نصف مليون بومة تنتظر قرار الإعدام في الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
أعلنت هيئة الأسماك والحياة البرية الأميركية عن خطة مثيرة للجدل لإبادة ما يقارب من نصف مليون من طيور البوم المُخطَطة خلال العقود الثلاثة المقبلة، وذلك في إطار حماية نوعين آخرين من الطيور نفسها.
وتفيد الدراسات بأنّ طيور البوم المُخططة، التي يرجع موطنها الأصلي إلى شرق أميركا الشمالية، كانت قد هاجرت من غرب نهر المسيسيبي في أوائل القرن العشرين إلى مناطق "السهول الكبرى" الواقعة شمالي شرقي البلاد، وذلك بسبب التغيرات الطارئة الناجمة عن النشاطات البشرية الكثيفة في تلك المناطق.
ومنذ ذلك الحين، استعمرت طيور البوم المخططة أجزاء كبيرة من ولايات واشنطن وأوريغون وكاليفورنيا، حيث يوجد في الأصل نوعان آخران من طيور البوم، وهما البوم المُرقطة الشمالية والبوم المرقطة الكاليفورنية، وتنتمي جميعها إلى فصيلة البوم الحقيقي نفسها.
بيد أنّ طيور البوم المخططة المهاجرة باتت تمثّل خطرا حقيقيا على الطيور البوم المرقطة المحلية من حيث المسكن والمأكل نظرا إلى تفوقها في الحجم وفي القوة، كما أنّ التزاوج بينهما تنتج عنه أنواع هجينة، مما يهدد السلامة الجينية للطيور المحلية.
وأشارت هيئة الأسماك والحياة البرية إلى أن طيور البوم المرقطة الشمالية أدرِجت مؤخرا ضمن لائحة الخطر بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض، والأمر ينطبق بالمثل على طيور البوم المرقطة الكاليفورنية التي شهدت تناقصا حادا خلال الأعوام القليلة الماضية.
وتتضمّن الخطة المقترحة التي أعلن عنها مطلع الشهر الجاري، التخلّص من حوالي 450 ألف بومة مُخططة وهجينة خلال مدة زمنية تمتد إلى 30 عاما مقبلة، وسيعمل فريق متخصص ومرخص لإجراء عمليات الإعدام، كما سيُحظر استخدام الذخيرة التي تحتوي على الرصاص لتفادي التأثير السلبي على البيئة.
وأشارت "كيسينا لي" مشرفة خدمة مكتب ولاية أوريغون التابع للهيئة إلى أن هذه العملية ليست معنية بترجيح نوع من الطيور على آخر، وإنما هي محاولة للحفاظ على الكائنات الحيّة المهددة بالانقراض، ويندرج ذلك ضمن مشروع إدارة طيور البوم المُخططة.
خطة مثيرة للجدل لقتل قرابة نصف مليون بومة مخططة (هيئة الأسماك والحياة البرية الأميركية)رفض واحتجاج
وردًا على ذلك، دانت شريحة واسعة من نشطاء حقوق الحيوان هذه الخطة، ووصفوها بأنها "قاسية وغير ضرورية"، كما تشكّل تحالف يضم ما لا يقل عن 75 منظمة لحماية حقوق الحيوان لوقف هذه العملية الجائرة والمتهورة، على حد تعبيرهم.
وأفاد الناشطون بأن طيور البوم المُخططة المهاجرة ضحية النشاط البشري المتواصل في مواطنها الأصلية، داعين إلى اتخاذ أساليب وخطط غير قاتلة للسيطرة عليها، دون تحديد ماهية هذه الأساليب أو الخطط البديلة المحتملة.
ونظرا لصعوبة الأمر، فإنّ هيئة الأسماك والحياة البرية تعلن وتؤكد مسؤوليتها القانونية عن هذه الخطة، ومن المتوقع الإعلان عن القرار النهائي بشأن الإستراتيجية المقترحة في وقت لاحق من هذا العام، وذلك بعد أن تنشر رسميا في السجل الفدرالي وتتم مراجعتها في 30 يوما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة: أزمة سياسية أم ورقة ضغط؟
ديسمبر 21, 2024آخر تحديث: ديسمبر 21, 2024
المستقلة/- في مشهد متكرر يعكس التوترات السياسية داخل الولايات المتحدة، أُعلنت الحكومة الفيدرالية الإغلاق رسميًا بعد فشل التوصل إلى اتفاق على قانون تمويل مؤقت في الوقت المناسب. ويأتي هذا الإغلاق، الذي بدأ في منتصف الليل بتوقيت واشنطن، ليضيف حلقة جديدة إلى سلسلة الأزمات التي هزت الإدارة الفيدرالية الأمريكية منذ عام 1976.
الإغلاق الحالي يُعد نتيجة مباشرة للخلافات السياسية الحادة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حيث يشترط الرئيس السابق دونالد ترامب على الديمقراطيين إلغاء سقف الدين الوطني أو زيادته بشكل كبير مقابل تمرير قانون الميزانية المؤقتة. هذه المطالب، التي وصفتها الإدارة الحالية بأنها محاولة من الجمهوريين لفرض الإغلاق الحكومي، تعكس عمق الانقسام السياسي في البلاد.
الإغلاق الحكومي له تأثيرات واسعة النطاق على المواطنين الأمريكيين، حيث يتوقف العمل في العديد من المؤسسات الفيدرالية، مما يعطل الخدمات الأساسية ويؤثر على ملايين الموظفين الفيدراليين الذين قد يُجبرون على العمل دون أجر أو يأخذون إجازات غير مدفوعة.
ومن اللافت أن الإغلاق الحالي ليس الأول من نوعه، فقد شهدت الولايات المتحدة 21 حالة إغلاق حكومي منذ عام 1976. أطول هذه الإغلاقات كان في عهد دونالد ترامب خلال عامي 2018 و2019، واستمر 35 يومًا، مما تسبب في شلل كبير في القطاعات الحكومية وأثار جدلًا واسعًا حول فعالية هذا النوع من الضغوط السياسية.
السؤال المطروح الآن: هل سيوقع الرئيس جو بايدن على مشروع قانون الميزانية المؤقتة لإنهاء الإغلاق قبل يوم الاثنين؟ أم أن الأزمة ستستمر، مما يزيد من معاناة المواطنين الأمريكيين؟
في خضم هذه الأزمة، يبقى الإغلاق الحكومي رمزًا للتجاذبات السياسية التي غالبًا ما تكون تكلفتها باهظة على الشعب الأمريكي، سواء من حيث الاقتصاد أو الثقة في أداء الحكومة.