هآرتس: على إسرائيل تجنيد المتشددين اليهود بدون أي مرونة
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
في الوقت الذي تمدد فيه الخدمة الإجبارية 4 أشهر للرجال ولا يعرف المجندون متى سيتم تسريحهم، وتتلاشى الوعود بتقديم منح خاصة لطلاب الجامعات الذين يتم استدعاؤهم للخدمة الاحتياطية، يتمتع مجتمع واحد على وجه الخصوص بمعاملة متساهلة بشكل خاص من قبل الحكومة الإسرائيلية.
هكذا لخصت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في افتتاحية لها أزمة إعفاء شباب طائفة الحريديم من التجنيد، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي ليس هو الذي سمح لهم بالتهرب من الخدمة ولكنه قبل ذلك، وقالت إن الضباط كان عليهم أن يطبقوا قانون الخدمة الإلزامية بدون أي حيل أو ضغط على الحاخامات أو وعود ببيئة خالية من الوجود النسائي، وكان يجب أن يكون هناك قانون واحد لجميع الرجال في سن التجنيد.
ومع أن الجيش أرسل أمس الأحد، أول ألف أمر استدعاء إلى الرجال الأرثوذكس "المتشددين" الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عاما، فإن هذا يشكل نسبة ضئيلة من الـ64 ألفا الملزمين قانونا بالتجنيد، حتى ولو تم في الأسابيع المقبلة إرسال دفعتين أخريين من أوامر الاستدعاء، خاصة أنه سيتم تحديد مداها وطبيعتها حسب أهواء القادة اليهود "المتشددين" الذين يخشون فقدان السيطرة على طلابهم، مع أن ذلك ليس عذرا لعدم المساواة في المعاملة.
وبحسب الجيش، فإن استمرار الحرب وحجم الخسائر البشرية يتطلبان تجنيد 10 آلاف، بين مجندين وجنود محترفين وجنود احتياط، مع العلم أن التمييز بين الإسرائيليين العلمانيين والمتدينين من غير الممكن أن يستمر كما قضت بذلك المحكمة العليا مؤخرا.
وجاء في حكم القضاة أنه "من واجب الجيش الإسرائيلي أن يأخذ في الاعتبار التحديات التي تواجهه هذه الأيام، وكذلك الاحتياجات الأمنية الملموسة"، وأضاف أن قرار الجيش "لا يمكن فصله عما سبق، ويجب أن يعكس الوضع الأمني الذي نجد أنفسنا فيه هذه الأيام".
وتشير الافتتاحية إلى أن المحكمة لم تتحدث عن أهداف التجنيد الإجباري، وقالت إنه لا يوجد أساس قانوني لإعفاء اليهود الحريديم من الخدمة، متسائلة لماذا يخطط الجيش لإرسال 3 آلاف أمر استدعاء فقط للرجال الأرثوذكس المتطرفين، مع أنه لا ينبغي أن يضع في الاعتبار التوترات السياسية التي تعيشها الحكومة.
لماذا التوسل للحاخامات؟واستغربت الصحيفة توسل الجيش الإسرائيلي، الذي لا يسأل الشباب العلمانيين الذين يبلغون من العمر 18 عاما هل يريدون الخدمة، إلى القادة الأرثوذكس "المتطرفين" لكي يرضوا عن طيب قلب، بوقف طلابهم عن التهرب من الخدمة العسكرية.
وختمت الصحيفة بأن الوعود التي قطعها ضباط كبار للحاخامات بأن الرجال الأرثوذكس "المتطرفين" الذين يتم تجنيدهم لن يلتقوا بالنساء أثناء خدمتهم، وعود غير مقبولة، لأنه ليس من المفترض أن يتعاون الجيش مع وجهة نظر للعالم تعتبر النساء خطرا بيئيا، ولأن المساواة في التجنيد والخدمة مبدأ أساسي لا يجوز المساس به، وأي إظهار "للمرونة" لن يؤدي إلا إلى زيادة المطالبة بالفصل بين الجنسين في مناحي الحياة الأخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر يبين سبب حذف حرف النفي في قول الله: وعلى الذين يطيقونه
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، خلال درس التراويح اليوم الأحد بالجامع الأزهر، أن الشريعة الإسلامية بُنيت على التيسير، حتى قال علماؤنا: «الشريعة لا يفارقها التيسير»، مشيرًا إلى أن آيات الصيام تحمل في طياتها معالم بارزة لهذا التيسير الإلهي، حيث قال الله تعالى في وسط آيات الصيام: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.
وأوضح أن من مظاهر التيسير في تشريع الصيام أن الله تعالى بدأ بفرضه على الأمة كلها، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، ثم استثنى أصحاب الأعذار الطارئة، كالمريض والمسافر، فأباح لهما الفطر مع وجوب القضاء بعد انتهاء الشهر، فقال: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾. كما رخص الله تعالى لأصحاب الأعذار الدائمة، ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، فجعل لهم رخصة الإفطار مع دفع الفدية، فقال: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾.
وأشار إلى دقة التعبير القرآني في قوله: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ»، حيث لم يقل «لا يطيقونه»، وذلك تأدبًا مع الله، ولئلا يُشعر الإنسان بعجزه المطلق، فهو يريد الصيام لكنه لا يطيقه، فخفف الله عنه بهذه الصيغة الراقية، وهذا أدب قرآني راقٍ، يعلمنا كيف نخاطب الآخرين، ونتعامل بلطف مع كبار السن ومن لا يستطيع الصيام، فلا نقول لهم مباشرة: «أنت لا تطيق الصيام»، بل نخفف العبارة ونراعي مشاعرهم.
وبيَّن أن من معالم التيسير أيضًا، أن الله سبحانه وتعالى وصف أيام الصيام بأنها «أيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ»، واستخدام جمع القلة في كلمة «معدودات» يدل على قلة العدد، رحمةً من الله بهذه الأمة، كما أن الصيام فُرض في النهار دون الليل، حيث قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ﴾، ثم قال: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ﴾. فبهذا أباح الأكل والشرب في الليل، مما يخفف عن الإنسان مشقة الامتناع التام لو كان الصيام ليلًا ونهارًا.
وبيَّن أن القرآن الكريم شبَّه النهار بالخيط الأبيض، والليل بالخيط الأسود، ليعلمنا أن أمور حياتنا ينبغي أن تُبنى على اليقين لا على الشك والتخمين، فالحياة التي تقوم على الشك حياة متزعزعة لا ثبات لها.
وضرب مثالًا آخر على التيسير في التشريع الإسلامي، وهو تخفيف الصلاة، حيث فرضها الله خمسين صلاة، ثم خففها إلى خمس في العدد، لكنها تبقى خمسين في الأجر والثواب. وكذلك الحج، فقد قال الله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾، ثم خفف على المحصر ومن لا يستطيع، فقال: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾.
وختم حديثه خلال درس التراويح بالجامع الأزهر في الليلة الثالثة من شهر رمضان المبارك بقول النبي ﷺ: «إنَّ هذا الدِّينَ متينٌ فأوغلوا فيه برِفق، فإنَّ المُنْبَتَّ لا أرضًا قطعَ ولا ظَهرًا أبقَى»، وقوله ﷺ: «إنَّ الدِّينَ يُسرٌ»، مؤكدًا أن التيسير سمة٥ أصيلة في التشريع الإسلامي، وأن الله سبحانه وتعالى أراد بهذه الأمة اليسر في كل أمورها، لا العسر والمشقة.