جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-10@10:30:11 GMT

تغيُّر المعادلات في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

تغيُّر المعادلات في الشرق الأوسط

 

 

يزيد السلطان

في خضم المعاناة الإنسانية والتحديات الكبرى التي يواجهها الشعب الفلسطيني المستضعف، يظهر بريق الأمل من الأرض اليمنية العريقة، حيث يهب الشعب اليمني للدفاع عن إخوانه في الدم والمصير، ويقف في وجه الظلم الإسرائيلي بكل شجاعة وإصرار. تتجلى الروح العربية الأصيلة في أبهى صورها، حيث تتكافل الشعوب وتتكاتف في مواجهة أعداء التحديات.

إن هذا الدعم اللامحدود ينبع من قلوب حرة، عرفت معنى الكرامة ورفضت الاستكانة للظلم، متخذة من الفعل الإيجابي نهجًا للإسهام في تحرير الإنسانية من قيود القهر والاضطهاد.

حين تتوالى اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، تشهد الساحة العربية صحوة من نوع خاص، يصطف فيها اليمنيون بجانب إخوانهم الفلسطينيين، غير آبهين بالتحديات والعقبات التي تعترض طريقهم. إن التحرك اليمني الراهن ليس مجرد استجابة طارئة لأحداث آنية، بل هو امتداد لتاريخ طويل من الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية، يعبر عن إيمان عميق بالعدالة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.

وفي يوم سيسجله التاريخ بحروف من نار، قامت الجمهورية اليمنية بخطوة جريئة وغير مسبوقة عندما قصفت تل أبيب، عاصمة الكيان الإسرائيلي، في تحرك أربك كل الحسابات الإقليمية والدولية. لم يكن يتوقع أحد أن تتجرأ دولة عربية على هذا الفعل، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها اليمن.

على مدار سنوات طويلة، ظل الكيان الإسرائيلي يشعر بالأمان إلى حد كبير بسبب التحالفات القوية والدعم اللا محدود من الولايات المتحدة والغرب. لكن اليمن، ورغم ما تعانيه من حرب مستمرة وتحديات داخلية، قررت أن تكون الشوكة في عنق الصهاينة وعملائهم. لم تستطيع إسرائيل أن تبتلع هذه الشوكة ولم تستطيع إخراجها مهما فعلت.

لم تتأخر إسرائيل في الرد على الهجوم اليمني، حيث شنت سلسلة من الغارات الجوية على محافظة الحديدة اليمنية. استهدفت الغارات محطة الكهرباء الحيوية التي تغذي المدينة، إضافة إلى ميناء الحديدة وخزانات الوقود، مما أسفر عن دمار كبير وخسائر بشرية فادحة.

يعيش اليمن مأساة إنسانية لا تُصدَّق، وتتعاظم معاناة شعبه يوماً بعد يوم بسبب الحرب المدمرة.

وعلى الرغم من تلك الأحداث العنيفة والضغوط الهائلة، يتحلى اليمن بعزيمة لا تلين وإرادة صلبة في مواصلة دعمه ونصرته للمظلومين في فلسطين. لقد علّم التاريخ أن الأزمات والتحديات لا تنال من إرادة الشعوب الحرة، واليمن ليس استثناءً. تظل مواقف اليمن ثابتةً في رفض الاحتلال والعدوان، مستمدةً قوتها من إيمانها العميق بحق الشعوب في الحرية والكرامة والعدالة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

السيسي وماكرون يبحثان خطة إعادة إعمار غزة والأوضاع في الشرق الأوسط

القاهرة "رويترز": أكد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم رفضهما لترحيل السكان من غزة قسرا ودعمهما للخطة العربية لإعادة إعمار القطاع.

وقال السيسي في مؤتمر صحفي بالقاهرة "تناولت والرئيس ماكرون، بشكل معمق، التطورات المتلاحقة على الساحة الإقليمية والدولية وعلى رأسها الوضع المأساوي في قطاع غزة، حيث أكدنا ضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وإطلاق الرهائن".

وأضاف "كما توافقنا على رفض أي دعوات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، واستعرضت مع الرئيس ماكرون الخطة العربية للتعافي وإعادة إعمار غزة، واتفقنا على تنسيق الجهود المشتركة بشأن مؤتمر إعمار غزة الذي تعتزم مصر استضافته بمجرد وقف الأعمال العدائية في القطاع".

وأكد السيسي أن "تحقيق الاستقرار والسلام الدائم في الشرق الأوسط سيظل أمرا بعيد المنال طالما ظلت القضية الفلسطينية بدون تسوية عادلة".

وكان الرئيس الفرنسي قد وصل إلى مصر الأحد في زيارة تستغرق ثلاثة أيام تشمل زيارة مدينة العريش المصرية الواقعة على بعد 50 كيلومترا من قطاع غزة وتعد نقطة لتجميع المساعدات الإنسانية للقطاع.

وقال ماكرون في المؤتمر الصحفي إن فرنسا تدين استئناف الضربات الإسرائيلية لغزة، معربا عن دعم بلاده للخطة العربية لإعادة إعمار القطاع.

وقال "نوجه نداء للعودة فورا لاحترام وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة ... المفاوضات يجب أن تُستأنف دون تأخير وبطريقة بناءة".

وأضاف "فرنسا تؤيد مصر في نقطة مهمة جدا، وأريد أن أؤكد على ذلك بقوة، نحن نعترض بشدة على الترحيل القسري للسكان وضم غزة والضفة الغربية، لأن هذا سيكون انتهاكا للقانون الدولي وتهديدا خطيرا على أمن المنطقة بما في ذلك أمن إسرائيل".

وتابع قائلا "أود أن أكرر دعمنا لخطة إعمار غزة التي تبنتها الجامعة العربية في الرابع من مارس الماضي، وأحيي العمل الذي قامت به مصر في هذا الشأن، والذي يفتح دربا واقعيا لإعادة بناء غزة، ويجب أن يفتح المجال أيضا أمام حكم فلسطيني جديدا في القطاع بقيادة السلطة الوطنية الفلسطينية".

وأكد أنه "لا يجب أن يكون لحماس أي مشاركة في ذلك".

سبق المؤتمر الصحفي للرئيسين المصري والفرنسي توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات الصحة والتعليم والنقل والطاقة والاستثمار.

كما وقع السيسي وماكرون إعلانا مشتركا لرفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

وأشار السيسي في المؤتمر إلى أن مباحثاته في القاهرة اليوم مع ماكرون تطرقت إلى الأوضاع في سوريا ولبنان والسودان والأمن المائي لدول حوض نهر النيل وسلامة الملاحة في البحر الأحمر.

وقال "توافقنا على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وضرورة اتسام العملية السياسية خلال الفترة الانتقالية بالعمومية ومشاركة كافة مكونات الشعب السوري".

وأضاف "كما أكدنا دعمنا للرئيس اللبناني الجديد والحكومة اللبنانية في جهودهما لتحقيق الاستقرار وتطلعات الشعب اللبناني الشقيق، مع أهمية التزام جميع الأطراف بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق الأعمال العدائية ومحورية الامتثال الكامل للقرار الأممي رقم 1701 وتطبيقه دون انتقائية".

وتابع قائلا "أكدنا على حرص مصر وفرنسا على استعادة المعدلات الطبيعية لحركة مرور السفن في قناة السويس المصرية، وتفادي اضطرار الفسن التجارية لاتباع مسارات بحرية بديلة، أطول مسافة وأكثر كلفة، وذلك نتيجة الهجمات التي استهدفت بعضا منها في مضيق باب المندب بسبب استمرار الحرب في غزة، وهو الوضع الذي أسفر عن خسارة مصر نحو سبعة مليارات دولار خلال العام 2024 من إيرادات قناة السويس".

مقالات مشابهة

  • خاص.. الشرق الأوسط على شفا شهر غير مسبوق في حال فشل محادثات مسقط
  • الرئيس الإندونيسي يزور 5 دول في الشرق الأوسط لدعم غزة
  • ماكرون يزور جرحى فلسطينيين في مستشفى العريش قرب قطاع غزة
  • مصر تؤكد لأميركا رفضها تهجير الفلسطينيين من أرضهم
  • مساعدات الإمارات للسودان تضامن إنساني مع الشعوب
  • اقرأ غدا في عدد البوابة: مباحثات مصرية فرنسية تتناول قضايا الشرق الأوسط
  • وزير الخارجية يشارك في مؤتمر حوار الشرق الأوسط - أمريكا بالإمارات
  • خبير: مصر بوابة الشرق الأوسط للقارة الإفريقية
  • السيسي وماكرون يبحثان خطة إعادة إعمار غزة والأوضاع في الشرق الأوسط
  • أسواق الشرق الأوسط تتهاوى تحت وطأة الرسوم الأمريكية وهبوط في أسعار النفط