كتب- حسن مرسي:

توجهت إحدى المتصلات بالسؤال لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية تستفسر عن الحكم الشرعي لطلب الطلاق في حال تقاعس زوجها عن أداء الصلاة بانتظام.

أجابت الدكتورة هبة إبراهيم، العضو بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بأنه لا يجوز للمرأة التفكير في الطلاق كحل لهذه المشكلة لأن ذلك يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، وبدلاً من ذلك، ينبغي البحث عن طرق أخرى تشجع الزوج على المواظبة على الصلاة.

وأكدت إبراهيم خلال حوارها عبر فضائية "الناس"، على أهمية الابتعاد عن العناد والتحلي بالحكمة والموعظة الحسنة، مضيفة أن الحياة الزوجية تتطلب التعاون والتناغم بين الزوجين، لذا فعلى المرأة أن تحرص على تربية أولادها وتعليمهم الصلاة وعدم تحميل الأب وحده مسؤولية أدائهم للشعائر الدينية.

وشددت على أن العلاقة بين الرجل والله علاقة شخصية مباشرة وستظل محل تساؤل بينهما يوم القيامة، ولذلك، لا يجوز التدخل في هذه العلاقة بأي شكل من الأشكال وتحميل الزوج وزر عدم صلاته، فالأولى التركيز على إصلاح الحياة الأسرية وتشجيع الزوج والأولاد على الصلاة بدون اللجوء إلى المقاطعة أو الطلاق.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: انسحاب بايدن إسرائيل واليمن نتيجة الثانوية العامة أحمد شوبير الطقس أسعار الذهب أحمد رفعت سعر الدولار هدير عبدالرازق حكومة مدبولي التصالح في مخالفات البناء معبر رفح سعر الفائدة فانتازي الحرب في السودان ترك الصلاة الطلاق هبة ابراهيم

إقرأ أيضاً:

بعد تكرار وقوع حوادث انتحار.. الأزهر للفتوى يؤكد تحذيره من تطبيقات المراهنات

 بعد تكرار وقوع حوادث انتحار بسببها.. مركز الأزهر للفتوى يؤكد تحذيره من تطبيقات ومجموعات المراهنات الإلكترونية ويصفها بالقمار المحرم.
الحَمْدُ لله، والصَّلاة والسَّلام عَلى سَيِّدنا ومَولَانا رَسُولِ الله، وعَلَى آله وصَحْبِه ومَن والَاه.
وبعد؛ فمع ما أباحته شريعة الإسلام من الترويح عن النفس إذا اعتبرت المصالح واجتنبت المضار، لا ينبغي أن نغفل في الوقت نفسه ما وضعته الشريعة من ضوابط حتى يُحافظ المسلم من خلالها على دينه، ونفسه، وماله، ووقته، وسلامته، وسلامة غيره، ومن أهم هذه الضوابط ألا يشتمل الترويح على مقامرة.
وإن المراهنات التي يجريها المشاركون على مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات المختلفة، ويدفعون أموالًا في حساباتها، ثم يأخذ هذه الأموال الفائز منهم فقط، ويخسر الباقون؛ لهي عين القمار المحرم.
والقمار أو المراهنة من الميسر المُتَّفق على حرمته شرعًا، فقد أمر الله تعالى باجتنابه في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}. [المائدة: 90، 91]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال سيدنا رسول الله ﷺ: «من حلف منكم، فقال في حلفه: باللات والعزَّى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرْك، فليتصدق» [أخرجه البخاري]، يتصدق لأنه دعا غيره إلى القمار، علّ الله عز وجل يُذهب السيئة بالحسنة، فكيف بمن قامر بالفعل؟!
فالقمار أكلٌ لأموال الناس بالباطل، وكبيرة من كبائر الذنوب، قال القليوبي: ("فلا يصح" -أي القمار- أي وهو حرام وأخذ المال فيه كبيرة كما مر، ويحرم اللعب بكل ما عليه صورة محرمة، وبكل ما فيه إخراج صلاة عن وقتها أو اقتران بفحش). [حاشيتا قليوبي وعميرة (4/ 321)]
كما يعد كسب القمار مالًا خبيثًا ويرد على أصحابه، وإن تعذر ردّه؛ صرف في مصالح المسلمين، تخلصًا منه، وفرارًا من إثمه وتوابعه، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «ولا يكسب عبد مالًا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن الله -عز وجل- لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن، وإن الخبيث لا يمحو الخبيث» [أخرجه أحمد في مسنده]؛  أي أن المال المُحرم لا يقبل الله عز وجل منه صدقة؛ لخبثه، وما يترك منه الإنسان في الدنيا ثم يموت دون توبة، إلا كان سببًا في عقوبة الآخرة أعاذنا الله منها.
وكثير من حِكَم تحريم القمار وما يدخله من ألعاب واضح جلي، يظهر من حوادث الواقع، حيث لا يخلو القمار من شقاق وتشاحن وبغضاء، ولا ريب أن الشارع الحكيم قد أغلق الأبواب المؤدية إلى النزاع والشقاق، وشرع لهذا تشريعات.
والقمار أيضا يؤثر سلبًا على الدخل الأُسري والإستقرار المادي بالغرق في الديون، وما ينتج عنه من محاولات التخلص من الحياة؛ هربًا من ضغوطه ومشكلاته، وكذلك يؤثر على الاستقرار العائلي، الذي يؤثر بدوره على الأطفال، ويؤدي إلى كثرة المشكلات الزوجية وارتفاع نسب الطلاق.
بالإضافة إلى أن إدمان القمار كإدمان الكحوليات والمخدرات، وهو سبب من أسباب تعاسة الإنسان، وفساد أخلاقه، واضطرابات نفسه، ودافع من دوافع الجريمة كالسرقة، والانتحار، والعديد من الانحرفات السلوكية في المجتمعات.
وبلا أدنى ريب؛ إن المفسدة والإثم متحققان في هذه المقامرات، نقلًا وعقلًا، ولا عجب؛ فقد سماها الحق سبحانه في كتابه العزيز: {رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ}.
ويهيب المركز  بالوالدين والمربِّين والعلماء والأساتذة والدعاة والإعلاميين وكل فئات المجتمع بضرورة نشر وعي مجتمعيّ عام يقي أبناءنا وشبابنا ومجتمعاتنا مفاسد هذه المراهنات على دينهم وحياتهم وأموالهم وأخلاقهم.
واللهَ نسأل أن يحفظ شبابنا، وبلادنا، وأن يمن علينا بالعافية في الدين والدنيا والآخرة.
وَصَلَّىٰ اللَّه وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، وَعَلَىٰ آلِهِ وصَحبِهِ والتَّابِعِينَ، والحَمْدُ للَّه ربِّ العَالَمِينَ.

مقالات مشابهة

  • بعد تكرار وقوع حوادث انتحار.. الأزهر للفتوى يؤكد تحذيره من تطبيقات المراهنات
  • الأزهر للفتوى يوضح حكم اصطحاب الأطفال لصلاة الجُمعة
  • الأزهر للفتوى يوضح حكم اصطحاب غير البالغين إلى المسجد لصلاة الجمعة
  • «الأزهر للفتوى»: زواج المساكنة «زنا» واعتداء على كرامة المرأة
  • الأزهر للفتوى يؤكد تحذيره من تطبيقات ويصفها بالقمار المحرم
  • بعد وقوع حوادث انتحار بسببها.. الأزهر للفتوى يُحذر من المراهنات الإلكترونية
  • حكم تغطية قدم المرأة في الصلاة.. دار الإفتاء توضح
  • الإفتاء توضح حكم تغطية قَدَم المرأة في الصلاة
  • هل يجوز كشف قدمي المرأة في الصلاة؟.. الشرع استثنى 3 أشياء
  • «الإفتاء»: صلاة المرأة وقدمها مكشوفة صحيحة