الكشف عن سبب انسحاب بايدن من السباق الانتخابي.. ما شأن صديقيه المقربين؟
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
ظل الرئيس الأمريكي جو بايدن متمسكا بخوض السباق الرئاسي حتى مساء السبت لكن بحلول الأحد تبدل موقفه. وعلى مدار 23 يوما، أصر بايدن على الاستمرار في حملة إعادة انتخابه رغم الضغوط المتزايدة ودعوات أعضاء الكونغرس الديمقراطيين والمانحين له بالتنحي.
وقبل ساعات من قراره المفاجئ، أخبر بايدن كبار مساعديه أنه "يتقدم بكامل قوته" في الحملة لكن بحلول المساء كان قد غير رأيه بعد مناقشة طويلة مع أقرب مساعديه وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وفي منزله على شاطئ ديلاوير التقى بايدن مع صديقه ستيف ريكيتي يوم الجمعة ثم التقى يوم السبت مع مايك دونيلان والرجلان كانا إلى جانب بايدن خلال القرارات الرئيسية التي اتخذها مثل ترشحه للرئاسة عامي 2016 و2020.
ونقلت "بوليتيكو" عن مصادر مطلعة رفضت الكشف عن هويتها قولها إن الرجلين قدما معلومات جديدة دامغة في اجتماع من شأنه تسريع نهاية مسيرة بايدن السياسية.
وبالإضافة إلى عرض مخاوف جديدة من المشرعين الديمقراطيين وتحديثات بشأن عملية جمع التبرعات التي تباطأت، كان هناك استطلاعات الرأي الخاصة بالحملة، والتي أظهرت أن طريقه إلى النصر في نوفمبر/تشرين الثاني قد انتهى.
وظهر الأحد كان الأشخاص الوحيدون مع بايدن في مقر إقامته هم السيدة الأولى جيل بايدن واثنين من المساعدين الموثوقين الآخرين هما نائبة رئيس الأركان آني توماسيني ومساعد السيدة الأولى أنتوني برنال.
وبعدها أبلغ بايدن مجموعة أكبر إلى حد ما من مساعديه المقربين أنه قرر في الليلة السابقة إنهاء حملته وشكرهم على خدمتهم وبعد دقيقة واحدة، وقبل إخطار أي شخص في الحملة أو في البيت الأبيض، نشر رسالته التاريخية عبر حساب حملته على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي.
ورغم أن بايدن كان قد سئم بالفعل من الانشقاق داخل حزبه لكن لم يكن ذلك هو السبب وراء قراره إنما السبب الحقيقي هو أن الرئيس اقتنع أخيرا بما يعتقده العديد من الديمقراطيين الآخرين أنه لا يستطيع الفوز.
والأسبوع الماضي عندما طلبت الحملة إجراء استطلاعات رأي جديدة كانت هذه هي المرة الأولى التي يقومون فيها بإجراء استطلاعات في بعض الولايات الرئيسية منذ أكثر من شهرين.
وجاءت الأرقام مخيبة فأظهرت أن بايدن لا يتأخر في جميع الولايات الست الحاسمة فحسب، بل يتراجع أيضا في مناطق مثل فرجينيا ونيو مكسيكو، حيث لم يعتقد الديمقراطيون أن هناك حاجة إلى إنفاق موارد فيها للفوز.
ومع هذه المعرفة والوعي بأن المزيد من قادة الحزب، بما في ذلك المزيد من زملائه السابقين في مجلس الشيوخ، سيشاركون في حملة الضغط العام، فإن الخروج المفاجئ قدم لبايدن أفضل فرصة لجعل الأمر يبدو كما لو أن القرار جاء بشروطه الخاصة فكان خطوة لحفظ ماء وجهه وهو ما كانت تصر عليه جيل بايدن التي كانت حريصة جدا على كرامة زوجها.
وكان كبار مساعدي بايدن يستعدون لتحركات علنية من رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي التي عملت خلف الكواليس لتشجيع الآخرين في الحزب على نوع العمل الجماعي الذي قد يدفع الرئيس أخيرًا إلى إنهاء حملته مثل الكشف عن استطلاعات رأي ديمقراطية توضح الصعوبات التي يواجهها بايدن.
ونقلت "بوليتيكو" عن مصدر ديمقراطي مطلع على المحادثات الخاصة "أوضحت بيلوسي أن بإمكانهم القيام بذلك بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة.. لقد أعطتهم ثلاثة أسابيع من الطريق السهل وكان الأمر على وشك أن يكون بالطريقة الصعبة."
ومع تعهد بايدن في بيان بالعودة إلى الحملة الانتخابية الأسبوع المقبل، اعتقد البعض في الحزب أن الطريقة الوحيدة المتبقية لإقناع بايدن هي المزيد من المعارضة المباشرة والعامة حيث كان يستعد ما لا يقل عن 6 ديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ بينهم مشرعين كبار لدعوة الرئيس إلى مغادرة الحملة عبر بيان جرت صياغته مسبقا وكان يفترض الكشف عنه اليوم الإثنين.
وفي مبنى الكابيتول شعرت القيادة الديمقراطية أن قرار بايدن قادم وقال نائب ديمقراطي إن الرئيس "انقطع عن الاتصال بالإنترنت" في الأيام الأخيرة بينما كان يقضي بعض الوقت مع عائلته، في إشارة إلى أنه كان يستوعب الرسائل الديمقراطية الحازمة التي تطالبه بالتنحي.
وأضاف "لقد فهم الرسالة" التي نقلها له زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي.
ومنذ المناظرة الكارثية مع خصمه الجمهور دونالد ترامب، كان بايدن وأقرب مساعديه عازمين على التعافي، مقتنعين بأنه يظل أفضل فرصة لحزبه لهزيمة الرئيس السابق، ومتفائلين بقدرتهم على احتواء التداعيات.
لكن الجميع رأى ما حدث في المناظرة وبينما حافظ بايدن وفريقه على موقف حازم للمضي قدمًا، بدأت الضغوط بهدف اختيار مرشح ديمقراطي بدلا منه.
وبعد دعوات الديمقراطيين بدأت التسريبات حول لقاء بيلوسي وشومر وجيفريز مع بايدن وبالتزامن قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الرئيس السابق باراك أوباما كان يعبر أيضًا عن مخاوفه بشأن حملة بايدن.
وكانت الأمور متفاقمة منذ محاولة اغتيال ترامب وصورته وهو يرفع قبضته التي قدمتها حملته باعتبارها تجسيد للقوة في مواجهة بايدن الضعيف خاصة بعد إصابة الرئيس بكورونا في خضم مؤتمر الحزب الجمهوري.
وفي ديلاوير كان أقرب المقربين من بايدن فقط يشعرون بأنه على وشك تغيير مساره ورغم أن عائلته وعدد من مساعديه عارضوا بشدة انسحابه مشيرين إلى الأزمات التي تجاوزها في مسيرته وشعرت زوجته جيل وابنه هانتر بالغضب من كبار الديمقراطيين بما في ذلك بعض الأصدقاء القدامى الذين شعروا أنهم يخونون زعيمًا مخلصًا للحزب.
وخلال الأيام الأخيرة، أصبحت الأسرة بما في ذلك شقيقته فاليري أكثر قلقا بشأن الأثر الذي قد يلحقه السباق بصحة الرئيس وإرثه.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الکشف عن فی مجلس
إقرأ أيضاً:
«تنسيقية شباب الأحزاب» تعقد ندوة حول «النظام الانتخابي» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ندوة بعنوان "المجالس النيابية والنظام الانتخابي 2025"، وذلك ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور واسع من ممثلي القوى السياسية والشباب وأعضاء التنسيقية، حيث تناولت الندوة النقاش حول ما يدور من جدل بشأن النظام الانتخابي والتوعية بالمشاركة في الانتخابات.
في البداية، استعرض المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، مشاركة مصر في آلية الاستعراض الدوري الشامل (UPR)، التي أطلقتها الأمم المتحدة منذ عام 2009، مشيرًا إلى أن مصر قدمت تقريرها الوطني في أكتوبر الماضي، وناقشته في يناير من العام الجاري، مؤكدا أن التجربة كانت ناجحة، حيث شهدت الجلسة مشاركة 142 دولة، وتمت الإشادة بجهود مصر في تعزيز الحقوق الاقتصادية والسياسية، مع تلقي توصيات لتعزيز المساواة بين الجنسين في سوق العمل.
وأكد فوزي أن الحكومة ملتزمة بالدستور وتحترم المواعيد الدستورية للانتخابات البرلمانية، موضحا أن المجلس النيابي يشهد انتخابات منتظمة دون انقطاع، مشيرا أن الحوار الوطني كان منصة مهمة لمناقشة التمثيل النيابي الأمثل، وأسفر عن ثلاثة مقترحات رئيسية بشأن النظام الانتخابي، وهى: إما الإبقاء على النظام الحالي (50% فردي - 50% قائمة مغلقة)، أو التحول إلى القائمة النسبية الكاملة، أو الجمع بين الأنظمة الثلاثة (الفردي، القائمة المغلقة، والقائمة النسبية).
وأضاف فوزي، أن النظام الانتخابي الفردي لا يعني بالضرورة انتخاب مستقلين فقط، فهناك دول كالمملكة المتحدة تعتمد عليه بالكامل، ومع ذلك تتمتع بحياة حزبية نشطة.
وتابع خلال مشاركته في ندوة "المجالس النيابية والنظام الانتخابي"، أن النظام الانتخابي الحالي قد اجتاز اختبار الدستورية، وبالتالي فإن أي تعديل عليه يجب أن يكون وفق توافق وطني واسع، مشيرًا إلى أن القائمة المطلقة المغلقة لا تعني بالضرورة إقصاء التعددية أو المعارضة، بل تتيح تمثيلًا متوازنًا داخل البرلمان، وأؤكد أن لكل نظام انتخابي له عيوبه ومميزاته.
وحول تصويت المصريين في الخارج، أوضح فوزي أن إحدى التحديات المطروحة حاليا هى عدم امتلاك الجيلين الثاني والثالث من أبناء المصريين في الخارج محل إقامة رسمي داخل مصر، مما يستدعي البحث عن حلول لضمان ارتباطهم بوطنهم الأم وإدماجهم في العملية الانتخابية.
كما أشار إلى أن التعيينات الرئاسية في البرلمان تلعب دورًا مهمًا في تحقيق التوازن السياسي، حيث يستخدمها رئيس الجمهورية لسد الفراغات وتمثيل الفئات التي قد لا تحصل على تمثيل كافٍ عبر الانتخابات.
وفيما يخص المجالس المحلية، أكد أن المنطق السياسي يستدعي وجود تسلسل واضح، أولا مجلس الشيوخ، ثم مجلس النواب، ثم المحليات، وأشار فوزي إلى أن الرقم القومي يمثل أداة شاملة لتوثيق الحقوق، وهو ما ساعد في اعتماد نظام القيد التلقائي للانتخابات في مصر، مما أدى إلى زيادة عدد الناخبين المسجلين، قائلا: "تحديد عدد مقاعد مجلس النواب يخضع لمعايير الطاقة الاستيعابية، وهو أمر يتماشى مع التغيرات السكانية وزيادة أعداد الناخبين"، لافتا إلى أن هناك توصية متوافق عليها داخل الحوار الوطني بزيادة عدد مقاعد مجلس النواب، لكن القرار النهائي بشأن هذه المسألة تحسمها الأحزاب والقوى السياسية.
من جانبه، أكد اللواء رفعت قمصان، مستشار رئيس مجلس الوزراء سابقًا، أن قدرة الدولة على تنظيم انتخابات يشارك فيها نحو ما يقرب من 70 مليون ناخب تعد إنجازًا غير مسبوق، لا يتوافر في العديد من دول العالم، مشيرًا إلى أن بعض الدول تعتمد على نظام القيد الانتخابي الاختياري، حيث يتوجب على المواطن تسجيل رغبته في التصويت مسبقًا.
وأضاف أن اختيار النظام الانتخابي يرتبط بالموروث السياسي والاجتماعي لكل دولة، مشيرًا إلى أن مصر تبنّت النظام الفردي منذ عهد الخديوي إسماعيل، مؤكدا أن القائمة النسبية قد تؤدي إلى تفكيك الأحزاب السياسية، ما يتطلب دراسة متأنية لتحديد النظام الأنسب للحياة السياسية المصرية.
وأضاف أن المواطن المصري يتمتع بحقوق انتخابية يجب أن يستفيد منها، كما تقع على عاتقه مسؤوليات تتعلق بالمشاركة في العملية الديمقراطية، وأوضح أن مصر تمتلك إدارة انتخابية قوية، حيث تم الاستفادة من تجارب 18 دولة حول العالم عند تأسيس الهيئة الوطنية للانتخابات، مما يعزز من تنافسية النظام الديمقراطي المصري.
بدوره، قال النائب أحمد مقلد، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن البشرية لم تُجمع على نظام انتخابي موحّد، إذ يظل الأمر محل جدل وخلاف وفق طبيعة كل دولة، مستعرضا مقارنة بين الأنظمة الانتخابية في العالم، موضحًا أن كل دولة تتبنى نموذجًا انتخابيًا يتوافق مع خصوصيتها السياسية، حيث تعتمد فرنسا على النظام الأغلبي، بينما تتبنى بريطانيا نظام الأغلبي النسبي.
وأضاف، أن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أجرت حوارًا سياسيًا موسعًا في 2020، استمعت خلاله لكافة القوى السياسية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، موضحًا أن هذا الحوار مر بثلاث مراحل: الاستماع للأحزاب، ثم التشاور مع القانونيين والباحثين، وأخيرًا تباحث أعضاء التنسيقية للاتفاق على رؤية شاملة ، بهدف التوصل إلى رؤية توافقية بشأن النظام الانتخابي.
وأشار مقلد إلى أن الملاءمة في اختيار النظام الانتخابي لا تتعلق فقط بالجوانب السياسية، بل تشمل القائمين على العملية الانتخابية والقوى الفاعلة فيها، مشددًا على أهمية التوافق الوطني في تبني النظام الملائم الذي يحقق الاستقرار السياسي والتمثيل العادل.
وأكد الدكتور باسل عادل، رئيس حزب الوعي، أن مصر تواجه مأزقًا عند كل استحقاق انتخابي بسبب الجدل حول النظام الانتخابي الأمثل، مشددًا على ضرورة وضع رؤية واضحة تحسم هذا الجدل المستمر، مشيرا إلى أهمية التخطيط الاستراتيجي للنظام الانتخابي، ومؤكداً على ضرورة ضمان تمثيل جميع الفئات والمكونات السياسية.
وأشار إلى أن التعددية الحزبية التي ينص عليها الدستور هى الأساس في أي نظام ديمقراطي وهو ما يتعارض مع النظام الفردي، الذي يعزز النزعة العصبية والعائلية في بعض المناطق، مما يجعله غير متوافق مع الدولة المدنية الحديثة، ما يطرح تساؤلات حول مدى مواءمة النظام الحالي مع الواقع السياسي المصري.
وتابع أن القائمة النسبية تحتاج إلى نظام حزبي قوي ومستقر، وهو ما يتطلب جهودًا كبيرة لتطوير الحياة الحزبية في مصر، وأكد أن "التمييز الإيجابي" لبعض الفئات، مثل المرأة والشباب وذوي الإعاقة، يجب أن يكون مؤقتًا، مع قياس مدى تحقق التمثيل العادل بمرور الوقت.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن حزب الوعي يؤيد استمرار النظام الانتخابي الحالي، مع ضرورة وضع ضوابط واضحة لشكل القائمة الوطنية لضمان تمثيل عادل لجميع الفئات، مؤكدا أن المرحلة الراهنة تتطلب نظامًا يحقق الاستقرار السياسي ويواكب التحديات الأمنية والاقتصادية.
وأوصى الحضور بالندوة على ضرورة التوصل إلى نظام انتخابي يعكس طبيعة المجتمع المصري، ويضمن تمثيلًا عادلًا لجميع القوى السياسية، كما شدد المتحدثون على أهمية استمرار الحوار الوطني لضمان توافق واسع حول النظام الانتخابي، بما يعزز الاستقرار السياسي ويخدم تطلعات المواطنين في المرحلة المقبل.
أدار الحوار خلال الندوة النائب محمد عزمي، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وشارك فيها: المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والتواصل السياسي، والمستشار رفعت قمصان، مستشار رئيس الوزراء للانتخابات سابقًا، والنائب أحمد مقلد، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والدكتور باسل عادل، رئيس حزب الوعي.