تواجه إسرائيل "مشكلة" مع الطائرات من دون طيار الصغيرة التي يصعب اكتشافها، وهي مسيرات ينشرها "أعداء البلاد" بأعداد متزايدة، وتطير عبر مسارات لا يمكن التنبؤ بها، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن ضعف إسرائيل أمام الطائرات من دون طيار يجسد التحديات التي يمكن أن تواجهها في أي حرب شاملة مع حزب الله اللبناني.

وفي محاولة لاستفزاز الجيش الإسرائيلي، أطلق حزب الله طائرات استطلاع من دون طيار عبر شمال إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، وجمع صور جوية لمواقع حساسة ونشرها.

وحاول نظام "القبة الحديدية" الإسرائيلي الشهير التعامل مع هذا التحدي، لكن البديل إرسال طائرات مقاتلة نفاثة، وهو حل مكلف وخطير محتمل يجبر الطيارين على الطيران على ارتفاع منخفض في مناطق جبلية، ويعرضهم لأنظمة حزب الله المضادة للطائرات.

وحين تفشل كل الحلول الأخرى، يُطلب من الجنود الإسرائيليين استخدام بنادقهم، التي تم تجهيز بعضها بتكنولوجيا يمكنها جعل طلقاتها أكثر دقة، وفقا لمسؤولين عسكريين ودفاعيين إسرائيليين.

وقال أرييل فريش، نائب ضابط الأمن في "كريات شمونة"، وهي بلدة إسرائيلية بالقرب من الحدود مع لبنان تعرضت لـ6 مسيرات على الأقل منذ  هجوم حماس في 7 أكتوبر: "تحولت الطائرات من دون طيار إلى التهديد الرئيسي من حيث قدرتنا على التعامل معها".

وأرجع فريس ذلك "لأن الجيش (الإسرائيلي) ليس لديه الآن أي وسيلة لصد (المسيرات) باستثناء استخدام طائرات إف-16".

وأضاف: "نحن قلقون للغاية بشأن هذا الأمر".

وفي حين يمكن أن تكلف مسيرات "أبابيل" الإيرانية، التي يستخدمها حزب الله، 5 آلاف دولار للطائرة الواحدة، فإن ساعة طيران المقاتلة الشبحية "إف-16" وإطلاقها صاروخين يمكن أن يكلف حوالي 45 ألف دولار، وفقا ليهوشع كالينسكي، الباحث بمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب. 

أما بالنسبة لاعتراض تلك الطائرات بواسطة "القبة الحديدية" فهو أمر أكثر تكلفة، ويمكن أن تصل تكلفة ذلك إلى 100 ألف دولار، أو أكثر.

وكانت الطائرة من دون طيار التي ضربت تل أبيب، خلال وقت مبكر من صباح الجمعة، نموذجا لما تواجهه إسرائيل، علما بأن خبراء الدفاع الجوي يعتبرون إن إسقاطها ينبغي أن يكون سهلا.

وأعلنت ميليشيات الحوثي، المدعومة من إيران في اليمن، مسؤوليتها عن الهجوم الذي أوقع قتيلا واحدا، قائلة إنها استخدمت مسيرة جديدة يمكنها التهرب من أنظمة الدفاع الجوي.

وقال ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي، الأحد، إن الطائرة من دون طيار اقتربت من البحر الأبيض المتوسط إلى الغرب وتم التعرف عليها بواسطة الرادار الإسرائيلي قبل دقائق من إصابتها المبنى.

وكان على أولئك الموجودين في الخدمة أن يقرروا ما إذا كانت طائرة من دون طيار إسرائيلية، أو طائرة حليفة، أو طائرة مدنية، أو حتى سربا من الطيور، كي يتم إسقاطها.

وقال الضابط الذي لم تكشف الصحيفة الأميركية عن هويته، إن ما زاد الأمور تعقيدا أن المسيرة القادمة من اليمن كانت تحلق عبر مسارات تستخدمها الطائرات المدنية عموما، وإن كان على ارتفاع أقل بكثير.

وقال ضابط في سلاح الجو، مشارك في الكشف عن التهديدات الجوية، إن مزيج بين الطائرات من دون طيار المعادية والطائرات النفاثة والطائرات المدنية والطيور الصديقة يشبه "مكعب روبيك في السماء".

وكانت الباحثة البارزة بمعهد دراسات الأمن القومي، ليران انتيبي، حذرت من تهديد المسيرات منذ عام 2013.

وقالت إن نظام الدفاع الإسرائيلي كان على علم بتهديد الطائرات من دون طيار لسنوات، لكنه لم يطور حلولا فعالة في الوقت المناسب.

وتابعت: "قللت إسرائيل من تقدير حجم التهديد، وحجم تلك الأنظمة في أيدي الجانب الآخر واستعداده لتشغيلها".

بدوره، قال إيلان بيتون، رئيس الدفاعات الجوية الإسرائيلية السابق في سلاح الجو، المسؤول البارز السابق في صناعات الطيران الإسرائيلية، إن الطائرات من دون طيار كانت تُرى لسنوات على أنها "قضية جانبية".

وبعد تأخر الحلول، خصصت وزارة الدفاع الإسرائيلية الآن مبالغ أكبر لهذه المهمة، وتعمل مع شركات دفاعية كبيرة ومؤسسات تكنولوجية جديدة.

ومن بين الحلول المتوقعة نظام "الشعاع الحديدي"، الذي سيطلق ليزرا مركّزا لإسقاط التهديدات الجوية. 

ومن المتوقع أن تكلف الطاقة المستخدمة في كل اعتراض دولارا أو اثنين لكل هدف، وهو رقم أرخص بكثير من استخدام الصواريخ الاعتراضية.

وقال مسؤول دفاعي، لم تكشف "وول ستريت جورنال" عن هويته، إن "الشعاع الحديدي" سيتم طرحه خلال عام 2025. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الطائرات من دون طیار حزب الله یمکن أن

إقرأ أيضاً:

رئيس مصنع المحركات: نستهدف زيادة الأجزاء التي نصنعها في «رافال وفالكون 6»

أكد المهندس جمال رمضان، رئيس مجلس إدارة مصنع المحركات، التابع للهيئة العربية للتصنيع، حرص «الهيئة» على زيادة نسبة مشاركتها فى تصنيع أجزاء من الطائرات الفرنسية من طراز «رافال»، و«فالكون 6»، خلال الفترة المقبلة.

وقال رئيس مجلس إدارة مصنع المحركات، فى تصريح خاص لـ«الوطن»: «نجحنا فى تصنيع أجزاء من الطائرة (فالكون) بالتعاون بين مصنعنا ومصنع الطائرات، التابع للهيئة أيضاً، ونطمح إلى زيادة التعاون مع شركة داسو الفرنسية، وتصنيع أجزاء إضافية، حتى نكون جزءاً من سلاسل الإمداد العالمية للطائرات من طراز رافال وفالكون 6».

وأضاف «رمضان» أن مصنع المحركات يستهدف خلال الفترة المقبلة، تصنيع أجزاء من محركات الطائرات والدبابات لأول مرة، بعدما اقتصر عمله على العمرة فى السنوات السابقة بالتعاون مع الشركات المصنعة لمحركات تلك الطائرات، موضحاً أن رؤية قيادة الهيئة العربية للتصنيع لإنشاء مركز التصنيع الرقمى الذكى فى مصنع المحركات، تتيح لإدارة المصنع تعميق التصنيع المحلى فيه، نظراً للقدرات والإمكانات التصنيعية المرتفعة الموجودة فى هذا «المركز».

وأشار «رمضان» إلى أن مصنع المحركات يمتلك 16 خط عمرة، كان خط واحد منها فقط معتمداً للعمرة الدولية، وهو المحرك المركب على الطائرة «بافلو»، والآن اعتمد خط عمرة محرك الطائرات الـ«ألفا جيت»، ليكون المصنع هو الوحيد عالمياً فى عمرة هذه المحركات، وكشف رئيس مصنع المحركات عن التفاوض حالياً على الاعتماد الدولى لعمرة محرك الدبابة من طراز «M1A1» فى المصنع، وذلك جنباً إلى جنب مع جهود تصنيع أجزاء من محركات الطائرات محلياً، مشيراً إلى حرص جميع المصانع التابعة للهيئة العربية للتصنيع على تعميق التعاون مع كبرى الشركات العالمية المحلية والدولية، لتحقيق توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتعميق التصنيع المحلى فى مختلف المجالات.

مقالات مشابهة

  • تبدأ من 3 جنيهات.. تعرف على أسعار المعرض الرئيسي لـ«أهلا مدارس» في مدينة نصر
  • ما الذي يمكن أن تغيّره زيارة السيسي الأولى لتركيا في الملفات الشائكة؟
  • ما الذي يمكن أن تغيّره الزيارة الأولى للسيسي إلى تركيا في الملفات الشائكة؟
  • بوتين: الهدف الرئيسي لروسيا هو السيطرة على منطقة دونباس الأوكرانية
  • ألمانيا تعزز دفاعاتها الجوية لمواجهة التهديد الروسي
  • رئيس شركة «RAS»: اختبار طائرتين بدون طيار مصنّعتين بمصر في 2025
  • رئيس مصنع المحركات: نستهدف زيادة الأجزاء التي نصنعها في «رافال وفالكون 6»
  • كيف يمكن التغلب على التحديات التي تواجه الشركات عند توظيف المواهب المستقلة؟
  • غانتس لنتنياهو: إيران هي التهديد الوجودي لإسرائيل وليس محور فيلادلفيا
  • ما الذي يمكن أن يجبر نتنياهو على القبول بوقف إطلاق النار؟