بوابة الوفد:
2025-04-10@21:04:08 GMT

الاحتواء الاستراتيجى للصومال

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

ثمة تحولات تجرى حاليًا فى منطقة القرن الإفريقي، يعاد خلالها ترتيب القوى وحسابات الدول.
يتكون القرن الأفريقى من دول أربع هى إثيوبيا وإريتريا وجيبوتى والصومال، تتمدد فى المدخل الجنوبى للبحر الأحمر حيث الشاطئ الغربى للبحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.
هذه المنطقة تكتسب أهمية كونها تطل على طريقى التجارة الأكثر حيوية للعالم، أولهما طريق البحر الأحمر قناة السويس ، والأخير طريق التجارة الأقدم حيث بحر العرب ورأس الرجاء الصالح.


ولذلك طوال القرنين التاسع عشر والعشرين، كانت القوى الاستعمارية تسيطر على المنطقة خصوصا الصومال التى تفتت بين جزء جنوبى احتلته إيطاليا ، وجزء شمالى احتلته بريطانيا، وجزر احتلتها فرنسا، وجزء آخر لكينيا، وإقليم أوغادين أو الصومال الغربي.
وظلت التبعية للقوى العالمية هى سمة المنطقة، خصوصا عندما اندلعت حرب أوغادين بين الصومال وإثيوبيا عام 1977، وتمكن الصوماليون من تحرير منطقة الصومال الغربى ، إلى أن قام الاتحاد السوفيتى فى ذلك الوقت بمساندة إثيوبيا وأمدها بالسلاح الثقيل و 18 ألف جندى كوبى ، فأجهض التقدم الصومالي.
الآن لا تزال التبعية العالمية هى السمة فى دول القرن الأفريقي، إذ إن دولة هى جيبوتى التى تعد أصغر بلدان أفريقيا بمساحة لاتزيد على 23 ألف كيلو متر أى أقل من مساحة محافظة أسيوط المصرية، تضم 9  قواعد عسكرية أجنبية تابعة لفرنسا والولايات المتحدة واليابان والصين وإسبانيا وإيطاليا.
وطبقا لتقرير روسي، فإن منطقة القرن الأفريقى توجد بها 19 قاعدة عسكرية  تديرها 16 دولة، منها بالطبع إسرائيل.
ويكفى أن نعرف أن القاعدة العسكرية الوحيدة للصين خارج حدودها موجودة فى جيبوتي، وأكبر قاعدة عسكرية أميركية فى أفريقيا موجودة فى جيبوتى أيضا.
هذا على البر.. أما فى البحر فتسكن الماء حاملات طائرات ومدمرات وفرقاطات وغواصات لدول عدة، جميعها تتابع طريقى التجارة الأشهر فى العالم.
وخلال فترة الانكفاء المصرى على الذات أى العقد الماضى لأسباب ثورتى يناير 2011 ويونيو 2013 و التحولات السياسية الداخلية، تصاعد النفوذ الإثيوبى بدعم من إسرائيل التى ترغب فى شل الدولة المصرية جنوبا حيث منابع النيل وطريق التجارة العالمى المار بقناة السويس.
كما تصاعد الطموح التركى فى المنطقة التى عانت من فراغ القوى المحلية الفاعلة، ليصبح التدويل سمة غالبة.
وأمس الأول عاد الدور المصرى بقوة، مع الاجتماع الاستثنائى الذى عقدته حكومة الصومال لإقرار اتفاقية دفاعية مع مصر 
هذه الاتفاقية الدفاعية تمثل بداية عودة الدور المصرى القوى إلى المنطقة، خصوصا أن شمال الصومال أو «أرض الصومال» أصبح مسرحا للتأمر الإثيوبى الاسرائيلى ، إذ وقع الانفصاليون هناك مذكرة مع اثيوبيا تمنحها واجهة بحرية بطول 20 كيلو مترا ، حتى تصبح لاثيوبيا قاعدة بحرية ومنفذا على البحر» العربي»، ويكتمل الحصار على مصر.
ربما لا تلقى أخبار القرن الإفريقى الاهتمام نفسه الذى تحظى به أخبار فلسطين المحتلة، لكن مصر تخوض معارك وحروبا على جبهات عدة ، وتدافع عن كيانها ووجودها .. ربما فى صمت .. لكنه صمت أقوى من قصف المدافع .
حفظ الله مصر
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حفظ الله مصر قاعدة عسكرية أميركية الدور المصري حكومة الصومال

إقرأ أيضاً:

مصر تنضم لبيان الشركاء الدوليين الداعم لمقترح إنشاء منصة للقادة الصوماليين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

انضمت جمهورية مصر العربية إلى البيان المشترك الصادر عن الشركاء الدوليين للصومال، والذي يرحب بالمبادرة التي أعلن عنها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، بشأن إنشاء منصة جامعة للقادة السياسيين والمجتمعيين في الصومال، بهدف توحيد الجهود الوطنية لمكافحة الإرهاب وتعزيز بناء نظام حكم ديمقراطي وفيدرالي، وذلك في إطار التزام مصر بمواصلة دعم جهود الحكومة الفيدرالية والشعب الصومالي الشقيق في تحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب.

وأكدت مصر، كما جاء في بيان وزارة الخارجية والهجرة، أن دعم هذا التوجه يُعد خطوة محورية نحو تعزيز وحدة الصف الصومالي وتفعيل الحوار الوطني، في سبيل استعادة الأمن والاستقرار، وتعزيز دور المؤسسات الوطنية بما يتماشى مع تطلعات الشعب الصومالي الشقيق.

وجددت مصر موقفها الداعم لوحدة وسيادة الصومال وسلامة أراضيه، وحرصها على مواصلة التنسيق والتعاون مع الأشقاء الصوماليين والشركاء الدوليين لدعم مسار تحقيق الأمن والتنمية في البلاد انطلاقًا من الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع بين الشعبين المصري والصومالي. كما تُثني مصر على الجهود المتواصلة التي تبذلها قوات الأمن الصومالية وبعثة الاتحاد الإفريقي لدعم الاستقرار في الصومال (AUSSOM)، وتؤكد التزامها الثابت بدعم كافة الجهود الرامية إلى ترسيخ الاستقرار في الصومال.

تجدر الإشارة إلى أن عشرين دولة قد انضمت إلى البيان المشترك، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية والإقليمية.

مقالات مشابهة

  • تركيا تنقب عن النفط والغاز في الصومال
  • الصومال تصادق على اتفاقية مع مصر لإعفاء الجوازات الدبلوماسية من تأشيرة الدخول
  • السيناريست مجدي صابر: خطاب الرئيس السيسي عن الدراما خطوة مهمة نحو الأفضل
  • بمناسبة استئناف الدراسة
  • تم إيقافها بالخطأ.. واشنطن تستأنف برامج مساعدات خارجية لبعض الدول
  • مقتل 15 عنصرا من حركة "الشباب" بعملية عسكرية في الصومال
  • مستشار سياحي: زيارة ماكرون لمصر لاقت متابعة غير مسبوقة في الإعلام الدولي
  • «ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا»
  • سؤال لوزير الداخلية حول معاناة سكان في سلا من الجريمة و"الكريساج"
  • مصر تنضم لبيان الشركاء الدوليين الداعم لمقترح إنشاء منصة للقادة الصوماليين