ملف تصريف المياه الملوثة للأنهر على طاولة البيئة.. ما عقوبات المخالفين؟
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
حددت وزارة البيئة، اليوم الاثنين، أبرز التحديات التي تواجه معالجة مشكلة تصريف المياه الملوثة إلى الأنهر، وفيما أوضحت إجراءاتها لمعالجة تصريف المياه الملوثة للأنهر ومحاسبة المخالفين، أكدت وجود جهود حكومية مستمرة لمعالجة قضايا حيوية بينها تلوث الأنهر.
وقال المتحدث باسم الوزارة، أمير علي الحسون، إن "المخلفات الصحية من المستشفيات يتم تصريفها إلى شبكات المجاري العامة، ونظراً لقلة استيعاب المجاري العامة لمعالجة كافة المياه، يتم تصريفها مباشرة إلى النهر"، مؤكداً أن "وزارة البيئة فرضت غرامات مالية على المستشفيات التي لا تمتلك وحدات معالجة للمياه، كما تمت مخاطبة وزارة الصحة بضرورة إنشاء وحدات معالجة للمياه المستهلكة في كافة المستشفيات".
أما بالنسبة للمياه الثقيلة، فأوضح الحسون، أن "المشكلة تكمن في أن الطاقة الاستيعابية لمحطات المعالجة أقل بكثير من الكمية الفعلية للمياه الملوثة نتيجة النمو السكاني السريع، لذا تسعى الحكومة إلى زيادة طاقة محطات المعالجة وتطوير البنية التحتية للصرف الصحي لاستيعاب الكميات المتزايدة من المياه المستعملة".
وأضاف، أن "وزارة البيئة فرضت غرامات مالية على كافة وحدات المعالجة المخالفة وكذلك محطات الأمطار والضخ، كما وتمت مخاطبة الأمانة العامة لمجلس الوزراء لغرض الإيعاز إلى الجهات المعنية في أمانة بغداد لإيجاد الحلول الجذرية للحد من هذه الممارسات".
وأشار إلى، أن "هنالك تحديات كبيرة تواجه معالجة مشكلة تصريف المياه الملوثة إلى النهر بشكل كامل، حيث ستحتاج الحكومة إلى المزيد من التمويل والموارد لتوسيع البنية التحتية وزيادة طاقة محطات المعالجة، كما يتطلب الأمر أيضا جهودا مجتمعية لرفع الوعي وتغيير السلوكيات المتعلقة بإلقاء المخلفات والمياه الملوثة في الأنهار".
وأكد الحسون، "وجود جهود حكومية مستمرة للتعامل مع هذه القضايا الحيوية، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من العمل والاستثمار للتغلب على التحديات المتبقية".
وذكر، أن "وزير البيئة نزار ئاميدي، شكل لجنة للمراقبة الميدانية والتوعية برئاسة الوكيل الإداري اكتفاء الحسناوي، وعضوية معاون مدير عام دائرة التوعية والإعلام البيئي ومدير بيئة بغداد وعدد من المسؤولين في وزارة البيئة، إضافة إلى مدير الشرطة البيئية".
وتابع، أن "هذه اللجنة تعمل منذ أكثر من عام على إجراء جولات تفتيشية مباغتة للمؤسسات الصحية سواء التابعة لوزارة الصحة أو القطاع الخاص، وتقوم بتفتيش الأنشطة الصحية ومدى التزامها بالمحددات البيئية ووضع وحدات معالجة مياه الصرف الصحي، وكيفية معالجة النفايات الصلبة، كما وترافق هذه الحملات جهود توعوية من قبل دائرة توعية الإعلام البيئي من خلال توزيع المطبوعات والملصقات لهذه المؤسسات".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار تصریف المیاه الملوثة وزارة البیئة
إقرأ أيضاً:
حيث الإنسان يعيد الحياة والبسمة لأهالي قرية نائية بمحافظة أبين ...مشروع للمياه النقية ينهي معاناتهم وألامهم
مشاهد يومية لأطفال قرية "المحواسة" في مديرية خنفر بمحافظة أبين وهم يحملون قرب الماء الصالح للشرب من مسافات بعيدة، ومشاهد أكثر ألما ان تجد ان غالبية اطفال تلك القرية تعرضوا للأمراض والتسمم بسبب عدم وجود مياة صالح للشرب، لقد كانت الحياة هناك يتربع فيها النكد والحرمان والألم.
حتى جاء برنامج حيث الانسان ليقرر ان ينهي فصول المأساة اليومية لسكان واهالي قرية المحواسة وفي مقدمتهم الاطفال.
التدخل جاء بتمويل من مؤسسة توكل كرمان وعبر برنامج "حيث الإنسان" في موسمه السابع.
حيث تقرر انشاء مشروع مياه متكامل في قرية "المحواسة" في مديرية خنفر بمحافظة أبين (جنوب اليمن) لإنهاء معاناة أبناء القرية الذين استوطنت الأمراض منطقتهم وأصيب جميع أطفالهم بـ"التسمم" جراء المياه المالحة غير الصالحة للشرب.
كان أطفال المحواسة مضطرين يوميًا إلى قطع مسافات طويلة لجلب المياه، إما على ظهورهم أو على ظهور الحيوانات التي في بعض الأحيان لا تستطيع حمل الماء. وكانت المياه المالحة التي يجلبونها سر سفرهم المتكرر نحو مستشفى الرازي البعيد عنهم للعلاج من أمراض استوطنت قريتهم، وسر بعدهم عن الفصول المدرسية.
تقول عافية راجح، إحدى سكان القرية: "نعاني من نقص المياه، حيث نضطر لجلبها من مناطق بعيدة جدًا إما على ظهورنا أو على ظهور الحمير، وأحيانًا لا تستطيع الحمير حملها. المياه التي لدينا ملوثة، مما يجعل أطفالنا يصابون بالإسهال. نحن نعيش على الأجر اليومي، ووضعنا الاقتصادي سيئ جدًا ولا نستطيع حتى توفير صهاريج مياه نظيفة. بالكاد نستطيع شراء الدقيق".
وتضيف عافية: "ابنتي ذكية في دراستها، لكنني اضطررت لإخراجها من المدرسة لمساعدتي في جلب الماء. قدمي تؤلمني ولا أستطيع الذهاب بمفردي. لو كان لدينا مياه نقية في المنزل، لما اضطرت ابنتي للذهاب لجلب المياه وكان بإمكانها متابعة دراستها".
كانت منازل قرية المحواسة تبقى خالية طوال اليوم، حيث كان الجميع إما يبحثون عن المياه أو يقودون ماشيتهم نحو أماكن تواجدها، مما جعل الحياة في القرية تتوقف عند هذا الهدف الوحيد.
يقول علي هاشم، شيخ قرية المحواسة: "قرانا محرومة من كل الخدمات، وبعض القرى تبعد أكثر من ثلاثة كيلومترات عن آبار المياه المكشوفة، التي تسببت لنا بأمراض عديدة مثل مشاكل الكلى والمسالك البولية وأمراض الإسهال، وهي أمراض مستوطنة في القرية طوال السنة. منذ فترة طويلة رفعنا مناشدات للسلطات المحلية والمنظمات، ولكن لم يتم الاستجابة".
فريق برنامج "حيث الإنسان" قرر أن يسلك طريقًا مختلفًا عن المعتاد. بدلاً من الذهاب إلى المستشفيات، وضع خطة مبتكرة لمعالجة السبب الجذري للمشكلة، ليقوم بتنفيذ أول مشروع من نوعه في هذه القرى النائية. حيث تم إنشاء بئر مياه ارتوازية مزودة بمنظومة طاقة شمسية متكاملة، داخل مساحة محاطة بسور، تحتوي على غرفة لضخ المياه والتحكم بها. كما تم تركيب خزان برجي خرساني بسعة 25 ألف لتر وارتفاع 12 مترًا، إضافة إلى مد خطوط توزيع مياه بطول 400 متر، وبناء أربع مناهل مياه تحتوي كل منها على 6 حنفيات تم توزيعها في نقاط مختلفة لتغطية جميع أنحاء القرية.
مشروع البئر الارتوازية لم يغير نوعية المياه وطرق جلبها، بل أسلوب الحياة في منطقة المحواسة حيث شعر سكانها أن هناك من فكر فيهم أخيرا وزودهم بما يحتاجون لجعل بلدتهم صالحة للعيش والحياة.
لقد تغير واقع الحياة بشكل كبير بعد ميلاد مشروع المياة في تلك القرية وفتح ابوابا من الأمل في حياة أطفال القرية أقلها تفرغهم لطلب العلم بدل جلب المياة.
انها الإنسانية عندما تتحدث بلغة العطاء والنماء والحياة.