«محلاها عشت الفلاح مطمن باله مرتاح». أغنية «محمد عبدالوهاب» كلمات «بيرم التونسى» عام 1939 غنتها أسمهان فى فيلم يوم سعيد،هذه الأغنية وتلك الكلمات أحدثت ضجة حين صدحت بها المطربة بلحن الموسيقار الملوكى الشهير آنذاك وتندر الكتاب والمثقفون والعامة على حال الفلاح السعيد الذى يعيش مطمئن البال وسعيدا وهو يرزح تحت وطأة الباشا الإقطاعى، وحين جاءت ثورة يوليو ١٩٥٢ ثم صدر قانون الإصلاح الزراعى وتم توزيع الأراضى والأفدنة على الفلاحين فى ٥ سبتمبر ١٩٥٢ تصدر المشهد الثورى فكرة أن الحق عاد لأصحابه وفق نظريات «كارل ماركس «وطبقة البروليتاريا العاملة الكادحة صاحبة الحق والكلمة فى الحكم وفى المجتمع، وحدثت تغيرات فى حالة الفلاح المصرى بعد الانفتاح ١٩٧٥ وحرب أكتوبر والهجرة إلى الخليج والعراق فى السبعينات والثمانينات من القرن الماضى واقتحمت المجتمع أفكار وعادات وسلوكيات مغايرة ولم تعد الأرض بالنسبة للفلاح مصدرًا للانتاج والرزق لأن تفتيت الملكية الزراعية وتعدد الملاك مع سياسات زراعية متضاربة غيرت تركيبة النسيج النفسى والسلوكى، مرة تحدد مساحات زرع القطن ومرة مساحات زرع الأرز ومرة أخرى تظهر قضايا الجمعية التعاونية والأسمدة والتقاوى ثم موضوع الميكنة الزراعية ومن يملكها وأسعار تأجير تلك الآلات وأخيرًا موضوع القروض والتسعيرة الجبرية وتدخل الدولة فى سعر المحاصيل الزراعية ومنع الفلاح من التصرف فى المحصول خاصة المحصول الاستراتيجى مثل الأرز والقمح وشراء تلك المحاصيل بأسعار زهيدة لا تكافئ ما دفعه وما بذله الفلاح من جهد ومال ووقت فى زرعها ورعايتها وحصادها وبعد ذلك بيعها للتجار والمستهلك بأسعار مضاعفة.
وعلى الرغم من أن عدد العاملين فى الزراعة من الفلاحين لا يتجاوز الخمسة أو ستة ملايين أى أقل من 4% من تعداد السكان فإنه يظل صلب القضية هو أن هؤلاء هم عصب ووتد الحياة فى مصر ومن ثم فإن علينا الالتفات إلى أهمية دور الفلاح ومكانته وتغير النظرة إلى كل من يعمل بتلك المهنة الأصيلة العريقة التى هى أصل الحياة والحضارة وفرصة لان تعود لكليات الزراعة مكانتها فى السلم التعليمى والاجتماعى والوظيفى، وأن يصبح خريج تلك الكليات عملة نادرة فى سوق العمل, فهناك تخصصات جديدة من الممكن ان تكون جاذبة للطلاب والعاملين فى المجال مثل الهندسة الوراثية فى الزراعة واستخدامات الذكاء الاصطناعى فى الحبوب والثمار وتصنيع الأسمدة والصوب الزراعية وتخليق الثمار والبذور واللقاحات وتخصيب التربة ورفع الكفاءة وغيرها من التخصصات الخاصة بالرى والإنتاج والتسويق والتقنيات الحديثة لذا فهى دعوة وطلب وواجب ان يسهم الإعلام فى إلقاء الضوء على أهمية الزراعة والرى والإنتاج الزراعى من أجل تحفيز الطلاب على الالتحاق بكليات الزراعة ويشرح للجمهور فرص العمل والمجالات الهامة التى من الممكن أن تستفيد من خريجى تلك الكليات, فى مصانع الأغذية وفى معامل الأبحاث والتصدير وجميعها عماد الاقتصاد اليومى الاستهلاكى.
الفلاح لم يعد مرتاح البال ولا متهنى وفرحان والمستهلك يعانى ويقاسى من ندرة السلع والمحاصيل ومشاكل التصدير التى تؤثر سلبًا على الجودة المحلية وعلى السعر.. قضية الزراعة والصناعة المصاحبة لها واستخدام التكنولوجيا الحديثة وعلوم الإدارة جميعًا قد تعيد لمصر مكانتها فى الزراعة والتصدير وتعيد البسمة والراحة للفلاح والمستهلك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفلاح المصرى توزيع الأراضى الارز والقمح
إقرأ أيضاً:
سلة غذائية متنوعة من وزارة الزراعة بأسعار مخفضة لدعم المواطنين في رمضان
أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عن توفير مجموعة واسعة من السلع الغذائية عبر منافذها المنتشرة في جميع المحافظات، مثل البيض، والخضروات، والفواكه، واللحوم، والدواجن، بالإضافة إلى المنتجات الزراعية الأخرى مثل الأرز، والزيوت، والدقيق.
و تهدف الوزارة من خلال هذه المبادرة إلى تقديم هذه السلع بأسعار مناسبة وجودة عالية للمستهلكين، وذلك في إطار استراتيجية الحكومة لتخفيف الأعباء عن المواطنين وتحقيق استقرار السوق.
الزراعة: تصدر 1162 ترخيصًا لأنشطة ومشروعات الثروة الحيوانية والداجنة والعلفيةالسلع بأسعار مخفضة
وفي هذا السياق، أكدت منال إبراهيم، المشرفة على منافذ وزارة الزراعة، أن هناك توجيهات من وزير الزراعة، علاء فاروق، بطرح مجموعة من السلع بأسعار مخفضة، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان المبارك، لتخفيف العبء عن المواطنين. وأضافت أن الأسعار في المنافذ ستكون كما يلي:
الأرز: يتراوح سعره بين 25 إلى 30 جنيهاً.كيس المكرونة: 9 جنيهات.الزيت: سعر اللتر يصل إلى 58 جنيهاً.العسل: يبدأ من 70 جنيهاً وقد يصل إلى 250 جنيهاً.المربى: تبدأ من 65 جنيهاً.منتجات الألبان: تُعرض بأسعار مخفضة بنسبة تتراوح بين 20% إلى 25%.برطمان الصلصة: يبدأ من 9 جنيهات.زيت الزيتون: يبدأ من 200 جنيه، في حين أنه يُباع في الأسواق بأسعار تتراوح بين 500 و600 جنيه. الزراعة: تصدر 1162 ترخيصًا لأنشطة ومشروعات الثروة الحيوانية والداجنة والعلفية
المنافذ الثابتة
كما أشارت المهندسة منال إبراهيم إلى أن جميع السلع ستكون متوفرة أمام المواطنين عبر المنافذ الثابتة والمتنقلة التي تجوب الميادين والمحافظات. وأضافت أنه سيتم طرح جميع أجزاء الدواجن حسب سعر المزارع، في حين سيتم بيع كرتونة البيض بسعر 145 جنيهاً بالتنسيق مع هيئة الإصلاح الزراعي.
وفيما يتعلق بأسعار اللحوم، أوضحت المشرفة على المنافذ أن أسعار اللحوم تتراوح بين 250 إلى 270 جنيهاً، فيما يصل سعر اللحم المفروم، البوفتيك، والكبدة إلى 270 جنيهاً، كما يبلغ سعر كيلو السجق 200 جنيه.