سؤال يطرحه فيلم لو كيف يؤثر الصديق الخيالي على صحة طفلك النفسية؟
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
ماذا لو كان لدى طفلك صديق خيالي؟ يشاركه لهوه ومرحه، وكذلك لحظات الخوف والقلق؟ هذا السؤال طرحه فيلم "لو" "IF" للمخرج والمؤلف "جون كراسينسكي"، وذلك عبر حكاية مراهقة صغيرة تواجه أحداثا قاسية حين تموت والدتها، ويعاني والدها من مرض خطير، وفي الوقت ذاته تكتشف قدرتها على رؤية الأصدقاء الخياليين المهجورين من أصدقائهم البالغين.
A post shared by IF Movie (@ifmovie)
إذا كان لطفلك صديق وهمي يشاركه ألعابه ويحادثه طوال الوقت، ربما يشعرك ذلك ببعض القلق والمخاوف، ويجعلك تتساءل حول القرار الصحيح، هل تترك طفلك ليلهو ويستمتع مع صديقه المتخيل؟ أم أن عليك التدخل؟
شكل صحي من أشكال اللعبعلى الرغم من المخاوف التي تنتاب العديد من الأمهات والآباء عندما يتحدث أطفالهم حول الأصدقاء الخياليين، فقد أظهرت الأبحاث أن ما يقرب من 65% من الأطفال كان لديهم صديق خيالي، وهو أمر لا يشكل خطورة، بل على العكس يتيح وجود صديق خيالي شكل صحي من أشكال اللعب للأطفال. كما أشارت دراسة صدرت عام 2017 وشملت عينة من 264 عائلة إلى أثره الإيجابي على النمو النفسي والعقلي للطفل، حيث يعزز من الإبداع وتفوق الإدراك الاجتماعي، كما يساعد الطفل على تحسين إستراتيجيات التكيف وحل المشكلات، ويمنحه فرصة لاستكشاف السلوكيات والأدوار المختلفة في العلاقات وكذلك يساعد في تخطي شعور الأطفال بالوحدة.
ومن ناحية أخرى، تعد محادثات طفلك مع صديقه الخيالي بمثابة نافذة مفتوحة تتيح لك الفرصة لإلقاء نظرة على ما يدور في عقله من أفكار قد يجد صعوبة في التعبير عنها بشكل مباشر.
تتنوع أسباب لجوء الطفل إلى ابتكار الصديق الخيالي، وتختلف من طفل إلى الآخر، بعض الأطفال يحاولون التغلب على الشعور بالوحدة، خاصة إذا كانوا يواجهون صعوبة في تكوين صداقات حقيقية. كما يساعدهم الأصدقاء في التعبير عن مشاعرهم والتعامل معها، دون خوف من العقاب أو الرفض.
متى تشعر بالقلق؟"أمي.. رحبي بصديقي (كوكو) وضعي له طبقا ليأكل معنا من فضلك" هكذا طالبت الصغيرة (ريم) ذات الأربع سنوات أمها، مشيرة إلى الفراغ.
وعلى الرغم من أن أمها تفهم جيدا أن "كوكو" مجرد خيال فهي تتساءل حول أفضل طريقة للتعامل معه بما لا يؤثر على النمو النفسي لصغيرتها.
الصديق الخيالي يساعد الطفل على تحسين إستراتيجيات التكيف وحل المشكلات (بيكسلز)ينصح الخبراء بأن تظهر اهتمامك بالصديق الخيالي، وتطرح الأسئلة حوله وتندمج مع طفلك في لعبته، مما سيشعره بالحب والاحترام. وعادة لا يسبب وجود الصديق الخيالي قلقا أو مشكلات، لكن في بعض الحالات قد تضطر للتدخل، على سبيل المثال بعض الأطفال يستغلون وجود الصديق الخيالي لتمرير السلوكيات السيئة واختبار الحدود عبر التظاهر بأن الصديق هو من يرتكب الأخطاء، لكن الخبراء لا ينصحونك بالاستسلام لمثل هذه السلوكيات، عليك أن تضع حدودا صارمة، وتخبر طفلك أن على الصديق الخيالي تحمل العواقب، على سبيل المثال أخبره أن "صديقك عليه أن ينظف الفوضى التي قام بها" وذلك دون أن تلجأ لإجبار الطفل على الاعتراف بأنه الفاعل الحقيقي.
بعض الأطفال قد يطلبون أمورا إضافية من آبائهم من أجل الأصدقاء الخياليين، على سبيل المثال يطلب منك فتح الباب لصديقه أو ترتيب فراشه، لكن بإمكانك استغلال الفرصة لتطوير مهارات طفلك، أطلب منه أن يساعد صديقه في فعل هذه الأمور.
من ناحية أخرى يقلق أغلب الآباء من تأثير الصديق الخيالي على فهم الطفل للواقع، أو قدرته على تمييز الخيال، لكن ذلك عادة لا يحدث حيث يدرك أغلب الأطفال حقيقة الصديق الخيالي.
ورغم أن وجود صديق خيالي يعد أمرا صحيا لنمو الطفل فهناك بعض العلامات التي تستدعي القلق ومن بينها:
ظهور الصديق الخيالي عقب مرور طفلك بتجربة قاسية، وأن يكرر الطفل سرد التجارب المؤلمة بشكل متكرر على الصديق الخيالي. القيام بأفعال عدوانية أو مؤذية ولوم الصديق الخيالي عليها. الشعور بالخوف أو التهديد من الصديق الخيالي. وجود تغيرات مفاجئة في عادات النوم أو الطعام. استمرار الصديق الخيالي بعد عمر الـ12. إذا ظهرت أي من هذه العلامات فيفضل أن تلجأ لطبيب أو اختصاصي نفسي للاطمئنان على صحة الطفل العقلية، فقد تشير إلى وجود مشكلات نفسية أخرى.سواء كان صديق الطفل الخيالي بشريا، أو حيوانا أليفا، أو حتى دمية، فلا داعي للقلق، من المتوقع أن يودعكم الصديق الخيالي عندما ينتهي احتياج الطفل له، ويصبح جاهزا لمواجهة العالم بمفرده، قد يدوم وجوده لأشهر قليلة، وقد يستمر لسنوات، لا تقلق من وجوده، بل احتفي به وشجعه وسامح لطفلك بالاستمتاع بصحبته وبما توفره له من إلهام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
محافظ أسيوط يشهد احتفالية تأسيس وإطلاق منتدى وبرلمان الأطفال
شهد اللواء دكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط، احتفالية تأسيس وإطلاق منتدى وبرلمان أطفال محافظة أسيوط بمشاركة 100طفل بالهيئة العامة لقصر ثقافة أسيوط بحي غرب مدينة أسيوط لتأهيل الأطفال للمشاركة الفعالة تحت رعاية اللواء هشام أبو النصر محافظ أسيوط، والدكتورة سحر السنباطي رئيس المجلس القومي الطفولة وذلك تفعيلاً لاستراتيجية الدولة التنموية لبناء الإنسان وفي إطار المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان" تحقيقاً لخطط التنمية المستدامة وتنفيذاً لاستراتيجية مصر 2030.
جاء ذلك بحضور الدكتور مينا عماد نائب المحافظ، وضياء مكاوي رئيس الإدارة المركزية لإقليم وسط الصعيد الثقافي، وولاء مسعود مدير إدارة تنسيق التعاون الدولي مدير الوحدة العامة لحماية الطفل بالمحافظة، ومحمد مصطفي مدير منتدى وبرلمان الطفل المصري بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، والدكتور حاتم قطب ممثل هيئة تير دي زووم بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، وفتحي صلاح عضو المجلس القومي للمرأة بأسيوط، وأبو العيون إبراهيم رئيس حي غرب أسيوط، وممثلي رجال الدين الإسلامي والمسيحي.
تفقد المحافظ ومرافقوه، المعرض المقام على هامش احتفالية تأسيس وإطلاق منتدى وبرلمان أطفال محافظة أسيوط بالهيئة العامة لقصر ثقافة أسيوط والذي يتضمن المشغولات اليدوية والحرفية للأسر المنتجة من أعمال الخزف والشال الصوف والإكسسوارات فضلاً عن أعمال إعادة تدوير خامات البيئة من علب البلاستك والزجاج والخشب والصدف والمنسوجات.
من جانبه وجه المحافظ الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لدعمه الدائم لجميع فئات المجتمع من خلال إطلاق المبادرات الرئاسية والتي تأتي من ضمنها مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان" والتي تقوم على الإستثمار في رأس المال البشري، ومن أبرز محاورها الصحة والتعليم، حيث تولي المبادرة أهمية خاصة بالأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة لبناء و تشكيل وجدان الأطفال وتنمية مهاراتهم وبناء وعيهم مع ترسيخ مبادئ الإنتماء والهوية المصرية موضحاً أن هؤلاء الاطفال هم البداية ولابد أن نقف بجوارهم ونعمل على تقويتهم وتعليمهم وأن يرتقوا بالأعمال الجيدة وتعليمهم كيفية الابتكار، وأن يحصلوا على حقهم في التعليم والصحة، وأن يعبروا عن آرائهم معتبراً أن الأطفال هم بنك للأفكار الجديدة لابد من استثمارها.
وأوضح المحافظ أن تأسيس وإطلاق منتدى وبرلمان أطفال محافظة أسيوط بمشاركة 105 طفل يمثلون كافة فئات الأطفال داخل المحافظة من كافة المدارس التعليمية (حكومية، خاصة، لغات، المعاهد الأزهرية، مدارس الأحد بالكنيسة)، وكذلك مراكز الشباب، وقصور الثقافة، والأطفال ذوي الهمم المؤهلين، وأطفال مؤسسات الرعاية يهدف إلى دعم حق مشاركة الطفل وتعزيز قيم الإنتماء والتسامح وإتاحة فرص التعبير عن الرأي والمساهمة في صنع القرارات المتعلقة بالطفل وذلك من أجل صنع كوادر وقيادات مؤهلة لتولي المناصب القيادية في الدولة المصرية مستقبلاً ويتم التدريب على الشئون المتعلقة بالنظام البرلماني وآليات إجراء الإنتخابات حيث قاموا الأطفال بتنفيذ محاكاة كاملة للانتخابات البرلمانية.
وأعرب أبو النصر عن سعادته بإطلاق وتأسيس منتدى وبرلمان الطفل في محافظة أسيوط مثمناً جهود المجلس القومي للطفولة والأمومة بالمحافظة مؤكداً على تقديمه الدعم والمساندة للأطفال والمنتدى وتذليل العقبات أمام تنفيذ توصيات منتدى وبرلمان الأطفال
وأضاف محمد مصطفي أن منتدى وبرلمان الطفل يسهم في توصيل صوت أطفال محافظة أسيوط إلى المسئولين موضحاً إنه سيتم بناء قدرات الأطفال المنتخبين وتنمية مهاراتهم ومساعدتهم علي التعبير عن آرائهم بحرية وديمقراطية في كل الأمور التي تخصهم من خلال اللقاءات الدورية مع المسئولين وتقديم التوصيات والمقترحات والأخذ بها.
وفى ختام الإحتفالية كرم المحافظ ١٥طفل وطفلة فازوا بالتصويت ليمثلوا كافة فئات الأطفال داخل محافظة أسيوط ومنحهم شهادات التقدير تتويجاً لهم كسفراء في مدارسهم ولجهودهم في تنفيذ العديد من المبادرات خلال عضويتهم في المنتدى وبرلمان الطفل.