بريطانيا تعتزم الإسراع في ترحيل المهاجرين غير النظاميين
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
أعلنت الحكومة البريطانية اليوم الاثنين عما سمته "برنامجا جادا" لإعادة المهاجرين غير المصرح لهم بالبقاء في المملكة المتحدة إلى بلدانهم الأصلية، بدلا من خطة الحكومة السابقة بترحيلهم إلى رواندا.
وتحاول بريطانيا منذ سنوات الحد من الهجرة غير النظامية، ولا سيما وصول المهاجرين عبر بحر المانش (القناة الإنجليزية) على متن قوارب مطاطية، لكن تعرّضت سياسة الغالبية المحافظة السابقة لانتقادات واسعة النطاق وجّهتها جمعيات لمساعدة طالبي اللجوء وهيئات دولية وأوروبية عديدة.
وأكد رئيس الوزراء العمّالي الجديد كير ستارمر فور وصوله إلى السلطة التخلي عن مشروع ترحيل المهاجرين إلى رواندا المثير للجدل، والذي أُطلق في العام 2022 لكنه لم ينفّذ، معتقدا أنه "مات ودُفن" حتى قبل أن يبدأ.
وبدلا من ذلك، تعهد بمعالجة قضية الهجرة "بإنسانية"، وأعلن أنه يريد تسريع معالجة ملفات طالبي اللجوء مع تشديد مكافحة عصابات المهربين بهدف "تعزيز" الحدود.
وقالت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر الاثنين عارضة تفاصيل هذه الإجراءات في مجلس العموم "سنستبدل (خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا) ببرنامج جدي للعودة وإنفاذ القانون".
ونددت بالمشروع الذي كلف دافعي الضرائب البريطانيين "700 مليون جنيه إسترليني" (830 مليون يورو).
وقالت "استبدلنا على الفور الرحلات المُجَدولة إلى رواندا برحلات لإعادة الأشخاص الذين ليس لهم الحق في البقاء (في بريطانيا) إلى بلدهم الأصلي".
وأضافت أنها طلبت من أجهزة وزارتها "تكثيف عمليات المراقبة هذا الصيف، لاستهداف العمل غير القانوني في القطاعات ذات المخاطر العالية".
وتعتزم لندن أيضا تعزيز تعاونها مع جيرانها الأوروبيين لمكافحة "أسباب" الهجرة "لا سيما من خلال عملية روما" وهو برنامج للتعاون بين الدول التي ينطلق منها المهاجرون والدول التي يقصدونها أُطلق العام الماضي برعاية رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
وأعلنت بريطانيا الأسبوع الماضي رغبتها في تخصيص 84 مليون جنيه إسترليني (99 مليون يورو) كمساعدات تنموية لشمال أفريقيا والشرق الأوسط.
وحذرت إيفيت كوبر قائلة "علينا أن نتحرك قبل وصول القوارب بفترة طويلة" إلى فرنسا لنقل المهاجرين.
وبهدف الحد من الهجرة أعلن كير ستارمر الاثنين إطلاق وكالة تهدف إلى تحسين التدريب للاستجابة للنقص الهائل في العمالة الذي يؤثر على قطاعات معينة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى رواندا
إقرأ أيضاً:
سالم مولى أبي حذيفة.. حامل القرآن وإمام المهاجرين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في صفحات التاريخ الإسلامي، تبرز أسماء رجال حملوا القرآن في صدورهم، وكانوا مثالًا للصدق والتضحية في سبيل الله، ومن بين هؤلاء، يلمع اسم سالم مولى أبي حذيفة، الصحابي الجليل، الذي كان واحدًا من أوائل المسلمين وأحد القراء البارعين للقرآن الكريم.
من هو الصحابي سالم مولى أبي حذيفةكان سالم عبدًا فارسيًا، اشتراه الصحابي الجليل أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة واعتقه، فأصبح يُنسب إليه بـ"مولى أبي حذيفة"، وقد دخل الإسلام في بدايات الدعوة، وكان من السابقين الأولين الذين تشبعت قلوبهم بالإيمان، ولم يكن نسبه أو أصله حاجزًا أمام مكانته بين الصحابة، بل كان علمه وتقواه هما ما رفعاه في أعين المسلمين.
علم وفقه سالم مولى أبي حذيفةعُرف سالم بحفظه المتقن للقرآن الكريم، حتى أصبح واحدًا من أعلم الصحابة بكتاب الله، وكان من المقربين لرسول الله ﷺ، حتى قال عنه النبي: "خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب"، فقد كان سالم يؤم المسلمين في الصلاة حتى في وجود كبار الصحابة، مثل عمر بن الخطاب، وهذا دليل على مدى إتقانه للقرآن وثقة الصحابة في علمه.
شجاعة سالم مولى أبي حذيفةوإلى جانب علمه، كان سالم مجاهدًا مقدامًا، لم يتأخر يومًا عن نصرة الإسلام، وقد شارك في الغزوات مع النبي ﷺ، وكان مثالًا للشجاعة والثبات، لكن أشد المواقف التي برز فيها كانت في معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب، فعندما اشتدت المعركة، كان سالم حاملًا للواء المسلمين، ومع اشتداد القتال، حاصر الأعداء المسلمين، فحاول بعض الصحابة التراجع.
وهنا صدح صوت سالم مشجعًا المسلمين: "بئس حامل القرآن أنا إن هُزمت اليوم!"، ليقاتل ببسالة حتى سقط شهيدًا وهو يحمل لواء الإسلام، بعد أن بُترت يمينه فحمله بشماله، ثم بُترت شماله فاحتضنه بصدره حتى سقط مضرجًا بدمائه، وكان سالم حافظًا للقرآن ومقاتلًا في سبيل الله، وكان نموذجًا يجسد معاني الإيمان والعلم والجهاد، فظل اسمه خالدًا في تاريخ الإسلام، يُذكر في مجالس العلم والجهاد، ويضرب به المثل في التضحية والإخلاص، ويذكرنا بأن الإسلام لا يعرف الفوارق بين الناس، فالعبد المحرر صار إمامًا وقائدًا، بسبب علمه وتقواه.