كتبنا كثيرا عن أزمة الدواء وحذرنا من تفاقمها إذا لم تتدخل الدولة بشكل عاجل لإنهاء الأزمة من جذورها، ولكن للأسف الوضع يتفاقم وتزداد الأمور تعقيدًا.
منذ أكثر من عامين ونحن نناشد الحكومة سرعة التدخل والاستعانة بخبراء لوضع الحلول وتوفير نواقص الأدوية دون فائدة.
فلم تعد النواقص مجرد مضادات حيوية وأدوية برد وصداع لها بدائل كما تدعى هيئة الدواء وانما هناك عائلات أدوية بأكملها إن جاز التعبير اختفت وليس لها بدائل، وعلى سبيل المثال فوارات الأملاح وأدوية الضغط المنخفض والضغط المرتفع، وأدوية السيولة التى تمنع تكون الجلطات القلبية والدماغية
وخوافض الحرارة الأدوية الخاصة بعلاج الأمراض المزمنة، كالضغط والقلب والسكر.
فهناك ملايين المرضى من المصريين أصبحوا يبحثون عن هذه الأصناف المُنقذة للحياة، ويجدون صعوبة كبيرة فى توفيرها، بل إن الأمر طال مرضى السرطان وجرعات الكيماوى التى إذا تأخر المريض عن تناولها قد يتعرض للوفاة مباشرة ودمه معلق فى رقبة الحكومة التى فشلت على مدار أكثر من عام ونصف العام فى حل الأزمة.
بالأمس تلقيت اتصالا هاتفيا من أحد الزملاء يرجو التأكد من توافر جرعة كيماوى بصيدلية الإسعاف فى قلب القاهرة لحالة سرطان من محافظة الشرقية تابعة للتأمين الصحي، ومحولة بخطاب رسمى للحصول على الجرعة، من الإسعاف لعدم توافرها بالشرقية!
وبالطبع له الحق فى الاستفسار والتأكد من وجودها قبل أن يتوجه أحد أقارب المريضة فى عز الحر إلى القاهرة فى مشوار لايقل عن ثلاث ساعات ذهابا ومثلها إيابا بخلاف الانتظار ساعات طويلة فى طابور صيدلية الإسعاف وما ادراك ما صيدلية الإسعاف التى يقع عليها عبء كبير جدًا فى توفير نواقص الأدوية لمواطنين من كافة المحافظات.
المهم أن الحالة ولله الحمد حصلت على الجرعة وهنا نوجه الشكر لمدير صيدلية الإسعاف الذى لايدخر جهدا فى مساعدة المرضى، ولكن إلى متى يظل المريض المصرى عرضة لهذا العذاب لتزداد آلامه وآلام المحيطين به.
السؤال الآن: إلى متى يستمر هذا الوضع المرتبك فى سوق الدواء، والذى طالت آثاره المدمرة أيضا أصحاب الصيدليات واضطر كثير منهم إلى إغلاق مشروع العمر بالنسبة لأغلبهم وذلك تحت وطأة الضغوط التى سببتها النواقص والارتفاعات المتتالية للأسعار وتأكل رأس المال.
إلى متى نترك المسئولين عن الدواء يزيفون الحقائق ويتلاعبون بالأرقام لتبسيط الأمور أمام أصحاب القرار ويزعمون أن نواقص الأدوية فى مصر لاتتعدى نسبتها 7 %، وأن هناك دولا كثيرة فى العالم فيها نفس الأزمة وربما أكثر منا، فى حين أن الصيادلة على أرض الواقع يؤكدون أن النواقص تجاوزت ثلاثة آلاف صنف، من بين 17 ألف صنف متداولة فى الأسواق.
ياسادة الدواء خط أحمر واختفاؤه يعرض حياة المرضى لخطر الموت، وتوفير الدواء للمريض اهم من أعظم المشروعات وصحة المواطن المصرى أمانة فى رقبة الحكومة لايبررها اى ظروف أو أزمات، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صيدلية الإسعاف المواطن المصرى مرضى السرطان ازمة الدواء
إقرأ أيضاً:
الهلال الأحمر المصري: دعم مستمر لغزة منذ أكثر من 660 يومًا
أكدت الدكتورة آمال إمام، المدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر المصري، أن الدولة المصرية لم تتوقف عن تقديم الدعم الإنساني لغزة منذ أكثر من 660 يومًا من بدء الأزمة، مشيرة إلى أن غرفة الأزمات تعمل على مدار الساعة بدعم كامل من الدولة المصرية.
وجود دائم على المعابر لتسليم المساعداتوأوضحت "إمام"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “الحياة اليوم” المذاع على قناة “الحياة”، أن الهلال الأحمر المصري هو الجهة المكلفة بالتواجد الدائم على المعابر المصرية مع قطاع غزة، حيث يتم تسليم كافة المساعدات والتأكد من وصولها إلى الأشقاء الفلسطينيين.
صعوبات تواجه العمليات الإنسانيةوأشارت إلى أن إدارة العمليات الإنسانية في غزة تواجه تحديات كبيرة أبرزها ضخامة حجم الاحتياجات المستمرة، مما يتطلب تدفقًا دائمًا وغير منقطع للمساعدات الجاهزة.
عراقيل دخول المساعداتوبيّنت أن هناك عراقيل تتعلق بالمعايير الموضوعة لدخول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى صعوبات تشغيلية تواجه الأونروا داخل القطاع، مؤكدة أن التأثير الكبير للأزمة يتضح يومًا بعد يوم في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
استمرار الجهود رغم التحدياتواختتمت إمام حديثها بالتأكيد على التزام الهلال الأحمر المصري بمواصلة العمل لدعم سكان غزة، والعمل على تجاوز التحديات لضمان وصول المساعدات الضرورية.