يرتبط اسمه بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) بوصفه شقيقه الأصغر، وبالهلال الأحمر الفلسطيني كمؤسس له في عام 1968، و كان أحد أبرز الرواد في مجال العمل الطبي الإنساني الفلسطيني.

فتحي عرفات الذي ولد في عام  1933 واسمه عبد الفتاح عبد الرؤوف داوود عرفات القدوة في مدينة القدس، توفيت والدته زهوة أبو السعود وهو طفلا لا يتجاوز عمره الثلاثة أشهر، بعد وفاة والدته طلب شقيقها سليم أبو السعود أن يعيش ياسر وفتحي تحت رعايته.



غادر كل من فتحي وياسر إلى القاهرة عام 1937 بصحبة خالهما راجي أبو السعود بعد أن تم اعتقال خالهما الأول سليم من قبل الاحتلال البريطاني.


                                                                        فتحي عرفات

درس فتحي عرفات الطب في جامعة القاهرة حيث تخرج منها عام 1962، وعمل في مصر لفترة زمنية بسيطة، ومن ثم عمل في الكويت حتى عام 1962، وبعدها في الأردن لعدة سنوات.

كانت بداية التحاقه بالنضال الوطني الفلسطيني حين  أسس نواة الخدمات الطبية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، ثم أدرك أهمية أن لا يحصر نشاطه ضمن دائرة ضيقة تقتصر على علاج الجرحى من "فتح"، بل يتعداها ليشمل أسرهم وعائلاتهم، وأيضا أن يشمل أبناء شعبهم الفلسطيني في مخيمات الأردن وسورية ولبنان والتجمعات الفلسطينية في الدول العربية الأخرى، وبناء على ذلك تبلورت الفكرة ونضجت لدى فتحي وباقي المؤسسين لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وواضعي اللبنة الأولى في صرحها.

وتجسدت الفكرة ببدايات متواضعة تمثلت بإنشاء أول عيادة للجمعية في مخيم ماركا (شنلر) الواقع بين عمان والزرقاء بالأردن، معتمدين في ذلك على دعم شعبهم لهم وجهود شبان المخيم.

وكان عام 1968 هو موعد الإعلان الرسمي عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني حيث كانت هناك أكثر من عيادة ومؤسسة صحية واجتماعية مجسدة على أرض الواقع تقدم خدماتها لمستحقيها من أبناء المخيمات، ومنذ ذلك التاريخ أخذت العيادات والمراكز والمستوصفات تنتشر في تجمعات الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وخاصة في لبنان وسورية ومصر، وأخذت خدماتها تتطور كما ونوعا، بحيث غدت الجمعية تقوم بعمل وزارتي صحة وشؤون اجتماعية، ويعتمد عليها أبناء المخيمات اعتمادا كليا، من جهة احتياجاتهم الصحية والاجتماعية.


                                                 فتحي عرفات وشقيقه ياسر عرفات.

وتتمثل رسالة الجمعية في توفير المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية والاجتماعية للشعب الفلسطيني حيثما تواجدت الحاجة وأينما كان. بمعنى أن تقوم الجمعية بدرء المعاناة الإنسانية والتخفيف منها أيا كان شكلها، وحماية حياة السكان وصحتهم وكفالة احترام الإنسان، سواء في أوقات السلم أو أثناء النزاعات المسلحة وفي سائر أوضاع الطوارئ، والعمل على الوقاية من الأمراض والنهوض بالصحة وبالرعاية الاجتماعية، والترويج للعمل الطوعي.

وتسعى لتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وبما يشمل توفير خدماتها الصحية والاجتماعية عالية الجودة، ونشر مبادئ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والقانون الدولي الإنساني، مع الالتزام المتواصل بزيادة الانتفاع بالخدمات الصحية والاجتماعية وتأمين التمتع بها على نحو متكافئ، وبدعم حقوق المجموعات المستضعفة.

من هنا ارتبطت انجازات جمعية الهلال الأحمر باسم الراحل  فتحي عرفات، فلا تذكر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلا ويرتبط اسمه باسمها، كما تقلد في تلك الفترة موقع  رئيس الاتحاد العام للأطباء والصيادلة الفلسطينيين. وفي عام 1994 اعتمد رئيسا للمجلس الصحي الأعلى، وفي عام 1998 عين رئيسا للأكاديمية الفلسطينية للعلوم والتكنولوجيا.

ومع قيام السلطة الوطنية الفلسطينية وعودته إلى فلسطين عمل فتحي عرفات على توحيد عمل فروع الهلال الأحمر في الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن الجمعية الأم .

وفي عام 2006  تم الاعتراف بالجمعية من قِبل جمعية الصليب والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

نشط سياسيا في اتحاد الطلبة الفلسطينيين في القاهرة في خمسينيات القرن الماضي، وانضم لحركة فتح مبكرا، وترك العمل في الكويت، وتوجه إلى قواعد "فتح" في سوريا والأردن، وارتقى في السلم التنظيمي داخل " فتح" وفي مؤسسات منظمة التحرير، فأصبح عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح، وعضوا في المجلس الوطني عام 1967، وعضوا في المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير، ومارس دورا نقابيا، حيث أصبح رئيسا لاتحاد الأطباء والصيادلة الفلسطينيين عام 1968.


                                   أثناء زيارة تفقدية ويبدو إلى جوار شقيقه ياسر عرفات.

توفي في عام 2004  بأحد مستشفيات القاهرة بعد صراع طويل مع مرض السرطان،  وأصيب  قبل ثلاث سنوات بسرطان المعدة وأجرى عملية استئصال لجزء من أمعائه.

وكان فتحي عرفات (67) عاما قد ترك منصبه كرئيس فعلي للهلال الأحمر منذ ثلاث سنوات لكنه ظل منذ ذلك الوقت يعتبر الرئيس الفخري لهذه المؤسسة، وتأتي وفاته بعد أقل من شهر على وفاة شقيقه ياسر عرفات الذي توفي في باريس وشيع جثمانه بالعاصمة المصرية.

المصادر

ـ "الذكرى التاسعة عشرة لوفاة د. فتحي عرفات"، مؤسسة ياسر عرفات، 3/12/2023.
ـ  وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
ـ  جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني/ مجمع د. فتحي عرفات.
ـ عرابي محمد كلوب، "مشاعل على الطريق"، ج2، غزة: مركز رؤية للدراسات والأبحاث، 2006.
ـ "دفن شقيق ياسر عرفات بالقاهرة"، الجزيرة نت، 7/12/2004.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير الفلسطيني فلسطين هوية مسار سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جمعیة الهلال الأحمر الفلسطینی الصحیة والاجتماعیة یاسر عرفات فی عام

إقرأ أيضاً:

بعد “إنقاذها” معتقلا بسجن سري في سوريا.. CNN تفتح تحقيقا بحقيقة هوية الرجل

سوريا – بدأت شبكة CNN تحقيقا في “إنقاذ” المراسلة كلاريسا وارد “السجين المخفي” الذي قال إنه ترك في أحد سجون بشار الأسد السرية لمدة ثلاثة أشهر.

وفي فيديو انتشر سابقا، تظهر وارد وهي تتجول في موقع الاحتجاز حيث تعرض عدد لا يحصى من المدنيين للتعذيب والضرب حتى الموت، عندما عثر فريقها على ما يبدو على زنزانة لا تزال مغلقة. وفي الداخل كان هناك رجل يختبئ تحت بطانية، عرف عن نفسه بأنه “مدني” اسمه عادل غربال، وهو أب من حمص.

وقدم الفريق للرجل الطعام والماء للرجل، الذي ادعى فيما بعد أنه ترك دون أي طعام لمدة أربعة أيام عندما فر آسروه أثناء سقوط النظام. لكن منصة “تأكد Verify-Sy” شككت في التقرير، مشيرا إلى أن السجين المزعوم لم يجفل أو يرمش عندما نظر إلى السماء لأول مرة منذ أشهر.

وقالت المنصة وهي جزء من شبكة “بوينتر” الدولية لتقصي الحقائق، إنه “على الرغم من المعاملة القاسية المزعومة للمعتقلين في السجون السرية، بدا غربال نظيفا ومهندما وبصحة جيدة، دون أي إصابات ظاهرة أو علامات تعذيب، وهو تصوير متناقض لشخص يزعم أنه احتجز في الحبس الانفرادي في الظلام لمدة 90 يوما”.

وبعد إجراء المزيد من التحقيقات، قالت منصة “تأكد” إنها لا تستطيع التأكد من هوية غربال، ولكن بعد التحدث إلى السكان المحليين في حمص، تمكنت من التعرف على الرجل على أنه سلامة محمد سلامة أو أبو حمزة، مشيرة إلى أنه كان ملازم أول في المخابرات الجوية السورية.

وأفاد سكان في حي البياضة بأنه كان يتواجد بشكل متكرر على نقطة تفتيش عند المدخل الغربي للمنطقة، واتهموا سلامة بالتورط في “السرقة والابتزاز وإجبار السكان على أن يصبحوا مخبرين”، وقالوا إنه شارك في عمليات عسكرية على عدة جبهات في حمص عام 2014.

كما زعم السكان أن سلامة قتل مدنيين وكان مسؤولا عن اعتقال وتعذيب شبان في المدينة بتهم ملفقة. وقالت “تأكد”: “تم استهداف العديد منهم ببساطة لرفضهم دفع الرشاوى أو رفض التعاون أو حتى لأسباب تعسفية مثل مظهرهم”.

وزعم الأهالي أن سلامة ألقي في سجن دمشق قبل أقل من شهر، بسبب خلاف مع ضابط برتبة أعلى على أموال زعم أنه ابتزها. وقال السكان المحليون إنه يحاول منذ ذلك الحين كسب التعاطف بعد سقوط النظام، مدعيا أنه “أجبر” على ارتكاب جرائمه.

ومن غير الواضح ما حدث للرجل، حيث شوهد وهو يستقل سيارة تابعة للهلال الأحمر انطلقت بعيدا.

لكن متحدثا باسم شبكة CNN قال لصحيفة “ديلي بيست” إن تصوير الرجل الذي تم إنقاذه على ما يبدو تم تماما كما حصل، مضيفا: “لم يكن أحد غير فريق CNN على علم بخططنا لزيارة مبنى السجن المذكور في تقريرنا في ذلك اليوم”.

وأكد أن “الأحداث ظهرت جرت تمام كما ظهر في الفيديو”، مبينا أن “قرار إطلاق سراح السجين المذكور في تقريرنا اتخذه الحارس – وهو متمرد سوري. لقد نقلنا المشهد فور وقوعه، بما في ذلك ما رواه لنا السجين، بإسناد واضح”.

ومع ذلك، أقر المتحدث الرسمي بأن السجين ربما أعطى وارد اسما مزيفا. وقال: “لقد قمنا بعد ذلك بالتحقيق في خلفيته وندرك أنه ربما قدم هوية مزورة. نحن نواصل تقاريرنا حول هذه القصة والقصة الأوسع”.

المصدر: “ديلي ميل”

مقالات مشابهة

  • الهلال الأحمر يوزع مواد إيوائية لمتضرري السيول في وصاب السافل
  • الهلال الأحمر بالجوف يشارك في فعاليات اليوم العالمي لحقوق الإنسان
  • إصابة شاب فلسطيني بجروح خلال اقتحام الاحتلال مدينة نابلس
  • الشرطة الأميركية تكشف عن هوية منفذ إطلاق النار في ويسكونسن
  • افتتاح الوحدة الصحية في المصينعة بحضرموت
  • الهلال الأحمر الإماراتي تعزز دعمها الإنساني والصحي في حضرموت اليمنية
  • «الهلال الأحمر» تفتتح الوحدة الصحية في منطقة المصينعة بحضرموت
  • بعد فرار بشار.. ياسر جلال يتَحَسَّسُ رأسَه!
  • بعد “إنقاذها” معتقلا بسجن سري في سوريا.. CNN تفتح تحقيقا بحقيقة هوية الرجل
  • تزويد مخيمات اللاجئين الصحراويين بأدوية السكري