أصول الستانفوردية.. من نعيم الجنة إلى جحيم غزة
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
روى لنا صديقنا الفنان التشكيلي خير الدين أنَّ المتظاهرين أسروا شبيحًا في الشهر الخامس من الثورة السورية، وعجبوا من أمره، فقد كان منهم، سنيًّا من قرى إدلب، وليس علويًا من الساحل، وكان قد جندل كثيرًا من المتظاهرين، فاستجوبوه، فأٌقرّ بالقتل، وفخر به، وعندما سألوه عن السبب، قال: عبد مأمور، فحكموا عليه بالإعدام، وسألوه عن رغبته الأخيرة، فقال: رغبتي أن تقتلوني مدبرًا غير مقبل، ووجدوا فيه شجاعة قلّ نظيرها، فقد قُتل باسمًا.
كان ستانفورديًا مخلصًا، مثل محمود عباس وبقية الرؤساء العرب السجانين.
يروي فيلم "جسر على نهر كواي" وهو فلم بريطاني من إخراج دافيد لين، وإنتاج سام سبيغل عام 1957، اقتباسا من رواية كتبها بيير بول، تحمل نفس العنوان، حكاية جنود بريطانيين أسرهم اليابانيون، وكلفوا جنرالًا بريطانيًا أسيرًا ببناء جسر سيعبر عليه اليابانيون، ليداهموا البريطانيين في معاقلهم، فعمل الجنرال البريطاني الأسير في بنائه بإخلاص قلّ نظيره، مع أنه جسر ضد جيش الباني ووطنه وعقيدته، ثم ينجح زملاؤه في إقناعه بنسفه، فيقنع بعد لأي بتدمير الجسر العظيم. كاد إخلاصه لمهنته أن يكون أوثق من إخلاصه لوطنه.
شاهدت بالأمس بودكاست مع الكاتب مصطفى خليفة، كاتب رواية القوقعة المعروفة، عَذَر فيها الجلادين الذين عذبوه، ووصفهم بأنهم مجرد أدوات وآلات، وهذا غريب حقًا، ولم يكن هذا رأي زميله الكاتب راتب شعبو، صاحب رواية "ماذا وراء الجدران". يمكن أن يربي المرء الكلب على أمر أو أمور، كأن يهجم على أصحاب اللحى، أو المغيرين على السور، أما الانسان، فكائن عاقل، قادر على الاختيار بين النجدين، أو بعبارة إسلامية مأثورة : "لا طاعة إلا في معروف".".
تجربة ستانفورد ليست بدعة، فالحكومات تقوم بإجراء تجارب واختبارات، وثمة شهادات على قيام نظام الأسد بتجارب كيماوية مروعة على مساجين تدمر، ويمكن أن تكون هيروشيما وناغازاكي اختبارًا، عدا عن كونه عقوبة لليابانتجربة سجن جامعة ستانفورد في كاليفورنيا شهيرة، وملخصها أنَّ رئيس الجامعة يقترح متطوعين لخوض اختبار قياس تأثير الظروف على الأسير والآسر، مقابل أجر، فيتطوع أربعة وعشرون طالبًا، يقسمون في الاختبار إلى فريقين، فريق سجناء، وفريق سجانين، وفي اليوم الثاني تستهوي التجربة السجانين، فيمضون أبعد في إهانة المسجونين عسفًا وتعذيبًا، وقد استمرت التجربة ما يقرب من أسبوع، بعد أن أوغل السجانون في إيلام المسجونين. وكُتبت عن التجربة البشرية أبحاث كثيرة، وصورت عنها أفلام روائية، غالبًا ما يصنف الباحثون أبحاثها حول تأثير الظروف والبيئة المحيطة على السلوك والطباع البشرية، خيرًا أو شرًا، كُلٌّ بحسب إيمانه ومعتقداته.
الإنسان كائن عاقل يميز الخير والشرّ، ويختار أحد النجدين، إما شاكرًا وإما كفورًا، ولهذا نرى مظاهرات في جامعات العالم نصرة لأهل غزة، فقد عدت إسرائيل طورها، واستهانت بكل القوانين الدولية والأعراف الأخلاقية، وبتنا نرى مظاهرات في جامعات بعيدة مثل جامعة طوكيو. ونذكر أن جنديا أمريكيًا اسمه ارون بوشنا نحر نفسه حرقا تبرئة لها من جريرة حكومته، احتجاجًا منه على استعمال الأسلحة الأمريكية في قتل شعب غزة، أما الشعوب العربية، فأسيرة، مثل فريق المسجونين الذين رضوا بالعيش والسلامة.
تجربة ستانفورد ليست بدعة، فالحكومات تقوم بإجراء تجارب واختبارات، وثمة شهادات على قيام نظام الأسد بتجارب كيماوية مروعة على مساجين تدمر، ويمكن أن تكون هيروشيما وناغازاكي اختبارًا، عدا عن كونه عقوبة لليابان، فقد عدا الأمريكان القوانين الدولية وعاقبوا سكان بلدتين يابانيتين بأطفالها ونسائها وشيبها وشبانها وحيواناتها الدابة والطائرة والسابحة، مخالفين الشرائع الدينية والدولية.
وقد قطفت جائزة القنبلتين، وهي سيادة العالم، وأضحت سجان الكوكب.
أصل تجربة ستانفورد قديم، سنجده في كل الحروب، فالإنسان مجردا من الأخلاق، يميل إلى كسر قواعد اللعبة، سنجد خرق قواعد اللعبة في سباق داحس والغبراء، ونجده في يد مارادونا التي أدخلت هدفًا ولم يره الحكم، الخداع في الحرب غير الغش في المواثيق، بل نجد اختبار ستانفورد في قصة قابيل وهابيل، وكان الميثاق أن يقدم كل منهما قربانًا، فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر، فحسد قابيل أخاه هابيل، فقتله، ربما كان أصل الاختبار في قصة آدم، وكان ميثاقه أن يلزم الخط الأحمر، وهو عدم الاقتراب من الشجرة، شجرة الخلد، لكنه أكل منها، فظلم نفسه وظلم زوجه.
لم تدم تجربة ستانفورد الجامعية سوى ستة أيام، في حين أن اختبار غزة ما زال مستمرًا منذ 289 يومًا، ونحن نرى خرقًا لكل قواعد الحرب والسلم في غزة، بما فيها مواثيق السلم والحرب، في عدم حرمان الشعب من الدواء والغذاء، حتى غدت حرب الإبادة مشهدًا مألوفًا نراه كل يوم.لم تدم تجربة ستانفورد الجامعية سوى ستة أيام، في حين أن اختبار غزة ما زال مستمرًا منذ 289 يومًا، ونحن نرى خرقًا لكل قواعد الحرب والسلم في غزة، بما فيها مواثيق السلم والحرب، في عدم حرمان الشعب من الدواء والغذاء، حتى غدت حرب الإبادة مشهدًا مألوفًا نراه كل يوم.
ذكرنا قصصًا ووقائع عن ستانفورد، وسنروي قصة واحدة من قصص الأخلاق: تقول قصة بائع الجرار إن رجلًا اشترى منه جراره كلها، وطفق يكسرها، فأقبل عليه البائع مستنكرًا، فقال له الشاري إنه دفع له ثمنها، فقال البائع: أنا أبيعها من أجل أن يشرب الناس فيها الماء، وليس من أجل ثمنها، وقذف في وجهه ماله، واستعاد جراره.
تقول واقعة فتح سمرقند إن قتيبة بن مسلم الباهلي فتح سمرقند، ولما علم أهلها أن فتحها عنوة مخالف للإسلام، والإسلام يوجب إمهال أهلها ثلاثًا، وتخييرهم بين الإسلام أو الجزية أو الحرب، اشتكوا للخيفة عمر بن عبد العزيز، وكان يطين بيته، فكتب رسالة على ورقة من سطر إلى عامله (كان لقب الأمير وقتها العامل) أن ينظر في أمرهم، فنصب قاضيًا، فأمر القاضي الجيش بالخروج من المدينة، وأن يمهلهم ثلاثًا، ففعل، ودخلت سمرقند كلها في الإسلام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه رأي غزة الحرب احتلال فلسطين غزة رأي حرب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
10 أعمال قبل الفجر في شعبان تدخل الجنة .. اكتشف ما ينفعك
لعل أعمال قبل الفجر في شعبان هي أهم ما ينبغي معرفته والبحث عنه في هذا الوقت وهذه الساعة، لاغتنام خيرات تلك الأزمنة وبركاتها ، والتي حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على تحريها واغتنامها بأحب الأعمال الصالحة إلى الله تعالى، ومن المعروف أن أعمال قبل الفجر في شعبان هي بوابة الخيرات وطريقة تحقيق حلم وأمنية واحتياج، من هنا تنبع أهمية اغتنام الوقت قبل الفجر بصالح الأعمال والدعاء والذكر ، خاصة وأنها من الوصايا النبوية الشريفة والحرص على اغتنام والتي تعد إحدى السُنن المستحبة الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
ماذا يفعل من استيقظ بأذان الفجر على كابوس؟.. النبي يوصيه بـ4 أموردعاء الفجر لقضاء الدين.. 10 أدعية تبدل فقرك لغنى رددها لطلوع الشمسأعمال قبل الفجر في شعبانقالت دار الإفتاء المصرية، إنه الوقت قبل صلاة الفجر من الأوقات المباركة والتي أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - باغتنامها وقد أرشدنا إلى جملة المستحب من أعمال قبل الفجر ومن بينها الصلاة أو بصيغة أخرى قيام الليل ، والتي جاء في حكمها ، أنه في حال قام الشخص بأداء صلاة قيام الليل قبل الفجر بدقائق فإنها صحيحة ويغتنم بها فضل قيام الليل، وذلك لأن الليل ينتهي بخروج الفجر.
وأوضحت “ الإفتاء ” أنه كذلك من أعمال قبل الفجر المستحبة قراءة القرآن والاستماع إليه قَبلَ أذان الفجر، منوهة بأنه أمرٌ مشروعٌ بعُمُومِ الأدلة الشرعية التي جاءت في الحَثِّ على قراءة كتاب الله والاستماع له والإنصات إليه مُطْلَقًا؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، وقوله تعالى: ﴿وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ﴾ [الكهف: 27]، منوهة بأن من أعمال قبل الفجر المستحبة أيضًا الذكر والإكثار من الاستغفار والتسبيح والصلاة على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- والجلوس في المصلى بانتظار الصلاة.
وأضافت أن أحب الأعمال إلى الله تعالى، ففيها ورد أن هناك أعمال فاضلة تجعل الإنسان قريب من ربه تعالى، فإذا ما مرت عليك هذه الخاطرة في حياتك وأردت لها جوابًا فالجواب لها يكون من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فأول هذه الأمور التي يجب عليك أن تحرص عليها، الأمر الأول أن تكون من أهل الإيمان مؤمنًا بربك مصدقًا بنبيك عاملًا بما أمرت به لأن الله لا يقبل عمل رجل لا إيمان له حيث قال المولى عز وجل في كتابه الكريم « وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا».
وتابعت: أما الأمر الثاني أن يكون عملك وفقًا لمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم « قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ »، والأمر الثالث هو الإخلاص فإنك إن لم تكن مخلصًا فإن الله سيقول لغير المخلص اذهب فطلب أجرك ممن عملت من أجله أما إذا كنت عملت من أجلي فخذ الأجر والثواب من عندي هذه هي الأمور التي يجب أن تنتبه لها.
وورد أنه يجزل الله تعالى الثواب والأجر عن قيام الثلث الأخير من الليل والصلاة، لأنه يعد من العبادات المفضلة عند الله تعالى، وكان النبي صلى الله عليه وسلّم لا يتركها، وقد وقد خصّ الله تعالى عباده الذين يقومون الثلث الأخير من الليل بالأجر العظيم لأن القائم يهجر فراشه الدافئ والنوم المريح ليعبد الله عز وجل والناس نيام، لذلك فعلى المؤمن حقًا استغلال هذا الوقت، ويمدح الله تعالى لمن يقيم الليل ومن ضمنها آخر ساعة قبل أذان الفجر ، قال عز وجل: «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16)فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17)» من سورة السجدة، وكذلك المستغفرين في هذا الوقت ، فقال الله تعالى: «وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ» الآية 17من سورة آل عمران، وقل عز وجل: وقال تعالى: «وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ » سورة الذاريات، وليس هناك أعظم من مديحٍ قادمٍ من رب الكون أجمعين.
وأفادت أن القائم بهذه الساعة يجلس بين يدي الله خائفًا متضرعًا ليغفر له ويرحمه ويستحق هذه المنزلة، كما يتحقق الخشوع في الصلاة ، وامتيازها بالإخلاص لأن القائم يقوم لوحده بعيدًا عن أعين الناس النيام ممّا يضمن نقاء نيته ويحميه من دخول الرياء إلى قلبه، الدخول إلى الجنة دون عذاب، فقيام الليل بهذه الساعة يوجب للمؤمن دخول جنة الله تعالى، وقد وضّح النبي -صلى الله عليه وسلّم- بأنّ من قام الليل يدخل الجنة من دون عذابٍ، فالبعض يظن أنّ الشرف يأتي بالمال، أو المناصب، أو الشهادة ولكن وضّح النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنّ قيام الليل هو شرف المؤمن، وذلك لأن قيام الليل دليلٌ على قوة إيمان العبد وإخلاصه وثقته بالله تعالى.
وبينت أن الصلاة مقبولة بهذا الوقت فالله عز وجل يقبل الصلاة من عبده في هذه الساعة، كما أن الله سبحانه وتعالى يثنى على المؤمنين الذين يتعبدون في هذا الوقت، فيما ورد بقوله: « وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا» الآية 64 من سورة الفرقان، و في هذا الوقت هو وقت إجابة الدعاء وقراءة القرآن والطاعات مستحبة في هذا الوقت والصلاة فيه مفضلة كما جاء في الحديث: «أفضل الصلاة صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه ويقوم سدسه».
أذكار قبل الفجر في شعبان1-الاستغفار.
2- قراءة آية الكرسي.
3- الدعاء.
4-قول: "لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كُلّ شيءٍ قدير، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله، ولا إله إلّا الله، ولا نعبد إلّا إيّاه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلّا الله مُخلصين له الدين ولو كره الكافرون".
5- ترديد سيد الاستغفار.
6-الصلاة على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عشر مرّاتٍ.
7- الإكثار من ذكر الله والتسبيح.
8- قراءة ما تيسر من القرآن الكريم .