مصرع حفيد صدام حسين البطولي بين الحقيقة الخيال!
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
العراق – نشبت معركة عنيفة في 22 يوليو حول منزل كبير في مدينة الموصل بشمال العراق بين قوات أمريكية خاصة وأربعة أشخاص هم نجلا صدام حسين قصي وعدي وطفل قاصر هو مصطفى ابن قصي، وحارس في خدمتهم.
كان نجلا صدام حسين الشهيران قصي وعدي قد اختبأا في منطقة “الدور” بالموصل في منزل للشيخ نواف زيدان. المنزل عبارة عن مبنى كبير من ثلاثة طوابق، وكان يوجد في هذا الملجأ، مصطفى ابن قصي وكان عمره 14 عاما، إضافة إلى حارس هو العقيد عبد الصمد الحدوشي.
الأمريكيون ذكروا أن مخبرا محليا أبلغهم بأن نجلي صدام حسين قصي وعدي يختبئان في منزل الشيخ نواف زيدان، وفيما بعد ظهرت روايات أخرى عن “المخبر” الذي نال جائزة بـ 30 مليون دولار كانت أعلنتها السلطات الأمريكية مقابل رأسي قصي وعدي. كانت صور نجلي صدام حسين كما بقية أركان نظام صدام حسين قد طبعت على أوراق اللعب وخصصت الملايين مقابلها.
عدي، الابن الأكبر لصدام حسين من مواليد عام 1968، وكان حصل على شهادة في الهندسة من جامعة بغداد ودكتوراه في العلوم السياسية، وكان يقود “فدائيو صدام”، وهم عبارة عن وحدات حرس خاص كانت ترتبط مباشرة بالرئيس العراقي.
عدي كان شخصية مثيرة للجدل، وكان تعرض لمحاولة اغتيال في 12 ديسمبر عام 1996، أصيب خلالها بثماني رصاصات في ساقه والنصف الأيسر من جذعه.
أما قصي الذي كان ولد في 17 مايو عام 1966، فكان على النقيض من شقيه، متحفظا وبعيدا عن الأضواء، وقد تولى قيادة قوات النخبة في الحرس الجمهوري قبل وقت قصير من سقوط بغداد في أبريل 2003.
مداهمة المنزل الذي كان يختبئ به عدي وقصي صدام حسين جرت بعد ثلاثة أشهر من الغزو الأمريكي للعراق. نفذت الهجوم قوة تتكون من 200 جندي ينتمون إلى فرقة المظليين 101، ويقال إن عناصر من “الفرقة الخاصة 20″، شاركت في العملية.
الفرقة الأمريكية الخاصة 20، كانت شكلت من قوات النخبة في البداية للبحث عن أسلحة الدمار الشامل التي كان يروج الأمريكيون أنها في حوزة العراقيين، وحين تبين أن مثل هذه الأسلحة لا أثر لها ولا عين، كلفت بتعقب صدام حسين وكبار القادة العراقيين.
العقيد جو أندرسون الذي قاد القوة الأمريكية المهاجمة، دعا سكان المنطقة في رسالة باللغة العربية إلى مغادرتها بسلام، وقوبل النداء برشقات من الأسلحة النارية.
الهجوم الأمريكي الأول وكان بدأ في الساعة العاشرة صباحا، باء بالفشل وصد بنيران كثيفة من المدافعين المحاصرين في المنزل. أصيب أربعة جنود أمريكيين، توفى ثلاثة منهم فيما بعد.
أمر العقيد الأمريكي بقصف المنزل بمدافع رشاشة عيار 50 مليمتر، إلا أن المقاومة تواصلت. استخدم الأمريكيون طائرات عمودية في الهجوم للحماية، ثم أمر العقيد جو أندرسون بضرب المتحصنين بصواريخ تلو المضادة للدبابات.
قاتل الرجال الثلاثة وهم عدي وقصي صدام حسين وحارسهما عبد الصمد الحدوشي، إضافة إلى الطفل مصطفى، القوة الأمريكية المهاجمة الكبيرة لنحو أربع ساعات وفي رواية أخرة ست ساعات.
انتهت المعركة غير المتكافئة بمقتل عدي وقصي، نجلي صدام حسين، وكذلك الحارس، والطفل مصطفى، حفيد صدام حسين. عزل الأمريكيون المنزل بشبكة من الأسلاك الشائكة ووضعوا 50 جنديا لحراسته.
مسؤولون عسكريون أمريكيون صرحوا مباشرة بعد المعركة بأن مصطفى البالغ من العمر 14 عاما قد يكون آخر من لقي مصرعه في القتال الذي استمر 4 ساعات، وأنه واصل القتال بمفرده بعد مقتل والده وعمه والحارس.
الفريق ريكاردو سانشيز قال في رواية من بغداد بعد يومين من المعركة إن وابلا من 10 صواريخ مضادة للدبابات بالنهاية “أدى إلى مقتل ثلاثة بالغين”، وحين شنت القوات الأمريكية الخاصة هجومها الثالث والأخير على المنزل، استمر الناجي الوحيد الرابع في إطلاق النار إلى أن لقي مصرعه بالرصاص، فيما قتل الثلاثة الآخرين قبل ذلك بالصواريخ المضادة للدبابات.
أفيد في هذا السياق أيضا بأن الأربعة خلال المعركة كانوا في شقة محصنة بالطابق الأول من المنزل، وأن الطفل مصطفى كان يحتمي بغرفة نوم في القسم الخلفي من الشقة.
بعد سنوات تداولت مواقع في الإنترنت بعدة لغات معلومات زعمت أن صحيفة نيويورك تايمز وصفت الطفل مصطفى، حفيد صدام حسين بأنه الفتى الأكثر شجاعة وجسارة في القرن العشرين، وفي رواية أخرى في القرن الواحد والعشرين، ونسبت لكاتب يدعى روبرت ييسك مديحا وتمجيدا لهذا الطفل. لاحقا تبين عدم وجود كاتب في نيويورك تايمز باسم روبرت ييسك، وأن ما كتب على لسان الصحيفة غير صحيح.
الأمر الهام، أن حفيد صدام حسين حقيقي، وقد اعترف مسؤولون عسكريون أمريكيون بأنه واصل القتال حتى آخر نفس. مصطفى تحول في تلك المعركة إلى أسطورة.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الطفل مصطفى
إقرأ أيضاً:
الحوثيون وإيران وأمريكا.. هل يتجه صدام البحر الأحمر نحو المجهول؟!
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
المصدر: تلفزيون دويتشه فيله الألماني (DW)
صعّدت جماعة الحوثي في اليمن، التي صنفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، من هجماتها الباليستية على مطار إسرائيل الدولي والسفن الأمريكية في البحر الأحمر، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بعد أن استهدفت الولايات المتحدة معاقل الحوثيين في اليمن.
في غضون ذلك، ارتفعت حصيلة القتلى جراء الهجمات الأمريكية على العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة صعدة، شمال غرب البلاد، إلى أكثر من 50 شخصًا، بينهم مدنيون، بحسب مصادر حوثية.
وقال توماس جونو، محلل شؤون الشرق الأوسط في جامعة أوتاوا في كندا، لـ DW: “ما نشهده في الأيام القليلة الماضية هو حملة غارات جوية أمريكية أكثر استدامة من شأنها أن تسبب المزيد من الضرر للحوثيين”.
وأضاف: “مع ذلك، فقد أظهر الحوثيون بوضوح على مر السنين أنهم فعالون للغاية في امتصاص الضربات العسكرية. أولاً من قبل السعودية، أثناء الحرب في اليمن -حيث تدخلت المملكة المجاورة لقيادة التحالف العربي دعمًا للحكومة المعترف بها دوليًا، التي بدأت في عام 2014 وتوقفت إلى حد كبير مع وقف إطلاق النار الهش في عام 2022- ثم في الأشهر الـ 14 الماضية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة”.
وأضاف جونو: “في المقابل، سوف نحتاج إلى مزيد من الوقت حتى نتمكن من تقييم التأثير الحالي بشكل صحيح”.
صنعاء بعد القنابل الأميركية.. خوف السكان وتحدي الحوثيين إدارة ترامب.. فشل العقوبات على الحوثيين يحرك القوات الأمريكية سياسة ترامب.. استخدام المطرقة ضد الحوثيين لضرب إيران بالهراوات هل تتعزز علاقات الحوثيين مع إيران؟“بالنسبة لإدارة ترامب، فإن ضرب الحوثيين هو فوز سهل، وثمرة منخفضة التكلفة من حيث إظهار القوة العسكرية الأميركية، ولكن ما إذا كانت الضربات الجوية ستكون كافية لكسر ظهر الحوثيين هو سؤال مختلف وأكثر تعقيدًا”، هذا ما قاله بوركو أوزجليك، الباحث البارز في المعهد الملكي للخدمات المتحدة ومقره لندن، لـ DW.
في غضون ذلك، حذّر ترامب إيران من تسليح الحوثيين، قائلاً إنه سيحمّلها مسؤولية أي هجمات تنفذها الجماعة المتمردة. وفي مقال له على موقع “تروث سوشيال”، يوم الأربعاء، دعا إيران إلى “التوقف فورًا عن إرسال هذه الإمدادات”.
وفي رده على ذلك، قال المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، في بيان يوم الجمعة: “طهران ليس لها وكلاء في المنطقة، وأن الجماعات التي تدعمها تعمل بشكل مستقل”.
قال أوزجليك: “سعى النظام الإيراني إلى ادعاء النأي بنفسه عن الحوثيين. صحيحٌ أن إيران لا تملك زمام الأمور، ولا تملك سيطرةً كاملةً على صناع القرار الحوثيين، إلا أن الجماعة ما كانت لتتمكن من تجميع ترسانتها من الأسلحة لولا رعايتها”.
يتفق مع ذلك “جونو”، الذي قال: “في هذه المرحلة، تقول إيران إن الحوثيين يتصرفون بشكل مستقل، وأعتقد أن هذا صحيح إلى حد كبير. ومع ذلك، تشترك إيران والحوثيون في مصالح مشتركة؛ فهم يعملون معًا، ويتبادلون المعلومات، وينسقون سياساتهم، لكن الحوثيين لا يتلقون أوامر من إيران”.
وأشار تقرير صدر مؤخرًا عن أوزجليك وزميله براء شيبان، لموقع فورين بوليسي السياسي، إلى أن دور الحوثيين في المنطقة آخذ في التحول.
“لقد تحول ميزان القوى على طول المحور الإيراني لصالح الحوثيين في اليمن، الذين برزوا باعتبارهم الجماعة المسلحة غير الحكومية الأكثر تجهيزًا وتمويلاً، والمتحالفة مع إيران في المشهد الأمني الجديد، بعد تراجع قدرات حزب الله الدفاعية والهجومية”، كما كتب المؤلفون.
وتتزايد الانتقادات الموجهة للحكم المحلي للحوثيين في ضوء حملتهم على المعارضة وتدهور الوضع الإنساني.
وقال معمر، وهو أب يبلغ من العمر 30 عامًا طلب من DW عدم نشر اسمه الكامل خوفًا من الانتقام: “يدرك معظم اليمنيين الآن بوضوح أن الحوثيين جرّوا البلاد إلى صراعات لا نهاية لها”.
تقول مها، وهي أم لطفلين وتعيش في مدينة الحديدة الساحلية، لـ DW: “الوضع في البلاد يتدهور يومًا بعد يوم. أسمع الكثير من الناس يتمنون زوال الحوثيين، حتى لو كان ذلك من خلال الحرب”.
وأضاف رجل بالغ من العمر 40 عامًا، والذي طلب أيضًا استخدام اسم مستعار: “أنا شخصيًا أتمنى إزالتهم بأي وسيلة باستثناء الحرب”.
وقال عامر، وهو موظف حكومي سابق: “الوضع الإنساني يزداد سوءًا”، قبل كل شيء.
تحليل معمق- زعيم الحوثيين يقود “محور المقاومة”.. أكثر مركزية في استراتيجية إيران؟! ترامب: إيران “ستتحمل مسؤولية” أي هجوم يشنه الحوثيونلقد أدى العقد الماضي من الحرب إلى جعل اليمن موطنًا لإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقًا للأمم المتحدة.
وتوقف جزء كبير من المساعدات الدولية للمدنيين، في وقت سابق من هذا العام، بعد أن أعاد ترامب الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بسبب هجماتهم على ممرات الشحن في البحر الأحمر وإسرائيل.
وقد أدت هذه التسمية، والعقوبات التي تلتها، إلى الحد بشكل كبير من المساعدات الإنسانية في البلاد.
وقد أدت التخفيضات في برنامج المساعدات الخارجية الأميركية عبر الوكالة الأمريكية للتنمية إلى مزيد من تعطيل المساعدات الدولية لليمن، كما فعل توقف برامج الأمم المتحدة في فبراير/شباط، بعد أن اختطف الحوثيون العديد من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى.
في هذه الأثناء، لجأ المتمردون الحوثيون إلى نهب الإمدادات الغذائية المخصصة للسكان.
وذكرت وكالة سبأ، التابعة للحكومة المعترف بها دوليًا، يوم الخميس، أن المتمردين نهبوا نحو 20% من البضائع من مستودع تابع لبرنامج الغذاء العالمي، دون إذن.
وبالنسبة للسكان المدنيين، فإن هذا يعني حصولهم على كميات أقل من الغذاء، في حين يستعدون لمزيد من الضربات الأمريكية في الأيام المقبلة.
قال نيكو جعفرنيا، الباحث في شؤون اليمن في هيومن رايتس ووتش: “من الواضح أن الضربات الأمريكية هذه المرة أظهرت تساهلاً أكبر مع الخسائر المدنية مقارنةً بالعام الماضي. لقد دأبوا على قصف المناطق السكنية ليلاً، بينما الناس في منازلهم، وفي حالة واحدة على الأقل، قُتلت عائلة مدنية بأكملها”.
تحليل- ما بعد الهجمات على الحوثيين.. الولايات المتحدة بحاجة إلى سياسة شاملة تجاه اليمن إرباك التُجار في صنعاء.. كيف تؤثر العقوبات الأمريكية على القطاع الخاص؟! تحقيق حصري- تمردات وصراع نفوذ.. فشل الهيكلة يشلّ مؤسسات صنعاء