مصر بلد العجائب ..
تذكرت تلك المقولة من خلال متابعتى للإعلام فى مصر هذه الأيام ، أخبار مهمة رأيت إهمالا فى نشرها أو الطناش عليها خالص !!
وشيخ الأزهر الجليل قام خلال الأيام الماضية بزيارة إلى بلدان فى جنوب شرق آسيا واستقبل استقبالاً حافلاً كرئيس دولة خاصة فى تايلند وإندونيسيا ، ورأينا حرس الشرف يصطف لتحيته !!
كان من المفترض أن يكون هذا الخبر فى المكان الذى يستحقه ، يعنى بالصفحات الأولى للجرائد ، وتحرص أجهزة الإعلام على إبرازه .

. لكن هذا كله لم يحدث ، التجاهل كان هو السائد ، فالخبر «مرمي» بالصفحات الداخلية .. وأجهزة الإعلام ذكرته على استحياء لدرجة أننى أظن أن حضرتك أول مرة تسمع بسفر شيخ الأزهر إلى بلدان جنوب شرق آسيا والخبر مفاجأة لك .. مع أن الاحتفال به هناك تكريم لمصر كلها ووضع الأزهر فى المكانة التى يستحقها فى العالم أجمع وليس فقط بالدول الإسلامية كمؤسسة دينية رائدة ..
وفوجئت بعد ذلك بتجاهل تام لوفاة العالم العبقرى المصرى المقيم بالخارج «محمد صلاح النشائي» ، ولم أعلم بوفاته إلا من خلال عمود صديقى الكاتب الصحفى «أسامة سرايا» الذى وصفه بأنه «اينشتاين مصر» .
وكان مرشحاً لجائزة نوبل وهو صاحب نظرية النشائى لتوحيد قوى الطبيعة كلها فى قانون واحد وهى أربع قوى أساسية.. الجاذبية والكهربائية و المغناطيسية والنووية.
والعالم الراحل عالم فذ فى الفيزياء خاصة ومعروف فى كل الجامعات الأمريكية والأوروبية وحتى فى الهند التى قامت بتكريمه!
ولقب اينشتاين ليس من إبتكار صديقى الصحفى ، بل كان لقبه الذى أشتهر به فى بلاد الغربة ، وأتساءل أين مصر منه سواء فى حياته أو مماته؟
ومن الضرورى إعادة النظر فى كيفية الإهتمام بالعبقريات المصرية والمواهب الفذة وهى عديدة فى مختلف المجالات ، وعندما يحدث ذلك لن نسمع عن رياضيين أبطال تخلوا عن جنسيتهم المصرية ليلعبوا لدول أخرى عرفت قيمتهم وأوعى تظن أن الفلوس هى السبب ، بل تشجيعهم وأحتضانهم وتوفير كل الإمكانيات لهم !
وأصابتنى الدهشة عندما رأيت أحد أبطال الرياضة المصريين اكتسب جنسية بلغاريا ويلعب باسمها وهى دولة غلبانة ومن أفقر الدول الأوروبية .. عجائب !!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمد عبدالقدوس الدول الأوروبية شيخ الأزهر ﻋﺠﺎﺋﺐ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺪوس

إقرأ أيضاً:

د. نهلة الصعيدى مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين:الأزهر أكبر داعم للقضية الفلسطينية

اللغة هوية الأمة.. والدين لا يحرّم الفن الراقى
نحتاج إلى تجديد الخطاب الثقافى والإعلامى.. و«الدينى» متجدد
الشباب عصب الأمم والأوطان.. والإسلام منح المرأة حقوقها كاملة
«وثيقة الأخوة الإنسانية» علامة فارقة فى تاريخ الحوار بين الأديان
«الطيب» حريص على إرساء السلام وإنهاء القطيعة بين الشرق والغرب
 

الدكتورة نهلة صبرى الصعيدى مستشارة شيخ الأزهر الشريف لشئون الوافدين، عميد كلية العلوم الإسلامية للطلاب الوافدين ورئيس مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب إحدى الرائدات التى سطع نجمها فى سماء الأزهر الشريف، فنالت تقدير كل من حولها وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذى حظيت بثقته حتى صدر قراره فى 19-9-2022 بتكليفها بالعمل مستشارة له لشئون الوافدين، تولت الدكتورة نهلة الصعيدى العديد من المهام الأكاديمية والإدارية، وأدارت عددًا من المشروعات المهمة وأشرفت على العديد من البرامج المحلية والعالمية، ونالت العديد من الجوائز والتكريمات والتقديرات والدروع.
حصلت «الصعيدى» على الليسانس فى اللغة العربية جامعة الأزهر الشريف بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف 1996، ثم نالت الماجستير تخصص «البلاغة والنقد» فى أطروحتها بعنوان «دراسة بلاغية لآيات الرضا فى القرآن الكريم ومواطنه فى صحيح البخارى» ثم نالت درجة الدكتوراه، وكان عنوان رسالتها «الصور المجازية والمحسنات البديعية فى شعر ذى الرمة» بمرتبة الشرف الأولى فى الأطروحتين، وهى عضو فى وفد برنامج ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وهى رئيس البرنامج الدولى لإعداد معلمى غير الناطقين بالعربية، وعضو مجلس إدارة الجامع الأزهر وعضو لجنة الشئون الإفريقية بالأزهر الشريف وعضو لجنة التحول الرقمى بمنظومة الوافدين، أشرفت على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، مثلت الأزهر الشريف فى العديد من المؤتمرات والمنتديات والملتقيات الخارجية، لها العديد من المؤلفات العلمية والإسلامية الرصينة التى ازدانت بها المكتبة الإسلامية.
«الوفد» التقت الدكتورة نهلة الصعيدى مستشارة شيخ الأزهر الشريف لشئون الوافدين، عميد كلية العلوم الإسلامية للطلاب الوافدين ورئيس مركز تطوير تعليم الوافدين والأجانب، وهذا نص الحوار،،،
- المركز يشهد طفرة هائلة فى ظل دعم مباشر وتوجيهات متتالية من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، حيث عكفنا فى المركز على تنفيذ تلك التوصيات الأبوية التى تهدف لاحتضان الوافدين ورعايتهم منذ التفكير فى الالتحاق بالأزهر ثم الوصول لأرض الكنانة حتى مغادرتهم لها، وكانت البداية برصد المشاكل التى تواجه الوافدين فى التقدم للالتحاق بالأزهر فكان بفضل الله العمل الجاد على تذليل العقبات عن طريق تنفيذ آلية قبول أوراق الوافدين دون الحاجة للزحام أو تكبد عناء السفر، فأتحنا (خدمة التقديم الإلكتروني) من خلال موقع المركز لقبول أوراق الوافدين، ثم (عقد الاختبارات الإلكترونية) عن بُعد لانتقاء أفضل العناصر للدراسة بالأزهر، وتدشين (خدمة الشباك الموحد) لتقديم كافة الخدمات لهم عقب وصولهم لمصر والآن يستفيد من هذه الخدمات ما يقرب من ٦٠ ألف وافد، وهم الدارسون فى الأزهر، ثم فكرنا فى طرق لغرس قيم الانتماء لدى الوافد، وتأكدنا أنَّ هذا لن يحدث إلا بالعناية به وتعريفه بتاريخ مصر ومنهج أزهرها الشريف فكان (برنامج استقبال الوافدين) الذى يهدف إلى تعريف الوافد بتاريخ الأزهر وحاضره، ومراحل تطور تعليمه عبر العصور الفاطمية، والأيوبية، والمملوكية، والعثمانية، والعصر الحديث، ودور شيوخه فى خدمة المجتمع المحلى والدولى، وأثر خريجيه فى نشر العلم، وثقافة التعايش والسلام فى العالم؛ الأمر الذى لاقى استحسانًا من الوافدين فسارعوا للمشاركة فى البرنامج، كما حرص أولياء أمورهم على المشاركة أيضًا، ورشحت السفارات ممثلين لها للمشاركة فيه، مما حقق له صدى وانتشارًا فى وسائل الإعلام على تنوع سياساتها التحريرية – حكومية، حزبية، مستقلة، وحتى تظل الصلة موصولة مع الوافد أنشأنا (الملتقى الدائم للوافدين) نلتقى فيه ونتحاور حول المشاكل والمقترحات لنصل للحلول المناسبة فنكون للوافد بمثابة بيته الثانى وملاذه الآمن فى التعبير عن مشاعره وآماله وآلامه، وعندما اقتربنا من الوافدين لاحظنا تنوع مواهبهم العلمية والفنية فأنشأنا (أكاديمية لاكتشاف المواهب والقدرات)، فسارع الوافدون للاشتراك فى برامجها لتعلم مختلف العلوم والفنون فى: الخطابة، وتأليف وإلقاء الشعر، والرسم، والتمثيل، الطباعة، الخط العربى، المسرح، التمثيل، التصوير، الكتابة الصحفية، إلخ، وبعد اكتشافنا للمواهب رؤى ضرورة الانطلاق للعالمية فى الفنون.
- نحن نؤكد للعالم أن الدين لا يجافى الفن وإنما يوظفه فى التوظيف الأمثل له فأنشأنا (ملتقى الأزهر العالمى للكاريكاتير) الذى استطاع أن يبرز جهود مصر، ووسطية أزهرها الشريف فى دعم الفن الراقى، واستثماره فيما يخدم المجتمعات العربية والغربية، وينمى مواهب الوافدين، ويشجعهم على التنافس الذى يفيد دولهم، ويُعلى من مكانة مصر فى رعايتها للعلوم والفنون، وقد ظهرت المؤشرات الإيجابية لذلك من خلال مشاركة ممثلين لأكثر من 46 دولة من مختلف أنحاء العالم، وكثف المركز جهوده فى (رعاية الأنشطة الطلابية) فنظمنا كأس الأزهر للوافدين، وتنافس فيه طلاب دول العالم من شتى القارات في: كرة القدم، السلة، الطائرة، تنس الطاولة، ألعاب القوى، واغتنمنا إجازة الوافدين الصيفية فى تعريفهم بالآثار المصرية فجاب الوافدون محافظات مصر من شمالها إلى جنوبها يزورون معالم الإسكندرية، وأهرامات الجيزة، وآثار الأقصر وأسوان، وجبال سيناء، إضافة إلى المجالس العلمية وفصول التقوية والندوات التثقيفية والمعسكرات الطلابية، وبرامج الصحة النفسية والتوعية الأسرية، وحتى يجمع الوافد بين الدين والفن والعلم فلابد أن يحافظ على ثوابته ويتقن مرجعه الأساسى ولا يحفظه فقط وهو القرآن الكريم، ولهذا فقد أنشأنا (مدرسة الإمام الطيب لتحفيظ القرآن الكريم وتجويده) ففيها يحفظ ويتقن ويفسر المعانى ويجيد القراءات، ولم نكتف بالطالب الشاب فقط، بل فتحنا الأبواب للراغبين فى تعلم العلم، فظهر لأول مرة تعليم الصغار والكبار فأنشأنا مراحل لتعليم (رياض الأطفال) ومراحل لتعليم الكبار فتعلم لدينا الطفل والشاب والشيخ، وأنشأنا برنامجًا للمعايشة اللغوية يتعلم فيها الوافد اللغة العربية من خلال التعايش ولا نقتصر فيه على قاعات الدرس، وأنشأنا برنامجًا دوليًا لتعليم اللغة العربية يستفيد منه المعلمون، الدبلوماسيون، الإعلاميون، وكل من يرغب فى التعليم، وقبل مغادرة الوافد لمصر أردنا أن نشاركه فرحته بالتخرج فوحدنا الجهود وحققنا المساواة بين الوافدين بعد أن كانت كل جالية تقيم حفلها بشكل منفصل، ومنهم من لا يحتفى بتخرجه؛ فأقمنا (حفلا لتكريم المتفوقين والخريجين) يجمع كل الوافدين تحت مظلة واحدة وهى الأزهر الشريف.
- الوافد يحظى برعاية من كل قيادات الأزهر وكانت تواجهه كثرة الجهات التى يتعامل معها فى الأزهر فوحدنا ذلك وقمنا بعمل الشباك الواحد، بحيث يؤدى كل خدماته فيه وأى عراقيل تظهر نسعى لحلها مباشرة من خلال الاستماع للطلاب فى ملتقى الوافدين ورفع تقرير لفضيلة الإمام، أو بحضور سفراء من تلك الدول ليقوموا بالحل الفورى للمشكلات.
- اللغة هى الحياة ولذلك عقدنا برنامج اسمه التعايش اللغوى نُعلم فيه اللغة من خلال المعايشة فيتحدث الوافد فى المطار والسوق والطريق مع الناس باللغة العربية، واللغة أيضا هوية الأمة، فلهذا نحرص على نشر تعليم اللغة العربية فى الداخل والخارج كونها المعبر عن رسالة الإسلام والموضحة لتعاليمه وأحكامه، وقد حظى المركز بدعمٍ كبيرٍ من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى هذا الشأن مكنه من أداء رسالته فى خدمة اللغة العربية وتعزيز حضورها فى الدول غير الناطقة بها فى جنوب شرق آسيا أو الدول التى تعانى من غلبة اللغات الأوروبية عليها، فقد دشَّن المركز برنامج المعايشة اللغوية ضمن رسالة الأزهر فى نشر اللغة العربية وتيسير تعلمها للناطقين بغيرها، وقد ابتكر البرنامج نوعًا جديدًا من السياحة وهو السياحة اللغوية معتمدًا على تمكين الناطقين بغير العربية من المهارات اللغوية اللازمة وممارسة بعض الأنشطة اللغوية الحياتية التى تعزز تيسير تعاملهم فى المطار، السوق، المطعم، قاعة الدرس، المسجد واستفاد منه وافدو إندونيسيا (40) من طلاب مدرسة المعلمين المحمدية بجاكرتا، (55) من طلاب مدرسة المحمدية، (76) من طلاب مدرسة بناء المستقبل بمدينة بيكاسى.
- دشَّن المركز البرنامج الدولى لتعليم اللغة العربية الذى يستهدف تعليم المهارات اللغوية لدى غير الناطقين بها، وتنمية القدرات اللغوية لدى الدبلوماسيين، الإعلاميين، المعلمين.. وغيرهم، وواصل المركز جهوده من خلال الحملات التوعوية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى كحملة (قوّم لسانًا تبن إنسانًا) للتوعية بأهمية اللغة العربية فى حياتنا، وسعى الوصول لأكبر قدرٍ فى تعليم اللغة والتأكد من معرفتها وإتقانها فعقد الاختبارات الإلكترونية عن بعد لعددٍ من الدول (إندونيسيا، سنغافورة، ماليزيا، بنجلادش، بروناي) واستفاد منها 1954 طالبًا من تلك الدول، كما عمل المركز على تفعيل قرار المجلس الأعلى للأزهر رقم (5) بجلسته رقم (320) المنعقدة بتاريخ 2 مايو 2024م الموافق 22 شوال 1445هــ، بشأن الموافقة على البروتوكول المُوحَّد للتعاون بين مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب وأى جهة تطلب افتتاح مركز لتعليم اللغة العربية بأى دولة من الدول، فقام بتدشين مراكز لتعليم اللغة العربية (5 مراكز): (تشاد، جامبيا، إندونيسيا، ماليزيا، أمريكا) وها هو الآن يستقبل العديد من الخطابات الرسمية والشعبية لإنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية التى تؤكد أنَّ جهود المركز ودعم إمامه الأكبر فى نشر اللغة العربية وتيسير تعلمها محل اهتمام وتقدير.
- لغة الضاد محفوظة بحفظ الله لها، فإذا تخلى عنها أهلها من العرب فإنَّ الله يسخر لها من يعتنى بها من الدول الأخرى، وقد شاهدت بنفسى الاهتمام الكبير بتعليم اللغة العربية فى دول جنوب شرق آسيا، ودول أوروبا.
- نحن فى أمس الحاجة وأشدها فى هذه الأيام إلى أن تتبوأ المرأة المكانة اللائقة بها، عضوًا ورئيسًا فاعلا فى المجتمع ولن يكون ذلك إلا بتمكينها تمكينًا عمليًا وفعليًا انطلاقًا من مكانتها العالمية فى الإسلام، وتأثير مهم فى تشكيل حياة أفراد المجتمع عبر تنشئتهم التنشئة السليمة، وهو ما جعل الإسلام يوليها أهمية خاصة، فمنحها كثيرًا من الامتيازات والحقوق ووضع لها كل الضمانات لذلك، وليس ما جاء به المشرع الغربى للتمكين الذى يهدف فى معظمه إلى إخراجها عن رسالتها الأساسية وتغيير هويتها وانسلاخها من ثقافتها الإسلامية، لذلك فمن الضرورى أن يتم التمكين للمرأة المسلمة بتوفير الفرص الكاملة لها للتطور والتقدم فى مختلف مسارات حياتها المجتمعية والسياسية والاقتصادية، وغيرها لتصبح عنصرًا فاعلا فى تحقيق نهضة المجتمع وتقدمه، على أن يكون التمكين متماشيًا مع هويتنا وثقافتنا الإسلامية الأصيلة وأن يبتعد عن ذلك النموذج الغربى الملىء بالعيوب والمساوئ التى لا تتناسب وطبيعة ديننا الحنيف وشريطة أن تتمسك المرأة المسلمة بما حباها الله من خصوصية فريدة، إنَّ تمكين المرأة له صور وجوانب كثيرة أهمها تمكينها اجتماعيًا واقتصاديًا ودينيًا، وكان الإسلام كفيلًا بكل هذه الجوانب كفل لها التعليم وذمة مالية مستقلة، ومنحها أيضًا حقوقها السياسية بالانتخاب والترشح وغيرها، فأصبح للمرأة حق الترشح وكيلة عن الرجال والنساء لتصبح نائبة فى البرلمان، وكفل لها حقوقًا أخرى كحق التملك والذمة المالية المستقلة وأهليتها فى التكليف الشرعى وتمكينها من العمل خارج البيت، وتمكينها من حق الميراث والصداق، وتمكينها من حق البيعة والشورى والانتخاب، لكن رغم ذلك ورغم ما كفله الإسلام صراحة للمرأة من تمكينٍ كاملٍ للحصول على حقوقها كاملة، فإنَّ هناك تراجعًا كبيرًا من المجتمعات الإسلامية فى هذا الشأن، ولذا فإنَّ الحاجة ملحة لسن بعض القوانين والتشريعات التى تضع عقوبات رادعة وضمانات كافية على تحقيق هذا التمكين مع بذل مزيدٍ من الجهود لإبراز مكانة المرأة المسلمة وقيمتها فى بناء مجتمعاتها، وقد كان الأزهر الشريف من المؤسسات الإسلامية السباقة التى اعتنت كل العناية بالمرأة ومنحها حقوقها كاملة غير منقوصة، وكان لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف كثير من الإجراءات والقرارات التى مكنت المرأة فى الأزهر الشريف، فرأينا للمرة الأولى المرأة تتولى مناصب لم تكن متاحة لها من قبل، فرأينا أول مستشارة لشيخ الأزهر، وأول امرأة تشغل منصب الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، وأول امرأة تشغل منصب رئيس الإدارة المركزية فى الأزهر، وكانت لفضيلة الإمام الأكبر القدوة والنموذج فى تحقيق هذا التمكين، فالهدف من تمكين المرأة هو منحها حقوقها كاملة ومن خلال ذلك يمكن للدول الإسلامية أن تحقق خططها التنموية وأن تعزز خططها لتحقيق العدالة الاجتماعية، على اعتبار أنَّ المرأة قوة لا يستهان بها من حيث الإسهام فى دفع عجلة الإنتاج، فمن الضرورى بذل مزيدٍ من الجهود من مجتمعاتنا المسلمة لتمكين المرأة فى جميع المجالات الحياتية، مما يؤدى بلا شك، إلى تحقيق النهضة لمجتمعاتنا المسلمة وتحقيق ما تسعى إليه من خطط التنمية المستدامة والرخاء الاقتصادى.
- الشباب هم عصب الأمم والأوطان وأساس نهضتها وتقدمها، فقد أوصى النبى صلى الله عليه وسلم بضرورة الاعتناء بهم، ومد يد العون لهم فقال: «أوصيكم بالشباب خيرًا فإنهم أرق أفئدة إنَّ الله بعثنى بشيرًا ونذيرًا، فحالفنى الشباب وخالفنى الشيوخ» وهو ما يضع على عاتق أولياء الأمور وجميع المؤسسات الدينية والتعليمية والتربوية مسئولية مضاعفة بضرورة توفير الحماية والتحصين لأبنائنا الشباب، مما يستهدفهم من حملات خارجية مستمرة، ترمى إلى سلخهم عن ثقافتهم وإشباعهم بالكثير من المبادئ والقيم الغربية التى تتنافى مع ديننا الحنيف وثقافتنا الشرقية الأصيلة، عبر الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعى وغيرها من التقنيات الحديثة التى سهَّلت من نشر أفكارهم، ومن أجل ذلك كان للأزهر الشريف جهوده المكثفة فى تدريب الشباب وتوعيتهم وحمايتهم من الأفكار المنحرفة، فالأزهر الشريف بجميع قطاعاته ومؤسساته التعليمية والتوعوية يضع الشباب على رأس أولوياته، وحرص على تقديم حزمٍ متنوعةٍ متكاملةٍ من برامج تعزيز التفاهم والتواصل بين الشباب وبما يسهم فى تحصينهم من كل ما يحيط بهم من تحديات ويقيهم شر الجماعات المتطرفة التى تعمل ليل ونهار على إيقاعهم فى شركهم، ولقد كان للأزهر ولفضيلة الإمام الأكبر دور كبير فيما تحقق لمصرنا بل للأمتين العربية والإسلامية من تحصين وحماية لشبابنا عبر ما يقدمه من مناهج تعليمية وسطية، حتى يسهل عليهم تمييز الغث من الثمين، والتفرقة بين الطيب والخبيث، وبخلاف الدور التعليمى والتوعوى الذى يضطلع به الأزهر لمساعدة شبابنا على مجابهة حملات الغزو الفكرى والثقافى فإنه يقوم بتقديم الدعم النفسى والاجتماعى للشباب عبر تخصيصه وحدات من العلماء والمتخصصين فى الدعم النفسى والاجتماعى لهم فى عدد من قطاعاته المهمة على رأسها مرصد الأزهر لمواجهة الأفكار المتطرفة ومركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، وعلى صعيد المبادرات والجهود المستمرة المتميزة للأزهر لحماية الشباب من محاولات الاستهداف الخارجية كان الأزهر قد شارك بقوةٍ فى منتدى (شباب صناع السلام) فكان لهذه المبادرة التى أطلقها الإمام الأكبر فى عام 2015 دور مهم فى تحصين الكثير من الشباب من مختلف دول العالم من مثل هذه الحملات وأن يُخلق منهم قادة قادرون على تحمل أعباء المستقبل لبناء أوطانهم وحمايتها ولتخريج أجيال جديد قوية قادرة على البناء والتنمية وحمل رسالة الوسطية والتسامح.
- بالفضائيات أيضًا فكما تتسبب فى التشكيك، فمن باب المهنية أنها تعطى الفرصة للعلماء لتوضيح الحقائق، وهناك جهود كثيرة فى بيان السنة يقوم بها الأزهر والإفتاء والأوقاف.
- هذه ليست أمورًا جديدة والأزهر كعود زاده الإحراق طيبًا فكلما هاجموه ازدادت محبته.
- الأزهر داعم للقضية الفلسطينية بكل ما أوتى من حكمة وقوى دبلوماسية ناعمة من خلال خريجيه، وكان من أوائل المؤيدين للفلسطينيين فى الدفاع عن أوطانهم، وفتح أبوابه لكل الطلاب للدراسة المجانية فى معاهد الأزهر وجامعته.
- نحمد الله أننا فى مركز التطوير ندير أعمالنا إلكترونيا، التقديم الآن إلكترونى، ونتواصل مع المشيخة فى الأعمال الإدارية أيضًا إلكترونى عبر الدورة المستندية.
- بالتأكيد الحوار بين الأديان والحضارات من المسائل المهمة شديدة الأهمية، وبالتأكيد مهم جدًا لمن يأملون فى بناء تواصل حقيقى وتفاهم مشترك وجاد بين أتباع الأديان، لتحقيق الأمن والسلام للعالم، خاصة فى ظل ما يعيشه عالمنا الآن من حروب وصراعات يسقط على إثرها يوميًا الآلاف من الضحايا الأبرياء ما بين قتيلٍ وجريحٍ، ولهذا فقد كان للأزهر الشريف حضوره القوى فى هذا الملف شديد الأهمية لعالمنا، فقد نظم وشارك فى العديد من المؤتمرات الدولية الداعية للحوار بين الأديان والحضارات برعايةٍ كريمةٍ من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف انطلاقًا من إيمانه الكامل بأنَّ الحوار هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق السلام وإرساء دعائم الإخاء بين بنى البشر، على اختلاف أديانهم وأعراقهم وجنسياتهم مع تعريف الناس على حقيقة الإسلام بالكلمة الطيبة مصداقًا لقوله تعالى «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن إنَّ ربك هو أعلم بمن ضلَّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين» (النحل:125)، ولذلك فإنَّ للحوار بين الأديان والحضارات خاصة فى وقتنا الراهن أهمية بالغة لما فيه من فرصٍ هائلةٍ فى تعزيز الوعى بالأمن الفكرى والسلام العالمى وإنهاء الصراعات والحروب الدائرة فى عالمنا اليوم، فلا يمكن وضع حد لارتفاع وتيرة التطرف فى الشرق والتشدد فى الغرب من جماعات عدة منها المسلم والمسيحى واليهودى وغيرها إلا عبر حوار يتمتع بالحرية والمساواة والعدالة بين المتحاورين، ففى الحوار وحده يوجد سبيل للتعاون والتعايش والوصول لمبتغانا جميعًا فى السلام العالمى.
- لقد كان الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر -حفظه الله- سباقًا على طريق الحوار، وخير مثال على ذلك أنه وقبل سنوات قليلة كانت العلاقة بين الأزهر والفاتيكان ممثلى الديانتين الأكبر فى العالم، تعيش حالة من القطيعة وغياب تام للعلاقات، لسنوات طويلة، وهو ما أدَّى لارتفاعٍ ملحوظٍ فى مستوى الانغلاق والتشدد والكراهية فى الشرق وتصاعد لما يعرف بـ«الإسلاموفوبيا» فى الغرب، فوجدت على إثر ذلك حركات التطرف والإرهاب كداعش وأخواتها البيئة الخصبة لتنمو وتزداد قوتها فى منطقتنا مع ارتفاع متزامن لتشدد وإرهاب تبنته جماعات اليمين المتطرف، وكانت جميعها إرهاصات تنذر بأنَّ العالم مقبل على كارثة كبرى إن لم يتحمل كبار القادة فى العالم وعلى رأسهم القادة الدينيون مسئولياتهم حيالها، وكان من حظ العالم إبان تلك الفترة العصيبة أن يوجد على رأس الأزهر والفاتيكان رجلان لا يشغلهما سوى أمن وسلامة العالم، فأخذ شيخ الأزهر الخطوة الأولى وبادر بإعلان عزمه زيارة الفاتيكان فى 2016 وسط ترحيب من البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، وكانت هذه هى الزيارة الأولى فى التاريخ لشيخ الأزهر إلى الفاتيكان لتكون بمثابة إعلان رسمى لإنهاء قطيعة دامت لسنوات بين الجانبين وتدشينًا لمرحلة جديدة من الحوار بين الشرق والغرب وضربة قاضية لمساعى الجماعات المتطرفة، التى طالما سعت لإدخال العالم -شرقه وغربه- فى دوائر لا تنتهى من الكراهية والعنف المتبادل، وهى خطوة أعادت المياه إلى مجاريها بين الجانبين، وتوجها توقيع «وثيقة الأخوة الإنسانية» التى تعد علامة فارقة فى تاريخ الحوار بين الأديان، فكان للأزهر الشريف بتلك الخطوة إسهام بارز على طريق عودة حقيقية للحوار القوى والفعَّال بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى ذلك، فقد كان للأزهر الشريف الكثير من المبادرات الحوارية الفاعلة شرقًا وغربًا، إلى جانب جهوده الملموسة فى تحقيق حوار حقيقى وبناء بين شقى الوطن المصرى والتى تعززت بعد إنشاء بيت العائلة المصرى والذى كان له الدور الأكبر فى إرساء روح المحبة والتسامح، فأعطى بذلك نموذجًا عمليًا يحتذى فى تحقيق الحوار البناء القائم على أهمية تعزيز الوعى بالأمن الفكرى والسلام المجتمعى.
- من الضرورى أن تتكاتف الجهود بين جميع الهيئات والمنظمات الدولية الفاعلة وزعماء الأديان وصناع القرار العالمى من أجل بناء حوار حقيقى وفاعل بين أطراف النزاعات الدائرة حاليًا فى العالم لوضع حد لتلك الصراعات ووقف بحور الدم التى يتم سفكها يوميًا للأبرياء مع وضع الضمانات اللازمة لعدم عودة حالات الصراع المسلح تلك عبر إنهاء أسبابها وإعادة الحق لأصحابه والضرب بقوةٍ على يد الظالم لردعه عن ظلمه، كما يجب تكثيف ورش العمل والمبادرات الهادفة إلى تدريب الأجيال الشابة والناشئة على كيفية خلق عالم متفاهم متناغم متكامل، عبر حوار بناء فيما بينهم، حوار يسهم فى رأب الفجوة بين الجميع وبناء قاعدة مشتركة ينطلق من خلالها السلام والأمن للعالم أجمع، وتعزيز الأعمال الأكاديمية والبحثية التى تبحث أسباب الصراع وتضع الحلول اللازمة وتقدم التوصيات التى تسهم فى جعل عالمنا أكثر أمنًا وسلامًا وتقدم الوسائل والأدوات التى يمكن من خلالها تعزيز الوعى بأهمية الأمن الفكرى والسلم العالمى، بالإضافة إلى الاعتماد الإيجابى والبناء على وسائل التواصل الاجتماعى الحديثة وتجنيدها بشكلٍ فعًّال فى تحقيق التواصل بين الجميع وإزالة ما بينهم من حواجز بشكل إيجابى يحافظ على خصوصية كل طرف مع تعريفهم بما بينهم من مشتركات وأهداف إنسانية.
- من ليس له ماضٍ فلا حاضر له، فعلينا أن نعتز بتراثنا، ولا يخفى علينا ما تمر به دولنا الإسلامية من تفرق جعل أعداءنا يتجرأون علينا ويعتدون على أوطاننا ومقدساتنا، وقد كان السبب فى ذلك البعد عن تراثنا والتشكيك فيه، فقد سعى العدو إلى التشكيك فى تراثنا فتمكن من إحداث خلل فى حاضرنا، الأمر الذى يستوجب علينا أن نتماسك ونتحد حتى نعود كما كنا أمة قادرة متحدة وأعتقد أن اعتزازنا بتراثنا هو خطوة من خطوات التميز، لأن تراثنا شامل فى الأخلاق، والفكر، والفقه.
- المصريون يدركون هذه المخاطر ويدعمون الأزهر فى مواجهتها بالفكر.
- الخطاب الدينى متجدد لكننا فى الواقع نحتاج لتجديد الخطاب الثقافى والإعلامى.
- آمل أن يحفظ الله مصر، ويعجل بالنصر لأهل فلسطين، وأن تنتشر اللغة العربية فى شتى ربوع الأرض.

مقالات مشابهة

  • د. نهلة الصعيدى مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين:الأزهر أكبر داعم للقضية الفلسطينية
  • نجيب محفوظ.. ذلك المقاوم الأكبر
  • حماية العقول.. من فاقديها ١-٢ (السرقات الأدبية أنموذجًا)
  • جرائمهم تفضحهم رغم حبكتها
  • أشرف غريب يكتب: انتهى المهرجان.. لكن الأحلام بلا نهاية
  • فوزي إبراهيم يكتب: زهوة النجاح وعبقرية التنسيق الجماعي في «العلمين»
  • محدودية الطاقة الإستيعابية لمطار الداخلة تجر الوزير عبد الجليل للمسائلة
  • إثيوبيا تفقد توازنها سريعًا
  • بيت العنكبوت
  • عادل حمودة يكتب: إطلاق «الكراكيب» العقلية‏‏