محللان: امتلاك الغرب السلاح النووي لا يعني تفوقه في الحروب التقليدية
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
نشرت مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، مقالا تقول فيه إن امتلاك ترسانة كبيرة من الأسلحة النووية ضروري وكاف لتجنب فرض حروب كبرى على الدولة، ولكنها ليست كافية للانتصار في الحروب التقليدية والصغيرة.
وأكد المحللين الأمريكيين في مقالهم بالمجلة أستاذ العلوم السياسية في جامعة بن ستيت برانديواين، ومؤلف العديد من الكتب والمقالات في مجالات الأمن الدولي وسياسات الدفاع، ستيفن سيمبالا.
أن ما نراه الآن هو تزايد رغبة الدول والتنظيمات المسلحة غير الرسمية في خوض حروب كبيرة تقليدية وغير تقليدية، حتى لو كانت تستهدف مصالح دول نووية. أظهر أن مصالحها وأمنها في غياب القدرة على الردع أو تحقيق النصر في الحروب التقليدية أو التصدي للهجمات غير التقليدية ضد المصالح الحيوية تصبح الترسانة النووية لأي دولة، من ناحية الفاعلية، مجرد قصة نجاح ناقصة، تغطي نقص القدرات العسكرية الحقيقية للدولة.
ولكن رأيا آخر يرى أنه رغم عدم كفاية الدول النووية على تحقيق الردع في الوقت الراهن، إلا أن الأسلحة النووية يمثل رادعا ضد أي هجوم نووي أو ضد مصالح الدول النووية الحيوية، كما يحميها من الابتزاز النووي من جانب دولة نووية سواء لها أو لحلفائها.
وبحسب الكاتبان فإن احتمال قيام دولة ما بشن هجوم نووي مفاجئ ضد دولة أخرى دون مقدمات، هو السيناريو الأقل احتمالا، في حين أن السيناريو الأقرب هو تحول حرب تقليدية إلى حرب نووية من خلال لجوء أحد طرفي هذه الحرب إلى البدء باستخدام السلاح النووي في أي مرحلة من مراحل هذه الحرب.
ويرى سيمبالا وكروب أن الحرب الروسية ضد أوكرانيا نموذج على فشل نظرية الردع التقليدية الحالية، حيث يتصاعد القتال من ناحية الخسائر الاقتصادية والبشرية ويفتح الباب أمام التحول إلى حرب نووية.
فقد أدى الدعم الكبير الذي يقدمه حلف شمال الأطلسي الناتو لأوكرانيا وصلابة مقاومتها إلى استمرارها في التصدي للغزو الروسي.
في الوقت نفسه، فإن براعة أجهزة مخابراتها وكفاءة قادتها في نشر القوات، حرم موسكو من الاقتراب من تحقيق النصر بقدراتها العسكرية التي تفوق أوكرانيا كثيرا من حيث العدد والعدة.
ودفع عجز روسيا عن تحقيق النصر بالوسائل التقليدية، مسؤوليها بمن فيهم الرئيس فلاديمير بوتين إلى التلويح باستخدام السلاح النووي.
وكما فشل الردع التقليدي لحلف الناتو في منع روسيا من غزو أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، فشلت روسيا في قهر المقاومة الأوكرانية التي تستطيع مهاجمة الأراضي الروسية بالطائرات المسيرة والصواريخ بعيدة المدى التي حصلت عليها من الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو.
والحقيقة أن هذا الجمود في الموقف العسكري سيفتح الباب إن عاجلا أو آجلا أمام الوصول إلى اتفاق سلام عبر المفاوضات مهما كان رفض المتشددين على الجانبين لمثل هذا السيناريو.
واستشهد الكاتبان بالاحتلال الإسرائيلي قائلا هناك نموذج آخر على عجز الترسانة النووية عن تحقيق الردع ما لم يكن إلى جانبها قدرات عسكرية تقليدية قادرة على الانتصار في الحرب، وهو نموذج حرب غزة.
فإسرائيل النووية لم تستطع ردع حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى عن مهاجمتها في يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بسبب فشل قدرات الردع التقليدية لدى الاحتلال بما في ذلك أجهزة مخابراتها الاستراتيجية.
كما أن إيران تطمح في الانضمام إلى نادي الدول النووية، في حين لا يبدو أن الولايات المتحدة وإسرائيل قادرتان على ردع إيران عن مواصلة برنامجها النووي باستعانتهما بتهديد تقليدي قوي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية السلاح النووي الإسرائيلي غزة حماس إسرائيل حماس غزة السلاح النووي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
بعد تعديل العقيدة النووية الروسية.. هل تتغير موازين الحرب بين موسكو والغرب؟
في خطوة جديدة تزيد من تصعيد التوترات العالمية، وبعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إجراء تعديل رسمي في العقيدة النووية الروسية، أثارت التساؤلات حول احتمالات استخدام الأسلحة النووية وتداعيات تصعيد التوترات بين روسيا والغرب.
ويأتي هذا التحديث بعد قرار الولايات المتحدة بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، ويعد هذا التطور جزءًا من الديناميكيات المتغيرة في الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
التحديث في العقيدة النووية الروسيةفي إطار العقيدة النووية المعدلة، سمحت روسيا برد نووي محتمل في حال تعرضها لهجوم تقليدي من قبل دولة تدعمها قوة نووية، ويعكس استعداد روسيا لاستخدام ترسانتها النووية كوسيلة للضغط على الدول الغربية لوقف دعمها لأوكرانيا.
تتضمن العقيدة المعدلة تحديدًا لمجموعة من الحالات التي قد تؤدي إلى استخدام الأسلحة النووية، ومنها الهجوم الجوي الذي يشمل صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، وأن أي هجوم على الأراضي الروسية من قبل قوة غير نووية تتعاون مع قوة نووية، مثل الدول الغربية التي تدعم أوكرانيا، يمكن أن ينظر إليها على أنها «عدوان مشترك» ضد روسيا.
الهجوم الأوكراني والصواريخ الأمريكيةوفي وقت الإعلان عن تحديث العقيدة النووية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية أطلقت 6 صواريخ من طراز أتاكمز الأمريكية على أهداف في منطقة بريانسك الروسية القريبة من كورسك علي الحدود الأوكرانية، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الدفاعات الجوية أسقطت 5 من هذه الصواريخ، ويعتقد الجيش الأوكراني أن الهجوم استهدف مستودعًا للذخيرة الروسية في المنطقة.
وفي هذا السياق، وصف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الهجوم بأنه «تصعيد» ودعا الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين إلى إعادة النظر في سياسة دعم أوكرانيا.
كما حذر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، من أن الهجوم على الأراضي الروسية قد يستدعي ردًا نوويًا، مشيرًا إلى أن روسيا قد ترد إذا تم تهديد السيادة الروسية أو حليفتها بيلاروسيا.
الردود الدولية على التصعيد الروسيعلى جانب آخر، واجهت العقيدة النووية المعدلة انتقادات حادة من الدول الغربية، حيث ندد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالتطور الأخير، ووصفه بأنه «مثال جديد على عدم المسؤولية» من قبل الحكومة الروسية، مضيفًا أن تصعيد روسيا مستمر باستخدام القوات الكورية الشمالية في العمليات القتالية ضد أوكرانيا دليلاً على ذلك.
أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، فقد أكدت أن السياسة الروسية الجديدة لن تخيف بلادها.