كتاب وباحثين عرب .. إسرائيل غير قادرة على تحمل تبعات الرد اليمني
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
مشيرين الى ان اليمنيين رفضوا الاغراءات الأمريكية السخية مقابل إيقاف عملياتهم المساندة للمجاهدين في قطاع غزة.
وقال الكاتب والباحث السوداني عبد الوهاب حكفوف في منشور له على منصة "اكس" إنه مهما تعنترت القوى، و مهما أغارت الطائرات، فلن تنجح في كسر اليمنيين، مؤكداً أن "اليمنيين" لا يقتحمون خنادق القتال، و بأيديهم أوراق المساومة.
وأضاف "يجب أن ندرك أن "اليمنيين" قوة حقيقية، و لهم أهداف و طموحات خارج النطاق المألوف لأهداف القوى التقليدية بالمنطقة، وأدواتهم التنافسية صعبة جداً، و القتال يمثل الجزء الأساسي من هذه الأدوات، فمهما هددتهم فلقد سبقوك بمسافة مريحة، لأنهم وطّنوا أنفسهم على الصعاب، و كانوا دائماً على أهبة الاستعداد قبل أن تُطلق التهديدات، لافتاً إلى أن القتال لا يخيفهم ، والقتال خاصيتهم التنافسية الأخطر!
من جانبها قالت الباحثة السورية والمتخصصة في العلاقات الدولية، الدكتورة حسناء نصر الحسين، إن أكبر درجات الفشل في استعادة قوة الردع لدى الكيان الصهيوني، تجلت في تورطه بالذهاب للعدوان على اليمن، بعد أن نجح في قطع الشريان الاقتصادي المائي كما نجح في الوصول إلى قلبه من خلال استهداف "تل أبيب" بطائرة مسيرة حلقت مسافة ٢٠٠٠كم، ووصلت لهدفها، وأصابته دون أن تتمكن أجهزة الاستطلاع الاسرائيلية كشفها، مما حول الكيان بكله إلى مناطق غير آمنة، ما دفعه لاتخاذ قرار بتحويل اليمن من جبهة مساندة لغزة إلى جبهة حرب رئيسية نتيجة حساباته الخاطئة.
وأوضحت الدكتورة الحسين، في مقال لها اليوم الاثنين، أن الكيان الصهيوني الباحث عن صورة ردع، أخطأ في تقييم الموقف اليمني من عدوانه على غزة، كما أخطأ في تقييم القوة اليمنية، مشيرة إلى أن هذا الاحتلال الذي اعتاد على العربدة في بلداننا العربية واخضاع معظم قادتها لإرادته، ظن أن اليمن سيركع بعد عدوانه على خزانات الوقود في ميناء الحديدة، متناسياً أن هذا الشعب له تاريخ طويل في مقارعة الاستعمار، ولطالما عرفته الأمم الأخرى بأنه مقبرة الغزاة.
وتساءلت الباحثة السورية: كيف ستكون إسرائيل قادرة على تحمل تبعات الرد اليمني على هذه الاعتداءات التي استهدفت ميناء الحديدة، أو العدوان الأمريكي البريطاني على ميناء رأس عيسى، مع اعلان السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، عن بدء المرحلة الخامسة من عملية الإسناد اليمنية للشعب الفلسطيني والتي كانت أولى عملياتها استهداف "تل أبيب" لتكون رسالتهم للمستوطنين اهربوا فليس هناك مكاناً آمناً لكم بعد اليوم.
من جهتها أكدت الكاتبة والصحفية التونسية، آسيا العتروس، أن صناع القرار في العالم يتجاهلون أن هناك بقية من الاحساس بالكرامة لدى الشعوب المستضعفة وأولها الشعوب العربية المقهورة التي تنظر إلى اليمنيين على أنهم أنصار القضية الفلسطينية في زمن الخذلان.
وأوضحت العتروس في مقال نشرته جريدة "رأي اليوم" الاثنين، أن عملية "يافا" اليمنية و"الهدهد" اللبنانية، يؤكدان جملة من الحقائق التي لا تقبل التجاهل بأنه لا شيء غير الردع يمكن أن يضغط على الكيان الصهيوني، ويدفعه الى إعادة حساباته وبأنه انتهى زمن كان التعويل فيه على مفاوضات واتفاقات وهمية عبدت الطريق للمزيد من الاستيطان والسطو على الأرض.
وأشارت إلى أن هناك ترحيب وتعاطف كبير عبر مختلف المواقع الاجتماعية بعد الاعلان عن نجاح اليمنيين في استهداف قلب "تل ابيب" عبر طائرة يمنية مسيرة تحمل اسم "يافا" والتي قطعت ألفي كيلومتر خلال تسع ساعات، وتمكنت من مراوغة أجهزة الدفاع الإسرائيلي، وأربكت سلطات الاحتلال أمام الرأي العام الإسرائيلي والدولي وفرضت حالة من الاستنفار داخل الكيان.
وأضافت الكاتبة التونسية أن هناك تعاطف عابر للحدود اعتبر معه اليمنيون أنصار القضية الفلسطينية، أنه انتقام لغزة، وأطفالها ونسائها وكل ما فيها، وهو تعاطف غير مفاجئ، وفي جزء منه يعكس مشاعر الاحباط بسبب تخاذل ولامبالاة العالم، وانحيازه الأرعن للاحتلال.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
اعتراف إسرائيلي بالفشل الإعلامي في التعامل مع تبعات حرب غزة
أكدت مراسلة إسرائيلية تعمل في صحف عالمية، أنه "في الوقت الذي تملأ فيه صور الأزمة الإنسانية في غزة عناوين الصحف العالمية، تجد تل أبيب نفسها ليس فقط تحت وطأة الانتقادات، بل أيضا معزولة".
وأوضحت المراسلة دانييلا غرينباوم في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية وترجمته "عربي21"، أن "الدعم الدولي تآكل منذ فترة طويلة، وأصبح خارج نطاق السيطرة، وهذه المرة، تفقد إسرائيل ثقة حلفائها الأقدم والأكثر موثوقية وهم يهود الشتات، وصناع القرار في الغرب، والصحفيين والمتحدثين الذين دافعوا عنها مرارا وتكرارا".
ولفت غرينباوم التي تعمل مع صحف نيويورك تايمز وواشنطن بوست وول ستريت جورنال، إلى أنّ "هذه الخسارة كلّفت الإسرائيليين أثمانا كبيرة، لأننا لسنا أمام مشكلة صورة، بل مشكلة استراتيجية، لأنني قلقة مما يحصل لإسرائيل على مستوى العالم، سواء على صعيد التعثّر في ساحة المعركة، أو في تراجع صورتها في أوساط الرأي العام العالمي، وقلوب من دعموها على مرّ السنين حول العالم".
وأشارت إلى أنني "كشخصية إعلامية، ومن هذا المنظور المهني، من الصعب وصف مدى عمق الإحباط، وحتى الغضب في بعض الأحيان، في مواجهة الإخفاقات المتكررة للدعاية الاسرائيلية، وهذه ليست مجرد أخطاء معزولة، بل مشاكل هيكلية تسبب أضرارا جسيمة وغير ضرورية لها، ومن المؤكد أن الحكومة تتحرك في المقام الأول وفقاً لمصالح الرأي العام الداخلي، لكن القرار بإهمال المجال الإعلامي الدولي بشكل شبه كامل، خاصة أثناء صراع عسكري يجري أمام الكاميرات، يشير إلى قِصَر نظر شديد".
وأوضحت أن "الاستجابة الغريزية المتمثلة في أن "العالم يكرهنا دائمًا" قد تكون مُرضِية عاطفياً، لكنها كارثية من الناحية التكتيكية، وعندما يبدأ الحلفاء المقربون بالابتعاد عن دولة إسرائيل، فإن العواقب ليست رمزية فحسب، بل تعني فقدان النفوذ السياسي، وتراجع الدعم العسكري، وإضعاف الهوية الثقافية، وتضرر المكانة الدولية، وكل ذلك يضرّ بشكل مباشر بالإسرائيليين الذين يفترض أن تحميهم حكومتهم، لأنها لا تخسر سرديتها الإعلامية في مواجهة معارضيها، بل تتخلى ببساطة عن هذه الساحة برمّتها".
وأكدت أن "هيكلية التعامل الاسرائيلية مع وسائل الإعلام في الحكومة عبارة عن فوضى عارمة، لا يوجد متحدث رسمي كبير وفصيح وجذاب يتحدث للجمهور العالمي، وبدلاً من ذلك، يتم تعيين ضباط في الجيش بشكل متكرر لإدارة الحملات الإعلامية، وكأن السيطرة على العمليات الحربية تتحول تلقائياً إلى قدرة معلوماتية، كما يتم استبعاد المتخصصين في مجال الاتصالات العاملين في مختلف الوزارات الحكومية، أو تحييدهم، أو ببساطة إبقاءهم في مناصب قصيرة للغاية بحيث لا يتمكنون من العمل بشكل فعال".
وأضافت أن "الإخفاق الاعلامي الاسرائيلي ليس مردّه مشكلة ميزانية، بل مشكلة أولويات، والحلول بسيطة ومتاحة ورخيصة تتمثل بتعيين متحدث رسمي واحد، محترف، لديه خبرة في وسائل الإعلام الدولية، ويملك سلطة حقيقية للتحدث نيابة عن الدولة في وسائل الإعلام العالمية، شخص فصيح، يعرف لغة ونبرة وسياقات الخطاب الدولي الثقافية، ليس جنرالا ولا سياسيا، بل متحدث رسمي لتوحيد نظام المعلومات".
وانتقدت ما يحصل من "إصدار كل جهة بيانات إعلامية منفصلة، سواء مكتب رئيس الوزراء، ووزارة الخارجية، والجيش، وأحيانا بيانات متناقضة، وخلال هذه الفترة، هناك حاجة لإقامة خط موحد ومنسق ومرن، وإنشاء فريق سريع واحترافي يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، قادر على الاستجابة في الوقت الفعلي، بدل انتشار المعلومات المضللة في غضون دقائق، فيما ترد الدولة، إن ردّت أصلا، بعد تأخير لعدة أيام".
وأكدت أن "الضرر حدث بالفعل، ولم تعد الدولة تتحدث باللغة التي يفهمها العالم، وفي الممارسة العملية، فإن معظم الجمهور لا يفهم ما تريده الدولة، مما يخلق الارتباك، والاغتراب، وأحيانا حتى العداء، وإن الصمت التام من جانب الحكومة تجاه محنة الأطفال والمدنيين في غزة مثير للصدمة، لأنه لا يتعلق فقط بمجرد خطأ أخلاقي، بل خطأ استراتيجي، لأن التعاطف مع المعاناة الإنسانية ليس ضعفًا، بل قيادة".
وأشارت أنه "لا أحد يدعي أن حملة إعلامية إسرائيلية ستوقف الحرب، لكن الفشل في تفسير وتوضيح وتأطير الواقع يسمح لمنتقدي إسرائيل بملء الفراغ، وهم يفعلون ذلك، وهذه ليست مجرد مشكلة علاقات عامة، بل مسألة مسؤولية، حيث استثمرت الحكومة كل جهودها في الساحة العملياتية، لكنها تخلت تماما عن الساحة الأيديولوجية، وهكذا تراكم الثمن، وبات مؤلماً، وحان الوقت لأن تتوقف الدولة عن التعامل مع الدعاية الإعلامية وكأنها مجرد مساحيق تجميل أو ترف، بل جبهة معركة، وفي الوقت الحالي، لا يوجد جنود عليها".