مقترحات «التعليم» لحل أزمة الكثافة بالمدارس
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
رغم أن بداية العام الدراسى الجديد "2024 - 2025 " لم يتم الإعلان عنها بشكل رسمى إلا أن وزير التربية والتعليم دكتور محمد عبد اللطيف ومنذ توليه حقيبة التعليم يقوم بعمل زيارات الى بعض المحافظات من أجل الوقوف على مشكلات التعليم ومحاولة التصدى لها قبل بداية العام الدراسى الجديد.
ضمن محاولات الوزارة للتصدى لمشكلة الكثافات الطلابية بالمدارس كانت مخاطبة جميع المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية فى إطار توجهات الوزير بحصر الكثافات الطلابية داخل المدراس للمراحل التعليمية المختلفة " إبتدائى، إعدادى، ثانوى " وذلك فى ضوء حصر الفراغات او العمل مدة 6 أيام ومنح يوم إجازة لكل صف أو العمل فترتين " صباحية ومسائية " وعلى كل مديرية تعليمية وضع تصور لكيفية التغلب على مشكلة الكثافات طبقا للنموذج المرسل إليها.
مقترحات وزارة التربية والتعليم أثارت علامات تعجب واستفهام كثيرة من جانب أولياء الأمور والمختصين بالتعليم كما أثارت غضب العديد من المعلمين، لأن تطبيق نظام الفترتين أو تطبيق العمل 6 أيام على مدار الأسبوع سيكون على حساب المعلم الذى يحمل نصاب حصص أكثر من طاقتة مع العلم أن النسبة الكبرى من المعلمين أعمارهم فوق 55 سنة وهذا يمثل عبئا كبيرا عليهم وأن طاقتهم الصحية لا تتحمل كل هذا المجهود كما أنه بنهاية عام 2025 - 2026 سيحدث نقص كبير فى المعلمين لوصول عدد كبير منهم الى سن المعاش. مصطفى شندى مدرس أول رياضيات يحكي عن تجربتة داخل مدرسته قائلا: النصاب القانونى للمدرس 18 حصة بينما جدوله 24 حصة وأخبرتهم المدرسة أنه سيتم إعطاؤهم ثمن الحصص التى تزيد على النصاب ولكن حتى الآن وللعام الثانى على التوالى لم يحصلوا على أى مستحقات مادية. مضيفا أن هناك علاقة عكسية بين ارتفاع كثافة الفصول وعدد المعلمين وفى حالة حل مشكلة الكثافة سيتولد عجز كبير جدا فى المعلمين متمنيا حل مشكلة العجز فى ظل الكثافات المرتفعة.
بينما قالت منى أبو غالى (مؤسس جروب "حوار مجتمعى تربوى"): إن هذه ليست أفكارًا جديدة ولن تحل مشكلة الكثافة بالمدارس بهذه الاقتراحات وأنها كانت تتمنى طرح أفكار أخرى خارج الصندوق خاصة أن نصاب الحصص يعد كبيرا على المعلمين، والمناهج كبيرة ودسمة وتحتاج مجهودًا من مدرس المادة الذى يجب تحسين راتبه او يتم قبض رواتب المعلمين على العام الجديد وليس عام 2014 كما هو الآن.
بينما تتساءل فاطمة فتحى (ولية أمر ومؤسس" تعليم بلا حدود" ): أين الفراغات بالمدارس فى ظل الكثافات الطلابية العالية لا سيما وأن هناك مدارس بالفعل قامت بتحويل غرف المديرين والمسارح بها الى فصول للقضاء على الكثافة. مضيفة أنه لا توجد حلول سوى بناء مدارس لأن الكثافة وصلت الى حالة من الانفجار حسب وصفها هذا الى جانب أن هناك مدارس تعمل بالفعل بنظام الفترتين والثلاث فترات ولم تحل الأزمة مشيرة إلى أن جميع هذه المقترحات على أرض الواقع ستفشل فى حالة عدم تعيين مدرسين جدد.
وتقول فاتن أحمد (ولية أمر) إنه فى حالة تطبيق فترتين او أكثر مع قصر اليوم طبيعى فى فصل الشتاء ستظهر مشكلة أخرى وهى انقطاع الكهرباء متسائلة: هل وضعت هذه المشكلة فى الحسبان عند تطبيق نظام الفترات؟
هذا وقد أكد بعض مديرى الإدارات التعليمية أن اختيار حل من الحلول المقترحة يتناسب مع ظروفها قد تكون حلولاً جيدة للتغلب على الكثافات لا سيما أن الوزارة لم تجبر المديريات على حل معين بل تركت لهم الاختيار من بين الحلول المقترحة وأن التجربة هى التى ستحكم كما أن العمل بنظام 6 أيام مع منح أجازة يومًا بالتبادل بين الصفوف قد يكون مجديا فى حل الأزمة ولن يمثل ذلك عبئا على المعلمين لأنه سيتم سد العجز فى أعداد المعلمين من خلال التعاقد مع معلمين بنظام الحصة.
وحول أراء خبراء التربية..
يرى دكتور تامر شوقي استاذ علم النفس التربوى جامعة عين شمس أن مشكلة ارتفاع كثافة الطلاب في الفصول من أهم وأخطر المشكلات التربوية التي تعوق العملية التعليمية عن تحقيق أهدافها ومن المحمود سعى وزارة التربية والتعليم إلى البحث عن حلول لهذه المشكلة والتى تمثلت فى المقترحات الثلاثة للوزارة ولكن هناك مجموعة من المحاذير التى يجب وضعها فى الاعتبار أثناء تنفيذ هذه الحلول منها صغر حجم الفراغات الموجودة فى المدارس واستغلالها فى الأنشطة الإدارية والتنظيمية بالمدرسة حيث إن بعض الفراغات يتم استخدامها بشكل وظيفى فى الأنشطة المرتبطة بالمناهج الجديدة مثل التربية الزراعية والتربية الفنية كما ان هذه الحلول ستسبب أعباء إضافية على المعلمين فى ضوء العجز الشديد فى اعبائهم والذى يتزايد سنويا أيضا تقسيم اليوم الدراسى إلى فترتين سيترتب عليه ضغط وتقليل زمن الحصص إلى ٢٥ و٣٠ دقيقة فقط من أجل إنهاء اليوم الدراسى مبكرا فى فصل الشتاء بينما المناهج المطورة تحتاج إلى زمن حصة اكبر من الزمن الحالى دون ضغط هذا إلى جانب أن بعض المدارس بالفعل مطبقة نظام الفترتين الدراسيتين ومع ذلك فإن الكثافات الطلابية مرتفعة ولم يحل نظام الفترتين المشكلة وفى ضوء ذلك تمثل مثل هذه المقترحات حلولاً مؤقته وليست جذرية للمشكلة والتى تتطلب بناء وافتتاح المزيد من المدارس والفصول الجديدة.
بينما يرى دكتور عاصم حجازى أستاذ علم النفس التربوى جامعة القاهرة أن المقترحات التي طرحتها وزارة التربية والتعليم لمواجهة مشكلة الكثافة الطلابية بدت بسيطة جدا وغير واضحة كما أنها مقترحات شديدة العمومية وغير مصحوبة بتوضيح كافٍ لكيفية التطبيق وتثير الكثير من التساؤلات حول جدواها وإجراءات تطبيقها.. فمثلا استغلال الفراغات في المدارس ماذا يعني؟ و إذا تم استخدام غرف الأنشطة والمعامل كفصول هل يعني ذلك غياب الأنشطة من المدارس؟ وأين سيمارس الطالب أنشطته المختلفة؟ وإذا تم تطبيق نظام الفترتين فهل يوجد عدد كاف من المعلمين لتغطية الفترتين؟ أم سيتم الاستعانة بنفس المعلمين للتدريس في الفترتين؟ وكيف سيتم إقناع المعلمين بالقيام بذلك؟ وهل ستتم مكافأتهم ماديا للقيام بذلك؟ كذلك نظام الحضور لمدة ستة أيام ويوم أجازة بدت صياغة هذا المقترح في البداية غامضة تماما واتضح بعد ذلك أن الوزارة تقصد حضور الطلاب خمسة أيام ويوم أجازة بالتناوب.
وأضاف حجازى أن هذه الحلول حتى إذا كانت مصحوبة بضوابط لتنفيذها فهي تقليدية وغير كافية للقضاء على مشكلة الكثافة بشكل نهائي ولا يمكن الاعتماد عليها كحل أساسي وسوف تؤدي إلى ظهور مزيد من المشكلات في النظام التعليمي ربما لم تكن موجود من قبل مطالبا وزارة التربية والتعليم بالتواصل مع رجال الأعمال لإضافة فصول جديدة للمدارس القائمة بالفعل أو بناء مدارس جديدة وإطلاق اسم الشركة أو رجل الأعمال على المدرسة مثلا وأن تبادر إلى إنشاء صندوق للوقف على التعليم وإنشاء حساب خاص بهذا الصندوق لتلقي الدعم المادي من المجتمع للإنفاق على بناء المدارس والفصول وأن تسعى للتواصل مع الجامعات لتشجيع فكرة إنشاء المدارس الجامعية التابعة للجامعات المختلفة والتي تشرف عليها كليات التربية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم أو التعاون مع وزارتيْ الثقافة والشباب والرياضة لفتح قصور الثقافة ومراكز الشباب للطلاب لممارسة النشاط الفني والرياضي بداخلها تحت إشراف معلمي هذه الأنشطة بالتربية والتعليم وتحويل الغرف الخاصة بها إلى فصول دراسية حيث تمثل هذه المقترحات حلا جذريا لمشكلة الكثافة فضلا عن أن المدارس الجامعية سوف تسهم أيضا في حل مشكلة عجز المعلمين.
من جانبها أكدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى أنه منذ بدايه عام 2024 تم الترتيب والتنسيق مع وزارة المالية لتوفير التمويل اللازم للتعاقد بالحصة مع 50 ألف معلم العام الدراسى المقبل لسد العجز فى أعضاء هيئة التدريس بالمدارس بشكل كبير موضحة أن هذه الأعداد ستكون قابلة للزيادة بمعدل 15% سنويا لافتةً إلى أن التعاقد مع معلمين بالحصة لن يمنع استكمال الوزارة مسابقات التعاقد والتعيين مع الأعداد المتبقية من الـ 150 ألف معلم المستهدفين خلال 5 سنوات بدأت فى 2022.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التربية والتعليم جامعة عين شمس وزارة التربیة والتعلیم الکثافات الطلابیة مشکلة الکثافة حل مشکلة
إقرأ أيضاً:
دولة تعلن تحظر الهواتف المحمولة في المدارس لحماية الصحة والتعليم
في خطوة جريئة تهدف إلى حماية صحة الطلاب وتعزيز تحصيلهم العلمي، حظرت حكومة البرازيل استخدام الهواتف المحمولة في المدارس الابتدائية والثانوية، جاءت هذه القرار بعد موافقة مشرعي البلاد وأولياء الأمور، وسط تحذيرات من تأثير الشاشات على الصحة العقلية والجسدية للمراهقين. وبذلك، ستكون البرازيل من الدول القليلة التي تتخذ هذا الإجراء على المستوى الوطني، في وقت باتت فيه الأجهزة المحمولة جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب.
تأثير الهواتف المحمولة على صحة الطلاب وتعليمهمالبرازيل تحظر الهواتف المحمولة في المدارسيشهد المجتمع البرازيلي تزايدًا كبيرًا في استخدام الهواتف المحمولة بين الشباب. فوفقًا للإحصاءات، يمتلك أكثر من نصف المراهقين البرازيليين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و13 عامًا هواتف محمولة، وتزيد النسبة إلى نحو 87.6% بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا. لكن مع تزايد استخدام هذه الأجهزة، تزايدت المخاوف بشأن الآثار السلبية لها على صحة الطلاب.
وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة قد يؤدي إلى مشاكل صحية متعددة، بدءًا من تدهور الحالة النفسية مثل القلق والاكتئاب، وصولاً إلى التأثيرات الجسدية مثل آلام الرقبة والعينين نتيجة الاستخدام المطول. من ناحية أخرى، لا يُخفى على أحد أن الهواتف المحمولة قد تشوش على عملية التعليم، مما يؤثر سلبًا على قدرة الطلاب على التركيز والانتباه في الفصول الدراسية.
قانون حظر الهواتف المحمولة: خطوة لحماية صحة الأطفال والمراهقينالبرازيل تحظر الهواتف المحمولة في المدارسبعد موافقة مجلس الشيوخ البرازيلي، أصبح قانون حظر الهواتف المحمولة في المدارس الابتدائية والثانوية خطوة قانونية وواقعية تهدف إلى حماية الصحة العقلية والجسدية للأطفال والشباب. يشمل هذا القانون الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و17 عامًا، ويحظر استخدام الهواتف المحمولة في الفصول الدراسية وكذلك أثناء فترات الاستراحة.
ومع ذلك، يُسمح باستخدام الأجهزة المحمولة في المدارس استثنائيًا لأغراض تعليمية أو لأسباب تتعلق بالوصول، مثل التسهيلات الخاصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. وتلتزم المدارس أيضًا بتطوير استراتيجيات لدعم الصحة العقلية والنفسية للطلاب ومعالجة المشكلات المرتبطة باستخدام الأجهزة المحمولة.
دعم قوي من أولياء الأمور والمجتمعالبرازيل تحظر الهواتف المحمولة في المدارسمن الجدير بالذكر أن حظر الهواتف المحمولة في المدارس لقي دعمًا واسعًا من أولياء الأمور البرازيليين، حيث أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "لوكوموتيفا" ومؤسسة "QuestionPro" في أكتوبر الماضي أن 82% من الآباء يساندون هذا القرار. فبالنسبة للعديد من الأسر، فإن تقليص استخدام الهواتف المحمولة في المدارس يمكن أن يساهم في تحسين مستوى التعليم وتحفيز التواصل الاجتماعي بين الطلاب بشكل أكثر فاعلية.
وزير التعليم البرازيلي: الهواتف المحمولة تحد من التفاعل الاجتماعي
في تصريحات له حول هذا الموضوع، أكد وزير التعليم البرازيلي، كاميلو سانتانا، على أهمية "وضع حد" لاستخدام الهواتف المحمولة في المدارس.
وقال سانتانا: "لقد أظهرت التجارب العالمية أن استخدام الهواتف المحمولة في الفصول الدراسية يؤدي إلى تشتت انتباه الطلاب ويقلل من مستوى تفاعلهم الاجتماعي".
وأضاف أن "الهاتف المحمول يقيد التواصل الاجتماعي بين الطلاب، ما يجعل من الضروري اتخاذ إجراءات للحد من استخدام هذه الأجهزة".
فوائد الحظر: تحسين الأداء الأكاديميالبرازيل تحظر الهواتف المحمولة في المدارسدعمًا لهذا القرار، أشارت تقارير من منظمات دولية مثل اليونسكو إلى أن حظر الهواتف المحمولة في المدارس يمكن أن يساهم في تحسين الأداء الأكاديمي للطلاب، وخاصة لأولئك الذين يعانون من ضعف تحصيلهم العلمي. وفقًا لتقرير صادر عن اليونسكو في عام 2023، أظهرت بعض الدراسات أن الحظر التام للأجهزة المحمولة في المدارس أدى إلى زيادة في تركيز الطلاب وتحقيق نتائج أفضل في الاختبارات.
البرازيل في مقدمة الدول المناهضة لاستخدام الهواتف في المدارس
على الرغم من أن حظر الهواتف المحمولة في المدارس ليس شائعًا على مستوى العالم، إلا أن البرازيل تظل واحدة من الدول الرائدة في هذا المجال.
وفقًا لليونسكو، أقل من ربع الدول حول العالم تتبنى قوانين تحظر استخدام الهواتف المحمولة في المدارس، ومع ذلك، فإن البرازيل تضع خطوة قوية في إطار حماية جيل المستقبل من التأثيرات السلبية للتكنولوجيا.
قرار البرازيل بحظر الهواتف المحمولة في المدارس يمثل تحولًا هامًا في التعامل مع تأثيرات التكنولوجيا على الجيل الصاعد. وعلى الرغم من أن هذا القرار قد يواجه بعض التحديات في تطبيقه، إلا أن فوائده طويلة الأمد من حيث تحسين الصحة النفسية والأداء الأكاديمي للطلاب، تدعمه العديد من الدراسات العالمية.
ويبقى السؤال: هل ستكون البرازيل نموذجًا يحتذى به من قبل الدول الأخرى التي تبحث عن طرق لحماية الأجيال القادمة من تأثيرات التكنولوجيا السلبية؟