أبدى التحالف الداعم للمرشح الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية الموريتانية التي جرت 29  حزيران /يونيو الماضي، بيرام الداه اعبيد، استعداده لحوار سياسي مع السلطة بشأن الأزمة التي تسببت بها الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وحشد التحالف المعارض، مساء الأحد، الآلاف من أنصاره في العاصمة نواكشوط، للاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فيما أكد مرشح الائتلاف بيرام الداه اعبيد، عدم اعترافه بنتائج الانتخابات، لكنه دعا في نفس الوقت للحوار من أجل حل الأزمة.





شروط لحل الأزمة
وطالب التحالف المعارض بإجراء انتخابات نيابية ومحلية مبكرة ضمن شروطه لحل الأزمة السياسية الناجمة عما وصفها بانتخابات رئاسية "مزورة".

واستعرض مرشح التحالف المعارض بيرام الداه اعبيد، خلال المهرجان شروط تحالفه لحل الأزمة السياسية، مشيرا إلى أن من بينها أيضا حل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات والنظر في النظام الانتخابي وإجراء تحقيق في وفاة متظاهرين خلال احتجاجات رافضة لنتائج الانتخابات الرئاسية مطلع الشهر الجاري بمدينة كيهيدي جنوب البلاد.

وشدد على ضرورة أنهاء ما وصفها بحالة الطوارئ غير المعلنة  في إشارة للإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة والتي من بينها قطع الانترنت عن الهواتف المحمولة، مشددا على ضرورة عودة الانترنت على الفور وإنها التشديدات الأمنية.

من جهته، أكد رئيس حزب "الصواب" أبرز الأحزاب الأعضاء في التحالف، عبد السلام ولد حرمه، أن البلد يعيش في أزمة سياسية ناجمة عن تزوير انتخابات مصيرية في حياة المجتمع والدولة.

وشدد في كلمة خلال المهرجان على ضرورة احترام قانون الحريات العامة والأساسية، وإعادة النظر في المسلسل الانتخابي بمجمله.




تسلسل زمني لتطور الأزمة
شهدت موريتانيا في 29 حزيران /يونيو الماضي انتخابات رئاسية شارك فيها 7 مرشحين بينهم الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني والناشط الحقوقي بيرام الداه اعبيد، وزعيم المعارضة رئيس حزب "تواصل" حمادي ولد سيد المختار.

وأسفرت هذه الانتخابات عن فوز الغزواني بولاية رئاسية ثانية، فيما حل ثانيا الناشط الحقوقي بيرا الداه اعبيدة، وحل ثالثا زعيم المعارضة حمادي ولد سيد المختار.

وعقب الإعلان الجزئي عن نتائج الانتخابات من طرف اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، تحدث المرشح الذي حل ثانيا في الانتخابات بيرام الداه اعبيد عن انقلاب انتخابي، ووصف الانتخابات بالمزورة.

وصباح الأحد 30 يونيو خرجت مظاهرات بعض أحياء نواكشوط، حيث أشعل محتجون إطارات السيارات وهتفوا باسم المرشح بيرام الداه اعبيد، ومساء نفس اليوم أعلن الداه اعبيد عدم اعترافه بنتائج الانتخابات.

ويوم 1 تموز /يوليو الجاري اتسعت الاحتجاجات الرافضة لنتائج الانتخابات، وشملت عدة مدن بينها العاصمة نواكشوط والعاصمة الاقتصادية نواذيبو.

والثلاثاء، أعلنت وزارة الداخلية وفاة 3 متظاهرين عقب ساعات من توقيفهم على خلفية الاحتجاجات الرافضة لنتائج الانتخابات بمدينة كيهيدي.

وقد سارعت السلطات خلال اليوم نفسه إلى قطع خدمة الانترنت عن الهواتف مع إبقاء الخدمة على الأجهزة الثابتة، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات.




عودة الهدوء
وعاد الهدوء تدريجيا إلى مختلف المدن الموريتانية، فيما استمرت السلطات الأمنية في نشر قواتها قرب المباني الحكومية والمؤسسات الحساسة، كما واصلت السلطات قطع خدمة الإنترنت عن الهواتف المحمولة في جميع أنحاء البلاد.

وقد دعا المرشح بيرام الداه اعبيد، أنصاره على الهدوء والتظاهر بشكل سلمي.

وأعلن المجلس الدستوري رسميا، فوز الغزواني بولاية جديدة مدتها 5 سنوات، بحصوله على 56.12 بالمئة من الأصوات، فيما حل ثانيا الناشط الحقوقي الداه اعبيد، بحصوله على 22.10 بالمئة.

وحل ثالثا حمادي ولد سيدي المختار، رئيس حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (إسلامي معارض) بنسبة 12.76 بالمئة، فيما تقاسم 4 مرشحين آخرين الأصوات المتبقية بنسب متفاوتة.


واعترف المرشح، الذي حل ثالثا بنتائج الانتخابات، وقال إنها متطابقة مع المعطيات التي جمعتها حملته، فيما رفض المرشح الذي حل ثانيا الاعتراف بالنتائج ووصفها بأنها "مزورة" ودعا أنصاره للبقاء "يقظين للدفاع عن أصواتهم".

فرص الحل
ويرى المحلل السياسي أحمد ولد محمد فال، أن دعوة المرشح الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية بيرام الداه اعبيد، للحوار، قد تشكل بداية لحل الأزمة السياسية.

وأشار في تصريح لـ"عربي21"، إلى أن سماح السلطات للائتلاف المعارض الداعم للمرشح الداه اعبيد، بتنظيم مهرجان حاشد وسط العاصمة، مؤشر على أن مفاوضات بدأت بالفعل من أجل حلحلة الأزمة.

وأضاف "رغم أن المرشح بيرام الداه اعبيد، جدد خلال المهرجان رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات، لكن دعوته للحوار ومطالبته بانتخابات برلمانية ومحلية مبكرة، دون المطالبة بإعادة الانتخابات الرئاسية، دليل واضح على مفاوضات بهذه الخصوص".

وتوقع المتحدث أن تسفر المفاوضات المرتقبة عن حل يتضمن الدعوة لانتخابات برلمانية ومحلية مبكرة وإعادة تشكيل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، مقابل الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية وبذلك تنتهي الأزمة السياسية التي كادت تعصف بهدوء البلد.



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية نواكشوط موريتانيا موريتانيا نواكشوط الانتخابات الموريتانية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات الرئاسیة بنتائج الانتخابات بیرام الداه اعبید الأزمة السیاسیة لحل الأزمة حل الأزمة

إقرأ أيضاً:

برنامج الأغذية العالمي يحذر من عرقلة الجهود الإنسانية في السودان فيما يحاول توسيع عملياته

حذر برنامج الأغذية العالمي من أن تصاعد القتال والعرقلة التعسفية للقوافل الإنسانية يعيقان حركة المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، فيما تحاول الوكالة الأممية توسيع مساعداتها لملايين الأشخاص في جميع أنحاء السودان.

وفي بيان صدر اليوم الخميس، قال البرنامج إنه يهدف إلى مضاعفة عدد الأشخاص الذين يدعمهم في البلاد بمقدار 3 مرات ليصل إلى سبعة ملايين شخص، مضيفا أن أولويته القصوى هي تقديم المساعدة المنقذة للحياة للمواقع "التي تواجه المجاعة أو تتأرجح على شفاها".

ومنذ إطلاق موجة واسعة النطاق من المساعدات الغذائية في أواخر عام 2024، تمكن البرنامج من الوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها، بما في ذلك مخيم زمزم في شمال دارفور وجنوب الخرطوم وجبيش في غرب كردفان.

كما وصل البرنامج هذا الشهر إلى ود مدني في ولاية الجزيرة بعد أن أصبحت المدينة آمنة بما يكفي لدخول الشاحنات. وقد تلقى أكثر من 2.5 مليون شخص شهريا مساعدات غذائية وتغذوية في الربع الأخير من عام 2024، بما في ذلك العديد منهم لأول مرة منذ بدء الصراع.

وفي هذا السياق، قال مدير مكتب السودان بالإنابة أليكس ماريانيلي: "حققنا اختراقات كبيرة في توصيل المساعدات إلى المناطق التي صعب الوصول إليها في الأشهر الثلاثة الماضية، لكن لا يمكن أن تكون هذه أحداثا لمرة واحدة. نحن بحاجة ماسة إلى الحصول على تدفق مستمر من المساعدات للأسر في أكثر المناطق تضررا، والتي كانت أيضا الأكثر صعوبة في الوصول إليها".

وأشار البرنامج إلى أن قافلة مكونة من 40 شاحنة تقريبا متجهة إلى مناطق تعاني بالفعل أو معرضة لخطر المجاعة في دارفور استغرقت وقتا أطول بثلاث مرات للوصول إلى وجهتها بسبب تدخلات قوات الدعم السريع - التي احتجزت القافلة لأسابيع مرتين ووضعت متطلبات الحصول على الموافقات والتفتيشات الجديدة ومطالب إضافية.

كما أن أزمة السيولة في السودان أثرت على توزيعات البرنامج النقدية والعينية لأكثر من أربعة ملايين شخص، حيث تأخرت لأكثر من شهر بسبب نقص الأوراق النقدية الكافية لدفع أجور الحمالين لتحميل الشاحنات. وقد أدت الجهود الأخيرة التي بذلها البنك المركزي السوداني ووزارة المالية لتخفيف الأزمة وزيادة توافر النقد إلى استئناف عمليات البرنامج تدريجيا.

ودعا برنامج الأغذية العالمي جميع الأطراف على الأرض في السودان إلى إزالة جميع الحواجز والعقبات غير الضرورية التي تمنع الاستجابة الإنسانية الكاملة لأزمة الجوع المتزايدة في السودان. وشدد على ضرورة احترام حياد واستقلال العاملين في مجال الإغاثة والعمل الإنساني، وضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها والتي ضربتها المجاعة.

جدير بالذكر أن السودان يواجه وضعا إنسانيا كارثيا حيث يواجه حوالي 24.6 مليون شخص - ما يقرب من نصف سكان البلاد - انعدام الأمن الغذائي الحاد. وهناك 27 منطقة في مختلف أنحاء السودان تعاني من المجاعة أو معرضة لخطر المجاعة، في حين يعاني أكثر من ثلث الأطفال في المناطق الأكثر تضررا من سوء التغذية الحاد، وهو ما يفوق بكثير عتبة إعلان المجاعة.

الأمم المتحدة:  

مقالات مشابهة

  • أزمة غاز غير مسبوقة في عدن 
  • مسقط في صدارة دوري اليد.. والسيب ثانيا بالتعادل مع نادي عمان
  • استمرار أزمة المياه في زليتن والبلدية تبحث عن حلول عاجلة مع فريق إنجليزي
  • برايتون يرفض عرضاً ثانياً من النصر بشأن ميتوما
  • العبيدي: أولويات البعثة الأممية سياسية فقط وعاجزة عن حل الأزمة الحقيقية
  • نهرا ترأس اجتماعًا لحل أزمة الأبنية المتصدعة في طرابلس وتأمين مساكن بديلة
  • فضيحة.. انبوب كبير لنهب النفط من “ميناء الضبة” فيما الكهرباء مقطوعة عنه 
  • برنامج الأغذية العالمي يحذر من عرقلة الجهود الإنسانية في السودان فيما يحاول توسيع عملياته
  • أزمة أخلاق «2»
  • تحالف الفتح يدعو حكومة السوداني إلى إيقاف تهريب النفط من قبل حكومة البارزاني