غزة - صفا

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف 70 فلسطينيًّا وأصاب 200 آخرين أغلبهم من الأطفال والنساء، في غضون 12 ساعة في خانيونس جنوبي قطاع غزة، بالتزامن مع إصداره أوامر تهجير قسرية تشمل مئات الآلاف من المدنيين، وذلك إمعانًا في جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزةمنذ 7 أكتوبر الماضي.

وشدد المرصد الأورومتوسطي في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا"، يوم الإثنين، على أن استمرار جرائم الاحتلال وبنمط واضح ومتكرر ضد السكان المدنيين بالاستهداف وارتكاب المجازر الجماعية والتجويع ومنع المساعدات الإنسانية والتهجير القسري وتدمير الممتلكات وغيرها من الأعيان المدنية، وعلى نحو واسع ومنهجي، ومنع أي شكل من أشكال الاستقرار والحياة، كما حدث ويحدث في خانيونس منذ صباح اليوم؛ يدلل على أن ما يفعله الاحتلال هو بهدف تدمير الفلسطينيين في قطاع غزة وإهلاكهم على نحو فعلي وبكافة الطرق المتاحة أمامه. 

وأشار إلى أن الاحتلال يتعمد تصعيد ارتكاب المجازر وعمليات الاستهداف الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين كلما عاد الحديث عن العودة لمسار التفاوض للوصول إلى تهدئة وصفقة تبادل، ما يثير مخاوف بأن "إسرائيل" تستخدم استهداف المدنيين وتشريدهم أداة ضغط وابتزاز سياسي، وهو أمر تكرر كثيرًا خلال الأسابيع الماضية.

وأبرز الأورومتوسطي أن الاحتلال تعمد تنفيذ مجزرة جماعية صباح يوم الاثنين، وحال إصداره أوامر تهجير قسري تطال أكثر من 250 ألف نسمة، وباشر على الفور بشن عشرات الغارات والأحزمة النارية والقصف المدفعي على المنازل والشوارع وتجمعات النازحين الذين كانوا قد خرجوا بالآلاف إلى الشوارع، وهم في حالة هلع بحثًا عن مكان آمن غير موجود.

وشملت أوامر التهجير القسري بلدة بني سهيلا وحاراتها، وبلدة عبسان الكبيرة والجديدة وحاراتها، وبلدة القرارة وحاراتها، وبلدة الفخاري وحاراتها، وخزاعة وحارات القرين، والمنارة، والسلام، وجورت اللوت، وقيزان النجار، والشيخ ناصر، والمحطة، والسطر، والكتيبة.

وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال تقليص ما يسمى المنطقة الإنسانية في المواصي، كجزء من حالة التضليل الإعلامية والحرب النفسية التي تمارسها "إسرائيل"؛ إذ أن الهجمات العسكرية على النازحين قسرًا وخيامهم لم تتوقف في هذه المنطقة طوال الأسابيع الماضية، ما أدى إلى مئات الشهداء والجرحى.

وذكر الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثق قصف الاحتلال 6 منازل على رؤوس ساكنيها من أصل 10، توفرت معلومات أولية عن قصفها منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على خانيونس عند الساعة السابعة والنصف صباح اليوم.

وأبرز أن القصف الإسرائيلي أدى إلى استشهاد 70 مواطنًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى إصابة أكثر من 200 آخرين بجروح.

ولفت إلى أن بين الشهداء عدة أفراد من عائلات مسحت من السجل المدني، مثل عائلة الجبور وحرب، منبها إلى أن هناك اثنين من الأطفال الشهداء هم رضع.

ووفقا للمرصد؛ فإن جيش الاحتلال يستخدم القصف المدفعي المباشروالعشوائي ضد المدنيين، إلى جانب القصف الجوي وإطلاق النار من طائرات "كواد كابتر"، ما تسبب بارتفاع أعداد الضحايا الذين لا تزال أعداد كبيرة منهم تحت الأنقاض وفي الشوارع ولم تتمكن طواقم الإنقاذ من انتشالهم. 

وذكر أن طواقم الإسعاف تعرضت لاستهداف مباشر خلال محاولتها إخلاء مصابين في بني سهيلا، ما أدى إلى إصابة اثنين من مسعفي الدفاع المدني.

كما أبرز أن القوات الإسرائيلية توغلت في بلدة بني سهيلا وسط قصف عنيف جدًا، رغم أن جيش الاحتلال تحدث في أوامر التهجير بأنه مؤقت ما شكل نوعًا من أنواع الخديعة للسكان الذين لم تتمكن أعداد كبيرة منهم من النزوح نتيجة القصف أو لتقديرهم أن الأمر يتعلق بسلسلة غارات جوية، كما حدث في الأول من الشهر الجاري عندما أصدر الاحتلال أوامر تهجير مماثلة ونفذ غارات جوية مكثفة في حينه دون توغل بري.

ونوه المرصد إلى أن القصف الجوي وأوامر التهجير القسري تسببت بإغلاق عيادتين للهلال الأحمر الفلسطيني، وتسببت بتعطل العديد من المراكز الصحية الأخرى.

وجدد الأورومتوسطي مطالبته لجميع الدول بتحمل مسؤولياتها الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية وكافة الجرائم الخطيرة التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة، وحماية المدنيين هناك، وضمان امتثال "إسرائيل" لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، وفرض العقوبات الفعالة عليها، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها، بما يشمل التوقف الفوري عن عمليات بيع وتصدير ونقل الأسلحة إليها، بما في ذلك تراخيص التصدير والمساعدات العسكرية.

وطالب بضرورة مساءلة ومحاسبة الدول التي تزود "إسرائيل" بالأسلحة والتكنولوجيا الحربية رغم العلم أو العلم المفترض باستخدامها في ارتكاب جرائم دولية ضد الفلسطينيين، وبما يشمل مساءلة ومحاسبة الأفراد صانعي هذه القرارات في هذه الدول، باعتبارهم متواطئين وشركاء في الجرائم المرتكبة في قطاع غزة، بما في ذلك جريمة الإبادة الجماعية. 

ودعا الأورومتوسطي إلى تفعيل كافة مسارات المساءلة والمحاسبة المتاحةعلى المستويات الدولية والإقليمية والمحلية، بما في ذلك العمل الجاد والمشتركلتفعيل مسار الولاية القضائية العالمية لمساءلة ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضدالمدنيين الفلسطينيين أمام المحاكم الوطنية للدول التي تأخذ بهذه الولاية.

كما حث المرصد الأورومتوسطي المحكمة الجنائية الدولية على الإسراع في إصدار مذكرات إلقاء القبض ضد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش "يوآف غالانت"، وتوسيع دائرة التحقيق في المسؤولية الجنائية الفردية عن الجرائم المرتكبة في قطاع غزة لتشمل جميع المسؤولين عنها، وإصدار مذكرات قبض بحقهم، ومساءلتهم ومحاسبتهم، والاعتراف والتعامل مع الجرائم التي ترتكبها إسرائيل باعتبارها جريمة إبادة جماعية دون مواربة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الأورومتوسطي خانيونس حرب غزة جرائم حرب مجازر حرب الابادة الجماعية جریمة الإبادة الجماعیة جیش الاحتلال فی قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

استشهاد صحفي بقصف للاحتلال في غزة.. وارتفاع الحصيلة الإجمالية

استشهد صحفي فلسطيني، اليوم الثلاثاء، جراء إصابته بقصف الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من الفلسطينيين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، ما رفع الحصيلة الإجمالية للشهداء الصحفيين خلال حرب الإبادة المستمرة منذ السابع من أكتوبر لعام 2023.

وذكر مصادر محلية أن المحرر الصحفي بوكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" محمد بشير التلمس، استشهد متأثرا بإصابته الخطرة التي تعرض لها أمس، جراء استهداف طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين في حي الشيخ رضوان بغزة.

بدورها، نعت وكالة "صفا" الشهيد التلمس، مشيدة بالمسيرة المهنية الحافلة له، والتي وصلت إلى 18 عاما، وشارك خلالها في إعداد مئات التقارير الصحفية المكتوبة، والتي عالجت الشأن السياسي والاجتماعي الفلسطيني، وأخرى سلطت الضوء على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وعكست صموده وثباته على أرضه.

وأكدت "صفا" في بيان صحفي وصل "عربي21" نسخة منه، أن الزميل الشهيد التلمس كان مثالا للالتزام بالعمل المهني والرؤية الوطنية، التي تستند إليها الوكالة في عملها منذ إطلاقها.

واستنكرت بشدّة استمرار الاحتلال في القتل العمد للصحفيين الفلسطينيين، مطالبة بضرورة محاسبة قادته السياسيين والعسكريين وجنوده لتورطهم في أكبر مجزرة بحق الصحفيين في العصر الحديث.



وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، قد أكد يوم الجمعة الماضي، أن حصيلة الشهداء الصحفيين ارتفعت إلى 203 بعد استشهد الصحفي سائد نبهان، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على القطاع.

وأشار المكتب إلى أن نبهان يعمل مصورا صحفيا مع قناة الغد الفضائية، وعمل سابقا مع العديد من وسائل الإعلام، واستشهد برصاص قناص إسرائيلي، أثناء التغطية الصحفية في منطقة "المخيم الجديد" بالنصيرات، وسط قطاع غزة.

وأدان المكتب بأشد العبارات استهداف وقتل واغتيال الاحتلال "الإسرائيلي" للصحفيين الفلسطينيين، داعيا الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكل الأجسام الصحفية في كل دول العالم إلى إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة.

وحمّل الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا؛ المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجريمة الوحشية.

وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم، بإدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة

كما طالب بممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ولحماية الصحفيين والإعلاميين في فلسطين عامة، وفي قطاع غزة خاصة، ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم.

مقالات مشابهة

  • مجازر الكنابي والقصف بدارفور يعمقان معاناة المدنيين
  • كاتبة صحفية: توقيع هدنة بين إسرائيل وحماس لا تعني انسحابا كليا من غزة
  • التحالف الديمقراطي للمحامين: الجيش السوداني وحلفاؤه ينفذون إعدامات ميدانية موثقة ضد المدنيين في الجزيرة
  • رسميا.. كوبا تنضم إلى دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل
  • استشهاد صحفي بقصف للاحتلال في غزة.. وارتفاع الحصيلة الإجمالية
  • كوبا تنضم لقضية الإبادة الجماعية المُقامة ضد إسرائيل
  • العدل الدولية تعلن انضمام كوبا إلى قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل
  • كوبا تنضم رسمياً إلى دعوى الإبادة الجماعية ضد كيان الاحتلال
  • كوبا تنضم رسمياً إلى دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني
  • تظاهرة في شيكاغو تطالب بوقف الإبادة الجماعية بغزة