لجريدة عمان:
2024-12-24@16:58:32 GMT

تجفيف منابع العنف مسؤولية الجميع

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

تفرض الأحداث الحزينة على الإنسان التفكير في أسئلة كبرى من قبيل كيف؟ ومن؟ ومتى؟ أما لماذا وقعت الواقعة؟ فلا محل لها من التساؤل، فالعنف المؤدلج يُعمم على كافة المجتمعات والدول مهما حاولت بعض الدول تجنبه، خاصة مع تنظيم داعش، فقدرة التنظيم على عبور الحدود الوطنية وسهولة استقطابه للنخب يجعل المرء يحار في كيفية التعامل مع خطورته والحد من تغلغله في طبقات المجتمع المستقرة اجتماعيا واقتصاديا.

أوجد الغرب التنظيم الإرهابي، سواء كفعل أو ردة فعل، عجل بظهوره على الساحة، بعد التدخل الدولي في كل من العراق وليبيا والصومال وغيرها من الأماكن التي قضت فيها القوات الأمريكية خاصة على مؤسسات الدولة المدنية، حتى وإن كانت هشة أو لم تمارس الديمقراطية على الطريقة الغربية، إلا أنها حافظت على الأمن العام والسلم الاجتماعي لشعوبها وعاملتهم بقدر معقول من المساواة والعدالة. صحيح أن التنظيم يتغذى على مخزون هائل من العنف التاريخي المكتوب، ولم تتم غربلة التاريخ أو قراءته من جديد وفق تطلعات الإنسان ورغبته في العيش بسلام بدلا عن اجترار الأحداث التاريخية واجتراح الجراح والأحزان وتقديسها.

إن القصد من الكتابة عن التنظيمات الجهادية الراديكالية هو محاولة فهم طريقة التنظيمات في التأثير على عقول النخب والأفراد المنتمين إلى طبقات اجتماعية متوسطة الدخل لا يعوزها المال ولا الجاه ولا المستوى التعليمي والثقافي، فمثلا ما دوافع انضمام مغني الراب الألماني دينيس كوستر، وكذلك مطرب الراب البريطاني ذي الأصول المصرية عبدالمجيد عبدالباري، أو الكندي أندريه بولين الذي يتقاضى مرتبا بقيمة 2000 دولار شهريا، أو أستاذة الفقه والاقتصاد الإسلامي في جامعة الدمام الدكتورة السورية إيمان مصطفى البغا التي تركت التدريس وانضمت إلى التنظيم الإرهابي مع أطفالها، وكذلك فعل الموريتاني محمد ولد بريهمات حامل شهادة الماجستير في الاتصالات وشبكة المعلومات، أو صافنات ابنة السفير السوداني علي الصادق، وغيرهم من أبناء وبنات رجال أعمال سودانيين درسوا وأقاموا في الغرب، ممن لا ينقصهم المال أو المكانة الاجتماعية ولا الشهادات العلمية، فكيف جرى تجنيد هؤلاء الشباب وغسل أدمغتهم؟

إن مواجهة الغول البارع في استخدام وسائل التقنية الحديثة مثل تنظيم داعش يتطلب إجراءات وعمليات تصحيحية في المؤسسات التربوية، بدءا بالبيت وليس انتهاء بالمادة الإعلامية الموجهة إلى جيل يتأثر بما يشاهده، وليس بما يسمعه أو يلقن إياه ويتلقاه من وسائل ومنابر تقليدية. فالعديد من الشباب الملتحقين بالتنظيم الخطير يحملون شهادات ولكنهم يفتقرون إلى الوعي الذي يعني الإدراك والفهم، وأن الإنسان خُلق للتعمير والبناء وفعل الخير وليس للتدمير وقتل الأبرياء، بمعنى أن وسائل الثقافة التقليدية عجزت عن التركيز على بذرة الخير المغروسة في جوانب الإنسان المعروفة بالفطرة الإنسانية.

لذلك ينبغي التفكير في جرعات التحصين بأفكار غير تقليدية تتوافق مع أذواق الباحثين عن الاعتراف والاهتمام وتتماشى مع صيحة الألفية الثالثة التي وفرت لكل فرد منصة اتصال ومساحة مطلقة من التواصل مع الآخرين. هل علينا القول: إن المراجعة يجب أن تبدأ الآن وليس غدا، وهل علينا التفكير في إعادة مادة الفلسفة والتفكير النقدي إلى المناهج الدراسية في مؤسسات التعليم العام والعالي؟ وهل الثقافة يمكنها تقديم حلول ناجعة لإعادة الاعتبار للذات عبر الفنون والآداب وأشكال التعبير التي يستعصي على حاملها التعبير عنها فيلجأ إلى العنف للتعبير عن الذات؟ الثقافة تصنع الوعي الذي يرمم الذات الباحثة عن الاكتمال أو الاحتواء والقضاء على العنف وتقديم الخير للبشرية، مع التركيز على إرادة الإنسان في تجاوز المعضلات والمعيقات عن تحقيق فكره على أرض الواقع.

يجب علينا في المرحلة القادمة التعاطي مع الواقع بعدم التهاون أو التعويل على لحمة المجتمع وتماسكه، فهذه مكتسبات وطنية ثابتة، ولكن التنظيم الذي يعبر الحدود يختار تابعيه بعناية يصعب فهمها، فهو ليس كالتنظيمات الأخرى أو العصابات التي تبحث عن نقاط ضعف في ذوات المنضمين لها كالمنتمين إلى الفئات الاجتماعية المهمشة أو الأقليات أو من أصحاب السوابق ممن يبحثون عن الطهارة الروحية والتكفير عن خطاياهم، فداعش يبحث عن نقاط القوة في داعميه ويستغلها ويوظفها في عملياته.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الأربعاء.. «الراعي» يناقش رسالة دكتوراة حول التنظيم القانوني لتأسيس الشركات الرياضية بالأندية

يناقش الزميل الكاتب الصحفي والإعلامي محمد عبد الهادي الراعي نائب رئيس تحرير جريدة «الأحرار» السابق، نائب رئيس تحرير جريدة «الدستور»، والمعلق الرياضي بالإذاعة والتليفزيون، رسالة الدكتوراة يوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024 الساعة 11:30 صباحا بقاعة المؤتمرات بكلية الحقوق جامعة بنها.

وتقدم الرسالة إلى كلية الحقوق جامعة بنها، وتتناول «التنظيم القانوني لتأسيس الشركات الرياضية بالأندية المصرية وعوائدها الاقتصادية نموذج تطبيق على شركة الإنتاج الإعلامي».

وتضم لجنة مناقشة الرسالة كلا من:

- الدكتور عصام حسني، أستاذ المالية ووكيل الدراسات العليا مشرفا وعضوا

-الدكتور عصام حنفي، أستاذ القانون التجاري ووكيل الكلية رئيساً ومشرفا

- الدكتور أحمد معبد، أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد والمالية عضواً

- الدكتور عاطف الفقي أستاذ التجاري ووكيل حقوق المنوفية عضوا

ووجه الباحث محمد عبد الهادي الراعي، الدعوة إلى الزملاء الكتاب الصحفيين، والنقاد الرياضيين، ولعدد كبير من اللاعبين، وكذلك المسئولين بالأندية الجماهيرية والشركات والمؤسسات الرياضية للتعرف على النتائج والتوصيات التي انتهى إليها الباحث، والتي ستكون منصة هامة ورئيسية لقيام الأندية بإنشاء شركات مختلفة في أنشطتها وزيادة مواردها عبر هذه الشركات.

اقرأ أيضاًفي إطار مبادرة «بداية».. وزير العمل يُسلم 25 عقد عمل لذوي همم

تصل لـ 36%.. أسعار الفائدة على القروض الشخصية في 5 بنوك قبل اجتماع البنك المركزي

مقالات مشابهة

  • "بسيوني": الشائعات تهدف إلى التأثير على الصورة التي تقدمها مصر في مجال حقوق الإنسان
  • وزير العمل يبحث مع رئيس «التنظيم والإدارة» ملفات التوظيف الحكومي
  • العمل تبحث مع التنظيم والإدارة سَدّ العجز الوظيفي بالوزارة ومديرياتها
  • العنف الأسري
  • كيفية تجفيف الفلفل الأحمر في المنزل بخطوات بسيطة.. فوائده الصحية مدهشة
  • محافظ الغربية يكرّم مدير التنظيم والإدارة تقديرًا لعطائه
  • حزب طالباني:الحفاظ على سيادة العراق من مسؤولية الحكومة الاتحادية
  • محافظ الغربية يكرّم مدير التنظيم والإدارة تقديرًا لعطائه المتميز
  • الخارجية الفلسطينية تحمل مجلس الأمن مسؤولية فشل إجبار الاحتلال على وقف حرب الإبادة في غزة
  • الأربعاء.. «الراعي» يناقش رسالة دكتوراة حول التنظيم القانوني لتأسيس الشركات الرياضية بالأندية