أخصائي: الاستعداد الصحي قبل السفر يقي من المخاطر
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
في الصيف تكثر رحلات السفر إلى الخارج، ويخطط البعض كيف يمكن أن يستعد للسفر من خلال تجهيز جواز سفره وحقيبته بكل ما تحتويه من ملابس وأغراض قد يحتاجها تناسب طقس الوجهة الذي يذهب إليها، لكن يجب عليه الحرص والاحتراز صحيا وأخذ بعض العقاقير، خاصة لأصحاب الأمراض المزمنة من مختلف الفئات العمرية، فأصحاب هذه الفئة يجب أن يحرصوا على أخذ كمية علاجاتهم وأدويتهم بشكل دقيق وتناسب المدة الزمنية التي يقضونها في الخارج، وذلك تفاديا لحدوث أية ظروف طارئة.
قال الدكتور طلال بن محمد العبري، اختصاصي أمراض باطنية: يحتاج السفر مع أدوية إلى تنظيم مسبق من قبل المسافر، ويفضّل أن يبقى الدواء في علبته الأصلية لتفادي أي خطأ في النوع والجرعة عند تناوله، ويجب مراعاة تغليف الأدوية السائلة في أكياس يمكن إغلاقها ومراعاة حجم السائل المسموح بحمله داخل الطائرة، كما يمكن استخدام علب بلاستيكية منظمة للأدوية لكي يضع فيها المسافر عددا بسيطا من أدويته مع كتابة اسم الدواء ووقت الجرعة في العلبة، موضحا أن بعض الأدوية تحتاج إلى التبريد ويمكن حملها في البرادات المحمولة المتوفرة.
وأوضح العبري أن التقييم الطبي قبل السفر الجوي يعد من الأمور التي ينصح بها المسافر بشكل عام بالقيام بها ولو لمرة واحدة للتأكد من عدم وجود أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، أما في حالات المرضى فالأمر مختلف، إذ إنه يحتاج إلى تقييم طبي لمن يعانون من أمراض مزمنة كضعف عضلة القلب والشرايين، الصرع، والجلطات الدماغية وحالات السرطان، وحالات الحساسية المفرطة والإسهال المزمن، أو إذا كان المريض قد قام بأي عملية جراحية قبل سفره، وينصح أن يقوم المسافر بأخذ الإذن الطبي من طبيبه قبل السفر، بالإضافة إلى ذلك يلزم السفر لبعض الدول أن يقوم المسافر بأخذ تطعيمات للوقاية من الأمراض التي يمكن أن تنتقل بالبعوض والحشرات وغيرها من النواقل مثل الملاريا والحمى الصفراء والالتهاب الكبدي والتهاب السحايا، مشيرا إلى أن وجود المسافر في بيئة مختلفة عن بيئته الأصلية يمكن أن يجعله عرضة لمحسسات وملوثات تسبب مشاكل في الجهاز التنفسي والرئتين، ويُنصح المسافرون الذين يعانون من الربو، وحساسية الصدر المزمن وتليف الرئة بارتداء الكمامات في الأجواء الملوثة، وتفادي أماكن الاكتظاظ، مع تعقيم اليدين المستمر.
ولفت الدكتور طلال إلى ضرورة أن يحمل المسافر أجهزته العادية مثل أجهزة قياس الضغط وقياس السكّر وأجهزة البخار لمن يعاني من أمراض مزمنة تستدعي أن يتابع حالة صحته خلال السفر، وبشكل عام تسمح شركات الطيران بحمل بعض الأجهزة الطبية المساعدة للمسافر لكن يجب التنسيق المسبق معها لأخذ الإذن بحمل هذه الأجهزة مثل الكراسي المتحركة وأجهزة ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP)، أما الأجهزة التي يمكن أن تؤثر على أجهزة الاتصال والتوصيلات الكهربائية في الطائرة فعادة لا يتم السماح بالسفر بها.
ودعا العبري إلى ضرورة أن يحمل المسافر وصفة طبية مرخصة من جهة طبية تخوله السفر والمرور عبر المطارات بالأدوية التي يتناولها. وعند السفر يعد التخزين الأمثل لهذه الأدوية ضروريا خصوصا للسوائل لتفادي منع المرور بها، وهناك بعض الأدوية التي تحمل صفات مخدرة أو تحتاج تصريحا خاصا ليتم وصفها وتحتاج إلى تعامل خاص، وإن لم يكن هناك داع طبي قاهر فالأفضل الامتناع تماما عن السفر بمثل هذه الأدوية مثل الأدوية ذات الصفات الطبية المخدرة وأدوية الهلوسة.
واختتم الدكتور طلال حديثه قائلا: ينصح المسافر أن يأخذ أدويته اليومية في حال السفر إلى أي جهة يريد لتفادي انقطاع غير متوقع في الدواء، ولا ينصح بشراء أدوية من الدول التي يسافر لها إلا بوصفة طبية مرخصة من تلك الدولة، ويعد الاستخدام الخاطئ لكثير من الأدوية سببا يمكن أن يؤدي لمشاكل ومضاعفات صحية جسيمة للمسافر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
سوريا وإسرائيل بين المخاطر وفخاخ التطبيع
لم تقم أي دولة بتوقيع اتفاقية سلام مع دولة أو كيان آخر وهو يحتل أرضا لها، ناهيك عن أن تكون هذه الدولة أو الكيان متاخما لحدودها، لأن الاتفاق معناه ببساطة تسامحا مع جريمة المحتل وتشجيعا له على المضي قدما في احتلال مزيد من أراضي هذه الدولة. هذه المعادلة التي لا يريد أن يفهمها كثيرون وهم يلوكون بالألسنة احتمالية توقيع اتفاقية سلام بين سوريا في عهدها الجديد وإسرائيل.
إن الدول التي وقعت اتفاقات سلام أو تطبيع مع إسرائيل لا تحتل إسرائيل أرضِا لها بشكل مباشر، بدءا من مصر مرورا بالأردن وصولا لدول عربية أخرى، الأمر الذي يعني أنه نظريا على إسرائيل أن تعيد كافة أراضي الجولان السوري المحتل للسيادة السورية في مقابل السلام، وهذا أمر شبه مستحيل في الوضع الإقليمي الحالي.
تعرف تل أبيب أنها لا تستطيع فرض تطبيع على دمشق في الوقت الراهن، لهذا فهي تعتمد الاستفزازات العسكرية بين الفينة والأخرى والتدخل السافر في الشأن الداخلي السوري، خاصة على الحدود وفيما يخص العرقيات والأديان والمذاهب المختلفة، لتخفض سقف أي مطالب سورية
تعرف تل أبيب أنها لا تستطيع فرض تطبيع على دمشق في الوقت الراهن، لهذا فهي تعتمد الاستفزازات العسكرية بين الفينة والأخرى والتدخل السافر في الشأن الداخلي السوري، خاصة على الحدود وفيما يخص العرقيات والأديان والمذاهب المختلفة، لتخفض سقف أي مطالب سورية مقابل اتفاقيات تطبيعية في المستقبل بين سوريا وإسرائيل. فإسرائيل لا تقبل أن يكون على حدودها نظام مستقر غير خاضع بشكل كامل للإرادة الإسرائيلية بشكل علني أو سري، ناهيك عن أن يكون نظاما وليد ثورة شعبية وله صبغة إسلامية.
من وجهة نظر دمشق، فإن النظام الوليد يقع بين مطرقة الضغوط الدولية وسندان المبادئ والأخلاقيات المتعلقة بالتعامل مع إسرائيل، كعدو يحتل أراضي سورية ناهيك عن جرائمه في فلسطين، وخاصة أن النظام السوري البائد كان يرفع شعار مناصرة فلسطين حتى سقوطه. فليس منطقيا ولا مقبول شعبيا أن يأتي نظام بثورة شعبية في بلد مثل سوريا ليمد لتل أبيب أيادي السلام خاصة في هذا التوقيت. وفي الوقت ذاته فإن سوريا الجديدة في حاجة لكسب المجتمع الدولي كي تستعيد عافيتها، وهذا المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة محابِِ لإسرائيل.
ورغم هذا، فحسنا فعلت الحكومة السورية الجديدة بأن جددت مسألة اتفاقية فض الاشتباك القديمة الموقعة عام 1974 كإطار لعدم الصدام العسكري بين سوريا وإسرائيل، وحسنا فعلت أيضا أن جعلت المفاوضات بينها وبين إسرائيل غير مباشرة، فلا هي أنكرتها ولا هي هرولت إلى الجلوس مع شخصيات إسرائيلية في الغرف المغلقة طمعا في ذهبها وخوفا من سيفها كما فعل سياسيون عرب آخرون للأسف، وعلى رأسهم العسكريون في السودان، ستبقى سوريا في موقف قوة طالما أبقت التعامل مع الملف الإسرائيلي كملف أمني عسكري وليس كملف سياسي دبلوماسيفما جنوا من تلك اللقاءات سوى الفضيحة ودخل السودان بعدها في نفق مظلم ولم يربح شيئا من مثل هذه العلاقات.
هذا الموقف المتزن من سوريا قابلته إسرائيل بتصريحات غريبة عجيبة على لسان وزير خارجيتها جدعون ساعر، يعرب فيها عن رغبتها في تطبيع العلاقات مع دمشق، وداعيا في الوقت ذاته إلى إبرام اتفاق مشابه مع لبنان، وهي التصريحات التي تؤكد التحليل الذي ذهبنا إليه من أن تل أبيب تهدف من الاستفزازات في سوريا لدفع دمشق دفعا نحو تطبيع شبه مجاني منزوع الجولان.
ستبقى سوريا في موقف قوة طالما أبقت التعامل مع الملف الإسرائيلي كملف أمني عسكري وليس كملف سياسي دبلوماسي. وهذا يتطلب إبقاء خط المفاوضات غير المباشرة مفتوحا وفي الوقت نفسه الإصرار على دور للأمم المتحدة في المناطق المتاخمة للقوات الإسرائيلية، وعدم التفريط في أراضي الجولان تحت أية ذرائع ومغريات، فلا هي تقدر على غض الطرف عما يجري على حدودها الجنوبية ولا هي تقدر على خوض مواجهة مفتوحة مع إسرائيل.
x.com/HanyBeshr