كيف تتحول البكتيريا إلى ممرضات شرسة ومقاومة للمضادات الحيوية؟
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
تعد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية من أكثر المشكلات التي تؤرق الباحثين في مجالات الصحة والبيولوجيا، ومن أجل الكشف عن حل للمشكلة يبحث العلماء عن جذورها الجزيئية، التي تشمل ما يُعرف بـ"النقل الجيني"، وهي عملية تنتقل الجينات خلالها بين الكائنات الدقيقة على نحو يغير قدراتها، إما بجعل غير الممرض منها ممرضا، أو بإكساب الممرض منها مناعة ضد المضادات الحيوية.
ومؤخرا، كشف فريق دولي من الباحثين من سنغافورة والمملكة المتحدة عن آلية جديدة للنقل الجيني قد يسهم فهمها والتحكم فيها في تحسين آليات الرعاية الصحية والعلاج.
وحسب الدراسة الجديدة التي نُشرت في دورية "سِل" -إحدى أشهر المجلات العلمية في مجال الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية- اكتشف علماء من جامعة سنغافورة الوطنية وإمبريال كوليدج لندن طريقة جديدة تنقل بها البكتيريا جيناتها، مما يمكنها من التطور بشكل أسرع بكثير مما كان معروفا لنا في السابق.
العلماء كانوا يعرفون 3 آليات للنقل الجيني: عمليات النقل العامة والمتخصصة والجانبية (شترستوك) النقل المشترك الجانبيتعد القدرة على مشاركة المواد الجينية المحرك الرئيسي للتطور الميكروبي، لأنها يمكن أن تحول بكتيريا حميدة إلى عامل ممرض مميت في لحظة، إذ يمكن للعاثيات (فيروسات البكتيريا) أن تعمل كقنوات تسمح للجينات بالانتقال من بكتيريا إلى أخرى.
قبل هذه الدراسة الجديدة، كان العلماء يعرفون 3 آليات لهذا النقل الجيني: عمليات النقل العامة والمتخصصة والجانبية. وفي دراستهم الجديدة، اكتشف الباحثون آلية رابعة أطلقوا عليها "النقل المشترك الجانبي".
في هذه العملية المكتشفة حديثا ينتقل جزء من بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية يعرف باسم "جزر المكورات العنقودية الذهبية المرضية"، وهي عناصر أنانية من الحمض النووي عادة ما توجد مدمجة في كروموسومات تلك البكتيريا، والتي اكتُشف أنها تنتقل لتقوم باستغلال بكتيريا العاثيات والتطفل عليها.
المكورات العنقودية الذهبية هي نوع من البكتيريا التي يمكن أن تسبب عدوى العنقوديات في البشر والحيوانات، والتي تتجلى في المقام الأول على شكل التهابات جلدية، إلا أنها يمكن أن تهدد الحياة إذا انتشرت إلى مجرى الدم وأصابت الأعضاء أو العظام أو المفاصل.
من جهته، قال البروفيسور خوسيه آر بيناديس من قسم الأمراض المعدية، ومدير مركز بيولوجيا مقاومة البكتيريا في إمبريال كوليدج لندن "يلقي هذا الاختراق الضوء على مسار جديد تتطور من خلاله البكتيريا. وبالنظر إلى الارتفاع المثير للقلق من الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية، يصبح فهم الآليات التي تقود التطور البكتيري أمرا بالغ الأهمية".
العاثيات تضحي بجيناتها لنقل الحمض النووي إلى المضيف البكتيري (غيتي) طريقة أكثر فعالية وأسرع في النقل الجينيعلى عكس العاثيات التي تضحي بجيناتها لنقل الحمض النووي إلى المضيف البكتيري، يمكن لجزر المكورات العنقودية الذهبية المرضية أن تنقل نفسها سليمة تماما مع الحمض النووي البكتيري من خلال النقل المشترك الجانبي. وتمكنهم هذه القدرة من تكرار العملية بشكل دائم، مما يجعلها أكثر فعالية وكفاءة في نقل الجينات البكتيرية.
وفي السياق، قال البروفيسور جون تشين قائد الدراسة من جامعة سنغافورة الوطنية "من خلال الدراسة، أثبتنا أن البكتيريا يمكن أن تتطور بشكل أسرع كثيرا مما كنا نعرفه. وفي حين أن النقل الجيني كان دائما المجال الحصري للعاثيات، أظهر بحثنا أن الطفيليات التي تتطفل على العاثيات ربما تكون أقوى عوامل التحويل المعروفة حاليا وأكثرها كفاءة".
من جانبه، قال البروفيسور تشنغ وي جو، نائب العميد للبحوث في كلية طب جامعة سنغافورة الوطنية، "سيؤثر هذا الاكتشاف الرائد على الطريقة التي نفهم بها كيفية تطور البكتيريا من خلال نقل الجينات، وآثارها المحتملة على الالتهابات والأمراض البكتيرية. ويعد هذا البحث أيضا أمرا بالغ الأهمية في إبلاغ قرارات العلاج الآمن في البيئات السريرية".
بعض العاثيات العلاجية قد تتحول إلى شركاء لجزر المكورات العنقودية الذهبية المرضية أو العناصر الأخرى (شترستوك) ظهور الجراثيم الخارقةدعا ظهور الجراثيم الخارقة إلى طرق جديدة لعلاج السلالات المقاومة للمضادات الحيوية. إحدى هذه الطرق التي اكتسبت قوة دفع في السنوات الأخيرة هي العلاج بالعاثيات، الذي يتضمن استخدام العاثيات للقضاء على البكتيريا الضارة في العدوى والأمراض.
إلا أنه، وفقا للدراسة الحديثة، يمكن أن تتحول بعض العاثيات العلاجية إلى شركاء غير مقصودين لجزر المكورات العنقودية الذهبية المرضية أو العناصر الأخرى ذات الصلة القادرة على النقل المشترك الجانبي.
ووفقا للبروفيسور بيناديس "من المحتمل أن تحدث هذه العملية في عديد من الأنواع البكتيرية الأخرى أيضا. لذلك فإن هذا الاكتشاف الرائد يمثل تحولا نموذجيا في فهمنا للتطور البكتيري، وسوف يؤثر بشكل كبير على الطرق التي نكافح بها مقاومة المضادات الحيوية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: للمضادات الحیویة الحمض النووی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
تحضيرا لأكبر عملية أمريكية بالشرق الأوسط.. عين الأسد تتحول لنقطة تمركز وتجهيز لباقي القواعد
بغداد اليوم - بغداد
كشف مصدر مطلع، اليوم السبت (28 كانون الأول 2024)، عن وجود 3 اسباب وراء زخم الأجواء في عين الأسد غرب العراق وتحولها الى نقطة تمركز وتجهيز لباقي القواعد.
وقال المصدر في حديث لـ "بغداد اليوم"، ان "حركة طائرات الشحن الكبيرة في عين الأسد غرب البلاد بدأت ترتفع بوتيرة متصاعدة بعد 8 من كانون الأول الجاري لتصل الى مرحلة الذروة خلال الأيام الماضية بعضها قادم من قواعد أمريكية في الخليج العربي والبعض الاخر من قواعد في أوروبا وهي تحمل جنود ومعدات واعتدة".
وأضاف أن " عين الأسد تحولت الى اشبه بنقطة تمركز مؤقتة هي الأكبر في الشرق الأوسط قبل ان يتم نقل تلك القوات والمعدات الى 7 قواعد أمريكية في سوريا خاصة الحسكة وسط معلومات بان واشنطن اخذت ضوء اخضر بإنشاء 3 قواعد جديدة في دمشق ودرعا والقنطيرة".
وأشار الى أن " 4 طائرات شحن متوسطة الشحن نقلت جنود ومعدات من عين الأسد الى قاعدة أمريكية في ريف الحسكة خلال الأيام 3 الماضية اي ان اسباب زخم الأجواء هي بداية اكبر عملية إعادة انتشار للقوات الامريكية في الشرق الأوسط ستكون بداية وجود اكثر كثافة ونقل الالاف من الجنود".
وتابع: " لايمكن المضي بنقل الالاف الجنود من القوات الامريكية لولا انها كانت جاهزة منذ اشهر لهذا الخيار ويبدو ان سيناريو اسقاط الاسد كان من ضمنها وهذا مايفسر تدفق القوات باعداد كبيرة الى قواعد عدة في سوريا دون اي ردة فعل من قبل حكام دمشق الجدد".
وكان مصدر مطلع، كشف الجمعة (20 كانون الأول 2024)، عن انتقال رتل عسكري كبير من عين الأسد الى قواعد أمريكية في سوريا.
وقال المصدر في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن "رتلاً عسكرياً للقوات الامريكية انتقل من عين الأسد غرب الانبار الى قواعد أمريكية تقع في ريف الحسكة السورية ضمن إجراءات تعزيز نفوذ واشنطن في بلد يشهد حالة اشبه بالفوضى عقب سقوط نظام الأسد بعد حكم دام اكثر من نصف قرن".
وأضاف أن "قوات أخرى قادمة من الحرير في أربيل التحقت بالقوة عبر معبر الوليد الحدودي باتجاه الحسكة في ظل وجود اكثر من قاعدة أمريكية متمركزة في مناطق جغرافية تسيطر على خطوط مواصلات رئيسية ضمن جغرافية السورية".
وأشار الى أن "تعزيز واشنطن لقواعدها العسكرية في سوريا تظهر بانها تترقب تطورات قد تجري في أي لحظة في ظل متغيرات متسارعة تحدث وخشية ان تؤدي الى ارتدادات مباشرة على امن قواعدها ما دفعها الى زيادة التعزيز الأمنية وخاصة نقل المعدات العسكرية الثقيلة".