عربي21:
2025-02-07@06:15:21 GMT

الأسد.. حصان خاسر

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

طوال السنوات الماضية التي بدأ فيها حلفاء الثورة السورية محاولاتهم التطبيع مع نظام الأسد، لم يحصدوا شيئاً مما أملوه منه، وبغض النظر فيما إذا كان عاجزاً عن تقديم المطلوب منه نظراً لكثرة اللاعبين والمتلاعبين بنظامه، أو لتمنعه تقديم ما يراه تنازلاً لهذه القوى، حتى وصل الأمر إلى معاقبته بأن يجلس لساعات في مؤتمر قمة الجامعة العربية الأخير بالمنامة صامتاً، وهي أكبر عقوبة يُمنى بها في الاجتماعات، وهو المهووس  بالثرثرة والفلسفة وتوزيع الدروس والنصائح الكاذبة المتكاذبة على الحضور كعادته.



أقول هذا بعد أن أدرك الجانب الأردني كذب النظام منذ عام 2018، فلا هو أبعد المليشيات الطائفية عن حدوده، على الرغم من الجزرة التي قدمها الجانب الأردني له نيابة عن العرب كلهم في سياسة الخطوة خطوة، فقابلها بجري متسارع نحو التفجير بإغراق الأردن بالمخدرات، واستخدامه كمحطة ترانزيت إلى العالم العربي وما بعد العربي، بالإضافة إلى بدء تهريب المتفجرات والأسلحة إلى الأردن، وهو ما رفع درجة الأهبة والاستعداد والقلق في عمّان، فردّت على ذلك بتجميد العلاقات، والبدء في معالجة الأمر بشكل مختلف، والعودة إلى ما قبل عام 2018 عبر دعم فصائل الجيش السوري الحر لحماية حدودها من تسونامي المخدرات والمتفجرات الأسدية، حيث كانت فصائل الجيش السوري الحر خير دافع وحام ليس للأردن فقط وإنما للجنوب السوري من تسلل المليشيات الطائفية وسمومها التخريبية وترويج مخدراتها، التي أغرقت بها المنطقة.

هذا النظام مُتفسخ وباتت مناطقه التي يسيطر عليها على أبواب ثورة ثانية كما كتب المتخصص البريطاني المعروف بالشأن السوري تشارلز ليستر في مقاله الأخير بالفورين بوليسي، وبالتالي فإن هذا النظام لم يعد قادراً على الإيفاء بالمتطلبات اليومية لحاضنته فضلاً أن يكون قادراً بالإيفاء لمتطلبات الدول المجاورة،اليوم نرى نفس التراجع في الجانب الخليجي، وتحديداً السعودي، فالملفان الذين تأمل الأطراف الدولية أن يتعاطى معهما النظام الأسدي بإيجابية، وهما ملف اللاجئين ومقاتلة قوات سوريا الديمقراطية بما يتعلق بالأتراك، بدا عاجزاً أو غير راغب فيهما لا فرق، ولكن تبين أيضاً أنه غير مستعد على الإطلاق التعامل مع ملف اللاجئين، ونحن نرى التقارير الدولية عن قتله وتعذيبه وسحله لكل لاجئ يصل إلى سوريا، فضلاً عن تمليك الأراضي والعقارات للمليشيات الإيرانية، وهو ما رأيناه أخيراً في حي حجيرة بريف دمشق، وما شاهدناه بأمّ العين من انشغال الجيش الأسدي بتفكيك أسلاك الحديد من أسطح بيوت ومنازل مدينة سراقب المحتلة في ريف إدلب، بالإضافة إلى العمليات شبه اليومية في استهداف كل مدني ومصالحه عبر طائرات الدرون الانتحارية وبمشاركة حلفائه الإيرانيين والمليشيات الطائفية العابرة للحدود، مما يعني أنه لن يقبل بالتنازل في هذا الملف السيادي وهو إعادة اللاجئين، بعد أن جعل المجتمع متجانساً كما ذكر غير مرة، بتهجيره أربعة عشر مليون سني من سوريا.

على صعيد قوات سوريا الديمقراطية، فهذا النظام ليس مستعداً أن يتعاون في ملفها، وهو الذي يعرف تماماً بأنه قادر على بيعها في مكان آخر، وهو الأمريكي، بل ومستعد أن يذهب إلى منحها استقلالاً ذاتياً مقابل غسل نظامه وتسويقه دولياً عبر الأمريكيين، مقارنة بثقته بالتركي، وهو الذي ينظر إليه تاريخياً قبل 2011 على أنه العدو الأساسي، فكيف سيتنازل عنه اليوم دون أي مصلحة تصب في صالحه، وقد سبق أن رفض التنازل للأردني، الذي لم يؤذه بعشر معشار ما فعله التركي به خلال السنوات الماضية.

هذا النظام مُتفسخ وباتت مناطقه التي يسيطر عليها على أبواب ثورة ثانية كما كتب المتخصص البريطاني المعروف بالشأن السوري تشارلز ليستر في مقاله الأخير بالفورين بوليسي، وبالتالي فإن هذا النظام لم يعد قادراً على الإيفاء بالمتطلبات اليومية لحاضنته فضلاً أن يكون قادراً بالإيفاء لمتطلبات الدول المجاورة، إذ عجز مع حلفائه على معالجة ملف تنظيم الدولة، ونحن نقرأ بشكل شبه يومي عن عمليات ضده وضد مصالحه في البادية، فكيف سيكون قادراً على مقاتلة قوات سوريا الديمقراطية؟ ولمصلحة من؟، وقبل هذا كله، هل لديه القوة الكافية لنشر مقاتليه على جبها قسد الأمر الذي سيُضعفه في مواجهة مناطق أخرى، ستستغل الوضع لصالحها.

على جبهة درعا والسويداء نرى فشله الكامل في معالجة ملفات أمنية منطقوية، فكيف سيتم المراهنة عليه في معالجة ملفات أكبر منها بكثير، لاسيما وأن عقلية الغرور والعنجهية غير المبررة والمفتقرة إلى أبسط أدواتها لا تزال تتحكم به،  كمثل احتجازه لسيدتين من السويداء وانخل، ولكن ثوار درعا والسويداء أجبروه على التنازل عن كبريائه وغروره فأطلق سراحهما مُرغماً، في حالة غير مسبوقة بالنسبة له، وهو دليل ضعف كبير...

المراهنة على النظام خاسرة، والنظام غدا حصاناً خاسراً، ولعل تصريحات روسيا الأخيرة في أنها لا ترى في سوريا منطقة مهيئة للإعمار، رسالة واضحة بأن المعركة لم تنته بعد، دليل ذلك إصرار السوريين على المعركة واستمرارها، والتي تتسع وتتعمق مع تعمق ملاحقة النظام في المحاكم الدولية والتي وصلت اليوم إلى أمريكا، كل ذلك سيحاصر النظام وحلفاءه أكثر فأكثر، خصوصاً وأن المنطقة في حالة سيولة ومقبلة على حرب كبرى كما يتوقع الكثيرون.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العلاقات سوريا سوريا علاقات بشار الأسد رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا النظام

إقرأ أيضاً:

المسيحيون في سوريا.. ما وراء رواية نظام الأسد

مع بدء "قمة الحرية الدينية الدولية" في واشنطن العاصمة، يضغط المدافعون عن حقوق الإنسان، مطالبين بحماية الأقليات الدينية والعرقية في المشهد السياسي المتطور في سوريا.

محنة المسيحيين في سوريا لا ترتبط فقط بحكم الأسد أو المتمردين

 ومن بين الحاضرين البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، مما يشير إلى أهمية حماية المجتمعات المسيحية في سوريا، حسبما أفاد رئيس ومؤسس المنظمة العالمية لحقوق الإنسان ADFA في مقاله بموقع مجلة الأمريكية. المسيحيون بعد الأسد

قبل شهرين، احتفلت المنظمة العالمية لحقوق الإنسان بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسها في السويد، لكن المناسبة طغت عليها الأخبار المحزنة من سوريا. فمع رحيل بشار الأسد، سيطر المتمردون على مناطق معينة، مما أجبر العديد من المسيحيين على الاختباء.
كان الخوف نابعاً من تجارب سابقة مع الفصائل الجهادية مثل "هيئة تحرير الشام" وارتباطاتها التاريخية بتنظيم "داعش" و"القاعدة". 

A delegation of Syrian Christians from across #Syria met with the new Damascus government. It is wonderful to see Bishop Hanna Jallouf the catholic bishop of Aleppo and a friend of @syrianetf for over a decade alongside Christian leaders from Damascus finally able to practice… pic.twitter.com/AXShiRdKZP

— Mouaz Moustafa (@SoccerMouaz) December 31, 2024

وعلى الرغم من أن المتمردين أعلنوا لاحقاً التزامهم بتطبيق "المساواة في الحقوق"، ظلت الشكوك قائمة. عاد بعض المسيحيين بحذر إلى ديارهم للاحتفال بعيد الميلاد، لكن عدم اليقين كان يلوح في الأفق بشأن مستقبلهم في سوريا التي مزقتها الحرب والتي تحكمها الآن مجموعات معارضة موزعة.

الاضطهاد من جبهات متعددة

وقال الكاتب إن محنة المسيحيين في سوريا لا ترتبط فقط بحكم الأسد أو المتمردين الذين خلفوه، مشيراً إلى معاناة العديد من المسيحيين على أيدي النظام والفصائل المتطرفة.
وسلط الكاتب الضوء على إحدى الحالات المروعة، وهي حالة رزوق، اللاجئ السوري الذي فر بعد أن واجه الاضطهاد من قبل قوات الأمن التابعة للأسد والمتشددين الأصوليين. ومن المؤسف أن زوجته وبناته غرقوا أثناء محاولتهم الوصول إلى بر الأمان عبر طرق التهريب.
وتؤكد مثل هذه القصص على التهديدات المزدوجة التي يواجهها المسيحيون في سوريا: القمع في ظل حكم الأسد والوحشية على أيدي الفصائل المتطرفة.

دحض الرواية المؤيدة للأسد

هناك اعتقاد خاطئ شائع بأن المسيحيين في سوريا كانوا يدعمون حكومة الأسد بشكل موحد. ويدحض الكاتب هذا الاعتقاد، مؤكداً أن العديد من المسيحيين قاوموا النظام بنشاط.
وعارضت "المنظمة الديمقراطية الآشورية" الأسد منذ بداية انتفاضة عام 2011، وانضمت إلى "الائتلاف السوري المعارض".

ولعبت شخصيات مسيحية بارزة مثل جورج صبرا أدواراً قيادية في حركة المعارضة. 

While the warmongers cheer Assad being overthrown, Christians will now be persecuted under sharia law which has now been declared in Syria.

Damascus is one of the earliest places where Christianity began.

I’m praying for them. ????

pic.twitter.com/ughE9YrMnj

— Rep. Marjorie Taylor Greene???????? (@RepMTG) December 9, 2024

بالإضافة إلى ذلك، تحالف "حزب الاتحاد السرياني" مع "قوات سوريا الديمقراطية" - وهو تحالف عرقي مدعوم من الولايات المتحدة - ضد الأسد وتنظيم "داعش". وفي عام 2012، اقتحم نشطاء "حزب الاتحاد السرياني" السفارة السورية في ستوكهولم للاحتجاج على وحشية النظام.

وتم القبض على أحد قادتهم الرئيسيين، سعيد ملكي كوثر، في القامشلي في عام 2013 وما يزال مفقوداً.

ولم يسلم رجال الدين المسيحيون البارزون. اختُطف رئيس أساقفة الروم الأرثوذكس بولس يازجي ورئيس أساقفة السريان الأرثوذكس يوحنا إبراهيم في حلب، وما يزال مصيرهما مجهولاً. ويتساءل الكاتب عما إذا كان نظام الأسد قد لعب دوراً في اختفائهما، حيث انتقد كلاهما حكمه.

المقاتلون المسيحيون في الثورة

وعلى عكس الادعاءات بأن المعارضة كانت يهيمن عليها السُنّة حصرياً، يشير الكاتب إلى أن المسيحيين قاتلوا أيضاً من أجل سوريا الديمقراطية. وانضم العديد منهم إلى "الجيش السوري الحر"، وهو تحالف علماني في البداية ضم السنة والأكراد والدروز. وواصل ناشطون مسيحيون مثل عبد الأحد أستيفو وسنحاريب ميرزا الدعوة إلى سوريا التعددية.

التأثير المدمر للحرب في المجتمعات المسيحية

قبل عام 2011، كانت سوريا موطناً لحوالي 1.5 مليون مسيحي. واليوم، بقي أقل من 300 ألف مسيحي. فقد دمرت الحرب المجتمعات المسيحية المزدهرة.

وانخرط تنظيم "داعش" والفصائل التابعة له في التطهير العرقي، وأجبر الآشوريين على الخروج من منطقة الخابور، والأرمن من كسب، والسريان من حمص. حتى المسيحيين الأرثوذكس اليونانيين، أكبر طائفة مسيحية في سوريا، عانوا تحت حكم المتمردين.

المناصرة الدولية لحقوق المسيحيين وأكد الكاتب على الحاجة إلى مزيد من الاهتمام الدولي بمحنة المسيحيين في سوريا. ودعت ورقة بحثية قدمتها الجهات المعنية في "قمة الحرية الدولية الدينية" إلى إدارة ترامب، إلى ضمان المساواة في الحقوق للمسيحيين والدروز والعلويين والأقليات الأخرى، مؤكدةً أهمية حقوق المرأة في استقرار سوريا في المستقبل.
وتأمل المنظمة العالمية لحقوق الإنسان وحلفاؤها في تأمين الحماية للمسيحيين والأقليات الأخرى من خلال الجهود التشريعية، من أجل الاعتراف بوضعهم الأصلي في سوريا وضمان حقهم في التعايش مع المجتمعات الدينية والإثنية المتنوعة في البلاد. لحظة حاسمة لمسيحيي سوريا وقال الكاتب: لا يمكن تجاهل مصير المسيحيين في سوريا. لم تبدأ معاناتهم باستيلاء المتمردين، ولم يكن الأسد حامياً لهم ولحقوقهم. لقد ناضل المسيحيون السوريون لفترة طويلة من أجل دولة تعددية وديمقراطية.
وأضاف أن المسيحيين في سوريا هم أمة ديمقراطية. والآن، بينما تخضع سوريا لتحول سياسي آخر، يتعين على العالم أن يضمن عدم نسيانهم. وفي "قمة الحريات الدينية الدولية"، يأمل المدافعون عن حقوق الإنسان أن يتخذ المشرعون الأمريكيون خطوات ملموسة لدعم الأقلية المسيحية، وضمان بقائهم وحقهم في المواطنة المتساوية في مستقبل سوريا.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع السوري: منفتحون على استمرار الوجود العسكري الروسي في البلاد
  • قيصر مسرب صور المعتقلين بسجون نظام الأسد يكشف عن هويته لأول مرة.. من هو؟
  • يتطرق لسقوط حكم بشار الأسد.. الإعلان الترويجي للمسلسل السوري حبق
  • قيصر مسرب صور المعتقلين بسجون نظام الأسد يكشف عن هويته لأول مرة
  • المسيحيون في سوريا.. ما وراء رواية نظام الأسد
  • تقرير يكشف وقائع مهمّة عن سقوط بشار الأسد.. هكذا خان الجيش السوريّ حزب الله وإيران
  • دمشق التي تغادر زمن الوجع والمرارة
  • حملة إيرانيّة على سوريا… عبر العراق
  • وزير الداخلية السوري السابق محمد الشعار يسلّم نفسه للسلطات
  • وزير الداخلية الأسبق في نظام الأسد يسلم نفسه إلى السلطات.. هذا ما نعرفه عنه