لجريدة عمان:
2024-09-06@19:55:57 GMT

تجفيف منابع العنف مسؤولية الجميع

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

تفرض الأحداث الحزينة على الإنسان التفكير في أسئلة كبرى من قبيل كيف؟ ومن؟ ومتى؟ أما لماذا وقعت الواقعة؟ فلا محل لها من التساؤل، فالعنف المؤدلج يُعمم على كافة المجتمعات والدول مهما حاولت بعض الدول تجنبه، خاصة مع تنظيم داعش، فقدرة التنظيم على عبور الحدود الوطنية وسهولة استقطابه للنخب يجعل المرء يحار في كيفية التعامل مع خطورته والحد من تغلغله في طبقات المجتمع المستقرة اجتماعيا واقتصاديا.

أوجد الغرب التنظيم الإرهابي، سواء كفعل أو ردة فعل، عجل بظهوره على الساحة، بعد التدخل الدولي في كل من العراق وليبيا والصومال وغيرها من الأماكن التي قضت فيها القوات الأمريكية خاصة على مؤسسات الدولة المدنية، حتى وإن كانت هشة أو لم تمارس الديمقراطية على الطريقة الغربية، إلا أنها حافظت على الأمن العام والسلم الاجتماعي لشعوبها وعاملتهم بقدر معقول من المساواة والعدالة. صحيح أن التنظيم يتغذى على مخزون هائل من العنف التاريخي المكتوب، ولم تتم غربلة التاريخ أو قراءته من جديد وفق تطلعات الإنسان ورغبته في العيش بسلام بدلا عن اجترار الأحداث التاريخية واجتراح الجراح والأحزان وتقديسها.

إن القصد من الكتابة عن التنظيمات الجهادية الراديكالية هو محاولة فهم طريقة التنظيمات في التأثير على عقول النخب والأفراد المنتمين إلى طبقات اجتماعية متوسطة الدخل لا يعوزها المال ولا الجاه ولا المستوى التعليمي والثقافي، فمثلا ما دوافع انضمام مغني الراب الألماني دينيس كوستر، وكذلك مطرب الراب البريطاني ذي الأصول المصرية عبدالمجيد عبدالباري، أو الكندي أندريه بولين الذي يتقاضى مرتبا بقيمة 2000 دولار شهريا، أو أستاذة الفقه والاقتصاد الإسلامي في جامعة الدمام الدكتورة السورية إيمان مصطفى البغا التي تركت التدريس وانضمت إلى التنظيم الإرهابي مع أطفالها، وكذلك فعل الموريتاني محمد ولد بريهمات حامل شهادة الماجستير في الاتصالات وشبكة المعلومات، أو صافنات ابنة السفير السوداني علي الصادق، وغيرهم من أبناء وبنات رجال أعمال سودانيين درسوا وأقاموا في الغرب، ممن لا ينقصهم المال أو المكانة الاجتماعية ولا الشهادات العلمية، فكيف جرى تجنيد هؤلاء الشباب وغسل أدمغتهم؟

إن مواجهة الغول البارع في استخدام وسائل التقنية الحديثة مثل تنظيم داعش يتطلب إجراءات وعمليات تصحيحية في المؤسسات التربوية، بدءا بالبيت وليس انتهاء بالمادة الإعلامية الموجهة إلى جيل يتأثر بما يشاهده، وليس بما يسمعه أو يلقن إياه ويتلقاه من وسائل ومنابر تقليدية. فالعديد من الشباب الملتحقين بالتنظيم الخطير يحملون شهادات ولكنهم يفتقرون إلى الوعي الذي يعني الإدراك والفهم، وأن الإنسان خُلق للتعمير والبناء وفعل الخير وليس للتدمير وقتل الأبرياء، بمعنى أن وسائل الثقافة التقليدية عجزت عن التركيز على بذرة الخير المغروسة في جوانب الإنسان المعروفة بالفطرة الإنسانية.

لذلك ينبغي التفكير في جرعات التحصين بأفكار غير تقليدية تتوافق مع أذواق الباحثين عن الاعتراف والاهتمام وتتماشى مع صيحة الألفية الثالثة التي وفرت لكل فرد منصة اتصال ومساحة مطلقة من التواصل مع الآخرين. هل علينا القول: إن المراجعة يجب أن تبدأ الآن وليس غدا، وهل علينا التفكير في إعادة مادة الفلسفة والتفكير النقدي إلى المناهج الدراسية في مؤسسات التعليم العام والعالي؟ وهل الثقافة يمكنها تقديم حلول ناجعة لإعادة الاعتبار للذات عبر الفنون والآداب وأشكال التعبير التي يستعصي على حاملها التعبير عنها فيلجأ إلى العنف للتعبير عن الذات؟ الثقافة تصنع الوعي الذي يرمم الذات الباحثة عن الاكتمال أو الاحتواء والقضاء على العنف وتقديم الخير للبشرية، مع التركيز على إرادة الإنسان في تجاوز المعضلات والمعيقات عن تحقيق فكره على أرض الواقع.

يجب علينا في المرحلة القادمة التعاطي مع الواقع بعدم التهاون أو التعويل على لحمة المجتمع وتماسكه، فهذه مكتسبات وطنية ثابتة، ولكن التنظيم الذي يعبر الحدود يختار تابعيه بعناية يصعب فهمها، فهو ليس كالتنظيمات الأخرى أو العصابات التي تبحث عن نقاط ضعف في ذوات المنضمين لها كالمنتمين إلى الفئات الاجتماعية المهمشة أو الأقليات أو من أصحاب السوابق ممن يبحثون عن الطهارة الروحية والتكفير عن خطاياهم، فداعش يبحث عن نقاط القوة في داعميه ويستغلها ويوظفها في عملياته.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

"الجميع يحب تودا" يمثل المغرب في "الأوسكار"

قالت الممثلة المغربية، نسرين الراضي، اليوم الجمعة، إن أحدث أفلامها "الجميع يحب تودا" للمخرج نبيل عيوش، سيمثل المغرب في المنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي في الدورة القادمة للجائزة الأشهر عالمياً.

وكتبت الممثلة المغربية على حسابها الشخصي بموقع فيس بوك بالإنجليزية "يسعدنا ويشرفنا إعلان أن (الجميع يحب تودا) اختير لتمثيل المغرب في الأوسكار".
الفيلم الذي كتبه نبيل عيوش ومريم توزاني كان عرضه العالمي الأول في مايو (أيار) بمهرجان كان السينمائي في فرنسا.

أحداث الفيلم

وتدور أحداثه حول "تودا"، التي تجسدها نسرين الراضي، ابنة القرية الريفية النائية التي تضطرها الظروف وأعباء تربية ابنها الوحيد للانتقال إلى الدار البيضاء، حيث تسعى لتحقيق حلمها بأن تصبح فنانة، تؤدي فن العَيْطَة الشعبي.

يسعى المخرج نبيل عيوش من خلال شخصية "تودا"، نقل معاناة مؤديات هذا النوع الموسيقي في المغرب في حبكة مُتقنة، أشاد بها النقاد.
وهذا ليس الترشيح الأول الذي يدفع به المغرب لفيلم من إخراج نبيل عيوش للمنافسة على الأوسكار، إذ سبق ورشح له فيلم "عَلي صوتك" في 2021 وفيلم "غزية" في 2017 وفيلم "يا خيل الله" في 2013 وفيلم "علي زاوا" في 2000.
ومن المنتظر إعلان القائمة الأولية للأفلام المنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي، التي تمنح للأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة، في ديسمبر (كانون الأول)، بينما تعلن القائمة المختصرة في يناير (كانون الثاني) 2025.

      View this post on Instagram      

A post shared by Billboard Arabia (@billboardarabia)

مقالات مشابهة

  • أوباما: الجميع في مصر يعلم جيدا "فريق بيراميدز ولد عملاقا"
  • "الجميع يحب تودا" يمثل المغرب في "الأوسكار"
  • لغز يلف جريمة قتل الشيخ الداوودي: القاتل يفاجئ الجميع بتصرفه الغريب
  • حيدر الملا لـبغداد اليوم: دعم المنتخب للوصول الى كأس العالم مسؤولية الجميع
  • عضو في مجلس نقابة الصحفيين ..إخراج الزعبي من السجن بالطرق الرسمية مسؤولية الجميع
  • نقابة الصَّحفيين السُّودانيين تنعي المصور التلفزيوني حاتم مأمون الذي مات متأثراً بإصابته في حادث المسيرة التي استهدفت منطقة “جبيت” العسكرية
  • كيف تسهم وسائل التواصل الاجتماعي في خدمة الدولة والسوق؟
  • عملية كبيرة ضد داعش في العراق.. هل عاد التنظيم الإرهابي؟
  • الجاسر : الهلال ركز على الكيف وليس الكم .. فيديو
  • ”أولياء الدم يرفضون العفو: القصاص ينفذ في حضرموت تحت أنظار الجميع”