محلل عسكري إسرائيلي يكشف: أجهزة الأمن تضغط لإبرام اتفاق تبادل أسرى
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
قال محلل عسكري إسرائيلي، الاثنين، إن أجهزة الأمن في إسرائيل "تضغط لإبرام اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار" بقطاع غزة خلال أسابيع، بينما يرسل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إشارات متضاربة في هذا الملف.
وتقدر تل أبيب وجود 120 أسيرا إسرائيليا بغزة، أعلنت حركة حماس مقتل أكثر من 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز بسجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
وأضاف عاموس هارئيل، في تحليل بصحيفة "هآرتس" أن "ثمة إجماع بين كبار مسؤولي الأمن على أنه من الممكن والضروري التوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن إعادة الرهائن (الأسرى الإسرائيليين) في الأسابيع المقبلة".
وتتهم عائلات الأسرى والمعارضة نتنياهو بوضع عراقيل أمام الاتفاق المقترح؛ للحيلولة دون تفكك ائتلافه الحاكم وفقدانه منصبه؛ إذ يهدد وزراء اليمين المتطرف بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق يقضي بإنهاء الحرب.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل حربا على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر أسفرت عن نحو 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتابع هارئيل: "عائلات الرهائن سمعت من هؤلاء المسؤولين، وبينهم مدير (جهاز الأمن العام) الشاباك رونين بار، أنه يمكن التوصل إلى تفاهمات لضمان الإشراف الإسرائيلي على تهريب الأسلحة عبر الحدود بين غزة ومصر دون إحباط الصفقة".
وأردف: "تتلخص الفكرة في ابتكار حلول تكنولوجية بموافقة مصر، لكشف الأنفاق ومحاولات التهريب".
وادعى أن "إسرائيل ناقشت مع مصر طبيعة هذه الترتيبات، وتوقيت انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، على طول الحدود بين غزة ومصر".
واستدرك: "لكن القضية الأكثر أهمية هي اشتراط نتنياهو عدم انتقال مسلحي حماس من جنوب قطاع غزة إلى الشمال عبر ممر نتساريم، الذي يقسم القطاع إلى شطرين".
واستطرد: "غير أن بعض كبار مسؤولي الأمن يعتقدون أن نتنياهو سيجد طريقة للتغلب على هذه المشكلة، إذا قرر أنه يريد التوصل إلى اتفاق".
و"يواصل نتنياهو إرسال رسائل متضاربة حول هذه النقطة، كما تنقسم الآراء بشأنها داخل ائتلافه الحاكم"، كما أضاف هارئيل.
وتابع: "يقول مسؤولو الأمن إن لديهم انطباعا بأن نتنياهو هو الذي يوجه ردود كلا المعسكرين داخل الائتلاف، مؤيدي الصفقة ومعارضيها، وسيتخذ قراراه في النهاية بناءً على الظروف السياسية".
ورجح أنه "في حال اتخاذ نتنياهو القرار، فمن المتوقع أن يكون بعد عودته إلى "إسرائيل" عقب إلقاء خطابه أمام الكونغرس الأمريكي (الأربعاء)، وبعد انتهاء الدورة الصيفية للكنيست في 29 تموز/ يوليو؛ لأنه يخشى تعريض استقرار حكومته للخطر".
الانتخابات الأمريكية
هارئيل ادعى أن "ثمة أسباب دفعت حماس إلى الموافقة على مقترح الاتفاق المطروح، بينها الضغط العسكري والتحول في الرأي العام الدولي".
وأوضح أنه "خلال الأشهر الأولى من العام، كان يوجد اهتمام كبير في الغرب بما يحدث في غزة، مصحوبا بانتقادات متزايدة لإسرائيل بشأن عدد القتلى المدنيين ومشاكل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع".
واستدرك: "لكن الولايات المتحدة مشغولة الآن بدراما انتخاباتها الرئاسية المقبلة وقرار (الرئيس الديمقراطي جو) بايدن (الأحد) الانسحاب من السباق الرئاسي، كما تقلصت الاحتجاجات ضد إسرائيل بسبب تصرفاتها في غزة".
وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري "إسرائيل" وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.
وتقول الفصائل الفلسطينية إن "إسرائيل" وحليفتها الولايات المتحدة لا ترغبان في إنهاء الحرب حاليا، وتسعيان إلى كسب وقت عبر المفاوضات، على أمل أن يحقق نتنياهو مكاسب في القتال.
الاستعداد لـ"حزب الله"
و"ينبع دعم الجيش الإسرائيلي للصفقة جزئيا من أولوياته الإستراتيجية"، حسب هارئيل.
وأوضح أن "الجيش يعتقد بشكل متزايد أن التحديات على الجبهات الأخرى، حزب الله والحوثيين ومن خلفهم إيران، تتزايد حدة، وبالتالي تتطلب المزيد من المراقبة والإعداد وتخصيص الموارد".
وأردف: "لا يزال الجيش يريد مواصلة العمليات ضد حماس حسب الحاجة إذا انهار وقف إطلاق النار".
"لكنه يريد أيضا تقليص عدد قواته المقيدة في غزة، لتحضير نفسه لاحتمال حدوث المزيد من التصعيد في لبنان"، وفق هارئيل.
وتحتل "إسرائيل" منذ عقود أراضٍ لبنانية في الجنوب وهضبة الجولان السورية المحتلة فضلا عن الأراضي الفلسطينية.
و"تضامنا مع غزة" تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله" مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل أسفر عن مئات بين قتيل وجريج معظمهم بالجانب اللبناني.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة حماس اسرى حماس غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
قدرة فائقة على المناورة.. محلل عسكري يحذر من قوة المقاتلة سوخوي-35 الروسية
واشنطن "د. ب. أ": ركزت تقارير وسائل الإعلام الغربية عن حرب أوكرانيا الجارية على إبراز قدرات الجانب الأوكراني، بينما قللت من قوة الروس. وبالتالي فقد تفاجأ بعض المراقبين من أن مقاتلات "اف16-" التي تبرع بها حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى أوكرانيا كانت غير فعالة في الغالب ضد المقاتلات الروسية من طراز "سوخوي-35"، حيث اعترف المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية بصراحة في عام 2023 بأن مقاتلات "اف-16 " "قديمة" و "لا يمكنها مواجهة" الطائرة الحربية الروسية التي تنتمي إلى الجيل الرابع. وقال المحلل الجيوسياسي والعسكري الأمريكي براندون ويشيرت، المحرر البارز في شؤون الأمن القومي بمجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، في تحليل نشرته المجلة إنه عندما شنت روسيا حربا في أوكرانيا قبل ثلاثة سنوات، تعرضت للسخرية على نطاق واسع في الصحافة الغربية بسبب اعتمادها على معدات ضعيفة ترجع إلى العصر السوفيتي.
وفي الواقع، نتجت إخفاقات الجيش الروسي في الأيام الأولى من الحرب على الأقل جزئيا، عن الاعتماد على هذه المعدات ضد الذخائر الحديثة التي قدمها حلف الناتو إلى أوكرانيا - وأبرزها صاروخ "جافلين". ورأى ويشيرت أنه في جميع الحروب، يعد التكيف أمرا مهما للغاية- وقد قضت روسيا الأعوام الثلاثة الماضية في علاج أوجه القصور في معداتها السوفيتية القديمة وعملت على تعزيزها بعد العديد من الدروس الصعبة التي تعلمتها في ساحات القتال في شرق أوكرانيا. وتتسم الحرب بأنها عملية ديناميكية، وأيا كانت الأنظمة التي يتم استخدامها في بداية الصراع - خاصة إذا استمر هذا الصراع لفترة طويلة مثل الحرب في أوكرانيا - فإن هذا يعني أنه يتعين على الجيش تكييف أنظمته باستمرار بناء على الخبرات التي يكتسبها من ساحة المعركة. وقد فعلت روسيا هذا، إلا أن أوكرانيا، التي تعتمد على أنظمة الناتو الحديثة، لم تفعل ذلك في الغالب - مع نتائج يمكن التنبؤ بها في القتال.
بالإضافة إلى ذلك، ربطت موسكو قاعدتها الصناعية الدفاعية في وقت الحرب بالحاجة إلى التكيف والتطوير المستمر للمعدات. وقد استفادت المقاتلة "سوخوي-35" من هذه التعديلات التي دفعت إليها الدروس المؤلمة التي تعلمتها في ساحات القتال. ويأتي هذا حتى قبل التميز في تصميمها الكلي.
وقال ويشيرت إن الميزة الكبيرة للمقاتلات"سوخوي-35" في القتال تأتي من قدرتها الفائقة على المناورة، والتي لا تضاهيها سوى طائرات غربية قليلة. وأشار أحد قادة حلف الناتو السابقين إلى أن الطائرة الحربية "اف35- لايتنينج" التي تنتمي للجيل الخامس "ستتراجع على الأرجح" إذا اكتشفت مقاتلة "سوخوي-35" على الرغم من أن المقاتلة "اف35-" ستكون قادرة بشكل شبه مؤكد على رؤية "سوخوي-35" أولا، ولكن "سوخوي-35" ستكون قادرة على الأرجح على تفادي أي صواريخ تطلقها "اف35-" عليها، قبل الدخول في معركة جوية من المرجح أن تفوز بها المقاتلة الروسية.
وفي الواقع، تؤكد الشركة المصنعة للمقاتلة"سوخوي-35" على أنه لا توجد حدود لزوايا الهجوم في الطائرة. وقال ويشيرت إنه على الرغم من ذلك فإن الاشتباكات الافتراضية بين مقاتلتين من طرازي"سوخوي-35" و"اف-35 " غير ذي صلة إلى حد كبير بحرب أوكرانيا. وتبقى الحقيقة أن مقاتلة"سوخوي-35" هي لاعب قوي في الجو، بغض النظر عن رغبات الغربيين. أما بالنسبة للحمولة، فإن حزمة أسلحة "سوخوي-35" جديرة بالذكر، حيث يمكنها حمل ما يصل إلى 12 صاروخا قصير المدى، بزيادة أربعة صواريخ عن المقاتلة "اف22- رابتور". بالإضافة إلى ذلك، يمكن تزويدها بأربعة صواريخ "ار 37 ام"، والتي يحتوي كل منها على رأس حربي يزن 60 كيلوجراما. ويمكن للصواريخ أن تصل إلى سرعة مذهلة تبلغ "6 ماخ" وتضرب الأهداف على بعد 248 ميلا. وهناك أيضا مدفع 30 مليمتر آلى قوي من طراز "جريازيف-شيبونوف جي اس اتش- 301" يحمل 150 طلقة. واعتبر ويشيرت أنه عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن نفسها ضد الدفاعات الجوية الأوكرانية، فإن المقاتلة "سوخوي-35" لديها نظام حرب إلكترونية من طراز "كينيرتي ال 175 ام خيبيني- ام"، مما يجعل من الصعب على صواريخ العدو اكتشاف وتتبع "سوخوي-35" أثناء تحليقها فوق أراضي العدو.
وبين هذا النظام وسرعة "سوخوي35-" ومزايا زاوية الهجوم، لا يزال من الصعب إسقاط هذه الطائرة. ويرى ويشيرت أنه على الرغم من كل الضجة في وسائل الإعلام الغربية حول مدى سوء مقاتلات "سوخوي-35" الروسية، لم يتم إسقاط سوى ما يترواح بين 7 و13 مقاتلة من منها بشكل إجمالي، على الرغم من تقارير سابقة ذكرت أن أوكرانيا أسقطت العشرات من تلك المقاتلات.
وتظهر مراجعة سريعة لعدة مصادر غربية وأخرى مرتبطة بروسيا أن أسطول روسيا من مقاتلات "سوخوي-35" والذي كان يبلغ 120 مقاتلة بدأت بها روسيا الحرب، بلغت نسبة الخسائر به 11% على الأكثر. وبعبارة أخرى، تعد بيانات أوكرانيا المتعلقة بنسبة خسارة مقاتلات "سوخوي-35" الروسية متفائلة للغاية.
ولذلك، يتعين على المحللين أن يكونوا أكثر حذرا عند تقييم مقاتلات "سوخوي-35"، فإذا كانت حقا غير فعالة، لماذا سيشتري الجيش الروسي عشرات المقاتلات الإضافية منها؟ واختتم ويشيرت تحليله بالقول إنه قد يكون من المفيد إلقاء نظرة على مقطع فيديو تم نشره مؤخرا على الإنترنت للخطوط الأمامية في كورسك، حيث كان القتال بين القوات الأوكرانية والروسية هو الأكثر شدة. ويظهر الفيديو كيف استخدم الجيش الروسي مقاتلات "سوخوي35-" بفعالية كبيرة ضد الأوكرانيين على الأرض. وسيكون الاستراتيجيون الغربيون حمقى إذا قللوا من شأن هذه الطائرة الحربية.