(لماذا تجاهل العالم الجليل والطناش على اينشتاين مصر؟)
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
مصر بلد العجائب ..
تذكرت تلك المقولة من خلال متابعتى للإعلام فى مصر هذه الأيام ، أخبار مهمة رأيت إهمالا فى نشرها أو الطناش عليها خالص !!
وشيخ الأزهر الجليل قام خلال الأيام الماضية بزيارة إلى بلدان فى جنوب شرق آسيا واستقبل استقبالاً حافلاً كرئيس دولة خاصة فى تايلند وإندونيسيا ، ورأينا حرس الشرف يصطف لتحيته !!
كان من المفترض أن يكون هذا الخبر فى المكان الذى يستحقه ، يعنى بالصفحات الأولى للجرائد ، وتحرص أجهزة الإعلام على إبرازه .
وفوجئت بعد ذلك بتجاهل تام لوفاة العالم العبقرى المصرى المقيم بالخارج «محمد صلاح النشائي» ، ولم أعلم بوفاته إلا من خلال عمود صديقى الكاتب الصحفى «أسامة سرايا» الذى وصفه بأنه «اينشتاين مصر» .
وكان مرشحاً لجائزة نوبل وهو صاحب نظرية النشائى لتوحيد قوى الطبيعة كلها فى قانون واحد وهى أربع قوى أساسية.. الجاذبية والكهربائية و المغناطيسية والنووية.
والعالم الراحل عالم فذ فى الفيزياء خاصة ومعروف فى كل الجامعات الأمريكية والأوروبية وحتى فى الهند التى قامت بتكريمه!
ولقب اينشتاين ليس من إبتكار صديقى الصحفى ، بل كان لقبه الذى أشتهر به فى بلاد الغربة ، وأتساءل أين مصر منه سواء فى حياته أو مماته؟
ومن الضرورى إعادة النظر فى كيفية الإهتمام بالعبقريات المصرية والمواهب الفذة وهى عديدة فى مختلف المجالات ، وعندما يحدث ذلك لن نسمع عن رياضيين أبطال تخلوا عن جنسيتهم المصرية ليلعبوا لدول أخرى عرفت قيمتهم وأوعى تظن أن الفلوس هى السبب ، بل تشجيعهم وأحتضانهم وتوفير كل الإمكانيات لهم !
وأصابتنى الدهشة عندما رأيت أحد أبطال الرياضة المصريين اكتسب جنسية بلغاريا ويلعب باسمها وهى دولة غلبانة ومن أفقر الدول الأوروبية .. عجائب !!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمد عبدالقدوس الدول الأوروبية شيخ الأزهر ﻋﺠﺎﺋﺐ ﻋﺒﺪاﻟﻘﺪوس
إقرأ أيضاً:
الإعلام بين التنوير والتضليل
مع بداية كل عام جديد، تتنافس بعض البرامج الفضائية على جذب المشاهدين عبر استضافة المنجمين والفلكيين الذين يقدمون توقعاتهم لما سيحدث فى العام المقبل، وعلى الرغم من أن هذا النوع من المحتوى يحقق نسب مشاهدة مرتفعة، إلا أنه يثير جدلاً واسعًا فى الأوساط الدينية والثقافية، خاصة مع الهجوم الواضح الذى يشنه علماء الأزهر على مثل هذه الممارسات التى تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامى.
لقد أكد علماء الأزهر مرارًا أن التنجيم ليس علمًا، بل خرافة مبنية على استغلال عقول الناس واهتمامهم بمعرفة المستقبل، وهو أمر محرم شرعًا ، والعبارة الشهيرة «كذب المنجمون ولو صدقوا» أصبحت شعارًا يتردد فى كل مرة يظهر فيها هؤلاء على الشاشات، حيث يشدد الأزهر على أن علم الغيب هو من اختصاص الله وحده، ولا يمكن لأى إنسان، مهما كانت ادعاءاته، أن يعرف ما سيحدث فى المستقبل.
ما يثير الاستغراب هو إصرار بعض الإعلاميين على تقديم هذا النوع من المحتوى، رغم أن الرسالة الإعلامية يجب أن تكون مسئولة وتهدف إلى تثقيف وتنوير المشاهدين، وليس تضليلهم.. هذه البرامج بدلًا من التركيز على تقديم محتوى هادف يُثرى العقول ويشجع على التفكير العلمي، أصبحت وسيلة لإثارة الفضول وزيادة نسب المشاهدة على حساب وعى الجمهور.
إن استضافة المنجمين والفلكيين لا تقتصر على تقديم توقعات شخصية أو عامة فحسب، بل تتعداها أحيانًا إلى استغلال الأزمات الاجتماعية والسياسية لزيادة تأثيرهم، فهم يقدمون وعودًا براقة أو تحذيرات مخيفة، مما قد يؤثر على نفسية الجمهور، خاصة فى أوقات الأزمات.
الإعلام باعتباره أحد أهم أدوات تشكيل الرأى العام، يجب أن يتحمل مسئوليته تجاه المجتمع فبدلاً من استضافة المنجمين، يمكن توجيه الجهود إلى استضافة خبراء حقيقيين فى مجالات العلوم والاجتماع والاقتصاد لمناقشة التحديات الحقيقية التى تواجه الناس وكيفية الاستعداد لها بطرق علمية وعملية.
ومما لا شك فيه يجب أن تكون هناك ضوابط واضحة تمنع استغلال الشاشات لنشر الخرافات، خاصة تلك التى تتعارض مع القيم الدينية والثقافية للمجتمع، كما يجب تعزيز وعى المشاهدين بخطورة الانسياق وراء هذه الادعاءات التى تفتقر إلى أى دليل علمي.
وفى النهاية.. الإعلام ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو شريك فى بناء وعى المجتمع ،وإذا اختار الإعلاميون التركيز على التفاهات والخرافات بدلاً من تقديم الحقائق، فإنهم يسهمون فى تجهيل الجمهور بدلاً من تثقيفه.
ولذلك دائما ما اؤكد ان المستقبل لا يُعرف بالتنجيم، بل بالعمل والعلم والإيمان تحية لقرار الأستاذ أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وقراره المحترم بمنع استضافة العرافين والمنجمين.