فتحي عرفات شقيق أبو عمار ومؤسس الهلال الأحمر الفلسطيني.. هوية ومسار
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
يرتبط اسمه بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) بوصفه شقيقه الأصغر، وبالهلال الأحمر الفلسطيني كمؤسس له في عام 1968، و كان أحد أبرز الرواد في مجال العمل الطبي الإنساني الفلسطيني.
فتحي عرفات الذي ولد في عام 1933 واسمه عبد الفتاح عبد الرؤوف داوود عرفات القدوة في مدينة القدس، توفيت والدته زهوة أبو السعود وهو طفلا لا يتجاوز عمره الثلاثة أشهر، بعد وفاة والدته طلب شقيقها سليم أبو السعود أن يعيش ياسر وفتحي تحت رعايته.
غادر كل من فتحي وياسر إلى القاهرة عام 1937 بصحبة خالهما راجي أبو السعود بعد أن تم اعتقال خالهما الأول سليم من قبل الاحتلال البريطاني.
فتحي عرفات
درس فتحي عرفات الطب في جامعة القاهرة حيث تخرج منها عام 1962، وعمل في مصر لفترة زمنية بسيطة، ومن ثم عمل في الكويت حتى عام 1962، وبعدها في الأردن لعدة سنوات.
كانت بداية التحاقه بالنضال الوطني الفلسطيني حين أسس نواة الخدمات الطبية في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، ثم أدرك أهمية أن لا يحصر نشاطه ضمن دائرة ضيقة تقتصر على علاج الجرحى من "فتح"، بل يتعداها ليشمل أسرهم وعائلاتهم، وأيضا أن يشمل أبناء شعبهم الفلسطيني في مخيمات الأردن وسورية ولبنان والتجمعات الفلسطينية في الدول العربية الأخرى، وبناء على ذلك تبلورت الفكرة ونضجت لدى فتحي وباقي المؤسسين لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وواضعي اللبنة الأولى في صرحها.
وتجسدت الفكرة ببدايات متواضعة تمثلت بإنشاء أول عيادة للجمعية في مخيم ماركا (شنلر) الواقع بين عمان والزرقاء بالأردن، معتمدين في ذلك على دعم شعبهم لهم وجهود شبان المخيم.
وكان عام 1968 هو موعد الإعلان الرسمي عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني حيث كانت هناك أكثر من عيادة ومؤسسة صحية واجتماعية مجسدة على أرض الواقع تقدم خدماتها لمستحقيها من أبناء المخيمات، ومنذ ذلك التاريخ أخذت العيادات والمراكز والمستوصفات تنتشر في تجمعات الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده وخاصة في لبنان وسورية ومصر، وأخذت خدماتها تتطور كما ونوعا، بحيث غدت الجمعية تقوم بعمل وزارتي صحة وشؤون اجتماعية، ويعتمد عليها أبناء المخيمات اعتمادا كليا، من جهة احتياجاتهم الصحية والاجتماعية.
فتحي عرفات وشقيقه ياسر عرفات.
وتتمثل رسالة الجمعية في توفير المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية والاجتماعية للشعب الفلسطيني حيثما تواجدت الحاجة وأينما كان. بمعنى أن تقوم الجمعية بدرء المعاناة الإنسانية والتخفيف منها أيا كان شكلها، وحماية حياة السكان وصحتهم وكفالة احترام الإنسان، سواء في أوقات السلم أو أثناء النزاعات المسلحة وفي سائر أوضاع الطوارئ، والعمل على الوقاية من الأمراض والنهوض بالصحة وبالرعاية الاجتماعية، والترويج للعمل الطوعي.
وتسعى لتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وبما يشمل توفير خدماتها الصحية والاجتماعية عالية الجودة، ونشر مبادئ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والقانون الدولي الإنساني، مع الالتزام المتواصل بزيادة الانتفاع بالخدمات الصحية والاجتماعية وتأمين التمتع بها على نحو متكافئ، وبدعم حقوق المجموعات المستضعفة.
من هنا ارتبطت انجازات جمعية الهلال الأحمر باسم الراحل فتحي عرفات، فلا تذكر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلا ويرتبط اسمه باسمها، كما تقلد في تلك الفترة موقع رئيس الاتحاد العام للأطباء والصيادلة الفلسطينيين. وفي عام 1994 اعتمد رئيسا للمجلس الصحي الأعلى، وفي عام 1998 عين رئيسا للأكاديمية الفلسطينية للعلوم والتكنولوجيا.
ومع قيام السلطة الوطنية الفلسطينية وعودته إلى فلسطين عمل فتحي عرفات على توحيد عمل فروع الهلال الأحمر في الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن الجمعية الأم .
وفي عام 2006 تم الاعتراف بالجمعية من قِبل جمعية الصليب والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
نشط سياسيا في اتحاد الطلبة الفلسطينيين في القاهرة في خمسينيات القرن الماضي، وانضم لحركة فتح مبكرا، وترك العمل في الكويت، وتوجه إلى قواعد "فتح" في سوريا والأردن، وارتقى في السلم التنظيمي داخل " فتح" وفي مؤسسات منظمة التحرير، فأصبح عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح، وعضوا في المجلس الوطني عام 1967، وعضوا في المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير، ومارس دورا نقابيا، حيث أصبح رئيسا لاتحاد الأطباء والصيادلة الفلسطينيين عام 1968.
أثناء زيارة تفقدية ويبدو إلى جوار شقيقه ياسر عرفات.
توفي في عام 2004 بأحد مستشفيات القاهرة بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وأصيب قبل ثلاث سنوات بسرطان المعدة وأجرى عملية استئصال لجزء من أمعائه.
وكان فتحي عرفات (67) عاما قد ترك منصبه كرئيس فعلي للهلال الأحمر منذ ثلاث سنوات لكنه ظل منذ ذلك الوقت يعتبر الرئيس الفخري لهذه المؤسسة، وتأتي وفاته بعد أقل من شهر على وفاة شقيقه ياسر عرفات الذي توفي في باريس وشيع جثمانه بالعاصمة المصرية.
المصادر
ـ "الذكرى التاسعة عشرة لوفاة د. فتحي عرفات"، مؤسسة ياسر عرفات، 3/12/2023.
ـ وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
ـ جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني/ مجمع د. فتحي عرفات.
ـ عرابي محمد كلوب، "مشاعل على الطريق"، ج2، غزة: مركز رؤية للدراسات والأبحاث، 2006.
ـ "دفن شقيق ياسر عرفات بالقاهرة"، الجزيرة نت، 7/12/2004.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير الفلسطيني فلسطين هوية مسار سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جمعیة الهلال الأحمر الفلسطینی الصحیة والاجتماعیة یاسر عرفات فی عام
إقرأ أيضاً:
حمدان بن زايد يطلع على سير العمليات الإغاثية للمتأثرين من إعصار «كريستين» في الفلبين
مانيلا - وام
أجرى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، اتصالاً هاتفياً بوفد الهلال الأحمر الإماراتي، في العاصمة مانيلا، واطلع سموه من رئيس الوفد على سير العمليات الإغاثية للمتأثرين من إعصار «كريستين» الذي ضرب الفلبين مؤخراً.
وقال سموه: إن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تسخر جميع إمكانياتها لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في دعم الدول ومساندتها في جميع الظروف بإنسانية مطلقة دون النظر إلى العرق أو الدين.
وانتهى وفد الهلال الأحمر من تنفيذ المرحلة الأولى من المساعدات الإماراتية للمتأثرين من الإعصار، في مقاطعة سورسوغون أكثر المناطق تضرراً من الإعصار، وشمل توزيع المساعدات الإنسانية بلديات بولان وإيروسين وكوبان وكاسي غوران ومدينة سورسوغون. وهذا هو الوفد الثاني لمتابعة عمليات الإغاثة.
وأكد محمد عبيد الزعابي، على متانة العلاقات الثنائية بين الإمارات والفلبين، وعمق الصلات بين الشعبين، وقال: إن وقوف الإمارات بجانب المتأثرين من الإعصار في الفلبين واجب أملته أواصر الأخوة الإنسانية الممتدة بين البلدين، مشيراً إلى أن الدولة ظلت على الدوام داعمة، ومساندة للأوضاع الإنسانية والتنموية في الفلبين.
وأشاد ريكس غاتشاليان بمبادرة دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة في التجاوب السريع مع الأوضاع الإنسانية للمتأثرين في بلاده، والوصول المبكر إلى المناطق المتضررة، وتقديم الدعم والمساندة والوقوف بجانب المتأثرين. كما أثنى على جهود وفد الهلال الأحمر الإماراتي، في الوجود الميداني السريع في مناطق الكارثة وتوفير الاحتياجات العاجلة للمتضررين.
من جانبه، أكد السيناتور أكيلينو على القواسم المشتركة التي تجمع بين الشعبين الإماراتي والفلبيني، وقال: إن امتداد جسور التواصل بين البلدين عمقت الصلات، وعززت العلاقات بين الجانبين، وأكد الدور الإماراتي الحيوي في المجال الإنساني، ووقوفها بجانب الشعب الفلبيني في كل الأزمات التي مرت بها بلاده، خاصة أثناء الكوارث الطبيعية التي تشهدها الفلبين بين الحين والآخر.