شبكة انباء العراق:
2025-02-13@06:20:55 GMT

كنوز عراقية منهوبة لا احد يطالب بها

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

أنهكتنا الحروب وأرهقتنا الشدائد والصراعات. فقد اضرموا في ديارنا نيران الفتن، وافتعلوا المعارك التخريبية بحثا عن اكذوبة: اسلحة الدمار الشامل. فاستخدموا اليورانيوم المنضب للهجوم على اقدم عاصمة بشرية في كوكب الارض. وصلوا مدينة النور (أور) تسبقهم قاصفاتهم الاستراتيجية، في تلك الايام المشؤومة كان جورج بوش الابن يحاول إقناع العالم بفكرة القضاء على يأجوج ومأجوج الذين يظن انهم كانوا يختبئون تحت زقورة عقرقوف، أو بين لارسا ولكش، فأمر جنوده بإقامة معسكراتهم التنقيبية في أعماق الميزوبوتاميا لنبش الارض، والغوص في قيعان الانهار والأهوار، فقلبوا عاليها سافلها.

نهبوا كنوزنا، وانتهكوا إرثنا الحضاري بابشع أساليب السطو المدعوم من البيت الأبيض. .
وبعد ان تبينت معالم حرب الخليج الثالثة، وكُشفت اسرارها، واتضحت غاياتها الشيطانية، لتؤكد فرضيتها الكاذبة التي تزعم ان اليهود هم بناة برج بابل مثلما هم بناة الاهرامات الفرعونيّة !؟!. .
ثمة خيط رفيع يوشك ان ينقطع بين الحقيقة والكذب، وبين التحضر والتخلف، وبين الشرف والوضاعة، يجعل المعتدي هو المنقذ، ويجعل الغاصب هو المحرر. .
كانت عمليات نهب الآثار في أولويات مخططاتهم قبل الغزو بسنوات، وإلا بماذا تفسرون وصولهم إلى الموصل للبحث عن كنوز النمرود والاستحواذ عليها ؟.كانت المخابئ العراقية تحتوي على تيجان ملكية وإكاليل ذهبية تذهل العقول، وأقراط وقلائد وأساور وخواتم وأكداس من الحلي والمجوهرات، ثم اصبحت المتاحف العراقية قاعا صفصفا بعد ان عبثت بها خفافيش التحالف العربي الأمريكي. .
في تلك الحقبة بالذات كان الباحث والمؤرخ الغيور (داني جورج يوخنا) يقف وحده لمنع السرقات، ويسعى منفردا للحفاظ على ما تبقى من آثارنا المنهوبة، ويكرس وقته كله لمطاردة المافيات المتورطة بعملية النهب المنظم. فتعرض لمحاولة اغتيال داخل العراق، لكنهم فشلوا في التخلص منه، فطاردوه خارج العراق واغتالوه في مطار تورونتو بكندا عام 2011. .
قبل هذا الحادث المؤلم كان وزير الدولة لشؤون السياحة والآثار (للمدة من 2007 إلى 2010) يجلس مسترخيا مع مجموعة من الذين لا يعرفون كوعهم من بوعهم، يحدثهم عن (غباء) البلدان التي لعبت دورا في اعادة الأختام السومرية والبابلية والآشورية والآكادية المسروقة، كان يقول لضيوفه: تصوروا انهم جاءوا بكيس ممتلئ بالحصى والحجارة، ما اغبى هؤلاء القوم ؟. فضحك الوزير (العبقري)، وضحك معه الضيوف، وضحك علينا العالم كله. لأننا نحن الذين أضعنا الخيط والعصفور. والدليل على ذلك اننا لم نطالب حتى الآن باستعادة كنوزنا المنهوبة. .
ولله في خلقه شؤون. . .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

من أصول عراقية.. مقتل الأسير الإسرائيلي الأكبر سناً لدى حماس

من أصول عراقية.. مقتل الأسير الإسرائيلي الأكبر سناً لدى حماس

مقالات مشابهة

  • الأسبوع المقبل.. انطلاق نشاطات ثقافية عراقية في باريس
  • أكثر من (8) ملايين برميل نفط الصادرات العراقية لأمريكا خلال شهر/11 2024
  • ملف حقول النفط والغاز في شمال الخليج العربي التي تقع ضمن السيادة العراقية برئاسة مواطن كويتي!!
  • مكتب مكافحة غسل الأموال: السلطات العراقية تواجه صعوبة في تتبع المعاملات الرقمية
  • وزير الدفاع المصري يطالب قواته بأعلى درجات الجاهزية
  • من أصول عراقية.. مقتل الأسير الإسرائيلي الأكبر سناً لدى حماس
  • الشرع يروي تفاصيل عن فترة اعتقاله في أبو غريب وسجون عراقية أخرى وما تعلمه من التجربة القاسية
  • أبو عبيدة .. تأجيل تسليم الأسرى الصهاينة الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت القادم
  • السوداني يطالب العشائر العراقية بإنهاء النزاعات ودعم استقرار عمل الشركات
  • المهندسون وحجر الزاوية في السياسات الاقتصادية والتنموية العراقية