اقتحم الذكاء الاصطناعي مختلف جوانب الحياة بما في ذلك مجال البحث العلمي، وفرض نفسه بقوة حيث تعد تقنيات الذكاء الاصطناعي أداة قوية  في البحث العلمي، حيث توفر إمكانيات واسعة لتعزيز القدرات البشرية وتسريع وتحسين عمليات البحث والاكتشاف العلمي، وفي ذات الوقت حذر الأكاديميين من الاستخدام المفرط للذكاء الاصطناعي في البحث العلمي لما يحمله من سلبيات ومخاطر .

وفي هذا الإطار، نظم قسم الإعلام  برئاسة  الدكتور سحر فاروق، السيمنار الأول للدراسات العليا  تحت عنوان " استخدامات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي " فى مجمع الثقافة والفنون، وذلك برعاية د. السيد قنديل رئيس جامعة حلوان ، ود. مها حسنى عميد كلية الآداب جامعة حلوان ينظم قسم الاعلام.

وقالت د.سحر فاروق أن الذكاء الاصطناعي له إمكانات هائلة في تحسين وتسريع البحث العلمي، لكن يجب الحذر من الاعتماد المفرط عليه وإهمال الدور الأساسي للباحث البشري في عملية البحث والتحليل والتدقيق، مؤكدة على أهمية التوازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي وبين المواثيق الاخلاقية والأكاديمية ، حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي كعنصر مساعد للباحث الذي يجب أن يدقق ويوثق كل معلومة من مصدرها الأولي،  محذرة من الاعتماد المفرط على تطبيقات الذكاء الاصطناعي وإهمال الدور الأساسي للباحث البشري.

واستضاف السيمنار دكتور محمد عبد الظاهر الرئيس التنفيذي لمؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات العربية المتحدة ، وتناول أهمية استخدامات الذكاء الاصطناعي فى البحث العلمي ، وتحدث حول كيفية تطوير مهارات الباحثين فى اعداد البحوث العلمية وتحريرها ، كما عرض أمثلة عملية لبعض التطبيقات الهامة فى تعزيز إدارة البحث العلمي .

جانب من المادة العلمية التي تم عرضها في السينمار

وأوضح د.محمد عبد الظاهر ان تطبيقات الذكاء الاصطناعي تنمو بشكل مهول في السنوات الأخيرة ، لافتا انه في عام ٢٠٠٥ بلغ عدد استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي حوال ٥ الف فقط، في حين وصل العدد لبداية عام ٢٠٢٤ لأكثر من ٥٣٠ الف، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي يعتبر سر من الأسرار العسكرية للدول وخاصة الدول المتقدمة ، وأنه  يتم الإعلان عن  ٢٠ % فقط من هذه التطبيقات واتاحتها للمستخدمين

وأوضح  "عبد الظاهر" أن الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي يساعد الباحث في اختصار الوقت والجهد ، لافتا ان هناك تطبيقات وتقنيات تساعد في تحليل وفهم البيانات الضخمة ، واستهداف العينة المطلوبة للدراسة مما يساعد الباحث على إنجاز دراسته في وقت محدود

وأضاف عبد الظاهر بأن هناك العديد من التطبيقات التي تساعد رواد الاعمال في التخطيط لمشاريعهم في مختلف التخصصات ، والمساعدة في توقع النتائج والاتجاهات المستقبلية، وهو ما يساعد الباحثين في توجيه أبحاثهم وتخطيط مشاريعهم البحثية.

جانب من لقاء الباحثين المشاركين في السيمنار 

وفي الجلسة الثانية للسيمنار تم مناقشة  عدد من الأفكار والخطط البحثية فى مجال الذكاء الاصطناعي والتشريعات  من قبل الباحثين المشاركين من الجامعات المصرية، كما عقدت جلسة حوارية موسعة بين الباحثين والأكاديميين ومنظمي السيمنار حول ايجابيات وسلبيات استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات بشكل عام وفي مجال البحث العلمي بشكل خاص.

وتناول المشاركين سلبيات استخدام الذكاء الاصطناعي في انتاج المحتوي الإعلامي و الأكاديمي، وأوضح المشاركين أن الاعتماد المفرط على الأنظمة الآلية قد يؤدي إلى إهمال الجوانب الإبداعية والتحليلية البشرية، بالإضافة الى عدم موثوقية النتائج في بعض الحالات،  مؤكدين غلى ضرورة الرجوع الي المصدر الأولي والاساسي للمعلومة.

يعد الذكاء الاصطناعي حاليًا إحدى أهم الأولويات لجداول أعمال السياسات العامة لمعظم البلدان على المستويين الوطني والدولي. وتركز مبادرات حكومية وطنية عديدة على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية والنمو الاقتصادي.  

ولدى منظمة الأمم المتحدة كذلك مبادرات عديدة قائمة ذات صلة بالذكاء الاصطناعي تهدف إلى تحديد مبادئ وأولويات سياسات الذكاء الاصطناعي من أجل إسراع وتيرة التقدم نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.   

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي الذكاء الاصطناعي البحث العلمي الأكاديميين الإعلام مجمع الثقافة والفنون الاصطناعی فی البحث العلمی تطبیقات الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی عبد الظاهر

إقرأ أيضاً:

خدعة أبريل التي صدّقها الذكاء الاصطناعي

متابعة بتجــرد: اعتاد الصحفي بن بلاك نشر قصة كاذبة في الأول من أبريل/نيسان من كل عام على موقعه الإخباري المحلي “كومبران لايف” (Cwmbran Life)، ولكنه صُدم عندما اكتشف أن الذكاء الاصطناعي الخاص بغوغل يعتبر الأكاذيب التي كتبها حقيقة ويظهرها في مقدمة نتائج البحث، وفقا لتقرير نشره موقع “بي بي سي”.

وبحسب التقرير فإن بلاك البالغ من العمر 48 عاما بدأ بنشر قصصه الزائفة منذ عام 2018، وفي عام 2020 نشر قصة تزعم أن بلدة كومبران في ويلز سُجلت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية لامتلاكها أكبر عدد من الدوارات المرورية لكل كيلومتر مربع.

ورغم أنه عدل صياغة المقال في نفس اليوم ولكن عندما بحث عنه في الأول من أبريل/نيسان، صُدم وشعر بالقلق عندما رأى أن معلوماته الكاذبة تستخدمها أداة الذكاء الاصطناعي من غوغل وتقدمها للمستخدمين على أنها حقيقة.

يُذكر أن بلاك قرر كتابة قصص كاذبة في يوم 1 أبريل/نيسان من كل عام بهدف المرح والتسلية، وقال إن زوجته كانت تساعده في إيجاد الأفكار، وفي عام 2020 استلهم فكرة قصته من كون كومبران بلدة جديدة حيث يكون ربط المنازل بالدوارات من أسهل طرق البناء والتنظيم.

وقال بلاك: “اختلقت عددا من الدوارات لكل كيلومتر مربع، ثم أضفت اقتباسا مزيفا من أحد السكان وبعدها ضغطت على زر نشر، ولقد لاقت القصة استحسانا كبيرا وضحك الناس عليها”.

وبعد ظهر ذلك اليوم أوضح بلاك أن القصة كانت عبارة عن “كذبة نيسان” وليست خبرا حقيقيا، ولكن في اليوم التالي شعر بالانزعاج عندما اكتشف أن موقعا إخباريا وطنيا نشر قصته دون إذنه، ورغم محاولاته في إزالة القصة فإنها لا تزال منشورة على الإنترنت.

وقال بلاك: “لقد نسيت أمر هذه القصة التي مر عليها 5 سنوات، ولكن عندما كنت أبحث عن القصص السابقة في يوم كذبة نيسان من هذا العام، تفاجأت بأن أداة غوغل للذكاء الاصطناعي وموقعا إلكترونيا لتعلم القيادة يستخدمان قصتي المزيفة ويظهران أن كومبران لديها أكبر عدد للدوارات المرورية في العالم”.

وأضاف “إنه لمن المخيف حقا أن يقوم شخص ما في أسكتلندا بالبحث عن الطرق في ويلز باستخدام غوغل ويجد قصة غير حقيقية” (..) “إنها ليست قصة خطيرة ولكن الخطير حقا هو كيف يمكن للأخبار الكاذبة أن تنتشر بسهولة حتى لو كانت من مصدر إخباري موثوق، ورغم أنني غيرتها في نفس اليوم فإنها لا تزال تظهر على الإنترنت -فالإنترنت يفعل ما يحلو له- إنه أمر جنوني”.

ويرى بلاك أن الذكاء الاصطناعي أصبح يشكل تهديدا للناشرين المستقلين، حيث تستخدم العديد من الأدوات محتواهم الأصلي دون إذن وتعيد تقديمه بأشكال مختلفة ليستفيد منها المستخدمون، وهذا قد يؤثر سلبا على زيارات مواقعهم.

وأشار إلى أن المواقع الإخبارية الكبرى أبرمت صفقات وتعاونت مع شركات الذكاء الاصطناعي، وهو أمر غير متاح له كناشر مستقل.

ورغم أن بلاك لم ينشر قصة كاذبة هذا العام بسبب انشغاله، فإن هذه التجربة أثرت عليه وجعلته يقرر عدم نشر أي قصص كاذبة مرة أخرى.

2025-04-06Elie Abou Najemمقالات مشابهة إليسا تتصدّر بـ”أنا سكتين”.. ألبوم العام يكتسح المواقع

7 دقائق مضت

“نادينا”..إضاءات سعودية مركزة من قلب الملاعب على MBC1

30 دقيقة مضت

“آسر”.. باسل خياط في رحلة انتقام وتصفية حسابات مع أصدقاء الماضي

7 ساعات مضت











     Privacy Policy |Copyright 2013-2021 Bitajarod All Rights Reserved © | Developed & Managed by XeyoX Interactiveإلى الأعلى

مقالات مشابهة

  • التعاون المصري الفرنسي في البحث العلمي.. 25 عاما من الشراكة العلمية تتجدد بروح إيمحتب
  • توقيع مذكرة تفاهم بين أكاديمية البحث العلمي وبحوث علوم التراث الأوروبية
  • البحث العلمي تعلن عن منح الدكتوراه وما بعدها بكلية الاقتصاد جامعة كيب تاون
  • خدعة أبريل التي صدّقها الذكاء الاصطناعي
  • مطالبات بإصدار تشريعات تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم
  • 21 أبريل .. آخر موعد للحصول على منحة لحضور قمة البحث العلمي في فرنسا
  • موظفة بالشركة: توقفوا عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية
  • Copilot Search.. مايكروسوفت تنافس جوجل بإطلاق ميزة البحث بالذكاء الاصطناعي
  • مخاوف من تأثير الذكاء الاصطناعي على جودة الأبحاث وأخلاقيات النشر العلمي
  • مهن ستنجو من التحول إلى الذكاء الاصطناعي.. «بيل غيتس» يكشفها