أكد وزير الصناعة جورج بوشيكيان أن "التكلفة الصحيّة والبيئيّة للمصانع غير المرخّصة في لبنان عالية جدّا"، وقال: "في كل مرّة يضبط مصنعاً غير مرخّص، يرده اتصالات لا تُعَدّ ولا تُحصى من مسؤولين يتدخلون لوقف الإقفال. وفي كل مرّة يكون جوابه: إذا بتاكلو من هالأكل ما بسكّرو".

وإذ شكر بوشيكيان "جهود المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري في إقفال المصانع غير المرخصة"، أعلن أنه "قريبا جداً سيبدأ بطلب رقم الترخيص عن كل منتج لبناني".



وفي حديثه لـ"برنامج المشهد اللبناني" على قناة الحرّة، رأى بوشيكيان أن "لا حل لأزمة الكهرباء في لبنان"، وقال: "كفى خطابات وبرامج".

ودعا الصناعيين الى "ضرورة التحول نحو الطاقة البديلة التي ترد سعرها خلال فترة عام أو عامين وتعطي القدرة التنافسية"، معتبراً أن "أزمة الكهرباء هي من مسؤولية وزير الطاقة وليد فياض"، وقال: "الوزير هو الذي يدير وزارته وعمله، وكان من الأفضل ألاّ يعد بحلول وبزيادة ساعات التغذية إذا لم يكن قادرا على الوفاء بوعوده، كما كان بإمكانه أن يجد حلولا أفضل في أمور كثيرة".

أضاف: "على المستوى الشخصي الوزير فياض هو صديق. أما عملياً فنختلف كثيراً، وأقول له ملاحظاتي بكل وضوح، فمشكور الرئيس نجيب ميقاتي، فقد تدخل في آخر لحظات مشكلة الكهرباء الأخيرة، وتمكن من حل الأزمة".

وتابع: "خلال الأزمة لم يقفل أي مصنع في لبنان، بل العكس، الأزمة الإقتصادية كانت السبب في انطلاق الصناعة اللبنانية. وقبل الأزمة، كان المنتج اللبناني يشكّل 11% من السوق المحلية. أما اليوم فأصبح 67%، ومستوى الجودة جيد جداً، فالمنتج المحلي ينافس ويتخطّى مستوى المنتج الأجنبي".

أضاف: "نحن نصدر الصناعات الغذائية ل110 دول في العالم، وكل الدول تتمنى أن تأخذ من منتجاتنا، فمثلا لبنان لديه أجود أنواع القمح".

وبالنسبة إلى الضريبة على التصدير، تحدث بوشيكيان عن "السعي لخلق محفز على كل الضرائب. ومنذ فترة، يتم العمل على آلية لتنظيم هذا البند عام 2025 كي يكون القطاع الصناعي واحدا من هذه المحفزات".

وإذ أكد بوشيكيان أن "لبنان بلد منتج في جزء كبير منه"، أشار الى أنه "أعطى تراخيص لنحو 1300 مصنع من كل القطاعات"، معددا أبرزها، وقال: "اللبناني مبتكر، تسعة لبنانيين أخذوا جوائز من Forbes، كلها اختراعات وتطوير".

كما تحدث عن "نهضة صناعية لبنانية تمثلت بتجميع وإنتاج أجهزة إلكترونية ومنها Tablets، بالتعاون بين الجامعة اللبنانية في الفنار ومؤسسة طلال أبو غزاله الذي قدّم كل المُعَدّات والمختبرات والفحوص لطلاب الجامعة اللبنانية، معلقاً بالقول: "You will be proud".

وسياسيّاً، رأى بوشيكيان أن "حضوره جلسات مجلس الوزراء مسؤولية وطنية"، معتبراً أن "ميقاتي هو رجل المرحلة"، وقال: "أفتخر وأعتز بأنني ضمن فريق عمل برئاسته، فنحن لا يمكننا البقاء خارج الحكومة وإطلاق النار عليها، الرئيس ميقاتي يحافظ على التوازن داخل الحكومة".

وإذ استبعد بوشيكيان "توسع الحرب لتطال كل لبنان"، اعتبر أن "الحرب إقليمية، ضمن قواعد الاشتباك الموجودة"، مؤكدا "ضرورة عقد طاولة حوار وطنية نتكلم فيها من دون كُفوف لمصلحة الوطن، مع الحفاظ على اتفاق الطائف".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

كيف ستؤثر المرحلة الانتقالية للرئاسة الأميركية على لبنان؟

بيروت- في منطقة الشرق الأوسط، ما إن انتهت الانتخابات الرئاسية الأميركية بفوز الرئيس السابق دونالد ترامب، حتى برزت التساؤلات حول مصير الحرب الإسرائيلية المفتوحة على غزة ولبنان، في ظل إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة العمليات العسكرية.

كما أصبح هذا التوجه الإسرائيلي أكثر وضوحا مع تعيين يسرائيل كاتس وزيرا للدفاع خلفا ليوآف غالانت، وكذلك تعيين غدعون ساعر وزيرا للخارجية، وهو ما أضاف مزيدا من القلق حيال تصاعد الأعمال العسكرية في المنطقة.

وبانتظار حفل التسليم الرسمي بين الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب، المقرر في 20 يناير/كانون الثاني 2025، تُعد هذه الفترة الانتقالية من أخطر الفترات في تاريخ المنطقة والحرب الإسرائيلية، فقد وعد الرئيس ترامب الجالية العربية والمسلمة في الولايات المتحدة بوقف الحرب في لبنان، بل وأكثر من ذلك، بتحقيق السلام والازدهار في الشرق الأوسط.

ويتوقع المحللون السياسيون في لبنان أن تكون هذه الفترة الانتقالية الأكثر صعوبة في مسار الحرب، إذ يرجح البعض أن يلجأ نتنياهو إلى تصعيد عسكري وارتكاب مزيد من المجازر لتحسين شروط التفاوض السياسي، خاصة بعد إدراكه أن الأمور ستؤول في النهاية إلى وقف العمليات.

في المقابل، يرى آخرون أن إدارة بايدن قد "تنتقم" من نتنياهو عبر وقف الدعم العسكري أو تركه يواجه حربا محتملة مع إيران، التي قد تكون لغما موقوتا وأول اختبار لإدارة ترامب المقبلة.

المرحلة الأخطر

من جانبه، يرى المحلل السياسي أمين قمورية أن الفترة ما بين الآن وحتى تسلم دونالد ترامب مقاليد الرئاسة في يناير/كانون الثاني المقبل تعد مرحلة حساسة، ويشير إلى أن هذه الفترة قد تشهد تطورات خطيرة، ففي ظل الوضع الراهن، سيكون أمام الرئيس جو بايدن الذي يتمتع بصلاحيات كاملة ودون ضغوط انتخابية، خياران:

الأول هو وقف الحرب، وهو خيار يعد ضعيفا. الثاني هو إغراق ترامب في مشاكل معقدة، يصعب على الإدارة الجمهورية الخروج منها.

ويوضح قمورية أن هذه الفترة قد تشهد زيادة في الضغوط التي يمارسها بايدن لإشعال مزيد من الحروب، خاصة مع إيران ولبنان، في ظل الوضع المتفاقم في غزة، الذي يرتبط بهما بشكل رئيسي، مما يساهم في تصعيد التوترات وزيادة المخاطر.

ويضيف قمورية في حديثه للجزيرة نت أن هذه الفترة الانتقالية ستكون مثل "فترة البطة العرجاء" التي تشهد تطورات غير قابلة للتوقع، قد يكون من الصعب تحديد ما الذي سيحدث خلالها.

وفي ما يتعلق بما سيحمله وصول ترامب، يوضح قمورية أنه سيكون من المهم مراقبة إذا ما كانت الإدارة السابقة قد تركت له فخاخا يصعب الخروج منها، أو إذا ما كانت الأمور قد هدأت قليلا ليتمكن من اتخاذ قرار بوقف الحرب.

أما بشأن حزب الله وحماس، يلفت قمورية إلى أن ترامب قد تحدث مع نتنياهو أكثر من مرة، موضحا له أنه عليه تنفيذ المهمة أولا، وبعد ذلك سيتم تحديد الخطوات التالية، كما يعتقد أن الحرب ضد حزب الله وحماس قد تستمر لبعض الوقت قبل أن يتخذ ترامب -إذا قرر ذلك- قرارا بوقف إطلاق النار.

ويشير قمورية إلى أن ما فعله نتنياهو مؤخرا يعكس محاولاته لتأسيس "دولة فاشية" داخل إسرائيل، حيث يسيطر على جميع المفاصل السياسية بيده، إذ عندما يعين وزير دفاع شكليا، ويجلب وزراء لا يستطيعون معارضته، فهو بذلك يضمن التصرف بالطريقة التي يراها مناسبة دون أن يواجه أي اعتراض، مما يجعل المرحلة الراهنة أكثر خطورة.

تحولات محتملة

ويعتبر الخبير في الشؤون الإسرائيلية علي حيدر أن دونالد ترامب لن يصبح صانعا رئيسيا للسياسة الأميركية إلا بعد دخوله إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل، مما يعني أن هناك نحو شهرين و15 يوما حتى تلك اللحظة، وخلال هذه الفترة -التي تعتبر كافية نسبيا- قد تحدث تحولات ميدانية وسياسية كبيرة في أي اتجاه من اتجاهات الحرب المحتملة، سواء نحو تسوية نظرية أو توسيع نطاق الحرب على المستوى الإقليمي.

ويوضح حيدر -في حديثه للجزيرة نت- أنه بناء على هذه المعطيات، سيواجه ترامب واقعا في أحد اتجاهين: إما أن تكون الأمور قد نضجت باتجاه معين، أو أنها قد وصلت إلى ذروتها بعد انفجار كبير أو اتفاق ما.

وفي ما يتعلق بتأثير ترامب، يشير حيدر إلى أنه من المبكر تحديده الآن، حيث سيعتمد ذلك على الواقع الذي سيرثه، ويرى حيدر أن زيادة المخاطر لن تؤثر على خيارات المقاومة، لأنها تخوض معركة دفاعا عن وجودها وأمنها، وما يسعى إليه الإسرائيليون لا يمكن قبوله من قبل أي شعب أو دولة، حتى لو كانت السلطات السياسية مستعدة للتسويات، لأن أهدافهم البعيدة تقيد أي مفاوضات.

ويؤكد حيدر للجزيرة نت أن الخيار الوحيد للمقاومة هو الاستمرار، وخيار لبنان هو الصمود، مما يبدد أي آمال أميركية أو إسرائيلية في تغيير الوضع القائم.

أما بالنسبة للمطالب الإسرائيلية بعد الحرب، فيرى حيدر أن الهدف منها هو الهيمنة على لبنان واستباحة أمنه عبر فرض جدول أعمال على السلطة الجديدة، بما يشمل منع إعادة بناء قدرات المقاومة، مما يضعف لبنان ويجعله عرضة للسيطرة في أي تحول سياسي إقليمي أو دولي.

كما يعتقد الخبير أن تعنت الإسرائيليين سيزداد، خاصة مع دعم ترامب، في حين أن مصير لبنان سيظل مرتبطا بالتطورات الإقليمية وتأثيرها على الأمن الإسرائيلي والمصالح الأميركية.

وعلى الرغم من ذلك، فإن حيدر يشير إلى أن ترامب قد يفاجئ إسرائيل بتوجهات حادة، وقد يضع سقفا جديدا للمفاوضات ويضغط من أجل إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، استنادا إلى الواقعية السياسية، لا تستبعد هذه الاحتمالية، خاصة أن أولويات ترامب العالمية قد تدفعه نحو هذا الخيار.

ويؤكد حيدر أن المنطقة والمسار الحالي لا يزالان مفتوحين على عديد من السيناريوهات، وأن الواقع الذي سيرثه ترامب سيكون العامل الأساسي في تحديد توجهاته المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • ميقاتي الى القمة العربية الاسلامية في الرياض: المرحلة تتطلب تعاون الجميع في مواجهة تداعيات العدوان
  • يونسكو: جلسة طارئة 18 نوفمبر لتعزيز حماية المواقع الأثرية اللبنانية
  • مسؤول روسي: سوق الألماس العالمي يشهد أزمة كبيرة
  • ميقاتي رعى توقيع مذكرة تفاهم بين الحكومة اللبنانية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي
  • سلفة خزينة لتطويع 1500 جندي وميقاتي يحمّل المجتمع الدولي مسؤولية حرب الإبادة الإسرائيلية
  • كيف ستؤثر المرحلة الانتقالية للرئاسة الأميركية على لبنان؟
  • ميقاتي: الإعتداءات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة ضد لبنان تحولت لجرائم ضد الإنسانية
  • دريان دعا إلى مؤازرة ميقاتي في المساعي الديبلوماسية لوقف الحرب
  • ميقاتي هنأ ترامب بانتخابه رئيساً لأميركا: لوقف الحرب على لبنان وتطبيق القرار 1701
  • دعوة ميقاتي إلى قمة التضامن.. ووقف الحرب على لبنان على جدول الأعمال