الجزيرة:
2025-01-31@02:42:51 GMT

هل العلاقات التركية الروسية في أزمة؟

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

هل العلاقات التركية الروسية في أزمة؟

تزامنت موافقة تركيا على إحالة ملف عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى البرلمان مع رفض روسيا تجديد اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود وتأجيل زيارة مفترضة لبوتين إلى أنقرة، مما أثار نقاشا بشأن احتمال دخول العلاقات التركية الروسية في أزمة.

التوازن الصعب

رغم عضوية تركيا في الناتو منذ عشرات السنين وكونها القوة العسكرية الثانية فيه بعد الولايات المتحدة الأميركية فإنها استطاعت في السنوات الأخيرة نسج علاقات أكثر من جيدة مع خصمها التقليدي روسيا، وكان ذلك يعني خروج أنقرة من ذهنية الحرب الباردة وبلورة سياسة خارجية مختلفة وفق رؤية تقدم المصالح التركية في المقام الأول، ولكنه كان كذلك مدفوعا بأسباب إضافية عدة.

في مقدمة ذلك المصالح المتنوعة التي تجمع بين أنقرة وروسيا، ولا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية، ومنها كذلك انخراطهما في قضايا ونزاعات عدة بشكل مشترك، مما فرض ضرورة التفاهم تجنبا لأي صدام غير مرغوب، ثم انزعاج أنقرة من مواقف عدة لحلفائها الغربيين رأت فيها تخليا منهم عنها أو حتى طعنة منهم في الخلف، ولا سيما في ما يتعلق بالدعم الأميركي المستمر للمنظمات الانفصالية شمال شرقي سوريا.

لذلك، ورغم أزمة إسقاط الطائرة الروسية في خريف 2015 فإن العلاقات التركية الروسية وصلت سريعا -ولا سيما بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في 2016- إلى مستويات متقدمة ويمكن وصفها بالإستراتيجية في مجالات عدة.

تأجيل زيارة كانت مرتقبة للرئيس الروسي إلى تركيا دفع للتحليل بشكل مخالف وعدَّ الموقف الروسي رسالة احتجاج على تركيا هذه المرة

طور الجانبان علاقاتهما التجارية والسياحية بشكل ملحوظ، وتعاونا في مشاريع ذات بعد إستراتيجي في مجال أمن الطاقة، مثل مشروع السيل التركي للغاز الطبيعي ومحطة أكويو للطاقة النووية ومقترح الرئيس الروسي لنقل الغاز إلى أوروبا عبر تركيا.

كما أبرمت أنقرة مع موسكو صفقة منظومة "إس-400" الدفاعية، والتي سببت شرخا كبيرا في علاقاتها مع واشنطن، فضلا عن العلاقات الأكثر من جيدة بين البلدين على مستوى القيادة ومن زاوية العلاقات الشخصية بين أردوغان وبوتين.

من هذه الزاوية فقد ضيقت الحرب الروسية الأوكرانية هوامش المناورة التركية وزادت الضغوط الغربية عليها بشأن العلاقات مع روسيا، ورغم ذلك فقد حافظت على موقف متمايز عن الناتو إلى حد كبير، رافضة الانخراط في العقوبات الغربية على موسكو، وضابطة حدة تصريحاتها ومواقفها تجاه روسيا رغم إدانة الحرب، ومستمرة في علاقات جيدة مع الأخيرة رغم كل التطورات، إضافة إلى انخراطها في وساطة بين موسكو وكييف أنجزت من خلالها بعض الاختراقات، مثل جمع وزيري خارجية البلدين واتفاق تصدير الحبوب واتفاق تبادل الأسرى.

رسالة احتجاجية أم أزمة؟

تشكل سياسة توسيع الناتو شرقا تحديا كبيرا لروسيا، ولعلها كانت أحد أسباب الحرب الحالية في أوكرانيا، ورغم تبدل نبرة التصريحات الروسية بخصوص تفاصيل هذا الملف مؤخرا فإنه لا يمكن التهوين من نظرة روسيا له إستراتيجيا.

ومع ذلك، لم تشكل موافقة تركيا على انضمام فنلندا إلى الناتو في مارس/آذار الفائت أزمة بين أنقرة وموسكو، حيث كانت الأخيرة قد بدلت تهديدها بالرد في حال انضمام السويد وفنلندا للحلف إلى الرد في حال نشر أسلحته على أراضيهما.

لكن موافقة تركيا بشكل مبدئي على ملف عضوية السويد وإحالته إلى البرلمان تزامنتا مع مواقف روسية أوحت بموقف مختلف هذه المرة، فقد أعلنت الأخيرة عن عدم رغبتها في تجديد اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وهي خطوة كانت أقدمت عليها سابقا أكثر من مرة احتجاجا على السياسات الغربية أو ما ترى أنه تنفيذ غير دقيق للاتفاق لا يراعي الشق المتعلق بها منه، لكنها كانت قد عادت للاتفاق بجهد دبلوماسي تركي في كل مرة.

وإذا كان الإعلان الروسي أحال أسباب الانسحاب على موقف الدول الأوروبية وواشنطن إلا أن تأجيل زيارة كانت مرتقبة للرئيس الروسي إلى تركيا دفع للتحليل بشكل مخالف وعدَّ الموقف الروسي رسالة احتجاج على تركيا كذلك هذه المرة، فإلى أي مدى يبدو هذا التحليل دقيقا؟

لا شك أن الموقف الروسي من انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو بات أكثر حساسية في الآونة الأخيرة في ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا من جهة التطورات الميدانية المتعلقة بالهجوم الأوكراني المضاد ومن جهة المواقف الغربية من الحرب دعما وتسليحا لكييف، ولا سيما وفق قرارات القمة الأخيرة للناتو في فيلنيوس، وكذلك من جهة بعض التطورات الروسية الذاتية، مثل تمرد فاغنر الأخير وتداعياته.

لذلك، فإن إرسال رسالة احتجاج روسية إلى تركيا بعد الموقف الأخير من السويد جزء من تقدير الموقف ولا شك، إذ ليس هناك سبب آخر واضح لتفسير إرجاء زيارة بوتين -على أهميتها بالنسبة لموسكو- دون إبداء أسباب واضحة، فضلا عن تحديد موعد بديل.

وفي الثاني من أغسطس/آب الجاري أعلنت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية عن اتصال هاتفي جرى بين أردوغان وبوتين، وقالت إنهما "توافقا على زيارة الرئيس الروسي لتركيا"، لكنها لم تحدد موعدا لها، وقد حرصت دائرة الاتصال على إعطاء تفاصيل عن المواضيع التي تطرق لها الاتصال وقد كانت كثيرة، في مقدمتها الزيارة وكذلك اتفاقية تصدير الحبوب.

وقد أكد الرئيس التركي في الاتصال على أهمية عودة روسيا إلى الاتفاق الذي وصفه بأنه "جسر السلام" وعلى أن "توقفه فترة طويلة ليس في صالح أحد، خصوصا الدول الفقيرة المحتاجة للحبوب".

ووفق الكرملين، قد أكد بوتين على استعداد بلاده للعودة إلى الاتفاق "في حال تنفيذ الغرب التزاماته ذات الصلة"، كما أشار البيان إلى اتفاق الطرفين على موصلة الاستعدادات لـ"اجتماع محتمل" بين أردوغان وبوتين.

في الخلاصة، هناك تغير ملحوظ في العلاقات التركية الروسية من جهة الأخيرة، تحديدا بعد التطورات الأخيرة في أوكرانيا والموقف التركي من عضوية السويد، لكن هذا التغير لم يصل ولا نرجح أن يصل قريبا إلى درجة أزمة بين الجانبين، فضلا عن القطيعة.

فمن جهة، ثمة مروحة وساعة من المصالح الجوهرية التي تجمع الطرفين، ومن جهة أخرى فإن الملفات المشتركة التي يتعاون فيها البلدان كثيرة أيضا، وانخراطهما معا في مناطق عدة يجعل أي أزمة حقيقية بينهما بابا محتملا لمواجهة فادحة الثمن على كليهما، كما أن تركيا حريصة أشد الحرص على الإبقاء على حالة من التوازن النسبي ما أمكن في علاقاتها مع كل من روسيا والولايات المتحدة.

الأهم أن موافقة تركيا على عضوية السويد في الناتو ليست نهائية ولا فورية، بل مرتبطة من جهة بعودة البرلمان التركي للعمل بعد الإجازة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل ثم بمسار دستوري سيتطلب وقتا، وكذلك بمدى قناعة أنقرة بالتزام ستوكهولم ببنود الاتفاق، وبالتالي فعضوية الأخيرة إما غير مضمونة أو بالحد الأدنى قد لا تكون قريبة جدا، مما يفتح مجالا للحوار وإمكانية التأثير على القرار، فضلا عن أن روسيا تدرك أن قدرة أنقرة على مقاومة ضغوط الناتو بهذا الصدد ليست مطلقة، ولا سيما أنها كانت تقريبا الدولة الوحيدة الرافضة لذلك، وبالتالي فموافقة تركيا ليست موقفا عدائيا مقصودا ضدها.

ولذلك، وطالما أن الحرب الروسية الأوكرانية ما زالت لم تتدحرج نحو مواجهة كاملة وشاملة ومباشرة بين روسيا من جهة وحلف الناتو من جهة أخرى، وطالما بقيت لتركيا بذلك مساحات من المناورة والتواصل والعمل الدبلوماسي مع الجانب الروسي فإن من المستبعد وصول العلاقات بين أنقرة وموسكو إلى أزمة كبيرة أو حقيقية، مما يبقي ردة الفعل الروسية الأخيرة في نطاق رسالة الاحتجاج أو العتب تحت سقف منظومة العلاقات القائمة ويفتح الباب على إمكانية حلحلتها في المدى المنظور.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معناوظائف شاغرةترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: تصدیر الحبوب عضویة السوید موافقة ترکیا فضلا عن من جهة

إقرأ أيضاً:

هل سيتمكن أردوغان من بناء علاقة صداقة مع ترامب بولايته الثانية؟

تساءل بول تيلور، الزميل في مركز السياسة الأوروبية عن طبيعة العلاقات الأمريكية – التركية في ولاية دونالد ترامب الثانية، وهل هناك إمكانية في بناء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علاقة جيدة مع ترامب. وقال إن أردوغان سار على خط رفيع بين الغرب وروسيا والصين لأكثر من عقدين من الزمان.

 واستفادت تركيا من مساعدة الجانبين في حرب روسيا ضد أوكرانيا، ووسعت نطاق نفوذها العسكري في سوريا وليبيا وجنوب القوقاز وشرق البحر الأبيض المتوسط والخليج، ونشرت قوتها الناعمة في أفريقيا وآسيا الوسطى وغرب البلقان، وبنت صناعة دفاعية وطنية كبيرة. 

وعندما يقيم خبراء العلاقات الدولية هذا، فإنهم غالبا ما يعتمدون على مصطلح "التوازن" فيما يفضل المحللون الأتراك الحديث عن السعي إلى "الاستقلال الاستراتيجي" أو القدرة على الدفاع عن مصالح البلاد ضد جميع التهديدات دون اللجوء لمساعدة أي قوة خارجية. 

والسؤال إن كان أردوغان قادرا في ولاية ترامب الثانية الحفاظ على الرقصة البهلوانية الجيوسياسية هذه وجني منافعها؟ 

وقد اتسمت ولاية ترامب الأولى بعلاقة صداقة قوية بين الرجلين القويين، ولكنها لم تخل أيضا من الصدامات وسوء الفهم التي عززت عدم الثقة العميق بين تركيا والولايات المتحدة.

 وعلق آرون ستين، المختص في الشؤون التركية ورئيس معهد أبحاث السياسة الخارجية الأمريكية، في مناسبة عقدها قبل فترة مركز السياسة الأوروبية: "هذا هو الرئيس الخامس للولايات المتحدة [لأردوغان] ... إنه ليس خائفا تماما من المكتب البيضاوي". 

وأضاف أن العلاقة الآن تتسم بعدم الاستقرار المستقر، وبينما لم تعد الدولتان تتفقان جيدا بعد الآن، "لم ينقطع حبل الناتو". وفي ولاية ترامب الأولى، تم طرد تركيا من مشروع تطوير مقاتلة أف-35 بسبب شراء أنقرة نظام الصواريخ الروسي إس-400. ومن جانبه أتهم أردوغان واشنطن بمنح الملجأ والحماية لفتح الله غولن زعيم الحركة الدينية المعروفة بخدمت والذي كان مقيما في ولاية بنسلفانيا، والمتهم بالوقوف وراء المحاولة الإنقلابية الفاشلة عام 2016. ومات غولن العام الماضي، مما أزاح قضية مزعجة للعلاقات التركية- الأمريكية. 

وفي مرحلة ما، هدد ترامب علنا بتدمير الاقتصاد التركي إذا أرسل أردوغان قوات إلى سوريا لمهاجمة الجماعة الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تعتبرها أنقرة إرهابية وفرعا من حزب العمال الكردستاني. 

ومع ذلك، كان أردوغان أحد زعماء العالم الذين رحبوا بفوز ترامب الثاني في الانتخابات وبحماس شديد، في حين وصف ترامب الزعيم التركي القوي بأنه صديق وأعرب عن إعجابه بدور تركيا في المساعدة في الجهود التي أدت إلى سقوط نظام بشار الأسد الوحشي في سوريا.

ويعلق تيلور أن عودة زعيم أمريكي متقلب تحمل الكثير من الفرص والمزالق لتركيا، وهناك فرصة لأن يترك تركيا في "الحجر الصحي" كما فعل جو بايدن بسبب سجل أردوغان في حقوق الإنسان وكبت حرية الإعلام والتعبير. لكنه قد يكون أكثر صرامة بشأن عداء أردوغان المفرط لإسرائيل ودعمه لحماس. 


ولم يتم الترحيب بأردوغان في البيت الأبيض تحت حكم بايدن وكانت العلاقات فاترة، في حين لا يزال ترامب يتلقى مكالماته الهاتفية. وتدرك الإدارة الجديدة أن تركيا، وهي دولة محورية يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة وموقعها استراتيجي يفصل أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وتتحكم في الوصول إلى البحر الأسود وأصبحت قوة متوسطة مهمة واثقة من نفسها، مع نفوذ يمتد من آسيا الوسطى إلى إفريقيا والعالم العربي. وعلى الرغم من رفضها الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، ومحاولتها الأخيرة وإن بدون جدوى الانضمام إلى مجموعة البريكس للقوى الناشئة غير الغربية التي تهيمن عليها موسكو وبيحين، تظل تركيا دولة راسخة في الغرب كعضو في حلف شمال الأطلنطي ومرشحة أبدية، ولو بلا أمل، لعضوية الاتحاد الأوروبي. 

وفي الجانب المشرق أو الإيجابي، يرى الخبراء الأتراك والأمريكيون فرصة لإنهاء النزاع حول صواريخ إس-400 الروسية. ومن الممكن التوصل إلى حل وسط بتأمين المعدات الروسية التي لم تستخدم ومخزنة في قاعدة إنجرليك الجوية حيث يوجد أحد أكبر تجمعات القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط. 

وفي المقابل، ترفع واشنطن عقوبات الأسلحة المفروضة على تركيا وتبيعها طائرات إف-35، وإن كان من غير الواضح ما إذا كانت أنقرة، التي تطور طائراتها المقاتلة الخاصة، حريصة الآن على إلعودة والإنضمام إلى البرنامج. 

كما وتوجد هناك فرصة للتعاون الأمريكي- التركي في سوريا. وظلا على خلاف بشأن قوات سوريا الديمقراطية "(قسد)، وهي ميليشيا كردية في شمال - شرق سوريا تقول أنقرة إنها فرع من حزب العمال الكردستاني. ووصف ستين هذا التحالف بأنه "الخطيئة الكبرى" في نظر الأتراك. وكجزء من جهوده للانسحاب من "الحروب الأبدية" في الشرق الأوسط، حاول ترامب دون جدوى في ولايته الأولى سحب القوات الأمريكية الخاصة من شمال- شرق سوريا. وعادت العلاقات التركية مع منافستها وجارتها اليونان إلى وضع بناء، بعدما هدد أردوغان بقصف بحر إيجة أثناء حملاته الرئاسية. كما امتثلت أنقرة للتحذيرات الصارمة من وزارة الخزانة الأمريكية للحد من أنشطة البنوك المشتبه في مساعدتها للأثرياء الروس الخاضعين للعقوبات في نقل الأموال إلى الخارج وتسهيل التجارة مع موسكو في السلع التي فرضت عليها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات. وقد تضاعفت تجارة تركيا مع روسيا ثلاثة أضعافا تقريبا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا على الرغم من أنها عانت من خسارة السياحة الروسية. ومع ذلك، استمرت أنقرة أيضا في توريد الأسلحة إلى كييف بما في ذلك مسيرات بيرقدار التي أثبتت نجاعتها في الأيام الأولى من الحرب والتي يتم تصنيعها الآن في أوكرانيا. 


وهناك تكهنات من  بعض المعلقين الأتراك بتوسط أردوغان بين ترامب وفلاديمير بوتين. لكن الدبلوماسي التركي السابق ألبر كوشكون قال إنه لا يعتقد أن بوتين قد يرغب في "إعطاء مجد" الوساطة مع الولايات المتحدة لأي وسيط من طرف ثالث، وبخاصة تركيا في أعقاب سوريا. ومن ناحية أخرى، فإن دعم أردوغان الكامل لحماس والمقاومة الفلسطينية، واتهامه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "الإبادة الجماعية" ومقارنته بهتلر، قد يدفعه إلى مواجهة مع إدارة ترامب المؤيدة لإسرائيل. 

ومع ذلك، كان أردوغان على وشك الترحيب بنتنياهو في تركيا واستعادة العلاقات قبل عملية "طوفان الأقصى"، والعدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.

وقطعت أنقرة رسميا علاقاتها التجارية مع إسرائيل العام الماضي، ولكن مصطفى أيدين، رئيس مجلس العلاقات الدولية في تركيا، أخبر الكاتب  أن النفط من أذربيجان لا يزال يتدفق إلى إسرائيل عبر الموانئ التركية، وأن التجارة مع "فلسطين" ارتفعت منذ ذلك الحين بنسبة 2،400% وفقا للإحصاءات التركية الرسمية، مما يشير إلى أن الأعمال التجارية مستمرة تحت مسمى مختلف. 

وعلى نحو مماثل، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، الشين بيت، أجرى محادثات سرية مع نظيره التركي إبراهيم قالين في تشرين الثاني/ نوفمبر. 

ويرى الكاتب أن المستشارين البراغماتيين المتعلمين في الغرب، مثل قالين ووزير الخارجية حقان فيدان هم في صعود داخل حاشية أردوغان، فيما تم تهميش المستشارين العسكريين والسياسيين القوميين المتشددين. 

ولعل الخطر الأكبر الذي يهدد العلاقات الأمريكية - التركية هو احتمال وقوع مواجهة مباشرة بين تركيا وإسرائيل في سوريا، حيث أصبحا فعليا جيرانا في الفراغ الأمني بعد الأسد. وأشار أيدين إلى أن السياسيين والأكاديميين الإسرائيليين يتحدثون بشكل متزايد عن تركيا باعتبارها تهديدا للدولة اليهودية، في حين يخشى بعض المخططين العسكريين الأتراك أن تصبح إسرائيل، بالتعاون السري مع المقاتلين الأكراد، تهديدا لتركيا.

وقد يؤدي الصدام بين إسرائيل وتركيا إلى تدمير خطط ترامب لتهدئة الشرق الأوسط والانسحاب منه. ولكن  أردوغان يبدو براغماتيا لدرجة أنه لن يسمح بتطور الأمور إلى هذا الحد.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

مقالات مشابهة

  • شرفة يترأس مع نائب رئيس الوزراء الروسي الدورة الـ 12 للجنة الحكومية المشتركة للتعاون
  • لبحث القضايا المشتركة.. وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الروسي
  • نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار يؤكد متانة العلاقات السودانية التركية
  • أردوغان يستقبل وفدًا من حركة حماس في أنقرة
  • أردوغان يستقبل وفدا قياديا من حركة حماس في أنقرة
  • هل سيتمكن أردوغان من بناء علاقة صداقة مع ترامب في ولايته الثانية؟
  • هل سيتمكن أردوغان من بناء علاقة صداقة مع ترامب بولايته الثانية؟
  • كيف يمكن لتركيا تعزيز وضعها المتميز في سوريا؟
  • الخارجية التركية: هناك مشاكل في العلاقات مع أمريكا
  • روسيا والبحرين تبحثان تعزيز العلاقات الثنائية