واشنطن- بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن التاريخي الانسحاب من السباق الرئاسي لعام 2024 رغم فوزه بأصوات أكثر من 90% من المندوبين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية للحزب، زكّى بايدن نائبته كامالا هاريس كمرشحة بديلة عن الديمقراطيين. وردت في بيان لها "يشرفني أن أحصل على تأييد الرئيس وأعتزم كسب هذا الترشيح والفوز به".

وفي بيان لرئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية جامي هاريسون، قال إن الحزب سيجري في الأيام المقبلة "عملية شفافة ومنظمة للمضي قدما كحزب ديمقراطي موحد مع مرشح يمكنه هزيمة دونالد ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني القادم".

غموض

وعلى الرغم من دعم بايدن، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هاريس ستصبح المرشحة أم لا؟ أو ما العملية التي سيتخذها الحزب الديمقراطي لاختيار بديل؟ وسيكون الأمر الآن متروكا للمندوبين لاختيار مرشحهم في المؤتمر الوطني للحزب.

وبينما سعى حلفاء هاريس إلى تأمين طريقها إلى الترشيح، لم يصل قادة الحزب الديمقراطي إلى حد الإجماع على دعمها، في حين يطالب الكثير من قادة الحزب بعملية ترشيح مفتوحة.

وتملك هاريس عوامل قوة عديدة خاصة كونها كانت على بطاقة الترشح الأساسية كنائبة لبايدن، ومن هنا فخلافتها له لن تهز الحملة الانتخابية وسيستمر العمل كالمعتاد. في حين يرى البعض أنها تحمل إرثا سلبيا كنائبة للرئيس وتسترت على تدهور حالته الصحية والعقلية لشهور.

وتعرض الجزيرة نت عوامل ضعف وقوة هاريس على النحو التالي:

عوامل قوة

يعد المراقبون 3 عوامل غير تقليدية تمثل نقاط قوة لترشح هاريس سواء في معركة الحزب الديمقراطي لاختيار مرشحه الرئاسي، أو في مواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب حال وصولها لنهاية السباق:

أولا: هاريس تشبه أميركا الجديدة والمتغيرة: تمثل هاريس صورة قريبة من صور أميركا الديمغرافية التي تزيد فيها بصورة سريعة نسبة السكان من غير البيض. فقد دفعت ديناميكية المجتمع الأميركي خلال نصف القرن الأخير، والذي استقبل قرابة 60 مليونا من دول أميركا الوسطى الكاثوليكية وآسيا، إلى جعل الولايات المتحدة أكثر تنوعا واختلافا عما يعتقد الكثيرون.
وطبقا لبيانات مكتب التعداد العام، بلغ عدد سكان الولايات المتحدة منتصف هذا العام 335 مليون نسمة، منهم 60.4% من البيض و18.3% من الهسبانيك (مكسيكيون كاثوليك بالأساس) و12.7% من الأفارقة، و5.6% من الآسيويين، والبقية متنوعة.
في الوقت ذاته، هناك ما لا يقل عن 44 مليون أميركي وُلدوا خارج البلاد، وتجنّسوا بجنسيتها، ومنهم والدا هاريس، دونالد الأب، الرجل الأسود من دولة جامايكا، وشيامالا الأم الهندية من أقلية التاميل.
من هنا تمثل خلفية كامالا كونها سوداء وهندية، نقاط جذب لملايين الملونين من الأقليات التي تزداد بلا توقف نسبة أصواتهم في الانتخابات المستقبلية سواء داخل الحزب الديمقراطي أو في الانتخابات العامة.
ولهاريس سجل حافل لمساعدة المهاجرين غير النظاميين، سواء من حيث الحصول على طرق قانونية للعمل وعلى إقامة قانونية وتأمين صحي لهم ولأولادهم. ثانيا: هاريس تقدمية: يمر الحزب الديمقراطي بتغيرات إيديولوجية فارقة كشفتها من قبل قوة المرشح اليساري بيرني ساندرز، كما عبر عنها في حملتيه الرئاسيتين عامي 2016 و2020.
ثم جاءت الانقسامات التي عصفت بموقف الحزب من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لتبرز قوة التيار التقدمي الذي يمثل أكثر من 15 عضوا بمجلس النواب، ويعتبرون ساندرز أبا روحيا لهم. وترى هاريس أنها تستطيع جذب المعتدلين الديمقراطيين التقليديين، إضافة إلى أنصار التيار التقدمي المتزايد قوة داخل أوساط الحزب.
من هنا، يفضّل التيار اليساري المتصاعد داخل الحزب الديمقراطي مناصرة هاريس، بسبب مواقفها التقدمية في قضايا مثل حق الإجهاض، وتوفير تأمين صحي لكل الأميركيين، وإلغاء ديون الطلاب، والعمل على التخلص من مصادر الطاقة التقليدية بحلول عام 2030، إلى جانب مواقف تقدمية تجاه قضية التغير المناخي.

ويمثل أصل هاريس وكونها من منطقة سان فرانسيسكو (مركز التيار التقدمي بالحزب الديمقراطي) دفعة لجذب شباب الحزب، إضافة إلى الأقليات والسود.

وبصفتها عضوا في مجلس الشيوخ، اشتهرت هاريس بأسلوبها في استجواب الادعاء خلال جلسات الاستماع لمسؤولي إدارة ترامب والمرشحين، بما في ذلك المدعي العام جيف سيشنز وقاضي المحكمة العليا بريت كافانو.

ثالثا: هاريس المرأة: يدفع اختيار امرأة للمرة الثانية في التاريخ الأميركي للترشح لمنصب الرئيس بعد حالة هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، في زيادة حماس الناخبات خاصة مع تصدر قضية التضييق على حق الإجهاض أولوياتهن، بعد قرار المحكمة العليا قبل أكثر من عام بإلغاء الحق الفدرالي وترك ذلك الشأن لكل ولاية طبقا لظروفها الخاصة. عوامل ضعف خبرة سيئة كنائبة للرئيس: يرى بعض النقاد والمعلقين أن هاريس تملك نقاط ضعف كثيرة، وزاد منها سجلها المتذبذب أثناء فترة خدمتها كنائبة للرئيس بايدن خلال السنوات الثلاث والنصف الأخيرة.

طوال فترة توليها منصب نائب الرئيس، عانت هاريس لتعريف نفسها أثناء التعامل مع موضوعات صعبة مثل حقوق التصويت ووقف تدفق المهاجرين القادمين من دول أميركا الوسطى. وفشلت جهودها لتمرير محاولة لتعزيز قانون حقوق التصويت في الكونغرس.

وفيما يتعلق بالهجرة، تعرضت لانتقادات من اليمين والجمهوريين لعدم قضاء وقت كافٍ على الحدود من ناحية، ومن ناحية أخرى هاجمها التيار اليساري التقدمي لندائها التهديدي للمهاجرين في خطاب شُهر بـ"أن لا يأتوا إلى الأراضي الأميركية، وقالت "لا تأتوا".

خبرة سيئة في حملة 2020 الرئاسية: خاضت هاريس غمار الحملة الرئاسية عام 2020 من أجل الوصول للبيت الأبيض. وفشلت حملتها الرئاسية فشلا ذريعا، مع ترك الكثير من مساعديها وموظفي الحملة العمل احتجاجا على سوء إدارتها ومهاراتها الإدارية المحدودة.

وفشلت كذلك في جذب الكثير من أموال المانحين الديمقراطيين إليها، وحصلت في استطلاعات الرأي على أقل من 10% من الأصوات قبل أن تعلن عن انسحابها ودعم المرشح جو بايدن.

سجلها السيئ كمدعية عامة في ولاية كاليفورنيا: أصبح سجل هاريس في مجال إنفاذ القانون فيما بعد نعمة وعبئا على حملاتها السياسية لمجلس الشيوخ والبيت الأبيض.

من بين سياساتها الأكثر إثارة للجدل كان برنامج التغيب عن المدرسة الذي دعت إليه، والذي سمح بتوجيه الاتهام للآباء إذا غاب أطفالهم عن الكثير من أيام الدراسة. وقالت هاريس في وقت لاحق إنها تأسف "للعواقب غير المقصودة" للبرنامج، حيث انتهى بوضع الكثير من أهالي التلاميذ الفقراء في السجون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحزب الدیمقراطی الکثیر من

إقرأ أيضاً:

«المستقلين الجدد»: زياره الرئيس السيسي لتركيا نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين

قال حزب المستقلين الجدد، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتركيا تمثل نقلة نوعية كبيرة على طريق تطور العلاقات بين البلدين سياسيا واقتصاديا.

زيارة الرئيس لتركيا 

وأشار دكتور هشام عناني رئيس الحزب، إلى أن زيارة الرئيس لتركيا تكتسب أهمية كبيرة خاصة بعد التقارب بين البلدين في الفترة السابقة وفي ظل الاضطراب الإقليمي الكبير الذي يجتاح المنطقة، ما يتطلب تعزيز سبل نقارب الرؤي والأفكار بين الدول ذات التأثير في المنطقة.

وأضاف «عناني»، في بيان، أن زياره الرئيس السيسي في هذا التوقيت تؤكد أن الدولة المصرية تفتح آفاق التعاون الاقتصادي والسياسي مع الجميع.

العلاقات المصرية التركية

ومن جانبه أكد دكتور حمدي بلاط، نائب رئيس الحزب أن العلاقات المصرية التركية تاريخية، مشيراً إلى أن الزيارة ستعزز جهود مصر في رأب الصدع في المنطقة، وكذا إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ 11 شهراً.

وأكد الحزب أن زيارة الرئيس السيسي ستذيب بقايا الجليد الذي سيطر علي العلاقات المصرية التركية في فترة من الفترات.

مقالات مشابهة

  • صحف عالمية: عمليات إسرائيل بالضفة عبثية وعلى هاريس الابتعاد عن بايدن
  • ما رد البيت الأبيض على تصريحات بوتين عن كامالا هاريس؟
  • ترامب: إسرائيل لن تكون موجودة إذا فازت كامالا هاريس
  • هاريس تصفع ترامب وتغادر نهج بايدن
  • بوتين: سنحترم خيار الشعب الأمريكي بدعم «كامالا هاريس» في الانتخابات
  • بوتين يدعم كامالا هاريس ضد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية
  • كامالا هاريس تقوم بجولة في ولاية بنسلفانيا
  • هاريس وسياسات بايدن الاقتصادية والخارجية
  • «المستقلين الجدد»: زياره الرئيس السيسي لتركيا نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين
  • فريدمان: نتنياهو قد يصعد الحرب في غزة خلال شهرين لمساعدة ترامب على الفوز.. على كامالا هاريس أن تخاف