من سيدفع ثمن الانهيار العالمي الأسوأ لتكنلوجيا المعلومات؟
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن حادثة انقطاع الشبكة العالمية الذي شهدته شركات مثل مايكروسوفت وكراود سترايك مما أثر بشكل كبير على صناعة تكنولوجيا المعلومات العالمية، وكشف عن هشاشة الأنظمة التقنية التي تعتمد عليها الشركات الكبرى.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الفشل العالمي لتكنولوجيا المعلومات يوم الجمعة قد يكون هو الأسوأ في التاريخ.
وذكرت الصحيفة أنه سواء كان الأمر يتعلق بحادثة "غير دقيقة" أو أي نوع آخر من الأخطاء، فإن فكرة أن خطأً روتينيًا في المكتب الخلفي من مبرمج شركة مجهول الهوية يمكن أن يؤدي إلى توقف العالم يكشف مدى هشاشة الأساس الذي بني عليه الاقتصاد الحديث.
كما أنه سيجلب تدقيقًا جديدًا للشركتين اللتين كانتا في قلب الفشل الذريع، وهما مايكروسوفت، الشركة الأكثر قيمة في العالم، وكراود سترايك، وهي شركة أميركية تبيع برامج الأمن السيبراني، والتي أدى تحديثها الخاطئ - المصمم للحفاظ على أمان نظام مايكروسوفت - إلى العكس تمامًا.
وقال إيلون موسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، الجمعة الماضية إنه "حذف كراود سترايك من جميع أنظمتنا".
ويعتبر هذا أمرا سيئا بشكل خاص لشركة مايكروسوفت. ففي نيسان/ إبريل الماضي، أصدر مجلس مراجعة السلامة السيبرانية، وهو أحد أقسام وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، تقريراً لاذعاً من 34 صفحة حول ثقافة السلامة "الفاشلة" في مايكروسوفت.
وتحت قيادة ساتيا ناديلا، حولت مايكروسوفت نفسها إلى واحدة من أكبر مقدمي خدمات الحوسبة السحابية في العالم. ويدير القسم أسطول عالمي من مراكز البيانات التي تتعامل مع التفاصيل الرقمية الجوهرية لملايين الشركات وتضم البيانات الأكثر أهمية لأكثر من مليار شخص - بدءًا من رسائل البريد الإلكتروني والمعلومات المالية وحتى مقاطع الفيديو والصور الشخصية.
وهي مهيمنة بشكل خاص بين الحكومات والشركات الكبيرة لأن مايكروسوفت قامت ببراعة بتجميع خدمة أزور، منصة الحوسبة السحابية الخاصة بها، مع برنامج ويندوز للأعمال الذي استخدمته لعقود من الزمن.
وقال مجلس مراجعة السلامة السيبرانية إن الحوسبة السحابية أصبحت "لا غنى عنها مثل الكهرباء". وتعتبر شركة أمازون لخدمات الإنترنت هي المزود المهيمن، حيث تمتلك حوالي ثلث السوق، في حين تأتي مايكروسوفت في المرتبة الثانية بحصة تبلغ 25 ٪. ومع ذلك، فإن هذا الوجود في كل مكان يخلق ضعفًا هائلاً، لأن الاختراق، أو في هذه الحالة، الخطأ، يمكن أن ينتشر على الفور عبر عالم أزور بأكمله.
وهذا ما حدث الأسبوع الماضي. فقد كانت شركة كراود سترايك، التي تأسست في سنة 2011 على يد جورج كورتز، المخضرم في مجال الأمن السيبراني في وادي السيليكون، قد حققت سلسلة انتصارات ملحمية. وفي السنة الماضية، على سبيل المثال، حققت مبيعات بقيمة 3 مليارات دولار، أي بزيادة قدرها 60 ضعفًا عن 52 مليون دولار التي حققتها قبل سبع سنوات. وعندما تم تسريب رسائل البريد الإلكتروني الداخلية من اللجنة الوطنية الديمقراطية في سنة 2016، استأجرت كراود سترايك للتحقيق في الاختراق.
وقال دان آيفز، المحلل في شركة "ويدبوش سيكيوريتيز"، إن كورتز كان "أحد أكثر الرؤساء التنفيذيين للتكنولوجيا احترامًا في العالم"، وقد تمت الإشادة به لقراره المبكر بالتركيز على الأمن في السحابة، معتقدًا أن المزيد والمزيد من الشركات ستدفع بكل سرور رسوم تشغيل أصولهم ومعاملاتهم الرقمية من مركز بيانات خارج الموقع يديره طرف ثالث، مثل مايكروسوفت.
وقد أدى صعود شركة كراود سترايك إلى جعل كورتز مليارديرًا، حتى بعد انخفاض سعر سهم شركة "سانيفيل" بولاية كاليفورنيا بنسبة 12 بالمائة يوم الجمعة.
ونشر كورتز تغريدة خاطب فيها العملاء الغاضبين قائلا "اليوم لم يكن حادثًا أمنيًا أو إلكترونيًا. يبقى عملاؤنا محميين بالكامل. نحن نتفهم خطورة الوضع ونأسف بشدة للإزعاج والتعطيل".
وأضاف أنه تم "معالجة" العطب بسرعة، مما يعني تعافي العديد من أجهزة ويندوز بسرعة. ومع ذلك، كان لا بد من إعادة ضبط العديد من البرامج الأخرى يدويًا.
وحسب الصحيفة، حاول المحتالون الاستفادة من العطب من خلال تقديم "تصحيحات" برامج مزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال خبراء الأمن السيبراني إنه لا ينبغي لأحد أن يدفع مقابل الإصلاح، ويجب أن يكون حذرًا من أسماء النطاقات المشبوهة.
مع عودة العالم إلى طبيعته واستعادة مستخدمي ويندوز الوصول ببطء إلى أجهزتهم، كانت التداعيات قد بدأت في الظهور.
والسؤال المطروح هو من سيدفع الثمن؟ إذا حكمنا من خلال أسعار الأسهم، فبالكاد تزحزحت أسهم مايكروسوفت، في حين انخفضت أسهم كراود سترايك. وقال آيفز: "إن الآثار القانونية والمالية المترتبة على ذلك لن تكون ضئيلة".
في الواقع، في صناعة الطيران وحدها، يمكن أن تصل الخسائر إلى المليارات - فقد تم إلغاء أكثر من 2500 رحلة جوية على مستوى العالم، في حين تأخر عدد لا يحصى من الرحلات الأخرى بشدة. ومن المؤكد أن شركات الطيران، وعدد لا يحصى من الشركات الأخرى التي توقفت عن العمل، سوف تسعى للحصول على التعويض.
ولكن إلى جانب الأضرار المالية، أوضح فشل كراود سترايك حقيقة غير مريحة، والتي تفيد بأنه يمكن لجزء واحد من التعليمات البرمجية أن يؤدي إلى توقف العالم عن العمل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية مايكروسوفت كراود سترايك الحوسبة السحابية التكنولوجيا مايكروسوفت الامن السيبراني كراود سترايك الحوسبة السحابية سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کراود سترایک
إقرأ أيضاً:
الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية
ثمة «ثورة» تجتاح العالم الآن بعد نشر أبحاث تقول بأن الأمراض التي ضربت البشرية خلال سبعة عقود كانت نتاج كذبة كبيرة سوّقت لها شركات الغذاء الكبرى والتي اعتمدت على الانتاج الصناعي ومنها «الزيوت المهدرجة والسكر الصناعي» واعتمدت على أبحاث طبية مزيفة للتخويف من الأغذية الطبيعية، والترويج لأخرى صناعية، والهدف اقتصادي؟
الأطباء الذين بدأوا يرفعون الصوت عالياً أن الدهون الطبيعية خطر على الحياة وأنها سبب رئيس للكوليسترول، كذبة كبيرة، فالدهون أساس طبيعي للبقاء في الحياة، وأن ما يمنعونك عنه يتوازع في كل جسمك بما فيه المخ، وأن ما قيل عن خطر الدهون المشبّعة كانت نتاج نقل عن بحث لبرفيسور أمريكي كتبه في نهاية الخمسينيات، حيث عملت الشركات الغذائية الكبرى على سدّ الحاجات البشرية من الغذاء بعد أنّ حصل نقص كبير في الثروة الحيوانية بعد الحرب العالمية الثانية، ولهذا تمّ تلفيق هذه الكذبة الكبيرة، وقد مُنع الصوت الآخر، بل وصل الأمر كما يقول الأطباء المخدوعون: إنهم كانوا يدرسون ذلك كحقيقة علمية، بل إنّهم لا يتوارون عن تحذير مرضاهم من الدهون الطبيعية، في حين أنّ الأمراض التي ضربت البشرية خلال العقود السابقة كانت نتيجة الزيوت المهدرجة، والسكر الصناعي، والوجبات السريعة..
والحل الطبيعي بإيقاف تلك الأطعمة الصناعية، ومنتجات تلك الشركات، والعودة للغذاء الطبيعي، وتناول الدهون الطبيعية بكل أنواعها والإقلال من الخبز والنشويات، ويضيف المختصون : أنّ جسد الإنسان مصمم لعلاج أي خلل يصيبه ذاتيًا، ولكنّ جشع الإنسان في البحث عن الأرباح الهائلة دفع البشرية إلى حافة الهاوية، فكانت متلازمة المال «الغذاء والدواء» والاحتكار لهما، وهكذا مضى العالم إلى أن القوى العظمى من تحوز على احتكار وتجارة ثلاثة أمور وجعل بقية العالم مستهلكاً أو نصف مستهلك أو سوقاً رخيصة للإنتاج، وهي الدواء والغذاء والسلاح، فضلاً عن مصادر الطاقة، ولعل ذلك بات ممثلاً بالشركات عابرة القومية بديلاً عن السيطرة المباشرة من الدول العظمى!
ثمة تخويف للعالم من الكوليسترول، وما يسببه من جلطات وسكر، تخويف ساهم الإعلام فيه، حيث استخدم الإعلام « السلاح الخفي للشركات العملاقة» لتكريس الكذبة بوصفها حقيقة، وهناك من استخدم الإعلام للترويج للزيوت المهدرجة والمشروبات الغازية، على أنّها فتح للبشرية، دون أن يعلم خطورتها، فقد ارتبط بقاء الإعلام بالدعاية للشركات الكبرى حتى يستطيع القائمون عليه تمويله، وبدل أن يقوم الإعلام بكشف تلك الكذبة باتت الشركات الكبرى تفرض عقوبات على كل من لا يغني على هواها بأن تحرم تلك الوسيلة وغيرها من مدخول الإعلان الهائل فيؤدي ذلك لإفلاسها وإغلاقها!
قبل سنوات، وفي مؤتمر عالمي للقلب في الإحساء في المملكة العربية السعودية، قال البرفيسور بول روش إن الكوليسترول أكبر خدعة في القرن العشرين، أو كما يقول د. خالد عبد الله النمر في مقال له بجريدة الرياض في 31 ديسمبر 2014 :
(في مؤتمر عالمي للقلب بالأحساء بالسعودية نظمه مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز لأمراض القلب فجّر الدكتور الأمريكي بول روش رئيس المعهد الأمريكي لأبحاث التوتر العصبي بواشنطن مفاجأة حيث أعلن أن الكولسترول أكبر خدعة في القرن الماضي والحقيقة: أن الطعام الدسم بشحوم الأغنام وتناول دهون الأبقار (سمن البقر) هو الذي يقوم بإخراج السموم من الجسم وإعطاء الليونة والمرونة للشرايين والجلد وتغذية الكبد والأمعاء وكافة الأجهزة بالجسم والدفع بالطاقة لأعلى مستوياتها وهو بريء من كولسترول الدم أو الإصابة بالنوبات القلبية والمتهم الحقيقي هو الزيوت المهدرجة دوار الشمس والذرة وغيرهم والسمن الصناعي من: المارجرين وغيره)
فهل نحن أمام خديعة كبرى قتلت ومازالت ملايين البشر؟ ولصالح من؟ وهل كانت قيادة الإنسان الغربي للبشرية قيادة صالحة وإنسانية أم إن ما قاله العلامة الهندي أبو الحسن الندوي قبل خمسة وسبعين عاماً مازال القاعدة وليس الاستثناء. يقول الندوي: «إنّ الغرب جحد جميع نواحي الحياة البشرية غير الناحية الاقتصادية، ولم يعر غيرها شيئاً من العناية، وجعل كل شيء يحارب من أجله اقتصادياً!» وقد شهد شاهد من أهله إذا يذكر إدوارد بيرنيس أخطر المتلاعبين بالعقل البشري في عام 1928 في كتابه الشهير «بروبوغندا» ما يؤكد ما ذهب إليه الندوي. وكان بيرنيس المستشار الإعلامي للعديد من الرؤساء والمسؤولين الأمريكيين، وهو من أحد أقرباء عالم النفس الشهير سيغموند فرويد. ويتباهى بيرنيس في مقدمة كتابه الشهير ويعترف فيه بأن الحكومات الخفية تتحكم بكل تصرفات البشر بطريقة ذكية للغاية دون أن يدري أحد أنه مجرد رقم في قطيع كبير من الناس يفعلون كل ما تريده منهم الحكومة الخفية بكامل إرادتهم. ويذكر بيرنيس كيف نجح مثلاً في دفع الأمريكيين ومن بعدهم الأوربيين إلى تناول لحم الخنزير قبل حوالي قرن من الزمان. وهنا يقول إن تجارة الخنازير في أمريكا كانت ضعيفة جداً، وكان مربو الخنازير يشكون من قلة بيع اللحوم، فعرض عليهم بيرنيس خطة جهنمية لترويج لحوم الخنازير. ويذكر الكاتب أنه اتصل بمئات الأطباء والباحثين وأقنعهم بأن يكتبوا بحوثاً تثبت أن الفطور التقليدي للأمريكيين وهو الحبوب والحليب ليس صحياً ولا مغذياً، وبالتالي لا بد من استبداله بفطور جديد يقوم على تناول لحوم الخنزير بأشكالها كافة. وفعلاً نشر بيرنيس كل البحوث التي طلبها من الأطباء والباحثين في معظم الصحف الأمريكية في ذلك الوقت، وبعد فترة بدأ الناس يتهافتون على شراء لحم الخنزير ليصبح فيما بعد المادة الرئيسية في فطور الأمريكيين ومن بعدهم الأوربيين بشكل عام. وقد ازدهرت تجارة الخنازير فيما بعد في الغرب لتصبح في المقدمة بعد أن اكتسحت لحوم الخنازير المحلات التجارية وموائد الغربيين.
هل كانت نصيحة بيرنيس للأمريكيين بتناول لحم الخنزير من أجل تحسين صحة البشر فعلاً أم من أجل تسمين جيوب التجار والمزارعين وقتها؟ وإذا كان الغرب الرأسمالي يتلاعب بعقول وصحة الغربيين أنفسهم، فما بالك ببقية البشرية؟