انطلاقًا من تنامي الدور المصري في سوق الطاقة العالمية في ضوء بعض المستجدات الإقليمية والدولية؛ جاءت الندوة التثقيفية اليوم، والتي عقدتها رئاسة مجلس الوزراء بدايةً من أمس الأحد لتثقيف الموظفين، بعنوان "التنافس في سوق الطاقة العالمية.. وتأثيره على الأمن القومي المصري".

وبحضور أسامة سعد، أمين عام مجلس الوزراء؛ لمتابعة تفاعُل الموظفين ومدى إدراكهم للتفاعلات العالمية ومآلاتها على الأمن القومي والشأن الداخلي المصري، استضاف اليوم الثاني من الندوة أيضًا الأستاذة الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية، بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة القاهرة.

و استعرضت الدكتورة نورهان الشيخ خلال الندوة أبرز محددات سوق الطاقة العالمية والتغيُّرات التي طرأت عليها في ظل: الصراعات الدولية؛ مثل الصراع الروسي الغربي، و الظواهر الطبيعية؛ كالتغيُّرات المُناخية، فضلًا عن حقول النفط والغاز المُكتشَفة مؤخرًا بفضل تقدُّم تكنولوجيا الحفر والاستكشاف والإنتاج لدى بعض الدول.

وأكدت انطلاقًا من ذلك أن الأمن القومي لم يعُد بمفهومه العسكري التقليدي؛ فثمّة أبعاد أخرى للأمن حازت على الأولوية التي كان يحظى بها البُعد العسكري، وباتت الآن ذات تأثيرٍ عميق على الأمن القومي، ومن ذلك أمن الطاقة، والتطوُّر التكنولوجي، والأمن السيبراني.. إلخ.

وأوضحت أستاذ العلوم السياسية بدايةً بعض المفاهيم النظرية وتطبيقاتها العملية، مشيرة إلى أن لكل مجموعة من الدول مفهوما مختلفا لأمن الطاقة؛ فهناك أمن الطاقة لدول الاستيراد وأمن الطاقة لدول الإنتاج والتصدير، وكذا أمن الطاقة لدول الترانزيت، لافتةً إلى أمن الطاقة أضحى أهم محددات الصراع الدولي، ومثال على ذلك الصراع في بحر الصين الجنوبي.

واستعرضت الدكتورة نورهان الشيخ، خلال حديثها، نمط سوق النفط والغاز الحالي وأبرز المصدِّرين والمستوردين، بالإضافة إلى أهم المنظمات في هذا الصدد، لا سيما منظمة "أوبك بلس" التي تُسيطر على سوق الطاقة العالمية وتفسّر متغيُّراته، كما تُعد كيانًا مستقلًا عن الغرب بدرجة كبيرة، وتؤدي مصر دور مراقب في تلك المنظمة المهمة.

وأكدَّت أن دراسة سوق الغاز العالمية غدت أكثر أهمية، خاصةً بالنسبة للدولة المصرية؛ حيث تؤدي مصر دورًا كبيرًا في منتدى غاز شرق المتوسط الذي تستضيفه "القاهرة" كمنظمة إقليمية حكومية منذ عام 2019. مُشيرة إلى أهم حقول الغاز في شرق المتوسط، ومنها حقل "ظهر"، وكذا أبرز الشركات العاملة في المنطقة.

وأشارت أستاذ العلوم السياسية إلى أن مصر تستأثر بإمكانات واعدة ومقومات ملموسة في سوق الطاقة بشقيه الأحفوري والجديد؛ لافتةً بشكلٍ خاص إلى محطة الضبعة النووية التي ستضع الدولة المصرية في قلب سوق الطاقة النووية، وهي طاقة نظيفة تتسق وأجندة التنمية المستدامة، فضلًا عن إمكانات الطاقة الجديدة وخاصة طاقة الرياح التي تُمثل نسبة يُعتد بها من مزيج الطاقة المتجددة في مصر، كما تُعد مصر ثاني أكبر دولة عربية توليدًا للطاقة الشمسية.

ولفتت الدكتورة نورهان الشيخ إلى أن الوقود الأحفوري، كالنفط والغاز الطبيعي والفحم، ما زال يسيطر على الأسواق العالمية للطاقة مُقارنةً بالطاقة الجديدة والمتجددة، في حين أن موقف مصر في هذا الصدد أفضل نسبيًا من معظم دول العالم؛ حيث تُسهم الطاقة المتجددة بنسبة 20% من مزيج الطاقة في مصر عام 2023، وتمضي الدولة قُدمًا للوصول إلى نسبة 42% بحلول 2035.

وألمحت، في ضوء ما تقدَّم، إلى أن الصراع الروسي الأوكراني وأزمة الطاقة في أوروبا يوفران فرصًا للدولة المصرية في سوق الطاقة العالمية؛ حيث تستطيع مصر أن تكون من بين أكبر مُصدِّري الطاقة الكهربائية؛ نظرًا لأن القدرات الكهربائية المُنتَجة يوميًا تصل إلى 58 ألف ميجاوات، في حين يبلغ الاستهلاك اليومي نحو 33 ألف ميجاوات.

وفي ختام الندوة، عقَّب  أسامة سعد على ما أُثير من نقاشٍ، مؤكدًا أن مصر لديها خطة مدروسة، وخطواتٍ جادة ومتسارعة في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، قائلًا: "نحن ملتزمون بالطاقة النظيفة في الفترة القادمة"، فهي تنطوي على عنصري الإتاحة والاستدامة؛ نظرًا لمقومات مصر في هذا الشأن، وهو ما يضمن لنا أمن الطاقة.

واختتم الأمين العام لمجلس الوزراء حديثه بالتأكيد على أهمية ذلك النوع من التدريب والتثقيف للموظفين والحِرص الكامل على استمراريته؛ للمزج بين ما هو أكاديمي وما يتم بالفعل على أرض الواقع؛ في سبيل تحقيق الاستفادة المُثلى لدولتنا مصر.

ووجَّه أسامة سعد الشكر والتقدير للدكتورة نورهان الشيخ لما قدَّمته على مدار يومي الأحد والاثنين، وكذا الحضور من موظفي رئاسة مجلس الوزراء نتيجة تفاعلهم الإيجابي المُثمر واهتمامهم الواضح.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجلس الوزراء اسامة سعد امين عام مجلس الوزراء الأمن القومي فی سوق الطاقة العالمیة الأمن القومی أمن الطاقة إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يدعو لتوطين صناعات الطاقة

عقب مشاركته صباح اليوم في الجلسة الافتتاحية لقمة منتدى التعاون الصيني ـ الأفريقي بالعاصمة الصينية بكين، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء،  سونج هايلينج، رئيس شركة "تشاينا إنرجي"  China Energy وعددا من مسئولي الشركة، بحضور السفير عاصم حنفي، سفير جمهورية مصر العربية لدى الصين.

ورحب رئيس الوزراء برئيس الشركة، مؤكداً أهمية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين، والدعم المتبادل بين البلدين في مختلف الملفات، بما في ذلك ملف التعاون الاقتصادي والاستثمارات المشتركة.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي تقدير الحكومة المصرية لحجم الاستثمارات الصينية في السوق المصرية، بما فيها استثمارات شركة "تشاينا انرجي"، معرباً عن التطلع لمشاركة الشركة في عددٍ من المشروعات ذات الأولوية لمصر، أهمها مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، ومنها مشروع محطة الطاقة الشمسية التي يتم تنفيذها حالياً، لافتاً أيضاً إلى العرض الذي تقدمت به الشركة لضخ استثمارات فى تطوير قرية البضائع في مطار القاهرة الدولي.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن مصر تولي اهتماماً كبيراً بقطاع الطاقة الجديدة والمتجددة، حيث تعتبره أولوية قصوى من مختلف المجالات، مثل توليد الطاقة الكهربائية من الرياح، أو مشروعات الهيدروجين الأخضر، وغيرها، لافتاً إلى أن هناك عروضاً تقدمت بها الشركة لتنفيذ مثل هذه المشروعات، آملاً أن يتم تفعيلها خلال الفترة المقبلة، وأن تقوم شركة "تشاينا انرجي" خلال الفترة المقبلة بخطوات تنفيذية في هذا الملف.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن مصر لديها رغبة كبيرة في توطين صناعة الألواح الشمسية، وكل التكنولوجيات المرتبطة بالطاقة الجديدة والمتجددة، ولذا فهي مستعدة للشراكة فى مثل هذه المشروعات، حيث تدرك جيداً أن الصين دولة رائدة في هذا المجال، خاصة فيما يرتبط أيضاً ببطاريات التخزين، لافتاً إلى أن مصر لديها خطة لإدخال طاقات متجددة تزيد على 50 جيجا بحلول عام 2030 وتأمل أن تنظر شركة "تشاينا انرجي" بجدية شديدة لفرص الدخول في هذه المشروعات بالشراكة مع مصر.

من جانبه، تقدم سونج هايلينج، رئيس شركة "تشاينا إنرجي"، بخالص الشكر على إتاحة الفرصة لهذا اللقاء، حيث سبق أن جمعته لقاءات عديدة مع  الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وأيضاً مع رئيس الوزراء، وساهمت تلك اللقاءات في تركيز الجهود بين الجانبين، لدفع وتدعيم مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة في مصر.

وأوضح السيد سونج هايلينج، أن "تشاينا انرجي" لديها 12 مشروعاً في مصر، بقيمة اجمالية 2 مليار دولار، لافتاً إلى أن النجاح في تنفيذ كل هذه المشروعات يرجع إلى دعم الدولة المصرية المستمر لها، مُتقدماً بالشكر لرئيس الوزراء على هذا الدعم الفاعل.

وأشار رئيس الشركة إلى أنه حرص عقب لقاءات رسمية سابقة مع الجانب المصري، على إرسال فريق عمل من الشركة، وتم التأكد من أن مصر تتمتع بمقومات واعدة في مجال توليد الطاقة من الشمس والرياح، تتيح فرصاً للتعاون المثمر في هذا المجال، مؤكداً ثقة الشركة في أن مصر تتمتع بوفرة في الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وأن الشركة ستكثف تعاونها مع كافة الأجهزة الحكومية بمصر لإنجاح المزيد من المشروعات في هذا المجال.

وأضاف سونج هايلينج أن شركة "تشاينا انرجي" لديها قدرات تنافسية عالية، وتمتلك تقنيات متطورة في مجال صناعات الطاقة الجديدة والمتجددة، وأنها قادرة على تلبية متطلبات الدولة المصرية في هذا القطاع، كما تحظى الشركة بعددٍ من المزايا الأخرى، والشركاء الدوليين والمحليين، بما يعزز من جهودها في السوق المصرية.

ولفت رئيس الشركة إلى أن لديها مشروعاً مهماً خاصا بالهيدروجين الأخضر، في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وتم تقديم طلب لتوفير الأرض الخاصة به، كما أعرب عن أمله في تعزيز التعاون مع الحكومة المصرية في مجال تصدير الطاقة الجديدة والمتجددة، خاصة لقارة أوروبا، مضيفاً أن الشركة تخطط لنقل مقرها الأساسي في شمال أفريقيا إلى مصر، وتأمل في الحصول على محفزات لذلك.

كما أعرب سونج هايلينج عن تطلع الشركة للإسراع في إنشاء أول مصنع في شمال أفريقيا ومصر لانتاج الأمونيا الخضراء، في إطار تعزيز التعاون بين الجانبين، وتعمل الشركة على التعاون لإنشاء مصانع أخرى في عدد من المجالات المرتبطة بالطاقة الجديدة والمتجددة.

وعقب استعراض خطط الشركة، شدد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على أن ما تريده مصر تحديداً هو إسراع الشركة في إنشاء مصانع لتوطين الصناعات الكهروضوئية المرتبطة بالطاقة الشمسية، وبطاريات التخزين للطاقة المتجددة، وأبراج الرياح، مؤكداً أن الحكومة المصرية ستكون جاهزة في سبيل ذلك لتقديم كل الحوافز المُمكنة، حيث تعتبر هذا الملف أولوية قصوى لها حالياً.

من جانبه أشارسونج هايلينج، إلى أن شركة "تشاينا إنرجي" ستسرع من خطواتها في إنشاء مصانع ومراكز إنتاج كل التكنولوجيات المتعلقة بالطاقة الجديدة والمتجددة، كما تتعهد بتطوير مشروعات الطاقة الجديدة، سواء في مجال الهيدروجين الأخضر، والأمونيا الخضراء، حيث ستمثل أولوية قصوى لعمل الشركة في مصر.
 

مقالات مشابهة

  • مدبولي يلتقي رئيس مجلس إدارة فامسون أجريفام العالمية
  • "مركز المعلومات" بمجلس الوزراء يفوز بجائزة الشارقة للاتصال الحكومي لأفضل محتوى اتصالي وإعلامي
  • تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 142  للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة
  • مدبولي يلتقى رئيس مجلس إدارة مجموعة "فامسون أجريفام" العالمية
  • "ندوة الشباب الإسلامي" تنوه بجهود المملكة العالمية في العمل الخيري
  • «أروع زوج وأحن أب».. حنان ترك تحتفل بعيد ميلاد زوجها |صورة
  • رئيس الوزراء يدعو لتوطين صناعات الطاقة
  • عن الديمقراطية المبريالية..!
  • ندوة علمية بمحافظة مارب تناقش تحسين مخرجات التعليم العام في اليمن والتحديات التي تواجهه.
  • النائب علاء عابد: تصريحات نتنياهو تستهدف عرقلة مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة