صدر للشاعر والنحات ومترجم لغة الإشارة السعودي ضعافي الكليبي كتابه "أرخبيل النايات"، عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر.

الكتاب يضم عددًا من النصوص التي تنتمي إلى فضاء قصيدة النثر، وفيها يولي الكاتب اهتمامًا كبيرًا بالمرأة، أمّا كانت أم حبيبة، إلى جانب المشاعر الإنسانية التي تلازم الإنسان طوال حياته.

أرخبيل النايات الذي يهديه الكليبي إلى أمه ويضم تسعة وثلاثين نصًّا يبدأ معظم عناوينها بكلمة ناي، نقرأ فيه:
تأخذني إليك أصابعي
رئتي نبيذ القرية
فمنذ رأيتك قلت لها وهو كذلك
يعيش في رئتي ثلاثة أرباع سيدات القرية
وفي رأسي
لم تُغلق سكة الحديد حتى الآن
للصيانة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: لغة الإشارة

إقرأ أيضاً:

الحلقة الاولى .. من كتاب (شياطين الحلف المقدس) ..لمؤلفه حسين الذكر ..

(1) اكذوبة البحر ..

عند اول خيط للغروب .. قبل ان تغط آخر صفرة شمسية نائمة حد الغطس في قاع البحر ، كانوا يتجمعون عند الساحل يطالعون الآفاق مصداقا لحكاية قديمة غرزت في بواطن اللاشعور .. فمنذ النشوء حتى ما هم فيه يصطرعون ( ان نوراً خفيف الظل يظهر بعد المغيب بدقائق كل الف عام يحمل معان ورسالة لها خاصية الالتقاط والاحساس لا ينالها الا ذو لب حفيظ ، سينال ما يرجوه ان تمكن رؤيته ) ، وبما ان الحكاية لم تنته عند سواحل البحار وقمم الجبال او اودية الصحراء .. غير ذاك من بقاع مأهولة في مشارق الأرض ومغاربها ممن وصلت اليهم الحكاية بصورة او باخرى ، فان الكتب والروايات والاحاديث والسير قد اطنبت حد الابتذال عن تلك الاكذوبة او الفكرة او الإيحاء والعصف الذهني المضطرب … وان كان تحت عنوان طوباوي ..
خرجت الناس كعادتها تستنطق افق البحر ، كل ترك خلفه يومياته وهمومه ومشاكله وأهله وذويه … ما ملك وما أمل ان يستحوذ .. فشرار النار الخامدة في نفوس البشر يمكن لها ان تصحو على اثر أي جدحة ما ولو بمحض مصادفة او عبر استخدام خاطيء للقوة .. كل منهم تائه مستغرق بالبحث مستسلم لنشوة الحكاية يرجو ظفرا او مخرجا مقبولا يكون له املاً للنجاة من خرم ابرة بعيدة تكاد لا ترى بالعين المجردة وفقا لمنطق النهايات المعهودة لكل الاقاويل ما اوحي منها او سطر على ورق سابق .. فجميع من جلدوا سيقوا سلفا باعاصير بعيدة موغلة العصور لم تعد يسمع عنها شيء .. او نصوص ما زالت تشم حكاياتها من افواه مجنونة او واعية .. كل يتلقاها بطريقة تتناسب مع عواهنه او خلفياته .
ظلوا يضربون الاخماس بالاسداس التي طال عمرها حتى بعد الالفية الثالثة … وربما العاشرة .. لعل فيها ما يمكن من خلال سحره شفاء امراضهم المستعصية ..
وقفوا طوابير غير منتظمة ، صفوف متداخلة ساد فيها منطق القوة الإنسانية المعهودة مذ الخليقة حتى القيامة ، فمن استقوى كان له موطيء قدم مريحاً في طلته على الشواطيء بمقاعد تعد أولى او له الأولوية وفقا للعادة المالوفة في التعاطي مع معنوياته او ماديته .. ليس هناك ما يفصل حتى وان كانت نوايا الالسن صادقة ، لكنها تبقى حبيسة ذات منغلقة عصية الفهم دون الاخرين ، كل له ما له دون انتظار أوامر او توجيه من الاخر .
ثمة معلومة رسخت حد الغرز بالعرف الإنساني ان المقدمة بوابة للاحتلال او هي نبوءة لطلائع الخير الذي يبتغيه ، مما يجعل حظوظه اوفر واولى بتحالفاته المتوقعة مع اول خيط لذلك الضوء المنتظر ، فيما ضعفاء الناس يتدافعون حد التزاحم بل ركوب بعضهم بعض وكانهم ركام متراكم متدكدك تحت اقدام الاولين والاخرين … من اجل حظوة الظفر بفسحة نظر ، يمكن لهم فيها استلهام او ترجمة ما يمكن ان يظهر في ذلك الأفق البعيد الغائر حد النسيان وراء جبل او موج او بحر او نجم معتم …. او ديناصور ثلجي عملاق فاق في متاريسه قوى الأرض كلها ..
في هذا الغروب ومع شطب يوم من جدولة عمر الانسان المفطوم على وصال امل وربما اكذوبة … اهتزت الملايين جذلة طربة لها حينما نعق احدهم قائلا : ان جذوة تحليق قد تبادرت طلائعها خافتة وان كانت بعيدة جدا جدا … بأعماق عصي ان تدركه مدارك بصرية تقليدية .. لكن بصيص ضوئها جعل لها إمكانية بلوغ اثر يمكن ان تكون خبرا او مقدما لطلائع جيش عرمرم يحمل في زنابيله خيرا غير معهود ..
عند ذاك هاجت الناس وتصاعدت الأصوات وتدافعت حد الموت بل ان بعضهم ابتلعه موج البحر الغاضب على امية وبلاهة من يتفرجون عليه ويحطون بقربه منذ الاف السنين .. لم يستوعبوا الدرس ، بعد ان بلغ السيل الزبى حد التدافع غير المعقول . تلاطم موج الناس على اثر كلمة .. ربما لم تكن مقصودة او بنوايا غير حسنة وربما حرفت حروفها لتعطي مدلولاً اخر ..
فيما تتنطاح الرؤوس وتتدارس العقول ، ظهرت اجنحة طائرة تشق عباب البحر وتضيء بخفت على مدارج الأفق البعيد . لكنهم لم يستوعبوها ، فانهم هنا يترقبون املا اعجازياً سماوياً غير ذلك الطائر المصنوع ..
كلما اقتربت منهم خابت ظنونهم لدرجة نسوا معها اصل الحكاية الموغلة بالكذب ، حتى فقأ احدهم عين صاحبه ببصقة استهزاء مما كان يفعل من حركات عدها مخجلة ..
حلقت الطائرة فوق جموعهم كانها تطلب تفريقهم بل تامرهم بذلك .. بعد ان اتضح انها مجرد طائرة من بقعة أخرى ستحط بالمطار المجاور على رصيف البحر ..
ما ان علموا حد اليقين ان يوماً آخر من العمر قد ولى وضاع وتاه في بحر الاساطير … حتى بكى بعضهم ولطم اخر وتفرق اخرون .. كانهم عبابيد تناسوا همومهم فور التحليق دون اكتراث لاصل الحكاية التي نسوها عند اول امتار ليست بعيدة عن رصيف البحر ..

حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • القدس للدراسات: تداعيات يشهدها 2025 لـ زلزال 7 أكتوبر على إسرائيل
  • "علمني كثيرا ولكني نسيت".. كتاب جديد لمحمد جاد هزاع
  • الحلقة الاولى .. من كتاب (شياطين الحلف المقدس) ..لمؤلفه حسين الذكر ..
  • فتح باب التقديم للدراسات العليا والبحوث البيئية بجامعة سوهاج
  • سمير التقي: أمريكا مليئة بالمسلحين وحادث "نيو أورليانز" لن يكون الأخير
  • سمير التقي: أمريكا مليئة بالمسلحين وحادث نيو أورليانز قد لا يكون الأخير
  • لقاء موسع للقيادات الشبابية في محافظة أرخبيل سقطرى
  • الذكاء الاصطناعي والترجمة
  • الغارديان: كتاب كارتر عن فلسطين كان دقيقا رغم اتهامه بـمعاداة السامية
  • صدور "كتاب عمان البحري 2025"