ثمة تحولات تجرى حاليًا فى منطقة القرن الإفريقي، يعاد خلالها ترتيب القوى وحسابات الدول.
يتكون القرن الأفريقى من دول أربع هى إثيوبيا وإريتريا وجيبوتى والصومال، تتمدد فى المدخل الجنوبى للبحر الأحمر حيث الشاطئ الغربى للبحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.
هذه المنطقة تكتسب أهمية كونها تطل على طريقى التجارة الأكثر حيوية للعالم، أولهما طريق البحر الأحمر قناة السويس ، والأخير طريق التجارة الأقدم حيث بحر العرب ورأس الرجاء الصالح.
ولذلك طوال القرنين التاسع عشر والعشرين، كانت القوى الاستعمارية تسيطر على المنطقة خصوصا الصومال التى تفتت بين جزء جنوبى احتلته إيطاليا ، وجزء شمالى احتلته بريطانيا، وجزر احتلتها فرنسا، وجزء آخر لكينيا، وإقليم أوغادين أو الصومال الغربي.
وظلت التبعية للقوى العالمية هى سمة المنطقة، خصوصا عندما اندلعت حرب أوغادين بين الصومال وإثيوبيا عام 1977، وتمكن الصوماليون من تحرير منطقة الصومال الغربى ، إلى أن قام الاتحاد السوفيتى فى ذلك الوقت بمساندة إثيوبيا وأمدها بالسلاح الثقيل و 18 ألف جندى كوبى ، فأجهض التقدم الصومالي.
الآن لا تزال التبعية العالمية هى السمة فى دول القرن الأفريقي، إذ إن دولة هى جيبوتى التى تعد أصغر بلدان أفريقيا بمساحة لاتزيد على 23 ألف كيلو متر أى أقل من مساحة محافظة أسيوط المصرية، تضم 9 قواعد عسكرية أجنبية تابعة لفرنسا والولايات المتحدة واليابان والصين وإسبانيا وإيطاليا.
وطبقا لتقرير روسي، فإن منطقة القرن الأفريقى توجد بها 19 قاعدة عسكرية تديرها 16 دولة، منها بالطبع إسرائيل.
ويكفى أن نعرف أن القاعدة العسكرية الوحيدة للصين خارج حدودها موجودة فى جيبوتي، وأكبر قاعدة عسكرية أميركية فى أفريقيا موجودة فى جيبوتى أيضا.
هذا على البر.. أما فى البحر فتسكن الماء حاملات طائرات ومدمرات وفرقاطات وغواصات لدول عدة، جميعها تتابع طريقى التجارة الأشهر فى العالم.
وخلال فترة الانكفاء المصرى على الذات أى العقد الماضى لأسباب ثورتى يناير 2011 ويونيو 2013 و التحولات السياسية الداخلية، تصاعد النفوذ الإثيوبى بدعم من إسرائيل التى ترغب فى شل الدولة المصرية جنوبا حيث منابع النيل وطريق التجارة العالمى المار بقناة السويس.
كما تصاعد الطموح التركى فى المنطقة التى عانت من فراغ القوى المحلية الفاعلة، ليصبح التدويل سمة غالبة.
وأمس الأول عاد الدور المصرى بقوة، مع الاجتماع الاستثنائى الذى عقدته حكومة الصومال لإقرار اتفاقية دفاعية مع مصر
هذه الاتفاقية الدفاعية تمثل بداية عودة الدور المصرى القوى إلى المنطقة، خصوصا أن شمال الصومال أو «أرض الصومال» أصبح مسرحا للتأمر الإثيوبى الاسرائيلى ، إذ وقع الانفصاليون هناك مذكرة مع اثيوبيا تمنحها واجهة بحرية بطول 20 كيلو مترا ، حتى تصبح لاثيوبيا قاعدة بحرية ومنفذا على البحر» العربي»، ويكتمل الحصار على مصر.
ربما لا تلقى أخبار القرن الإفريقى الاهتمام نفسه الذى تحظى به أخبار فلسطين المحتلة، لكن مصر تخوض معارك وحروبا على جبهات عدة ، وتدافع عن كيانها ووجودها .. ربما فى صمت .. لكنه صمت أقوى من قصف المدافع .
حفظ الله مصر
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حفظ الله مصر قاعدة عسكرية أميركية الدور المصري حكومة الصومال
إقرأ أيضاً:
بنعلي تحمل حكومة البيجيدي مسؤولية تعثر استثمارات تطوير الشبكة الكهربائية
زنقة 20 | الرباط
حملت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، حكومة العدالة و التنمية السابقة ، المسؤولية في تعثر مشاريع تخزين و نقل الطاقة الكهربائية.
و قالت بنعلي، في جوابها على سؤال للمجموعة النيابية للعدالة و التنمية ، أن برمجة البنية التحتية منها شبكة نقل الكهرباء تحتاج إلى سنوات.
و ارجعت بنعلي التعثر البالغ 0.8 في المائة الى غياب البرمجة ما بين سنتي 2019 و 2021 ، أي خلال الحكومة الثانية لحزب العدالة و التنمية.
بنعلي كانت قد اعترفت بتعثر الاستثمار في تطوير الشبكة الكهربائية بالمغرب، خصوصاً في ظل التحول الطاقي الذي تعرفه المملكة نحو الطاقات المتجددة كالهيدروجين الأخضر.
وأكدت الوزيرة على ضرورة تسريع وتيرة الاستثمار في الشبكات والنقل، مشددة على أهمية دور المؤسسات المالية الخاصة في تحمل جزء من المخاطر في هذا الاستثمار، خصوصاً في ظل العوائد المادية الكبيرة التي ينطوي عليها هذا الاستثمار.