تغيُّر المعادلات في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
يزيد السلطان
في خضم المعاناة الإنسانية والتحديات الكبرى التي يواجهها الشعب الفلسطيني المستضعف، يظهر بريق الأمل من الأرض اليمنية العريقة، حيث يهب الشعب اليمني للدفاع عن إخوانه في الدم والمصير، ويقف في وجه الظلم الإسرائيلي بكل شجاعة وإصرار. تتجلى الروح العربية الأصيلة في أبهى صورها، حيث تتكافل الشعوب وتتكاتف في مواجهة أعداء التحديات.
حين تتوالى اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، تشهد الساحة العربية صحوة من نوع خاص، يصطف فيها اليمنيون بجانب إخوانهم الفلسطينيين، غير آبهين بالتحديات والعقبات التي تعترض طريقهم. إن التحرك اليمني الراهن ليس مجرد استجابة طارئة لأحداث آنية، بل هو امتداد لتاريخ طويل من الدعم والمساندة للقضية الفلسطينية، يعبر عن إيمان عميق بالعدالة وحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
وفي يوم سيسجله التاريخ بحروف من نار، قامت الجمهورية اليمنية بخطوة جريئة وغير مسبوقة عندما قصفت تل أبيب، عاصمة الكيان الإسرائيلي، في تحرك أربك كل الحسابات الإقليمية والدولية. لم يكن يتوقع أحد أن تتجرأ دولة عربية على هذا الفعل، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها اليمن.
على مدار سنوات طويلة، ظل الكيان الإسرائيلي يشعر بالأمان إلى حد كبير بسبب التحالفات القوية والدعم اللا محدود من الولايات المتحدة والغرب. لكن اليمن، ورغم ما تعانيه من حرب مستمرة وتحديات داخلية، قررت أن تكون الشوكة في عنق الصهاينة وعملائهم. لم تستطيع إسرائيل أن تبتلع هذه الشوكة ولم تستطيع إخراجها مهما فعلت.
لم تتأخر إسرائيل في الرد على الهجوم اليمني، حيث شنت سلسلة من الغارات الجوية على محافظة الحديدة اليمنية. استهدفت الغارات محطة الكهرباء الحيوية التي تغذي المدينة، إضافة إلى ميناء الحديدة وخزانات الوقود، مما أسفر عن دمار كبير وخسائر بشرية فادحة.
يعيش اليمن مأساة إنسانية لا تُصدَّق، وتتعاظم معاناة شعبه يوماً بعد يوم بسبب الحرب المدمرة.
وعلى الرغم من تلك الأحداث العنيفة والضغوط الهائلة، يتحلى اليمن بعزيمة لا تلين وإرادة صلبة في مواصلة دعمه ونصرته للمظلومين في فلسطين. لقد علّم التاريخ أن الأزمات والتحديات لا تنال من إرادة الشعوب الحرة، واليمن ليس استثناءً. تظل مواقف اليمن ثابتةً في رفض الاحتلال والعدوان، مستمدةً قوتها من إيمانها العميق بحق الشعوب في الحرية والكرامة والعدالة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مجلة أمريكية: تصنيف ” الحوثيين” مجرد استعراض لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن
الثورة نت/..
قالت مجلة “تايم” الأمريكية إن قرار إدارة ترامب بتصنيف حركة “أنصار الله” (الحوثيين) كمنظمة إرهابية أجنبية لن يؤثر بشكل كبير على الحركة وقوات صنعاء، حيث يرى الخبراء أن القرار يأتي كمحاولة استعراض من جانب الإدارة الجديدة لتمييز نفسها عن إدارة بايدن”.
ونشرت المجلة، الجمعة، تقريراً ذكرت فيه أن “العديد من الخبراء يتفقون على أن هذه الخطوة تتعلق أكثر بالموقف السياسي المحلي وليس بإحداث تغيير على الأرض، ويقول البعض إنها قد تؤدي في الواقع إلى تفاقم التهديد الذي يتعرض له الشحن البحري”.
ونقل التقرير عن نادر هاشمي، الأستاذ المشارك في شؤون الشرق الأوسط والسياسة الإسلامية في جامعة جورج تاون، قوله إن “إعادة تصنيف الحوثيين كإرهابيين قد لا يكون له سوى تأثير جانبي على الحوثيين”. وأضاف: “العقوبات المصاحبة للتصنيف لا تضعف هذه البلدان حقاً، أعتقد أنها في الغالب مجرد استعراض وفرصة لإدارة ترامب لمحاولة تمييز نفسها عن بايدن وتقديم نفسها على أنها تقف حقاً ضد أعداء أمريكا”.
وقال هاشمي: “إذا استمر الحوثيون في شن الهجمات على السفن، فإن هذا التصنيف من شأنه أن يساهم في تفاقم التوترات في الشرق الأوسط، لكنه لا يساعد في تحسين الوضع، وبهذا المعنى، قد تكون هناك تكلفة اقتصادية أكبر إذا تم إطلاق النار على السفن التي تمر عبر البحر الأحمر، وإجبارها على اختيار مسارات مختلفة، أو إذا كانت هناك الآن أسعار تأمين أعلى يتعين فرضها بسبب التهديد بالهجوم، وسيتعين على المستهلكين دفع ثمن هذه النفقات الإضافية إذا فرضت الشركات رسوماً أعلى لإرسال سفنها عبر الشرق الأوسط”.
كما نقل التقرير عن أبريل لونجلي ألي، الخبيرة البارزة في شؤون الخليج واليمن في المعهد الأمريكي للسلام قولها إنه: “عندما يتعرض الحوثيون للضغط، فإنهم عادة ما يستجيبون عسكرياً، لقد هددوا لفترة من الوقت بالرد، سواء داخل اليمن أو خارجها”. وأضافت أنه “في حين تم وضع تدابير لمنع أسوأ التأثيرات على المجال الإنساني، فإن الأمر يعتمد حقاً على كيفية تفسير القطاع الخاص والنظام المصرفي الوطني للقيود المفروضة هناك”، لافتة إلى أن “القطاع الخاص في اليمن هش بشكل لافت للنظر”.
واعتبرت ألي أن “الخطر الحقيقي الذي يهدد الاقتصاد اليمني وسبل عيش اليمنيين يتمثل في مسألة الإفراط في الامتثال”، مشيرة إلى أن “بعض الأطراف ربما تتجنب التعامل مع اليمن تماماً خوفاً من الوقوع في مشاكل مع وزارة الخزانة الأمريكية التي تنفذ العقوبات، وهذا له تأثير ضار على مستوى البلاد، لذا يتعين علينا أن نرى كيف ستسير الأمور”، حسب ما نقلت المجلة.
ووفقاً للتقرير فإن “المدافعين عن حقوق الإنسان يحذرون من أن التصنيف الأمريكي قد يؤدي إلى خنق المساعدات الإنسانية من مصادر أخرى، والتي يحتاج إليها 80% من السكان بشكل حرج”.