختلفة لاستهداف كل واحدة من هذه الطفرات".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فقدان السمع

إقرأ أيضاً:

هل بذور الشيا "غذاء خارق" يخفض الوزن؟

في السنوات الأخيرة تم تسمية "بذور الشيا" بـ "الغذاء الخارق"، ومؤخراً تزايدت الدعوات على مواقع السوشيال ميديا بأنها تساعد على إنقاص الوزن، لكن الحقيقة أنها توصف من قبل الباحثين بـ"الحبوب الزائفة".

سبب تسمية بذور الشيا بالحبوب الزائفة، حسب "هيلث لاين"، أنها في الواقع عضو في عائلة النعناع، وموطنها المكسيك، وهي تستخدم تقليديها من قبل المجتمعات القديمة كبديل للحبوب الكاملة، وهذا هو سر وصفها بالزائفة.

لكن ذلك لا يعني أنها فقيرة في المغذيات، بل على العكس، تحتوي بذور الشيا على مجموعة مميزة من المغذيات، إلى جانب أنها غنية بالألياف، وتستخدم من قبل الطب التقليدي كعلاج فعّال للإمساك والانتفاخ.

وتحتوي هذه البذور على مغذيات: الكالسيوم، والمنغنيز، والمغنيسيوم، والسيلينيوم، والنحاس، والحديد، والفوسفور، إلى جانب مجموعة قوية من مضادات الأكسدة، ما يجعلها أداة لخفض الالتهابات، وهو ما يعود بفائدة وقائية ضد السكري، وفق "ويب ميد".

هل تساعد على التنحيف؟

وهناك العديد من التأكيدات على السوشيال ميديا بأن بذور الشيا تحد من الشهية، وتعزز فقدان الوزن.

والنظرية الشائعة هي أنه نظراً لأن هذه البذور تملأ الجسم وتحتوي على نسبة عالية من الألياف، فإنها تساعد في منع الإفراط في تناول الطعام.

ومن ناحية هذا صحيح، فملعقتان كبيرتان من بذور الشيا تحتويان على ما يقرب من 10 غم من الألياف، وهذا يمثل حوالي 40% من المدخول اليومي الموصى به.

وقد ارتبطت الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف بفقدان الوزن.

بحسب بحث أجري عام 2015، فإن تناول 30 غم من الألياف يومياً قد يساعد على فقدان نفس القدر من الوزن كما لو كنت تتبع نظاماً غذائياً أكثر تعقيداً.

نتائج علمية

من ناحية أخرى، لا يوجد بحث يدعم هذا الضجيج على مواقع التواصل الاجتماعي. فهناك عدد قليل من الدراسات البشرية حول بذور الشيا وفقدان الوزن.

وقد استعرضت دراسة أجريت عام 2009 تأثيرات بذور الشيا على فقدان الوزن وعوامل خطر الإصابة بالأمراض.

وفي الدراسة، تناول 90 شخصاً يعانون من زيادة الوزن أو السمنة إما دواءً وهمياً أو 25 غراماً من بذور الشيا مخلوطة بالماء قبل وجبتيهم الأولى والأخيرة من اليوم.

ولسوء الحظ، لم تظهر النتائج أي تأثير على كتلة الجسم، أو تكوين الجسم، أو عوامل خطر الإصابة بالأمراض.

كما أن بذور الشيا عالية السعرات الحرارية، والدهون نسبياً. تحتوي ملعقتان كبيرتان على 138 سعرة حرارية و9 غم من الدهون.

والخلاصة أنه عند استخدامها باعتدال، قد تساعد بذور الشيا على الشعور بالشبع بشكل أكبر، وتجعل الشخص أقل عرضة للإفراط في تناول الطعام. لكن إذا تناولت الكثير منها طوال اليوم، فقد تتجاوز حد السعرات الحرارية اليومي.
 

مقالات مشابهة

  • شركة جديدة تشهر إفلاسها.. قطاع الطاقة الشمسية في أميركا يتلقى صدمة.. ماذا يحدث؟
  • ابتكار خارق.. علماء يطورون مادة لعلاج سرطان الجلد باستخدام التسخين
  • افتتاح مركز الإرشاد الوراثي الأول لاكتشاف الأمراض الوراثية والجينية للأطفال بالسويس
  • فقدان 20 مهاجراً بعد انقلاب قاربهم في البحر المتوسط
  • هل بذور الشيا "غذاء خارق" يخفض الوزن؟
  • اختراق علمي كبير قد يقود لعلاج سرطان الدم وفشل نخاع العظم
  • 7 طرق للوقاية من الصلع الوراثي| احذري التوتر
  • دراسة جديدة: السفر بالطائرة أصبح أكثر أمانًا من أي وقت سابق
  • المخدرات أشكال وأنواع.. الداخلية تداهم بؤر إجرامية في القاهرة
  • اختراع علمي مذهل قد يقود لعلاج سرطان الدم وفشل نخاع العظم