لجريدة عمان:
2024-12-23@03:38:02 GMT

لم تثبتوا لنا أنكم أصدقاؤنا

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

تفاعلت الحضارة الإسلامية منذ بدايتها مع الحضارات الأخرى، ففتحت حدودها الفكرية والاجتماعية والنفسية مع كل أنواع البشر باختلاف معتقداتهم وأهداف حضاراتهم، فأتت رسالة الإسلام الحضارية الخالدة للناس كافة لتخرج البشرية من الظلمات إلى النور، ومن الاستبداد والجور إلى المساواة والعدل، ومن الشرك بالله إلى التوحيد.

وهي رسالةٌ أعلنت بكل وضوح، مبدأ الأخوة الإنسانية الحقيقية في قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» صدق الله العظيم.

فالدين الإسلامي جاء ليؤكد للإنسانية وحدة الأصل البشري، وإن التفاضل بين البشر مرده إلى الاستقامة، ونشر مبادئ الخير والفضيلة بين الناس والمساهمة في بناء أمة حضارية تقوم على مبادئ وقيم أخلاقية رفيعة، وحث أتباعه على النظر والبحث والتفكر، «فنبغوا وتميزوا في كثير من العلوم، التي يأتي في مقدمتها العلوم الكونية التي تتصل بالحياة، وهي علوم يمكن النظر إليها باعتبارها علوم إسلامية صرفة، حيث لم يقتبسها المسلمون من أمة سابقة، بل لم يكن لدى الأمم السابقة نظيرها». فبرع علماء المسلمين في مختلف المجالات والعلوم، كالفلك والطب والصيدلة والكيمياء والرياضيات والهندسة وغيرها من العلوم التطبيقية والإنسانية. وبالرغم من تفرد الحضارة الإسلامية في كل هذه الجوانب وعلوها على العديد من الحضارات الأخرى لكونها اهتمت علاوة على هذه العلوم بالإنسان والرقي به وبقيمه وأخلاقه، إلا أن العرب والمسلمين مروا بفترات من الضعف والتردي لأسباب عديدة -لا مجال هنا لشرحها- في الوقت الذي ارتفعت فيه أسهم الحضارة الغربية وتطورت تطورا مذهلا، إلى الدرجة التي أقنعتنا وأنستنا كعرب ومسلمين تاريخنا الحضاري المجيد، وأصبحنا ننظر إلى الحضارة الغربية، نظرة انبهار، وإلى الإنسان الغربي نظرة إعجاب متناهية النظير، حتى أتت الحرب الإجرامية التي تقوم بها آلة الدمار في الكيان الصهيوني المجرم في غزة، والتي أوقعت حتى الآن ما يقرب من 40 ألف شهيد و90 ألف جريح وآلاف المدفونين تحت عشرات الآلاف من المباني المهدمة، إضافة إلى تدمير كل ما له ارتباط بالحياة من مستشفيات وجامعات ومدارس ومساجد وكنائس ومؤسسات حكومية وكهرباء ومياه وصرف صحي، في مشهد صادم يحرك مشاعر أي إنسان يحمل ولو جزءا يسيرا من الإنسانية، وما أكثرهم هؤلاء الشرفاء في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، الداعمة للعصابة الإجرامية التي تحتل فلسطين، وبكل أسف أظهر العدوان الصهيوني الإجرامي على غزة الوجه الحقيقي للمتحكمين بالحضارة الغربية، من حكومات رهنت قرارها بيد عصابة صهيونية مجرمة، وذلك من خلال دعمها لهذا الكيان المجرم، بالأسلحة المحرمة دوليًا، وبعشرات المليارات من الدولارات، وبالدفاع عنها في المحافل والمنظمات الدولية، وبنسف مطلق وصريح للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني (اتفاقات جنيف الأربع لعام ١٩٤٩م المعنية بتوفير الحماية للأشخاص الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية كالمدنيين وعاملي الصحة وعاملي الإغاثة وكذلك الجرحى والمرضى وأسرى الحرب، والتي تُعد بمثابة قانون دولي عرفي ملزم لكافة دول العالم)، وتقزيم مؤسسات العدالة الدولية كالمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، وتهديد القضاة فيها، إن هم تجرؤوا أو قاموا باتخاذ أي خطوات إجرائية وقانونية تجاه قادة الإجرام في الكيان الصهيوني الغاصب، في مشهد صادم لما يقارب 500 مليون من سكان الدول العربية و2 مليار مسلم وكل الشرفاء والأحرار في كل دول العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا، في اللامبالاة حتى بأبسط مفهوم للمصالح المشتركة، من خلال وجود مئات المليارات من الأموال العربية في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك في العواصم الأوروبية الفاعلة، والتي تساهم بشكل كبير جدًا في تحريك الاقتصاد والمؤسسات المالية في هذه الدول. لقد كشفت لنا هذه المجازر والإبادة الجماعية لأطفال ونساء أبرياء عزل في غزة واستماتت قيادات هذه الدول وكبار الساسة فيها في الدفاع عن الباطل، ونكران ما يشاهده العالم كله من جرائم ومجازر يندى لها جبين الإنسانية، بل وقيامهم ومؤسساتهم الإعلامية، ببث أخبار كاذبة عن واقع ما يحدث في غزة بتكميم أفواه الشرفاء من الإعلاميين من مواطنيهم، وإنهاء خدماتهم من هذه المؤسسات الإعلامية، فقط لكونهم حاولوا أن يقولوا الحقيقة في مؤسسات صحفية وإعلامية يفترض أنها مؤسسات عريقة والمهنية تلزمها بالمصداقية. وكذلك اعتقال طلبة المعتصمين في جامعات الولايات المتحدة والغرب، المعتصمين بشكل سلمي، تنديدًا بجرائم الكيان الصهيوني في غزة، بل وطرد البعض منهم من الجامعات ومنع آخرين من أداء الامتحانات النهائية. قد أنشؤوا لنا قبل ذلك تنظيما إرهابيا يدعى «داعش» ليرتكب جرائم مروّعة لتشويه الصورة السمحة لديننا الإسلامي الحنيف في العالم، وهدم الاستقرار في دولنا العربية والإسلامية الآمنة -والتي من المفترض أن تكون حليفة وصديقة لهم- وهذا بشهادة أكدها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أثناء حملته الانتخابية في أغسطس من العام ٢٠١٦م، عندما ذكر أن الإدارة الأمريكية الديموقراطية برئاسة باراك اوباما ومعاونته هيلاري كلينتون، هما من أسسا «داعش». والأمر نفسه أكده عدد من الشخصيات السياسية والأمنية في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، وأشارت إليه قبل ذلك بعض المصادر في يوليو من العام ٢٠١٤م، نقلًا عن الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن، عندما قال: «المخابرات البريطانية والأمريكية والموساد عملا معا لإنشاء (داعش) في العراق وسوريا، لحماية الكيان الصهيوني، وأنشئت منظمة إرهابية قادرة على جذب المتطرفين في العالم إلى مكان واحد، باستخدام استراتيجية «عش الدبابير»، وتلقى زعيم داعش أبو بكر البغدادي تدريبًا عسكريًا لعام كامل على أيدي الموساد». وبالرغم من هذا كله فإنكم أزلتم الشك وأزحتم الغمامة عن وجوهنا، وأكدتم لنا الحقيقة التي كنا نشك فيها لسنوات!.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة الکیان الصهیونی فی غزة

إقرأ أيضاً:

منظمة حقوقية تكشف : الكيان الصهيوني يخفي استشهاد عدد كبير من الأسرى في سجونه

الثورة نت/وكالات كشف مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في غزة، علاء السكافي، أن سلطات كيان العدو الصهيوني تخفي بشكل متعمد استشهاد أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين في سجونها، في وقتٍ تواصل سياسة الإخفاء القسريّ بحق أسرى قطاع غزّة منذ بدء السابع من أكتوبر 2023. وأوضح “السكافي”، في تصريحات إعلامية، الخميس، أنه حتى 7 أكتوبر 2024، تبلغت المؤسسات الحقوقية والمؤسسات المعنية بشؤون الأسرى من سلطات الكيان باستشهاد 40 معتقلاً داخل سجون العدو. وأشار إلى أن العدو كشف عن مصير الـ40 معتقلاً بعدما قدمنا التماسات للمحكمة العليا لدى الكيان لمعرفة مصير معتقلين مختفين قسراً أو لم يعرف مصيرهم، ليكشف الاحتلال مصيرهم أنهم توفوا في السجون دون إعلان من إدارة سجون الاحتلال عن وفاتهم. ولفت مدير مؤسسة الضمير الحقوقية إلى أن “هذا السلوك يعزز معلوماتنا بوجود أعداد كبيرة من الشهداء داخل المعتقلات”. وقال “هناك أسرى من غزة أفرجت عنهم قوات العدو أكدوا في شهاداتهم اعتقال أعداد من المواطنين سواء من المشافي أو مراكز الإيواء أو من داخل المدن ومخيمات النزوح أو عند المرور عبر حواجز قوات العدو، والأخير ينفي وجودهم لديه في المعتقلات، لذلك نحن نخشى على مصير هؤلاء المعتقلين”. وأوضح “السكافي”، أنَّ مؤسسة “الضمير” قدمت طلبات لفتح تحقيق لمعرفة أسباب وفاة المعتقلين، وللحصول على وثائق رسمية تفيد باستشهاد المعتقلين، وذلك للحصول على دليل إدانة للاحتلال وتقديمه أمام مختلف الجهات الدولية في إطار ملاحقته قضائياً. وشدد على أنَّ هناك سياسة ممنهجة تعبر عن توجه واضح لدى الاحتلال نتيجة ضم المجتمع الدولي وتخاذله تجاه حماية المعتقلين. وبين أن ارتفاع جرائم القتل يأتي ترجمة للامتيازات التي أقرها الوزير المتطرف بن غفير لجنود العدو الذين يمارسون جرائم القتل ضد المعتقلين الفلسطينيين. وطالب مدير مؤسسة الضمير الحقوقية المحكمة الجنائية الدولية باعتبار ملف استشهاد المعتقلين كملف مستقل بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق المعتقلين، ومطالبة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقيام بمسؤولياتها ودورها في زيارة السجون وتفقد أوضاع المعتقلين. وصباح اليوم، استشهد أسير فلسطيني من قطاع غزّة داخل معتقلات العدو، جراء تعرضه للتعذيب في ظلّ تصاعد اعتداءات وجرائم العدو ضدَّ الأسرى الفلسطينيين، وتزامنًا مع جرائم الإخفاء القسري لأسرى غزة. وقالت مصادر عائلية، إن الصليب الأحمر أبلغ بارتقاء الأسير محمد أنور لبد، من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، داخل سجون الاحتلال. وقبل أيام، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، ارتقاء الأسير علاء مروان حمزة المحلاوي البالغ من العمر42 عامًا، من مدينة غزة.

مقالات مشابهة

  • الحروب وتغير المناخ خلال 2024| الأوزون تتضرر من حرب الإبادة في غزة.. الولايات المتحدة الأمريكية الملوث الأكبر على مدى التاريخ.. أمريكا الشمالية سبب الإشعاع الحرارى المؤخر على الكوكب
  • سلوفينيا تطالب باستبعاد الكيان الصهيوني من مسابقة الأغنية الأوروبية 2025
  • صمود غزة يفتك بـ “اقتصاد الكيان الصهيوني”
  • الكيان الصهيوني يعتقل طفلا من مدينة البيرة مساء اليوم
  • فريق الأمم المتحدة يزور مواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الصهيوني بميناء الحديدة
  • الولايات المتحدة تعقد صفقة مع الشركة المصنعة للطائرة التي رصدت السنوار
  • قوات الكيان الصهيوني تحتل قريتين جنوب سوريا
  • الكيان الصهيوني يطلق النار على أهالي درعا السورية
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات إيرانية والحوثيين في تصاعد للتوترات.. العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه
  • منظمة حقوقية تكشف : الكيان الصهيوني يخفي استشهاد عدد كبير من الأسرى في سجونه