أخبارنا:
2024-09-06@18:18:38 GMT

الحشرة القرمزية تفتك بالهندية في المغرب العربي

تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT

الحشرة القرمزية تفتك بالهندية في المغرب العربي

تمتد زراعة التين الشوكي على طول الطريق الزراعية المؤدية إلى منطقة الشبيكة في وسط  تونس، لكنها فقدت اخضرارها وغطتها طبقة لزجة تشبه الصوف الأبيض بسبب انتشار مرض "الحشرة القرمزية" التي اكتسحت دول المغرب الكبير وتهدد بانهيار قطاع زراعي حيوي. ويمثل التين الشوكي مصدر مهمّا للفاكهة وتستخلص منه زيوت طبيعية ومستحضرات تجميل تشكل مصدر رزق لألاف العائلات في تونس وكذلك في المغرب والجزائر .

وتلفَت ما بين 40 و50 في المئة من المساحات الاجمالية المزروعة تيناً شوكياً في تونس، ولم تتضرر بعد المساحات المهيكلة المخصصة للتصدير، وتُبذل جهود حثيثة لحماية هذه الاجزاء الي تمثل ثروة ومورد رزق اساسياً للسكان، حيث يصل ثمن اللتر الواحد من الزيت الطبيعي المستخلص من النبتة الى أربعة آلاف يورو، بحسب السلطات التونسية.

خسائر هائلة

لم يعد للمزارع الخمسيني في منطقة الشبيكة في وسط تونس عمر نويرة ابصيص أمل في انقاذ التين الشوكي الذي زرعه على مساحة تقدر بنصف هكتار. وكان يطمح لتصدير منتوجه بعدما أصبح قطاع تثمين هذه النبتة واستغلالها يلقى اقبالا متزايدا في الأسواق الخارجية.

تحوّل حقله بالكامل إلى نباتات جافة بعدما طالها الضرر من كل جانب، ويقول نويرة "أردت في البداية ان أجعلها مرحلة تجريبية للإنتاج ثمرة "سلطان الغلة" (التسمية المحلية في تونس) وأطوّر تدريجيا الاستثمارات وأبحث عن عملاء خارج البلاد خصوصا لزيوتها الطبيعية". ويضيف "لكنّ المرض وصل وأصبح سلطان الغلّة عليلاً ولا يوجد دواء، وتركتُ فكرة الاستثمار".

وتنشط 40 شركة لانتاج فاكهة التين الشوكي البيولوجي المعد للتصدير وتستغل نحو 150 ألف عائلة هذه الزراعة كمصدر رزق في البلاد التي تصنف كثاني أكبر منتج لهذه الفاكهة في العالم بـ550 ألف طن سنويا، كما تستثمر 40 شركة في عمليات تحويله وتصديره.

يفضل المزارعون غرس التين الشوكي لأنه يقاوم الجفاف، ويساهم في ترسيم ملكية الحقول وحماية التربة من التآكل. وخلال السنوات الأخيرة تحوّلت منتوجات هذه الفاكهة إلى قطاع زراعي واعد اتسعت زراعته على مساحة 600 ألف هكتار منها نحو 150 ألف هكتارا مخصصة للاستثمار والتصدير.

المغرب أكبر المتضررين

أمّا في المغرب، وهو اول الدول المتضررة في منطقة المغرب العربي منذ العام 2014، فيُزرع التين الشوكي على اجمالي 160 ألف هكتار. ونفذت وزارة الزراعة المغربية "خطة طوارئ" في العام 2016 لمكافحة الحشرة بالاعتماد على المعالجات الكيميائية واقتلاع نباتات الصبار المصابة ودفنها وإجراء الأبحاث البيولوجية لاختيار الأصناف المقاومة القادرة على الصمود أمام هذا المرض وتحييده. وفي أغسطس 2022، قدرت السلطات الزراعية في المغرب المساحات التي تلفَت بنحو 120 ألف هكتار.

وظهرت الحشرة في الجزائر خلال العام 2021 بمدينة تلمسان الحدودية مع المغرب، وبادرت السلطات الزراعية آنذاك إلى حجر المناطق المتضررة وأمرت باقتلاع كل النباتات المصابة. وتنتشر زراعة التين الشوكي في الجزائر على نحو 60 ألف هكتار وهي ثمرة يعشقها الجزائريون حتى أن هناك مهرجاناً مخصصاً لها في منطقة القبائل. وفي ليبيا، ينمو الصبّار بشكل طبيعي في شمال البلاد وفي المناطق الزراعية حيث يتم اعتماده لترسيم حدود الحقول بتسييجها. وتستورد الثمرة بشكل حصري من تونس.

ويوضح الباحث في علم الحشرات ابراهيم الشرميطي أن مناخ المنطقة الجاف ساعدها على الانتشار بسرعة كبيرة، إذ تكيفت مع التغير المناخي الذي يتميز "بتزايد الجفاف وارتفاع درجات الحرارة".

وتواترت سنوات من الجفاف الحاد في المنطقة المغاربية بتراجع نسب تساقطات الأمطار وتسجيل درجات قياسية من الحرارة.  ويرى الشرميطي أن سبب انتشارها هو غياب مراقبة شديدة وصارمة لنقاط عبور المسافرين عبر الحدودية".

لا يستبعد الشرميطي اكتساح الحشرة كل المزارع في تونس بما فيها تلك المعدة للتصدير والاستثمار ويوضح "عاجلا أم آجلا ستصل بسرعة من خلال عامل الرياح"، معتبرا أن القضاء عليها مسألة "أمن قومي". وأعرب عن اعتقاده أن "القضاء على الحشرة القرمزية مستحيل ولكن يمكن التعايش معها عبر جلب حشرة الدعسوقة والتي تفترس القرمزية ولا تؤثر على النظام البيئي".

تونس على خطى المغرب

ويقر المكلف بالإدارة العامة للصحة النباتية بوزارة الزراعة التونسية رابح الحجلاوي بأن سبب الانتشار السريع "بطء الاجراءات الادارية" للتصدي لها. وسعت السلطات الزراعية التونسية إلى كبح الآفة في البداية من خلال اقتلاعها النبتات التالفة وردمها وحرقها، لكنّ التدخل لم ينجح واكتسحت الحشرة عشر محافظات، لذلك تم الانتقال إلى "المقاومة البيولوجية بالاعتماد أولاً على الإكثار من أصناف الصبّار المقاوِمة للحشرة ثم جلب حشرة الدعسوقة"، بحسب الحجلاوي.

وطوّر المغرب بدوره زراعة ثمانية أصناف من الصبار المقاوم للقرمزية في العام 2022 وشرع في جلب وادخال حشرة الدعسوقة، وخصص 417 ألف دولار لمساعدة المزارعين. وسلمت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في يونيو نحو 100 دعسوقة لتونس في اطار برنامج تعاون لمكافحة الآفة بقيمة 550 ألف دولار.

وتُستعمل الدفيئات في المغرب للإكثار من "مسعودة" (الدعسوقة) لأنها "تحتاج للغذاء وإذا اختفت الحشرة القرمزية فلن تجد ما تتغذى عليه لذلك نلجأ إلى تربيتها"، وفقا لعيسى الدرهم، رئيس منظمة "مؤسسة دار سي حماد". وتبقى مخاوف السلطات الزراعية التونسية قائمة وخصوصاً اذا طالت الحشرة مزارع المناطق الداخلية المهمشة على غرار محافظة القصرين والتي يمثل التين الشوكي مصدر الرزق الوحيد فيها تقريبا، ما قد يؤدي إلى احتجاجات اجتماعية.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: السلطات الزراعیة الحشرة القرمزیة التین الشوکی فی المغرب ألف هکتار فی تونس

إقرأ أيضاً:

إزالة 11 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية بالفيوم

شنت الأجهزة التنفيذية بالوحدة المحلية لمركز ومدينة إطسا بمحافظة الفيوم، عدة حملات لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة في إطار الموجة الثالثة والعشرين.

جاء ذلك تحت إشراف الدكتور أحمد ثابت رئيس المركز، وبالتعاون مع الوحدات المحلية القروية، ومسئولي الإدارة الزراعية وأملاك الدولة بالمركز، وإدارة المتابعة الميدانية بالمركز والقرى.

يأتي هذا تنفيذا لتوجيهات الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم لرؤساء المراكز والمدن، بالمتابعة المستمرة، والعمل على إزالة كافة أشكال التعديات على الأراضى الزراعية وأراضى أملاك الدولة والتعامل بحسم فى هذا الملف الحيوى، واستكمال إزالة التعديات في إطار المرحلة الثالثة والأخيرة من الموجة الثالثة والعشرين لإزالة التعديات.

وأوضح الدكتور أحمد ثابت رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة إطسا، أنه تم تنفيذ عدة حملات بحضور المهندس محمد أبوالقاسم نائب رئيس المركز لشئون القرى، والمهندس أحمد جمعة مدير إدارة المتابعة الميدانية بالمركز، وبالتعاون مع قوات الأمن بمركز شرطة إطسا، ورؤساء الوحدات المحلية القروية، تم خلالها تنفيذ إزالة التعديات على الأراضي الزراعية وأراضي أملاك الدولة بقرى قلمشاة ومطول ومنية الحيط، ضمن الموجة الثالثة والعشرين لإزالة التعديات.

إزالة فورية للتعديات على الأراضي الزراعية بمدينة إطسا في الفيوم 

خلال ذلك تم تنفيذ حملة مكبرة برئاسة المهندس محمد لطفي الماوي نائب رئيس المركز لشئون المدينة، تم خلالها تنفيذ إزالة فورية لحالتي تعدي على الأراضي الزراعية، خلف مركز شباب إطسا وتم تنفيذ الإزالة ومصادرة معدات ومواد البناء واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفين.

وأشار رئيس المركز إلى أن الحملات تمكنت من إزالة حالتي تعدي على الأراضي الزراعية خارج الحيز العمراني بزمام قرية مطول، عبارة عن أسوار وغرف بالطوب الأبيض، بمساحة بلغت 300 متر، وتم إزالة التعديات ومصادرة مواد البناء، وتم تسليم المواقع لمسئولي الجمعية الزراعية للابلاغ فى حالة إعادة التعدي عليها مرة أخرى، وذلك بحضور المهندس محمد ربيع رئيس الوحدة المحلية لقرية مطول وأعضاء إدارة المتابعة الميدانية بالوحدة المحلية وحماية الأراضي وإدارة أملاك الدولة.

وأضاف رئيس المركز أن الحملة تمكنت من تنفيذ إزالة 7 حالات تعدي بالبناء المخالف تعدي على الأراضي الزراعية بقريتي قلمشاة ومنية الحيط، منها 6 حالات بزمام قرية قلمشاة عبارة عن أسوار وغرف بالطوب الأبيض وأعمدة خرسانية بمساحة 1240 متر، بالإضافة إلى إزالة حالة تعدي على الأراضي الزراعية بمساحة 175 متر بقرية منية الحيط، وتم إزالة التعديات وتسليم الموقع لمسئولي الجمعية الزراعية للابلاغ فى حالة إعادة التعدي عليها مرة أخرى، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفين. 

مقالات مشابهة

  • إزالة 122 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة في بني سويف
  • دولة مجاورة للعراق تخسر يوميا 7.6 هكتار من الأراضي الزراعية
  • إزالة 11 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية بالفيوم
  • بني سويف: إزالة 114 حالة تعد على الأراضى الزراعية
  • معدل نمو الصادرات الزراعية يضع المغرب في مرتبة متقدمة عالميا
  • الحاج حسن في ايطاليا تلبيةً لدعوة معهد الدراسات الزراعية
  • بيولوجيا مدهشة.. أسماك الزرد تجدد الحبل الشوكي بعد قطعه
  • «الباعور» يبحث تعزيز التعاون بين دول اتحاد المغرب العربي
  • المشروعات الزراعية لتقوية الاقتصاد العُماني
  • إزالة 96 حالة تعد على الأراضي الزراعية فى بني سويف