ليبيا – أكد أمين عام اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية مصطفى الزايدي، على أن موقفه ليس ضد الانتخابات من حيث المبدأ، لكنه مقتنع بأن استعادة الدولة بعد الأزمات المدمرة مسألة معقدة وصعبة، تحتاج إلى جهود جماعية وبوسائل متعددة ليست الانتخابات الوسيلة الوحيدة لها.

الزايدي قال في مقال له تابعته صحيفة المرصد، إن الانتخابات في كل الأحوال هي أمر مستحدث، وليس ضاربًا في أعماق التاريخ، وهي وسيلة مناسبة لتطبيق فكرة التداول على السلطة سلميًّا في الدول المستقرة، رغم أن ذلك التداول في أحيان كثيرة لا يكون سلميًّا ويتحول إلى صراع دامٍ.

ورأى أن الانتخابات هي أحد الأساليب التي يحاول الغرب فرضها على الشعوب لاستدامة الأزمات وليس حلها، والحال بيِّن في الانتخابات التي جرت في ليبيا أو شبه الانتخابات في الصومال وكذلك انتخابات العراق.

وزعم أن الأزمة الليبية حتى وإن لم يكن هناك حاجة لمقارنتها بغيرها، هي أزمة يصعب الخروج منها بانتخابات، والنتيجة بعد 10 سنوات من آخر انتخابات واضحة، فالوضع أسوأ بكثير مما كان عليه قبل إجراء أول انتخابات في يوليو 2012 بحسب تعبيره.

ونوّه إلى أن الحرب تكون ضرورة إذا فشلت العمليات السياسية الأخرى في تجاوز الأزمة، لكن في تقديره لم يتم استنفاذ كل الوسائل بعد، فرغم فشل محاولات التوافق في الماضي بسبب العبث الأجنبي بها من الممكن خلق توافق وطني على بناء دولة مستقرة دون الحاجة إلى خوض الحرب، مؤكداً أنها في ذاتها معركة مهمة وصعبة تحتاج إلى جنود شرفاء وقادة مخلصين وهذا ما هو متوقع في النخب الوطنية على الساحة وما يتمناه الجميع من القوة المسلحة الموجودة على الأرض وفقًا لتعبيره.

 

وفيما يلي النص الكامل للمقال:

 

في استعادة الدولة !

رغم ما يروجه السطحيون، أنا لست ضد الانتخابات من حيث المبدأ، لكن في قناعتي أن استعادة الدولة بعد الأزمات المدمرة، مسألة معقدة وصعبة، تحتاج إلى جهود جماعية، وبوسائل متعددة، ليست الانتخابات الوسيلة الوحيدة لها.

علق أحدهم على هذا الرأي الذي أطرحه، باستهزاء، ففي مقال مطول بلغة إنشائية منمقة وبين جمل كثيرة من الغمز واللمز التي لست في وارد التعليق عليها، وصف قولي بأن الانتخابات ليست وسيلة وحيدة لتحقيق الاستقرار من العدم إبان الأزمات بأنه ترويج لحكم عسكري شمولي، ولست أدري كيف أقنع نفسه بذلك، لكنه لم يورد مثلًا واحدًا لأي دولة في التاريخ القريب ولا حتى البعيد نجحت في الخروج من أزماتها بإجراء انتخابات قادت مباشرة إلى الاستقرار ومهدت إلى حالة من الرقي والازدهار.

الانتخابات في كل الأحوال هي أمر مستحدث، وليس ضاربًا في أعماق التاريخ، لنبحث في أمثلة من الماضي البعيد، فهي وسيلة مناسبة لتطبيق فكرة التداول على السلطة سلميًّا في الدول المستقرة، رغم أن ذلك التداول في أحيان كثيرة لا يكون سلميًّا ويتحول إلى صراع دامٍ.

ولكي أكون حاسمًا ومقنعًا في تعليقي حاولت أن أراجع الدول التي حدثت بها أزمات مشابهة لما حدث في بلادنا من الصومال إلى أفغانستان إلى العراق إلى الدول الإفريقية إلى الدول اللاتينية إلى الدول الأوروبية الشرقية، فوجدت أن جميعها إما غارقة في مستنقع الفوضى أو تحولت إلى أنظمة دكتاتورية أو حلت وتجاوزت أزماتها بطرق أخرى اعتمدت على فرض الاستقرار بالتوافق أو بالقوة.

دول أوروبا الشرقية التي ضربها ربيع براغ المصمم غربيًّا، تحولت بشكل كامل إلى جزء من منظومة الناتو الحربية، وذلك ما كان هدفًا أساسيًّا لذلك الربيع الشرقي.

كما وجدت أن الانتخابات هي أحد الأساليب التي يحاول الغرب فرضها على الشعوب لاستدامة الأزمات وليس حلها، والحال بيِّن في الانتخابات التي جرت في ليبيا أو شبه الانتخابات في الصومال أو الانتخابات في أفغانستان قبل عشرين عامًا، قبل أن تنجح طالبان في طرد الأمريكان منها أو ذلك الذي كان في فيتنام الجنوبية قبل أن ينجح الفيتكونغ في تحريرها من القوات الأجنبية، وكذلك انتخابات العراق.

في أحيان أخرى تستخدم الانتخابات لخلق الأزمات كأحد أساليب عودة الاستعمار الجديد بطرق ناعمة، لربط الدول التي خرجت من نير الاستعمار القديم بالغرب المهيمن، وهذا ما جرى في إفريقيا وبلدان أمريكا اللاتينية أو بعض البلدان الآسيوية التي كانت مرتبطة بالاتحاد السوفيتي سابقًا.

سيقول صاحبنا وربما آخرون، هذه نظرية مؤامرة لا تستند إلى تحليل منطقي، وهذا قول صحيح لو استندنا في التحليل فقط إلى مفردات اللغة والمنطق ومن خلال المقالات، أما إذا ذهبنا إلى الواقع ودرسناه وحللناه فربما نجد شواهد أكثر، فالحرب الأهلية في إسبانيا في ثلاثينيات القرن الماضي أفرزت نظام فرانكو الفاشي الذي استمر لعدة عقود، ورغم قسوته وفظائعه فرض الاستقرار في شبه الجزيرة الإيبيرية ومكن بعد ذلك من إجراء انتخابات لا تزال هشة ولا يزال الصراع كامنًا فيها، فالكاثلان والباسكيين ما زالوا يشعرون بالظلم ويناضلون لتحرير أقاليمهم من سطوة الإسبان.

الدول المستقرة التي يقوم نظامها منذ مئات السنين على الانتخابات الاستقرار بها في الواقع ليس ناتجًا فقط عن الانتخابات، بل بسبب وجود مؤسسة حاكمة غير منظورة هي التي توجه الانتخابات وتحدد نتائجها وتفرضها، كما حدث في الانتخابات النمساوية في تسعينيات القرن الماضي، حيث فاز اليميني هايدر، فحوصرت النمسا وأجبرت على إعادة الانتخابات وإبعاد اليمين بالضغط وليس بإرادة الشعب، دليل آخر على هشاشة وضعف قدرة الانتخابات وحدها في فرض الاستقرار، عندما خسر ترامب انتخابات 2020 احتل أنصاره الكونجرس وعبثوا به وتهدد النظام في قمته، مما اضطر المؤسسة الحاكمة المخفية إلى إنزال الحرس الوطني وبعض من وحدات الجيش لإعادة الاستقرار وقمع الفوضى.

الأزمة الليبية حتى وإن لم نرَ حاجة لمقارنتها بغيرها، أزمة يصعب الخروج منها بانتخابات، ولقد أجرينا الانتخابات مرتين، والنتيجة بعد 10 سنوات من آخر انتخابات واضحة، فالوضع أسوأ بكثير مما كان عليه قبل إجراء أول انتخابات في يوليو 2012.

السؤال الذي يستند إليه المقال ويطرحه آخرون لا شك، إذًا ما المخرج ؟

هل الحرب والحكم العسكري بديل مناسب لفرض الاستقرار؟ الحقيقة أن الحرب تكون ضرورة إذا فشلت العمليات السياسية الأخرى في تجاوز الأزمة، لكن في تقديري لم نستنفد كل الوسائل بعد، فرغم فشل محاولات التوافق في الماضي بسبب العبث الأجنبي بها، قد نستطيع، إن حسمنا أمرنا وتوكلنا على الله وعلى أنفسنا، أن نخلق توافقًا وطنيًّا على بناء دولة مستقرة دون الحاجة إلى خوض الحرب، وبالتأكيد هذه في ذاتها معركة مهمة وصعبة تحتاج إلى جنود شرفاء وقادة مخلصين، وهذا ما نتوقعه في النخب الوطنية على الساحة، ونتمناه في القوة المسلحة الموجودة على الأرض، وما نتوقعه من الشعب الليبي الذي ملَّ الفوضى ويخشى استمرارها ويخاف عواقبها على ليبيا كدولة موحدة وعلى بقاء الشعب الليبي بكل قبائله مكونها الأساسي.

 

بقلم د. مصطفى الزايدي

 

 

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الانتخابات فی انتخابات فی تحتاج إلى

إقرأ أيضاً:

فتح باب الترشح 5 مايو المقبل.. انتخابات اتحاد الكرة على صفيح ساخن!

قبل نحو شهرين عن موعد انعقاد الجمعية العمومية للاتحاد العماني لكرة القدم لاختيار مجلس إدارة جديد للدورة الانتخابية 2024/ 2028 بدأت تظهر على السطح ملامح الانتخابات وبدأت في الخفاء والعلن اجتماعات مكثفة ومشاورات واتصالات بين المرشحين المحتملين للدخول في الانتخابات المقرر لها يوم 20 يونيو المقبل.

وشهد الأسبوع المنصرم اجتماعا مهما بمكتب أحد رؤساء الأندية حضرته مجموعة لا بأس بها من الرؤساء طالبين منه الترشح لرئاسة الاتحاد لكنه أكد عدم رغبته في الترشح وطرح اسم مرشح ناديه لهذه الانتخابات وهو من الشخصيات الرياضية المعروفة وله من الخبرة ما تشفع له أن يتولى رئاسة الاتحاد للدورة القادمة مطالبا من الأندية دعمه وتزكيته لرئاسة الاتحاد.

في المقابل هناك تحركات أخرى موازية بدعم ترشيح رئيس ناد سابق لرئاسة الاتحاد ويبدو أنه الأقرب لهذه المهمة إذا اكتملت الترتيبات والاتصالات التي يقوم بها حاليا وبشكل غير معلن وما زال يجري اتصالاته حتى اليوم من أجل اختيار نائب رئيس مجلس الإدارة وكذلك الأمين العام.

وتتواتر الأخبار عن رغبة بعض رؤساء الأندية والمهتمين بالشأن الكروي في الترشح لانتخابات مجلس الإدارة القادم والذي سيكون مختلفا عن المجلس الحالي حيث سيتم التنافس على منصب الرئيس ونائبه وسيكون هناك مقعد إلزامي للمرأة إذ تدور مشاورات مع إحدى الشخصيات النسائية المهمة لإقناعها بالترشح لهذا المنصب، كما أن مقعد الرياضيين يبدو محجوزا لأحد اللاعبين الدوليين السابقين علما بأن باب الانتساب لرابطة اللاعبين سوف يغلق يوم الأربعاء المقبل، وسيبقى التنافس بين ثلاثة مرشحين لعضوية مجلس الإدارة، ومن المقرر أن يتم فتح باب الترشح لخوض انتخابات مجلس الإدارة في الخامس من مايو المقبل.

شروط

يشترط في المترشح لعضوية مجلس الإدارة أن يكون عمانيا ومقيما في سلطنة عمان، وأن يكون عضوا عاملا لمدة سنة واحدة على الأقل في النادي العضو بالاتحاد المترشح منه، وأن تكون عضويته سارية عند تقديم طلب الترشح، ويشترط أن يكون المترشح لمنصب الرئيس حاصلا على مؤهل جامعي لا يقل عن البكالوريوس معترف به من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

بالنسبة للمترشحين للمناصب الأخرى في مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم، فقد تم تحديد عدة شروط وفقا للخبرات والمؤهلات؛ إذ يشترط في المترشح لأي من المقاعد الأخرى أن يكون حاصلا على مؤهل جامعي لا يقل عن البكالوريوس معترف به من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أو سبق له أن كان عضوا في مجلس إدارة الاتحاد أو أحد الأندية لدورة واحدة على الأقل، أو سبق له تمثيل المنتخب الوطني الأول في أي من المسابقات الدولية،

أو حكما دوليا سابقا أو مدربا حاصلا على شهادة تدريب محترف (برو)، وبالنسبة للمرأة المترشحة فيجب أن تكون عضوة في النادي المترشح منه أو مارست اللعبة كلاعبة أو حكمة أو مدربة، وعلى المترشح أن لا يكون عضوًا في اللجان المستقلة في الاتحاد أو مسؤولًا عن تدقيق الحسابات في الاتحاد أثناء تقديم ترشحه، كما يجب ألا تكون عليه عقوبة نافذة بالشطب أو الحرمان من ممارسة أي نشاط في كرة القدم، ولا يقبل ترشح من سبق له شغل أو يشغل حاليا أيا من مناصب مجلس الإدارة في أي اتحاد رياضي محلي آخر عدا الاتحاد العماني لكرة القدم لدورتين متتاليتين أو متفرقتين.

خروج

وسيخرج من المجلس الحالي كل من سالم بن سعيد الوهيبي رئيس مجلس إدارة الاتحاد ونائبه محسن المسروري وعضو مجلس الإدارة إبراهيم العلوي، بينما تبدو الفرصة مواتية من أجل ترشح بقية الأعضاء لدورة انتخابية قادمة ولكن حتى الآن لم تتضح الصورة بالشكل النهائي.

وكانت الجمعية العمومية للاتحاد العماني لكرة القدم قد اعتمدت في وقت سابق لائحة الانتخابات وأقرت الجمعية العمومية كذلك تشكيل اللجان الانتخابية حيث تشكلت لجنة الانتخابات من محمد بن سيف الراشدي رئيس لجنة الانضباط بالاتحاد رئيسا للجنة والدكتور داود بن سليمان المحرزي رئيس غرفة فض المنازعات نائبا للرئيس وعضوية كل من هيثم بن سعيد الناعبي رئيس اللجنة القانونية وماجد بن خلفان الصالحي رئيس لجنة الانضباط ويوسف بن عبدالله السعدي أمين سر نادي المصنعة ويوسف بن محمد الكمزاري نائب رئيس نادي خصب وجمال بن حبيب البلوشي عضو مجلس إدارة نادي أهلي سداب. وتشكلت لجنة الطعون من الدكتور حمد بن محمد الحضرمي رئيس لجنة الاستئناف رئيسا والدكتور يوسف بن محمد المسكري نائب رئيس لجنة الاستئناف نائبا للرئيس وعضوية محمد بن سلوم الشكيري رئيس نادي الاتفاق.

مقالات مشابهة

  • مبعوث ترامب للرهائن: يمكننا التواصل مع حماس مجددا.. والحرب ستقف بهذه الحالة
  • “الساعدي يبحث تحديات الأزمة مع خبير وطني”
  • الحكيم: تعديل قانون الانتخابات رغبة أحادية لا تحظى بتوافق وطني
  • فتح باب الترشح 5 مايو المقبل.. انتخابات اتحاد الكرة على صفيح ساخن!
  • كيف تخاض انتخابات المدن؟
  • مصر والكويت تؤكدان ضرورة تسوية الأزمة الليبية وإجراء الانتخابات
  • خاص| المصري الديمقراطي يشكل لجنة لإدارة انتخابات 2025
  • المصري الديمقراطي لـ صدى البلد: القائمة المطلقة قتلت المنافسة.. والنسبية تحقق العدالة
  • في انتخابات الصحفيين.. «المعارك المفتعلة» تُربك المشهد وتُهدد ثقة الجمعية العمومية
  • اللجنة المشرفة على انتخابات نقابة الصحفيين تُحدد مواعيد وإجراءات الانتخابات المقبلة