اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع موريشيوس.. حقبة جديدة من التنمية والتعاون
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
زيادة تجارة الدولة غير النفطية إلى 4 تريليونات درهمالاتفاقية ترفع صادرات الدولة إلى 800 مليار في 2031
دبي: «الخليج»
أكد مسؤولون حكوميون في دولة الإمارات أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تم توقيعها مع جمهورية موريشيوس تمثل بداية حقبة جديدة من التنمية والتعاون المشترك في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار.
وتهدف الاتفاقية إلى زيادة تدفق التجارة الحرة والاستثمارات بين البلدين، وتسهيل فرص الاستثمار في العديد من القطاعات الرئيسية.
ويأتي توقيع هذه الاتفاقية في إطار استراتيجية الإمارات لزيادة تجارتها غير النفطية إلى 4 تريليونات درهم وتعزيز صادراتها إلى 800 مليار درهم بحلول عام 2031.
خطوة مهمةوأكد محمد بن هادي الحسيني، وزير دولة للشؤون المالية: «تمثل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وموريشيوس خطوة مهمة ضمن الجهود الرامية إلى إقامة شراكات استراتيجية ترسّخ مكانتنا كمركز للتجارة والاستثمار، وتدفع عجلة الإنتاجية في قطاعات التصدير الرئيسية، وتزيد القدرة التنافسية العالمية لمنظومتنا التجارية. وبصفتها اقتصاداً سريع النمو ينعم بموقع استراتيجي بين قارّتي آسيا وإفريقيا، تمتلك موريشيوس قدرة التحول إلى شريك مهم لتلك الجهود، ونتطلع إلى تعميق تعاوننا في الأشهر والسنوات المقبلة لتحقيق مصالح الدولتين الصديقتين».
تطوّر مهموقال سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية: إن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وموريشيوس، تشكل تطوراً مهماً في جهود الارتقاء بعلاقات الشراكة بين الإمارات وإفريقيا، حيث ستساعد على بناء ممر تجاري واستثماري مهم بين الجانبين، وفتح آفاق الفرص في سوق ناشئة سريعة النمو أمام المجتمع الاستثماري في الإمارات، خصوصاً بالنسبة للمشاريع الرأسمالية الحيوية، مثل الموانئ، ومراكز النقل، والبنية التحتية السياحية.
وأضاف: «وستدعم الاتفاقية جهود البلدين في مجال الطاقة في ظل توجهاتهما المستقبلية، لا سيما موريشيوس التي تستهدف تنفيذ برنامج طموح للطاقة النظيفة يستهدف زيادة حصة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الكهرباء فيها إلى 60% بحلول عام 2030، مع التركيز على مصادر عدة للطاقة، منها الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وطاقة الكتلة الحيوية، والطاقة المائية، وتحويل النفايات إلى طاقة».
وتابع: «يمكن لدولة الإمارات، عبر تطورها التكنولوجي وخبرتها الواسعة في مجال الطاقة المتجددة، أن تصبح شريكاً مهماً لموريشيوس في هذا المجال، عبر دعم تحولها إلى اقتصاد مستدام ومنخفض الكربون. وقد تتحول إلى نموذج يحتذى للقارة الأفريقية بأكملها».
خطط الانفتاحوأكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة: «تمثل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وموريشيوس خطوة مهمة ضمن خطط الانفتاح على العالم، تجارياً واستثمارياً، عبر إبرام شراكات مع أسواق ذات أهمية استراتيجية، إقليمياً ودولياً، على خريطة الاقتصاد العالمي، وستتيح الاتفاقية فرصاً جديدة للقطاع الخاص في دولة الإمارات عبر مجالات عدة.
وتتميز موريشيوس باقتصاد واعد من الأكثر ازدهاراً في إفريقيا، إذ حققت نمواً بنسبة 8.5% في ناتجها المحلي الإجمالي عام 2022، ما يُعد أسرع نمو منذ 35 عاماً. كما تمتلك قطاعاً صناعياً حيوياً، حيث يؤدي قطاعا المنسوجات والهندسة الخفيفة دوراً أساسياً في استمرار نموها الاقتصادي، ما يعزز آفاق التعاون مع الشركات الصناعية والاستثمارية في الدولة، سواء من حيث تزويد اقتصاد موريشيوس بالمواد والموارد التي يحتاجها، أو المساعدة على تنمية قاعدته الصناعية لضمان ازدهار أقوى وأطول أمداً، وتُعد تلك الاتفاقية آلية مهمة لبناء ممر جديد للتعاون الصناعي والاستثماري والتجاري مع إفريقيا».
اقتصاد متنوعوقال عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد: «تمتلك موريشيوس اقتصاداً متنوعاً وسريع النمو يُمثل بوابة مهمة إلى إفريقيا. وتشير التوقعات إلى بلوغ النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي فيها نسبة 3.8%، و4.2%، خلال عامي 2024 و2025، على التوالي، ما يجعلها مركزاً مهماً للنمو العالمي في إفريقيا. وترتكز اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وموريشيوس على ما يقارب نصف قرن من العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، وتشكّل خطوة مهمة أخرى باتجاه توسيع نطاق شبكة الشركاء العالميين لدولة الإمارات، واستكمال خطط مضاعفة حجم الاقتصاد الوطني إلى 3 تريليونات درهم، بحلول العقد المقبل في ضوء مستهدفات رؤية «نحن الإمارات 2031. وسيثمر التكامل الاقتصادي بين الدولتين عن فوائد هائلة، إذ ستعزز الاتفاقية تدفق السلع والخدمات بين الدولة وقارة إفريقيا، وستتيح فرصاً جديدة في السوق للصادرات الإماراتية، وستزيد الاستثمارات في القطاعات ذات الأولوية مثل الاقتصاد الجديد، والخدمات اللوجستية، والتصنيع، والسياحة، والقطاع المالي، والخدمات المهنية، ودعم التواصل بين مجتمعَي الأعمال في الدولتين، ونتطلع إلى تحقيق الاستفادة الكاملة من هذه الاتفاقية خلال المرحلة المقبلة، بما يخدم نمو واستدامة اقتصاد البلدين الصديقين».
عبدالله بن طوق أسواق ذات أهميةوقال محمد حسن السويدي وزير الاستثمار: «تواصل دولة الإمارات توسيع شبكة شركائها الاستثماريين والتجاريين حول العالم، عبر إبرام الشراكات الاستراتيجية مع أسواق ذات أهمية نوعية وآفاق واعدة على خريطة الاقتصاد العالمي. وتعد موريشيوس من الاقتصادات الواعدة في قارة أفريقيا، إذ حقق اقتصادها نمواً في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8.5 % في عام 2022، وهو الأعلى منذ 35 عاماً».
محمد السويديوأضاف: «وتوفر اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وموريشيوس، وهي الأولى من نوعها مع دولة إفريقية، ممراً استثمارياً مهماً مع هذا الاقتصاد الواعد، خصوصاً في قطاع الخدمات الذي يمثل نحو 67 % من الناتج المحلي الإجمالي لموريشيوس، ما يعني العديد من الفرص الاستثمارية للشركات الإماراتية المتخصصة في خدمات الاتصالات، والحاسوب، والمعلومات، والسفرن والنقل، والخدمات المالية، والتي تتطلع إلى التوسع في إفريقيا».
وقال: «وتسهم الاتفاقية في تحفيز تدفقات الاستثمار في القطاعات ذات الأولوية، وستلعب بالتأكيد دوراً محورياً في تأسيس مشاريع مشتركة تدعم تحقيق المستهدفات الاستثمارية الاستراتيجية في البلدين، ونحن نتطلع إلى العمل مع شركائنا في موريشيوس لتطوير وتنفيذ الأهداف الطموحة لهذه الشراكة».
تحقيق الأمن الغذائيوقالت الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحّاك، وزيرة التغيّر المناخي والبيئة: «تمثل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وموريشيوس إضافة مهمة في جهود تحقيق الأمن الغذائي للدولة. وتُعد الأراضي الصالحة للزراعة أحد أهم الموارد الطبيعية في موريشيوس، حيث تمثل ما يقارب 40% من مساحتها الإجمالية، وتتيح الاتفاقية أمام الدولتين فرصة تطوير هذا القطاع الأساسي، وتوحيد الجهود لتخفيف حدة تأثير التغيّر المناخي الذي يهدد استمرارية القطاع على المدى البعيد. وتتخذ موريشيوس عدداً من الخطوات المهمة ضمن ذلك المجال، بما يشمل الحد من استخدام المبيدات الحشرية، وتعزيز الاكتفاء الذاتي عبر تشجيع المحاصيل المحلية، والتصنيع الزراعي والزراعة الذكية. ويمكن لمستثمرينا دعم تلك الجهود وتطوير سلاسل قيمة تقدم فوائد أكبر وأكثر ثباتاً للمنتجين، وتضمن وصول منتجاتهم إلى أسواق جديدة عبر أنحاء آسيا وأوروبا».
آمنة الضحاك موقع استراتيجيوأكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة: «تمثل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وجمهورية موريشيوس خطوة محورية في مسيرة علاقاتنا الثنائية. تتمتع موريشيوس، مثل دولة الإمارات، بموقع استراتيجي مهم بين قارّتي أفريقيا وآسيا، ما جعلها مركزاً تجارياً ولوجستياً حيوياً. وسترتقي الاتفاقية بالتدفقات التجارية إلى مستويات أعلى، وستعزز مكانة موريشيوس كبوابة عالمية إلى إفريقيا، كما ستدفع عجلة الاستثمار في أهم قطاعات اقتصاد موريشيوس، خصوصاً الطاقة والتعدين والزراعة والسياحة، وتساهم في ضمان بناء اقتصادها على أسس متينة ومستدامة».
شخبوط بن نهيانوأضاف: «تجسّد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع موريشيوس - وهي الأولى التي توقعها دولة الإمارات مع دولة في إفريقيا - التزامنا بتعميق علاقاتنا مع دول وشعوب القارة سريعة النمو، والتي ستصبح عنصراً رئيسياً ضمن أجندات الطاقة الخضراء والأمن الغذائي العالمية خلال العقود المقبلة».
وأكد الشيخ شخبوط بن نهيان، أنّ دولة الإمارات عملت خلال العقودِ الخمسة الماضية، على تعزيز الشراكات الدولية لتعزيز القدرة التنافسية لاقتصادها واستدامته، حيث تسير بخطى حثيثة إلى أن تصبح عاصمة عالمية للاستثمار والإبداع الاقتصادي من خلال توقيع اتفاقيات شراكة مع دول ذات اقتصادات نشطة، ما يمهّدُ الطريق لمزيد من فرص التنمية.
النمو المستداموأكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية: «تؤمن دولة الإمارات، انطلاقاً من الرؤية الاستشرافية لقيادتنا الرشيدة، بأهمية التجارة كعنصر أساسي للنمو المستدام على المدى البعيد، وللتنويع الاقتصادي المستمر، لذا نسعى إلى الارتقاء بقيمة تجارتنا الخارجية غير النفطية من السلع إلى 4 تريليونات درهم بحلول عام 2031. ويشكّل برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تنفذه الدولة مكوناً مهماً لتحقيق تلك المهمة، حيث يبني شبكة واسعة ومتنوعة من الشركاء التجاريين حول العالم، ما يتيح أسواقاً جديدة وواعدة أمام الصادرات الإماراتية، وزيادة تدفق البضائع إلى موانئنا ومناطقنا الصناعية، وفتح قنوات جديدة للاستثمار، والاستفادة من أحدث ابتكارات وأفكار الاقتصاد العالمي».
ثاني الزيوديوأضاف: «تشكل الشراكة مع موريشيوس، الدولة ذات الاقتصاد سريع النمو والتي تتمتع بموقع استراتيجي في المحيط الهندي، محطة مهمة جديدة في مسيرة تنويع شبكة الشركاء التجاريين والاستثماريين لدولة الإمارات. وعن طريق إلغاء أو خفض الرسوم الجمركية، وإزالة الحواجز أمام التجارة، وتحسين الوصول إلى الأسواق، ستحفز الاتفاقية التجارة الثنائية غير النفطية إلى ما يزيد على 500 مليون دولار خلال 5 سنوات، وستعزز نمو الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بنسبة 0.96 في المئة في الفترة نفسها».
إضافة مهمةوقال أحمد بن علي الصايغ وزير دولة: «تمثل الاتفاقية بين دولة الإمارات وموريشيوس إضافة مهمة لبرنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة الذي تعتمده الدولة كمكوّن رئيسي ضمن «مشاريع الخمسين» التي جرى إطلاقها في سبتمبر/ أيلول 2021 بهدف الارتقاء بمكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للتجارة، والأعمال، والاستثمار، وتعزيز دور الدولة كداعم للتعاون الدولي والاستقرار الإقليمي. وستوفر الاتفاقية مع موريشيوس فوائد اقتصادية واضحة للدولتين، وترسّخ جهود دولة الإمارات بدعم الدول الناشئة للاستفادة من مزايا نظام التجارة العالمي في سعيها لتحقيق التنمية المستدامة وبعيدة المدى. وستقدم الاتفاقية مجموعة من الفوائد الاقتصادية للدولتين، ونتطلع إلى زيادة التدفقات التجارية والمشاريع الاستثمارية التي ستنشئها».
أحمد الصايغ فرص استثماريةوقال خالد محمد بالعمى، محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي «تواصل دولة الإمارات عقد الشراكات الاقتصادية بهدف تحقيق النمو المستدام، وتعزيز الرخاء والاستقرار على المستويين، الإقليمي والعالمي. وتأتي اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وجمهورية موريشيوس، ضمن جهود دولة الإمارات لتوطيد علاقات التعاون الدولي، وزيادة النمو الاقتصادي، وتعزيز التبادل التجاري وتوفير المزيد من الفرص الاستثمارية، وتحفيز الصادرات الإماراتية وتنميتها من خلال إيجاد مصادر جديدة لخلق قيمة مضافة. وانطلاقاً من كون دولة الإمارات نموذجاً للاستقرار المالي والنقدي، ونظاماً مالياً عالمياً فعّالاً ومرناً، تتيح اتفاقية الشراكة الثنائية فرصاً واسعة للدولتين لتعزيز التعاون والعمل المشترك في قطاع الخدمات المالية، إضافة إلى المجالات التجارية والاستثمارية، بما يحقق المنفعة المتبادلة للبلدين الصديقين».
خالد بالعمى مركز تجاريوأكد أحمد عبدالله بن لاحج الفلاسي، مدير عام الجمارك في الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ: «أصبحت دولة الإمارات مركزاً تجارياً استراتيجياً متكاملاً، ووجهة مهمة ضمن سلاسل التوريد العالمية. يساعد ذلك على دفع عجلة نمو وتنويع الاقتصاد، ويضمن تأدية الدولة لدور ريادي في مجال التجارة العالمية، بدءاً من الابتكار، ووصولاً إلى الحوكمة. وعبر إزالة أو تخفيض الرسوم الجمركية ورفع الحواجز غير الضرورية أمام التجارة».
أحمد عبدالله بن لاحج الفلاسي دعم مسارات التنميةوقال عبدالله محمد البسطي، الأمين العام المجلس التنفيذي لإمارة دبي: «تعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وموريشيوس أحدث خطوة ضمن الجهود المستمرة لدولة الإمارات لعقد شراكات دولية تحفز نمو التجارة العالمية، وتدعم مسارات التنمية والتعاون الاقتصادي، وتوطّد مكانتها كمركز لوجستي عالمي. وترتكز الاتفاقية مع موريشيوس على تاريخ طويل من العلاقات التجارية والاستثمارات الاستراتيجية، بما في ذلك افتتاح مكتب تمثيلي في إمارة دبي لمجلس التنمية الاقتصادية في موريشيوس في مارس/ آذار 2022».
عبدالله محمد البسطيالمصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات أبوظبي فعاليات الإمارات موريشيوس شراكة اقتصادية المحلی الإجمالی تریلیونات درهم لدولة الإمارات غیر النفطیة مع موریشیوس فی إفریقیا وزیر دولة خطوة مهمة مهمة ضمن
إقرأ أيضاً:
المشاط: الشراكة الاستراتيجية مع المنتدي الاقتصادي العالمي تدفع آفاق الاستثمار وتعزز التنمية
عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، اجتماعًا مع بورجي بريندي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي WEF، وذلك في إطار زيارته الرسمية لمصر، لبحث مجالات التعاون المستقبلي بين مصر والمنتدى، والبناء على الشراكة الاستراتيجية مع المنتدى التي انطلقت منذ عام 2020 في العديد من المجالات التنموية والاقتصادية.
*الحوار الاستراتيجي لمصر 2021*
وفي مستهل اللقاء، رحبت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، مؤكدة تقدير مصر لعمق العلاقات المُشتركة مع المنتدى، باعتباره منصة عالمية تجمع بين مُمثلي الحكومات والقطاع الخاص ومختلف الأطراف ذات الصلة، من أجل تعزيز المناقشات حول مواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية، وتحفيز صُنْع السياسات الفعالة، سواء من خلال التجمع السنوي لقادة الاقتصاد في العالم بمنتدى "دافوس"، أو عبر المبادرات والأفكار المبتكرة التي يُطلقها المنتدى، مشيرة إلى التعاون الاستراتيجي مع المنتدى في مجالات مختلفة منها تمكين المرآة، والتحول الأخضر، ومستقبل النمو الاقتصادي وغيرها، واستغلال مختلف منصات المنتدى منذ عام 2020 للترويج للإصلاحات الاقتصادية وجهود التحول الأخضر في مصر.
وزيرا التخطيط والاستثمار يناقشان مع بعثة البنك الدولي جذب رؤوس الأموال الأجنبية وزيرة التخطيط تستقبل سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة بالقاهرة
*الإصلاحات الهيكلية*
وناقش الطرفان الرؤى المُشتركة في مجال الإصلاح الاقتصادي حيث تم التطرق إلى آخر التطورات الاقتصادية في مصر، ، فضلاً عن التركيز على الأهمية التي توليها الحكومة المصرية لإشراك القطاع الخاص في الاقتصاد المصري بشكل أوسع. وفي هذا الصدد، استعرضت الدكتورة رانيا المشاط، ما قامت به الحكومة المصرية لتنفيذ البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية والذي يتضمن سياسات وإجراءات تندرج تحت ثلاث محاور رئيسية وهي (1) استقرار الاقتصاد الكلي والقدرة على الصمود، (2) تعزيز التنافسية الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال و(3) دعم الانتقال الأخضر .
وأكد الجانبان على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين جمهورية مصر العربية والمنتدى الاقتصادي العالمي، والتي تجسدت في العديد من أوجه التعاون المُشترك على رأسها الحوار الاستراتيجي لمصر الذي انعقد في عام 2021 بمشاركة دولة رئيس مجلس الوزراء نيابةً عن السيد رئيس الجمهورية، وبمشاركة رفيعة المستوى من قادة الأعمال الدوليين المؤثرين بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية في القطاعات الواعدة انطلاقًا مما تمتلكه مصر من مقومات.
*شبكة تحفيز الاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة في الاقتصادات الناشئة*
وأوضحت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن التطور الذي تُحققه مصر على مستوى الرؤى والاستراتيجيات الوطنية، والإسهام في دفع الجهود العالمية على مستوى العمل المناخي، ينعكس على الشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي. فمن خلال الرئاسة المشتركة لشبكة تحفيز الاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة في الاقتصادات الناشئة والتي أطلقها المنتدى في الاجتماعات السنوية المنعقدة بدافوس في 2024، إلى جانب الرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل الأفريقية، تعمل وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي مع المنتدى على تعزيز التعاون بين دول الجنوب لمشاركة أفضل التجارب الناجحة في مجال حشد التمويل، وجذب الاستثمارات لمشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة، بالإضافة إلى التباحث حول أبرز التحديات التي تواجه الدول الناشئة في مجال الطاقة النظيفة.
*المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّي»*
وفي هذا الصدد، تم إطلاق "دليل الحلول" الخاص بالشبكة في شهر أكتوبر على هامش اجتماعات وزراء الطاقة لـ«مجموعة العشرين» بالبرازيل، والذي تضمن التجارب الناجحة في مجال تعزيز التحول الأخضر ومن ضمنها الإصلاحات والبرامج التي تم تنفيذها منذ عام 2014، لتهيئة بيئة جاذبة للاستثمارات في قطاع الطاقة النظيفة، فضلاً عن تجربة مصر في تطوير المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّي»، وذلك اتساقاً مع الأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للمنصات الوطنية، مشيرة إلى إصدار 12 بنكًا تنمويًا متعدد الأطراف، بيانًا مُشتركًا - في مؤتمر المناخ COP29 - أكدوا فيه أن المنصات القطرية ومن بينها برنامج «نُوَفِّي»، يُمكن أن تعمل كآلية قوية لدعم تطوير وتنفيذ استراتيجات الدول ومساهماتها المحددة وطنيًا، وخطط التكيف الوطنية وحشد التمويل للعمل المناخي، وذلك من خلال وجود عملية مُنسقة بقيادة الدولة وشراكة تجمع بين الأطراف ذات الصلة، من أجل بناء التفاهمات المشتركة.
*محفز سد الفجوة بين الجنسين*
كما أشارت إلى أهمية استمرار التعاون الفعال في مجال تمكين المرآة، والبناء على الشراكة مع المنتدى في إطلاق وتدشين محفز سد الفجوة بين الجنسين في عام 2021، حيث كانت مصر الدولة الأولى في أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي تنضم إلى الشبكة العالمية لمُحفز سد الفجوة بين الجنسين، والذي من ضمن أهدافه الرئيسية تحفيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص للتوسع في جهود تكافؤ الفرص .
*مبادرات دولية وإقليمية*
وفي ضوء عضوية الدكتورة رانيا المشاط، في عدد من المراكز والتحالفات المهمة بالمنتدى منها "مركز الاقتصاد الجديد والمجتمع" و"تحالف المرونة" و"مبادرة مستقبل النمو" وغيرها، تم التباحث حول آليات وسبل التعاون مع المنتدى في هذه المجالات لتعزيز المرونة البيئية والاقتصادية والاجتماعية في ظل الصدمات المتكررة، لضمان نمو شامل ومستدام، وذلك خلال الفترة القادمة وبدايةً من الاجتماعات السنوية للمنتدى المزمع انعقادها في يناير 2025.
*إطار الاستدامة والتمويل من أجل التنمية الاقتصادية*
من جانب آخر، عرضت «المشاط»، فلسفة دمج الوزارتين وإطار عمل وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الجديد؛ «إطار الاستدامة والتمويل من أجل التنمية الاقتصادية»، الذي يرتكز على ثلاثة محددات رئيسية هي صياغة سياسة التنمية الاقتصادية القائمة على البيانات والأدلة، لتوفير المعلومات التي تُعزز المناقشات حول الاحتياجات والفرص، وسد الفجوات في مجالات التنمية المختلفة، وبناء اقتصاد مرن وتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، من خلال تنفيذ الإصلاحات الهيكلية لزيادة القدرة التنافسية وتحسين بيئة الأعمال، وحشد التمويلات المحلية والخارجية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال إطار وطني مُتكامل للتمويل، يُعزز تخصيص الموارد للقطاعات ذات الأولوية، ويُحفز استثمارات القطاع الخاص، ويُسرّع وتيرة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكدة أن تلك الجهود تستهدف تحقيق نمو اقتصادي نوعي ومستدام وشامل. كما أكدت أن دمج وزارتي التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، يُتيح الفرصة لشراكات أكثر شمولًا مع المنتدى الاقتصادي العالمي.
من جانبه، أعرب رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، عن تقديره للعلاقة الوثيقة مع جمهورية مصر العربية، مشيدًا بما تقوم به الحكومة المصرية من جهود في مجال الإصلاح الاقتصادي، من أجل تعزيز استقرار الاقتصاد الكلي، ومواجهة التحديات التنموية الدولية والإقليمية، موضحًا أن مصر الدولة الوحيدة التي قامت بإصدار كتاب يوثق خطواتها الإصلاحية والتنموية عقب الحوار الاستراتجي لعام 2021 لعرض الفرص الاستثمارية، ويمكن البناء على ذلك من أجل الترويج لما تقوم به الحكومة في هذا التوقيت من خلال منصات المنتدى المختلفة.