من يدفعُ ثمنَ التفريطِ في مياهِ النيلِ؟ السيسي أم الشعبُ!!
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
الآنَ رسميًا وقانونيًا خرج َنهرُ النيلِ تمامًا من يدِ مصرَ وأصبحْنا من الناحيةِ القانونيةِ مفعولًا بنا وذلك بعد أن صادقت جنوب السودان مؤخرًا على اتفاقيةِ عنتيبي ليكتملَ نصابُ دخولِها حيزَ التنفيذِ لتأسيسِ مفوضيةٍ لنهرِ النيلِ رغمَ أنفِ مصرَ.. ومع تصديقِ جمهوريةِ جنوبِ السودانِ اكتملَ النصابُ القانونيُّ للبدءِ بإجراءاتِ تأسيسِ مفوضيةِ نهرِ النيلِ بعدَ 60 يومًا من إيداعِ جمهوريةِ جنوبِ السودانِ وثائقَ التصديقِ لدى الاتحادِ الأفريقيِّ، إذْ يشترطُ ُالجزءُ الثالثُ من الاتفاقيةِ تصديق برلماناتِ 6 دولٍ على الأقلِ لتأسيسِ المفوضيةِ التي سيكونُ مقرُها الدائمُ في أوغندا وبناءً عليه سيكونُ التحكمُ في حصصِ مياهِ نهرِ النيلِ خارجًا عن سيطرةِ مصرَ تمامًا.
ولذلك وبتاريخ 21/7/2024 "الأحد" نظم المنتدى المصري (برلمانيون لأجلِ الحريةِ) الندوةَ التخصصيةَ الفنيةَ بعنوانِ: "من يدفعُ ثمنَ التفريطِ في مياهِ النيلِ.. السيسي أم الشعبُ!!". شاركنا الندوةَ الأستاذُ الدكتورُ محمدُ حافظ الخبيرُ المصري لهندسةِ السدودِ بجامعاتِ ماليزيا.
وقبلَ بداية الندوة حرص المنتدى على التذكير بعدةِ نقاطٍ أساسيةٍ:
النقطة الأولى ـ إن التفريطَ في مياهِ نهرِ النيلِ هو خيانةٌ عظمى لمصر وشعبِها لأنه يؤثرُ على شريانِ الحياةِ الذي عليه نشأتْ حضارةُ وادي النيل منذُ آلافِ السنينِ وهو ـ بمثابةِ ـ تعطيش وتجويع لشعبِ مصرَ، الأمرُ الذي سيؤدي إلى تقويضِ وتقزيمِ الدورِ المصري كقوةِ إقليميةٍ وسيقضي على دورِها المحوري في القارةِ الأفريقيةِ.
إن التفريطَ في مياهِ نهرِ النيلِ هو خيانةٌ عظمى لمصرَ وشعبِها لأنه يؤثرُ على شريانِ الحياةِ الذي عليه نشأتْ حضارةُ وادي النيلِ منذُ آلافِ السنينِ وهو ـ بمثابةِ ـ تعطيش وتجويع لشعبِ مصر، الأمرُ الذي سيؤدي إلى تقويضِ وتقزيمِ الدورِ المصري كقوةِ إقليميةٍ وسيقضي على دورِها المحوري في القارةِ الأفريقيةِ.النقطة الثانية ـ إن المتسببَ في هذه الكارثةِ هو نظامُ السيسيِّ الانقلابيِّ بتعاملِه المستهترِ مع هذا الملفِ وبضربِه بعرضِ الحائطِ بنصيحةِ الخبراء.. ولا ينسى الجميعُ المشهدَ الكوميديَّ للسيسيِّ وهو يجعلُ رئيسَ الوزراءِ الأثيوبيَّ يقسمُ على ألا يضرَ بمصالحِ مصرَ المائيةِ، الأمرُ الذي كانَ مثارَ سخريةِ العالمِ.
النقطة الثالثة ـ وهو تلاعب إثيوبيا بمصر في كلِّ مراحل بناءِ سدِ النهضةِ فهي تفعلُ ما تشاءُ وتسيرُ في خططِها لـ "إبادةِ" مصرَ وخنقِها دونَ أن تكترثَ، الأمرُ الذي يشيرُ إلى وجودِ قوى صهيونيةٍ ودوليةٍ تقفُ داعمةً للأثيوبيِّ من أجلِ إضعافِ مصرَ مما يمهدُ الطريقَ لإحكامِ قبضةِ إسرائيلَ على منطقتِنا العربيةِ. لقد شارك النظام الانقلابي مع القوى المعادية لمصر وباعَ مصير َمصر َالمائيِّ وشريانَ حياتِها بثمنٍ بخسٍ مقابلَ دعمِ القوى الدوليةِ له في اغتصابِه لكرسيِّ السلطةِ هذه هي الحقيقةُ العاريةُ.
ونوه المنتدى أن ضيفَنا الكريمَ الأستاذَ الدكتورَ محمد حافظ طالما حذرَ وقدمَ خططًا كاملةً للحكومةِ المصريةِ بضرورةِ الانتقالِ من الموقفِ الساذجِ إلى الموقفِ الجادِ الحازمِ وطالبَ بأن تدركَ مصرُ أنها تدافعُ عن حقوقٍ قانونيةٍ كفلَها القانونُ الدوليُّ، فالقضيةُ أن إثيوبيا ومن خلفَها ينتهكون القانونَ الدوليَّ لغرضٍ محددٍ وهو إضعافُ مصرَ للأبدَ وهذا ما أكدَته كلُّ التقاريرِ الفنيةِ.
وفي ختام هذه الندوة نخاطب جماهير شعبنا المصري العظيم أيا كانت انتماءاتهم السياسية والدينية، قائلين: إن الخطر الماثل أمامكم جاد وحقيقي وهو لا يمس أمن مصر القومي فحسب بل يمس وجود مصر ذاتها، ومستقبل بقائنا كشعب فماذا أنتم فاعلون؟؟؟.
إنها ليست قضية دكتاتور عسكري مستبد مستهتر يضر بمستقبل بلادنا مقابل بقائه في السلطة فحسب بل هي قضية وجود هذا البلد ومستقبل بات يلوح مظلما حين يتسول شعب مصر قطرة المياه من يد أعدائه.. ولذا فإننا ندعو إلى إنشاءِ لجنةِ وطنيةٍ تضم كافة القوى الوطنية والشخصيات المصرية الفاعلة دوليا تدعو إلى حراكٍ شعبيٍّ عاجلٍ ومؤثرٍ يعالجُ ملفَ مياهِ النيلِ الذي هو شريانُ حياةِ هذا الوطنِ وسرُ وجودِه.
*رئيس منتدى البرلمانيين المصريين بالخارج.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري مصر اتفاقيات رأي نهر النيل مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی میاه
إقرأ أيضاً:
عقود من الدعم المصري المتواصل للقضية الفلسطينية.. روابط تاريخية وجغرافية
على مدار تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كانت مصر وستظل الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية وتطلعات أبناء الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد تقرير تليفزيوني عرضه برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن مصر تواصل جهودها، امتدادًا لدورها التاريخي تجاه قضية العرب المركزية الأولى، والذي لم يتأثر بأي تغير سياسي داخل الدولة المصرية، لكون قضية فلسطين من ثوابت السياسة الخارجية المصرية، وهو ارتباط دائم تمليه اعتبارات الأمن القومي المصري وروابط التاريخ والجغرافيا والدم، فضلًا عن إيمان وقناعة القاهرة بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته واستعادة حقوقه المشروعة.
ويشهد التاريخ، بأن مصر دائمًا وأبدًا وقفت حائط صد أمام حلم الكيان الإسرائيلي، الذي لا ينام منذ تأسيسه بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، حيث تزخر العقود الماضية بمحطات بارزة للدور المصري على كافة الأصعدة تجاه دعم القضية الفلسطينية، تجلت حتى قبل سنوات من تأسيس إسرائيل، فقد شاركت مصر وطرحت مبادرات ومؤتمرات لمناصرة القضية الفلسطينية.