صحيفة أميركيّة تتحدّث عن طائرات حزب الله... ماذا قالت عنها؟
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
ذكر موقع "الميادين"، أنّ صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، كشفت أنّ حزب الله أطلق نحو 1000 طائرة من دون طيار على إسرائيل منذ بداية الحرب.
وأقرّت بأن حزب الله أظهر القدرة على "التعلم والاستفادة من النقاط العمياء في الدفاعات الإسرائيلية، من خلال رسم خرائط الشمال بطائرات من دون طيار للمراقبة"، وفق ما أكدت مؤسسة ورئيسة مركز "ألما" للأبحاث الإسرائيلي ساريت زهافي.
وأكدت الصحيفة أنّ إسرائيل تواجه مشكلة مع الطائرات من دون طيار، لأنها قد تكون صغيرة ويصعب اكتشافها، ولا تتحرك في مسارات يمكن التنبؤ بها أو تنبعث منها الحرارة الشديدة لمحركات الصواريخ التي تجعل من السهل تعقبها وتدميرها، كما أنها رخيصة الثمن ومتوفرة بكثرة، ويتم نشرها بأعداد متزايدة ومتطورة.
وتطرقت "وول ستريت جورنال" إلى الأداء الناجح لحزب الله في الاستفادة من المسيّرات، إذ "يرسل عدة طائرات في وقت واحد، واحدة على الأقل للاستطلاع وأخرى مفخخة بالمتفجرات"، معترفةً بقدرتها على تحقيق الإصابات شمالي فلسطين المحتلة، حيث ضربت مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية.
وفيما اعتبرته الصحيفة الأميركية "استفزازاً للجيش الإسرائيلي"، أشارت إلى أنّ حزب الله أطلق طائرات استطلاع مسيّرة للمراقبة في الأشهر الأخيرة، وجمع صوراً جوية لمواقع إسرائيلية حساسة ونشرها في "تذكير غير مباشر بضعف إسرائيل".
كذلك، أكدت "وول ستريت جورنال" أنّ القبة الحديدية واجهت صعوبة بالغة في التعامل مع تحدي المسيرات.
وفي هذا السياق، شدّد نائب ضابط الأمن في مستوطنة "كريات شمونة"، عند الحدود مع لبنان، أرييل فريش، على أنّ "الجيش الإسرائيلي لا يملك، في الوقت الحالي، أي وسيلة للوقاية باستثناء استخدام طائرات إف 16"، معرباً عن قلقه بشأن هذا التهديد.
وحدّدت الصحيفة الأميركية أنّ ضعف إسرائيل أمام المسيّرات هو علامة على التحديات التي ستواجهها في أي حرب شاملة مع حزب الله.
وبشأن صعوبة التعامل مع المسيّرات، أوضحت الصحيفة أن إسقاط الطائرات المسيّرات بواسطة طائرة نفاثة، يتطلب من الطيارين، تحديد موقع الأجهزة التي يصعب اكتشافها وتمييزها عن الطائرات المسيّرة الصديقة والطائرات الحربية الأخرى والطائرات المدنية.
وقال طيار في سلاح الجو الإسرائيلي إن "الطائرات من دون طيار لديها بصمات حرارية منخفضة، لذلك تحتاج الطائرات إلى أن تكون خلفها وعلى مقربة منها قدر الإمكان حتى تتمكن الصواريخ الباحثة عن الحرارة من الاشتباك معها". (الميادين)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من دون طیار المسی رات حزب الله
إقرأ أيضاً:
بين سجن المشاعر وتحريرها
لا يُبارى بعض الرجال في مسألة كبت المشاعر وسجنها والتنصّل من كل ما قد يؤدي إلى بثّها، فبحسب العُرف والتربية العتيقة هم محافظون لا يتوجب أن يبوحوا أو أن يخافوا أو يبكوا. لا يشكون إذا تعبوا، لا يبكون إذا أُدميت قلوبهم، لا يعبّرون إذا فرحوا، وإن حصل ذلك فيكون على استحياء.
يتربى الولد منذ سنواته الأولى على مفهوم أنه رجل، ولا يليق بالرجال إظهار مشاعر الخوف أو الرغبة في البكاء، وأن هاتين الصفتين اختصّت بهما النساء. لا ينبغي للرجل أن يجزع أو يتألم، وإن حصل وشوهدت دموعه، يتعرّض لمختلف ألوان التهكم من قِبل محيطه. حتى في المواقف التي تستدعي أن يكون مُبتهجًا، لا ينبغي له أن يبالغ في الفرحة من منطلق أنه رجل!
ورغم أن القرآن الكريم سرد قصص الأنبياء والرُّسل كونهم بشرًا لم تُقدّ قلوبهم من صخر، حيث خافوا وحزنوا وتألموا في مواقف، وفرحوا وابتهجوا في مواقف أُخرى، فإننا نحن البشر العاديين نستحي إبداء عواطفنا خوفًا من أن تُفسّر أنها حالة ضعف لا تناسب رجلًا رصينًا أو تعبيرًا عن انتشاء لا يليق بوقور.
القرآن الكريم لم يتحفظ وهو يسرد لنا قصة سيدنا موسى عليه السلام وصراعه مع فرعون مصر على مشاعر الخوف والقلق التي كانت تعتريه بعد أن وكز الرجل المصري فقتله، بل ذكر بصورة صريحة أنه خرج من المدينة «خائفًا يترقب». فلماذا يُنكر علينا المجتمع نحن الذين لا يوحى إلينا الإتيان بأي صورة من صور الخوف؟
وجاء في السيرة النبوية المطهرة أن النبي عليه الصلاة والسلام خاف خوفًا شديدًا وفزع لما شاهد سيدنا جبريل عليه السلام على صورته الحقيقية، بينما كان يتعبّد في غار حراء. النبي لم يُخفِ تلك المشاعر بل أخبر عنها زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وقال لها قولته الشهيرة: «زملوني زملوني، دثروني دثروني».
كما أنه عليه الصلاة والسلام في ناحية أخرى لم يُخفِ مشاعر حبه لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عندما سألته عن مقدار حبه لها، إذ كان رده عليها: «حبي لك كعقدة حبل لا يستطيع أحد حلها». فتضحك، وكلما مر عليه يسألها وتقول: «كيف حال العقدة؟» فيرد عليها: «كما هي».
ومما جاء في السيرة المُعطّرة أنه عليه الصلاة والسلام كان يُبيّن محبته لابنته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وكان يلاطفها ويُقبّلها على جبينها كلما دخل عليها بيتها، فيما نتحفظ نحن على تقبيل بناتنا أو احتضانهن إذا حققن إنجازًا علميًّا أو انتقلن إلى بيت الزوجية أو رُزقن بمولود!
النقطة الأخيرة..
لا علاقة بين الرجولة والقدرة على سجن المشاعر وتقويضها، لا رابط بين البوح وتحرير العواطف وضعف شخصية الرجل؛ فقوة الرجل تكمن في معرفته طرق استلاب القلوب وصناعة الأمل وإضفاء البهجة في نفوس كل من حوله.