رغم أن العام 2024، شهد معارك انتخابية «رئاسية وبرلمانية» في الكثير من دول العالم، إلا أن انتخابات الرئاسة الأمريكية، التي ستُجرى بعد أشهر قليلة، تستقطب الأضواء والاهتمام والزخم الأكبر.. بلا منازع.
وفي ظل «رسوب» ما يسمى بـ«الديمقراطية الأمريكية» في «امتحان غزة»، بدعمها المفضوح وانحيازها السافر إلى حرب الإبادة الجماعية التي تشنها «إسرائيل»، يظل التشويق «الهوليوودي» حاضرًا، ترقبًا لما سيسفر عنه «السباق الرئاسي»، بين «الفيل الجمهوري» و«الحمار الديمقراطي».
وبعيدًا عن «تمثيلية» محاولة اغتيال المرشح الجمهوري «ترامب»، الذي تفوق على منافسه «السابق» جو بايدن، في المناظرة «اليتيمة» التي جَرَت الشهر الماضي، لكن تداعيات «المذابح الصهيونية» على غزة، يتردد صداها في صُلب الانتخابات الرئاسية، حيث تتعالى أصوات الرفض الطلابي والشعبي بالداخل الأمريكي.
الآن، وخلال كتابة هذه السطور، أعلن الرئيس جو بايدن قراره بالتنحي عن الترشح لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية، المقررة في 5 نوفمبر المقبل، معللًا بأنه يرأى أن من مصلحة حزبه والدولة، التنحي والتركيز فقط على أداء واجباته كرئيس للفترة المتبقية من ولايته.
ذلك القرار المتوقَّع وغير المفاجئ ـ الذي نعتقد أنه تأخر كثيرًا ـ لكنه في النهاية قرار صائب، لأن استمرار «بايدن» يتعارض أساسًا مع التقاليد المتَّبَعَة بتفضيل مرشحين أصغر سنًّا وأكثر مواكبة للعصر، خصوصًا أن «جو» واجه في الفترة الأخيرة، دعوات متزايدة من أنصاره قبل خصومه، للانسحاب من سباق الرئاسة، بعد أدائه الضعيف في مناظرته أمام «ترامب»، إضافة إلى التشكيك في قدراته الذهنية والبدنية.
وبعيدًا عن اسم المرشح المحتمل لخلافة «بايدن»، سواء أكانت نائبة الرئيس «كاميلا هاريس» كـ«بديل جاهز»، أو الدفع بمرشح آخر، إلا أن «الديمقراطية الأمريكية» بكل أسف، نجدها دائمًا محصورة بين مرشَّحَيْن اثنين فقط، وكأن الولايات المتحدة شاخت مبكرًا، وأصبحت «عاقرًا» عن «إنجاب» مرشحِين آخرين.
لذلك نرى دائمًا أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يكون الاختيار فيها بين سيئ وأسوأ، لمرشحَيْن ليسا هما الأفضل، خصوصًا أن «رمز الجمهوريين» دونالد ترامب، شعبوي مناهض للمؤسسات، أجَّج التمرد على نتائج الانتخابات الأخيرة، واتُّخذت ضده إجراءات لعزله مرتين، مع استمرار ملاحقته بتُهم عديدة أمام القضاء.
نتصور أنه في حال فوز «ترامب» مجددًا، فإن هناك مخاوف كبيرة من صِدام محتمل مع مؤسسات الدولة، إضافة إلى شبح استئناف الحروب التجارية مع الصين، التي بدأها في 2018، وفرض مزيد من الرسوم الجمركية على الدول الأوروبية.
أخيرًا.. نتصور أن «ترامب» شخص «مهووس» بالسلطة والرئاسة، ورغم ثرائه الفاحش، إلا أنه لا يستطيع الابتعاد عن بريق الشُّهرة، ولذلك سنراه متشبثًا بالفوز بالسباق الرئاسي، والوصول إلى سدة البيت الأبيض، الذي ينتظر «ساكنه الجديد»، في 20 يناير 2025.
فصل الخطاب:
يقول «أينشتاين»: «السفينة دائماً آمنة، ما دامت راسية على الشاطئ، إلا أن ذلك ليس الغرض من بنائها».
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: انتخابات امريكا 2024 دونالد ترامب انسحاب جو بايدن محمود زاهر كاميلا هاريس الحزب الجمهوري المرشح الديمقراطي البيت الأبيض السباق الرئاسي الولايات المتحدة إلا أن
إقرأ أيضاً:
الإعلامية أمل الحناوي: العلاقات العربية الأمريكية ذات طابع استراتيجي قوي
قال الإعلامية أمل الحناوي، إن العلاقات العربية الأمريكية شهدت تقلبات عديدة خلال الفترة الأخيرة متأثرة بموقف واشنطن المتناقض من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولبنان، لافتة إلى أن هناك آمالا في المستقبل أكثر على الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للبلاد لمدة 4 سنوات مقبلة.
ترامب يتعهد بإنهاء جميع الحروب في الشرق الأوسطوأضافت الحناوي، خلال تقديمها برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن دونالد ترامب تعهد عقب فوزه مباشرة بسباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية بإنهاء جميع الحروب بالشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه على مدار العقود الماضية كانت العلاقات بين العالم العربي والولايات المتحدة الأمريكية في حالة من الشد والجذب متأثرة بالأحداث السياسية والاقتصادية والأمنية التي تمر بها المنطقة.
وتابعت: «مع تعاقب الإدارات الأمريكية تبرز على الساحة دائمًا تساؤلات حول مستقبل العلاقات العربية الأمريكية وما الذي يمكن أن تتحمله الشعوب والدول العربية»، لافتة إلى أن العلاقات العربية الأمريكية ذات طابع استراتيجي قوي.