في إسرائيل، لا يشبه صراع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير مع جهاز الشاباك أي صراع آخر داخل مؤسسات دولة الاحتلال، فهو امتداد لصراع أكبر بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه الحكومي من جهة، وبين مؤسسات الجيش والأمن -التي تعرف بالدولة العميقة- من جهة أخرى.
فقد استهل نتنياهو -السياسي الأطول بقاء في السلطة بين رؤساء وزراء إسرائيل- ولايته السادسة التي بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2022، بمواجهة أدوات الدولة العميقة والسعي إلى إحداث تغيير جذري فيها لصالح التيار الديني الصهيوني، فهو يعتقد -بحسب خبراء إسرائيليين- أن تيارًا قويًا داخل الدولة يسعى لإقصائه من المشهد، من خلال إثارة قضايا الفساد ضده وإشعال الشارع، وهو ما كان يراه جزءا من المؤامرة للإطاحة بائتلافه الحكومي الذي يتصدره صقور اليمين المتطرف.
وبالرغم من أن ولاية نتنياهو السادسة كانت الأكثر زخمًا في مواجهة الدولة العميقة، فإن زعيم حزب الليكود كان يسعى إلى اختراقها منذ أكثر من عقدين. وقد تركزت جهوده على أهم مؤسستين يعتقد أنهما تشكلان مصدر تهديد لتياره السياسي، فعمل على تغيير ولاءات أصحاب المناصب الحساسة في الجيش، والتقليل من قوة تأثيرها في مجريات الحياة السياسية، وإضعاف الموالين للجيش داخل أجهزة الأمن الأخرى.
كما ركز على مستوطنات الضفة الغربية والقدس، التي تعتبر الخزان البشري الكبير للمتدينين، ومنهم الكثير من الشخصيات القادرة على أن تحلّ محلّ القيادات العلمانية في الجيش والأمن.
ويمكن القول إن نتنياهو حقق هذا الهدف بشكل كبير، فقائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال مستوطن من الضفة الغربية، وقادة خمسٍ من أصل ستّ فرق تقاتل حاليًا في قطاع غزة ينحدرون من التيار الديني في مستوطنات الضفة الغربية، وجميعهم من خريجي مدرسة "عيلي" الدينية الاستيطانية التي تعدّ رمزا للتطرف في إسرائيل، ويطلق عليها اسم مدرسة "السمّ" من شدة تطرفها.
وعلى المستوى الأمني، نجح اليمين الديني في اختراق جهاز الشرطة، لكن جهازَي الشاباك والموساد بقيا متماسكَين في ولائهما "للدولة العميقة"، ولعل هذا يفسر الهجوم المستمر من وزراء نتنياهو على هذين الجهازين.
هذه المعارك الداخلية التي يخوضها نتنياهو وثيقة الصلة بسياساته الخارجية والقرارات التي يتخذها، ويبدو أن لها دورا في إطالة أمد الحرب والدفع نحو مواجهات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، فهل تنجح خطط نتنياهو أم تكون أدواته أضعف من طموحه؟
22/7/2024المزيد من نفس البرنامج"الاستقلال الأفريقي الثاني".. أصوات تتعالى للتخلص من النفوذ الغربي في غرب أفريقياplay-arrowتاريخ حلف الناتو والتغيرات التي طرأت عليه بعد حرب روسيا على أوكرانياplay-arrowالمناطق الآمنة.. ليست آمنة!play-arrowهل تكسر الجامعات الفيتو؟play-arrowمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يمهد لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية
كشفت هيئة البث الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يخطط لطرح مشروع فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، فور تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة
اقرأ ايضاًتصريحات نارية من "بن سلمان" في القمة العربية الاسلامية بالرياضويأتي هذا الإعلان في إطار استغلال "إسرائيل"، للتحولات المحتملة في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
سموتريتش: خطوة نحو "السيادة الكاملة"في هذا السياق، صرّح وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أنه أصدر توجيهات للتحضير لبسط السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
وذكر سموتريتش، أن الحكومة الإسرائيلية كانت على وشك اتخاذ خطوة مماثلة خلال الولاية الأولى لترامب، معربا عن أمله في توسيع السيادة الإسرائيلية لتشمل الضفة بحلول عام 2025.
السياق والتداعياتيُعد هذا التحرك مؤشراً على نوايا الحكومة الإسرائيلية لتعزيز سيطرتها على الضفة الغربية، وهي خطوة تثير قلقا كبيرا في المجتمع الدولي لما قد يترتب عليها من تداعيات على عملية السلام مع الفلسطينيين.
وتعتبر السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية خطوة غير شرعية، وتتعارض مع قرارات الأمم المتحدة التي ترى في الضفة أراضي محتلة.
موقف الإدارة الأمريكية المتوقعةيشار إلى أن ترامب خلال فترة ولايته الأولى اتخذ مواقف داعمة ل"إسرائيل"، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة ل"إسرائيل"، مما يثير تساؤلات حول مدى دعمه المحتمل لخطوات مماثلة في حال توليه الرئاسة مرة أخرى.
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند هاندا ارتشيل بإطلالة انيقة في حفل هاربرز بازار.. وتحصل على جائزة أفضل فنانة رقمية 5 خواطر عن يوم التأسيس السعودي نتنياهو يمهد لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية أول نسخة مطبوعة من كتاب «ألف ليلة وليلة» في الشارقة للكتاب "إسرائيل" تبدأ بمد طريق على طول حدود الجولان Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter