ماذا قالت كامالا هاريس عن الذكاء الاصطناعي وتنظيم التكنولوجيا
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
مع انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق، قد تصبح نائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة الجديدة للديمقراطيين.
وفي إعلانه عن خططه، قدم بايدن "دعمه وتأييده الكاملين لكامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام"، بينما قالت هاريس إن "نيتها هي الفوز وكسب هذا الترشيح". ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان السياسيون الديمقراطيون الآخرون سيتحدونها للحصول على الترشيح في مؤتمر مفتوح، أو من خلال عملية اختيار أخرى.
إذا تم اختيار هاريس، فسيكون لدى الديمقراطيين مرشحة رئاسية ذات جذور في منطقة الخليج – ولدت في أوكلاند – ولها علاقة طويلة مع صناعة التكنولوجيا. (يرتبط جي دي فانس، المرشح لمنصب نائب الرئيس دونالد ترامب، ارتباطًا وثيقًا أيضًا بوادي السليكون). وكانت المدعية العامة لمنطقة سان فرانسيسكو، ثم المدعية العامة لولاية كاليفورنيا، قبل انتخابها لعضوية مجلس الشيوخ في عام 2016.
كان أصحاب رأس المال الاستثماري مثل John Doerr وRon Conway من بين مؤيديها الأوائل، وكمرشحة رئاسية، تم تأييدها سريعًا من قبل المؤسس المشارك لـ LinkedIn ريد هوفمان. وكانت شخصيات أخرى في الصناعة، بما في ذلك ريد هاستينغز، المؤسس المشارك لـ Netflix، أكثر حذرًا أو دعت إلى عقد مؤتمر مفتوح.
اشتكى بعض منتقدي الصناعة من أنها لم تفعل ما يكفي عندما كانت مدعية عامة للحد من قوة عمالقة التكنولوجيا أثناء نموهم.
وفي الوقت نفسه، كانت على استعداد لانتقاد الرؤساء التنفيذيين للتكنولوجيا والدعوة إلى مزيد من التنظيم. عندما كانت عضوا في مجلس الشيوخ، مارست ضغوطا على شبكات التواصل الاجتماعي الكبرى بشأن المعلومات المضللة. خلال الحملة الرئاسية لعام 2020، عندما كانت منافستها إليزابيث وارين تدعو إلى تفكيك شركات التكنولوجيا الكبيرة، سُئل هاريس عما إذا كان ينبغي تفكيك شركات مثل أمازون وجوجل وفيسبوك. وقالت بدلاً من ذلك إنه ينبغي "تنظيمها بطريقة تمكننا من ضمان أن المستهلك الأمريكي متأكد من عدم تعرض خصوصيته للخطر".
بصفتها نائبة للرئيس، تحدثت هاريس أيضًا عن إمكانية تنظيم الذكاء الاصطناعي، قائلة إنها والرئيس بايدن "يرفضان الاختيار الخاطئ الذي يوحي بأنه يمكننا إما حماية الجمهور أو تعزيز الابتكار".
أصدر بايدن أمرًا تنفيذيًا يدعو الشركات إلى وضع معايير جديدة حول تطوير الذكاء الاصطناعي، وقال هاريس إن هذه "الالتزامات الطوعية هي خطوة أولية نحو مستقبل أكثر أمانًا للذكاء الاصطناعي مع المزيد في المستقبل، لأنه، كما أظهر التاريخ، في غياب بسبب التنظيم والرقابة الحكومية القوية، تختار بعض شركات التكنولوجيا إعطاء الأولوية للربح على رفاهية عملائها، وسلامة مجتمعاتنا، واستقرار ديمقراطياتنا.
أشار أصحاب رأس المال المغامر مارك أندريسن وبن هورويتز مؤخرًا إلى المخاوف من أن إدارة بايدن سوف "تبالغ في تنظيم" الذكاء الاصطناعي كأحد أسباب دعمهم لدونالد ترامب.
وفي قضية ساخنة أخرى، قالت هاريس، إن مشروع قانون صدر مؤخرًا من شأنه حظر TikTok إذا لم تبيعه الشركة الأم ByteDance، "نحن بحاجة إلى التعامل مع المالك، ولدينا مخاوف تتعلق بالأمن القومي بشأن مالك TikTok، لكننا ليس لدينا أي نية لحظر TikTok."
كانت هاريس أقل صخبًا بشأن القضايا المتعلقة بالعملات المشفرة، على الرغم من أنها من المفترض أن تدعم لوائح العملات المشفرة لإدارة بايدن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
كيف تتأثر الأديان بقدرات الذكاء الاصطناعي الفائقة؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
دخل العالم مرحلة جديدة مع الوصول لمرحلة الذكاء الاصطناعي الفائق، مرحلة مثيرة ومغرية ومخيفة في نفس الوقت، فالمغامرات العلمية والاكتشافية التي يصل إليها العلماء والبحث العملي تزيد من فرص الرفاهية وراحة الإنسان، وتعزز المخاوف بشأن المخاطر المهولة التي يتعرض لها الكوكب، وهي مخاطر أشبه بوصول الإنسان للقنبلة النووية.
ورغم تعدد المجالات التي يؤثر فيها الذكاء الاضطناعي، فإن مجال الأديان بشكل خاص من المتوقع أن يتأثر كثيرًا بهذا التطور المذهل التي وصلات إليه البشرية، لدرجة أنه من الممكن أن يحل الـ AI مكان رجل الدين في جميع الأديان فيكون قادرا على تقديم العظات والخطب المنبرية، وشرح وإعادة تفسير النصوص الدينية، ومراجعة الأحكام الفقهية وتقييمها، بل واستخراج المزيد من الأحكام والتشريعات.
أمام القدرات الهائلة للذكاء الاصطناعي، يتوقع البعض أنه سيكون في مراحله القريبة جدا قادرا على إنتاج سردية كاملة ويزعم أنه يقدم نصوصًا ويصفها بالدينية والمقدسة، وهي مرحلة لا يمكن فيها السيطرة على ما يطرحه أو يقدمه، وهي مرحلة عبرت عن مخاوف منها بعض الدول الكبرى بأنها تخشى أن يقوم بتسريب بعض الأسرار الحساسة المتعلقة بالأسلحة السرية.
ومع أن الدول الكبرى المنتجة لنماذج AI تعبر عن قلقها ومخاوفها من قدراته المهولة، فإن الكثير من العرب المتابعين لمثل هذه الأخبار يتعاملون باستهانة واستخفاف بل وسخرية من بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي المجانية التي تقدم معلومات مغلوطة ومصابة في كثير من الأوقات بالهلوسة، فيظنون أن هذه هي المقدرة التي وصل إليها الذكاء الاصطناعي ويتخوف منها العالم،
وحذر بعض المفكرين من تنامي دور الآلة، وخاصة عندما يساعدها الذكاء الالصطناعي في أن تمتلك عقلا يشبه في طريقة تفكيره العقل البشري تمامًا، فهو ما يجعل الآلة تكتسح الوجود الإنساني، وتعمل على إزاحته، لتصبح هي المسيطرة، وتكون قادرة على امتلاك السلطة بدلا من الإنسان، وهو ما عبر عنه منذ زمن طويل الأديب المصري الكبير توفيق الحكيم، الذي رحل في عام 1987م، من أنه يتخوف من أن يتوقف الإنسان عن استخدام نشاطه البدني والعضلي وتحتل مكانه الآلة للقيام بمثل هذه الأنشطة لتصل لمرحلة تتوحش وتسلبه سلطته وقوته.
بعض الآراء أكدت ذهاب الذكاء الاصطناعي للتأثير على مجال الأديان، لكنه لن يكون فعالا بشكل كافي في مجال اللغات التي لا تمتلك حظها من تطوير الذكاء الاصطناعي، مثل اللغة العربية مثلا، فمن الممكن أن يتعطل عن فهم التراكيب اللغوية والدقائق اللغوية التي تختص بها اللغة العربية.
وبحسب سليم شوشة مؤلف كتاب "فخ الحضارة: ثورة الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على الثقافة واللغة العربية"، فإن تعامل AI مع اللغة العربية، إما أنه سيحقق وعيا بها يتفوق على العرب أنفسهم، وأنه سيفسر النصوص الدينية وسيغير في القصص والسرديات والتراث، وإما أنه لن يتطور في فهمه ومعالجته العميقة للغة العربية بما يجعلها تخرج تمامًا من التكنولوجيا، ويتحول المستخدمون بشكل كامل إلى الإنجليزية أو غيرها، والسبب في هذا يعود بشكل مباشر إلى ضعف دراسات اللغة العربية التي تساعد التقنيين على تعليم اللغة لنماذج الذكاء الاصطناعي.
ركز مؤلف "فخ الحضارة" على ضرورة فهمنا للغة على نحو فائق النصاعة، بهدف التمكن من تعليمها للآلة، لذا يتوقف فهم الذكاء الاصطناعي التوليدي للغة على فهم أصحابها لها، أي أن أصحابها تمكنوا من دراستها مع إدراك كل أنماط الاستخدام، واستخلصوها في قواعد وأنماط وقوانين منطقية أولا ورياضية ثانيا، مشددا على ضرورة بحث اللغة في ضوء الإدراكيات والمنطق والرياضيات للوصول إلى دالة منطقية رياضية تغذي الذكاء الاصطناعي، ليصبح كل حرف وكل كلمة وكل جملة وكل عنصر سياقي يمكن أن يوجه المعنى يجب أن يؤخذ في الحسبان، ويمكننا من هذا هو أهمية الذهاب إلى نظرة نحوية جديدة، ونظرة معجمية، ونظرة في بحث ودراسة تاريخ الكلمات والاشتقاق أو ما يعرف بعلم الإيتمولوجي بطريقة غير تقليدية.
وتكثر الكتابة في العلاقة بين اللغة والذكاء الاصطناعي، إلا أن بعض الباحثين يكتبون وهو يمتلكون تصورات منقوصة أو غير حقيقة عن قدرات الذكاء الاصطناعي، وهو ما فعله باحث بريطاني يدعى حمزة تزورتزس في مقال له بعنوان "هل يقوض الذكاء الاصطناعي الدين؟" وصل فيه إلى نتيجة مضللة وهي أن AI لا يستطيع الربط بين المعنى والرموز، وأنه لن يتمكن من الفهم العميق للنصوص، وعليه فإن احتمالية تقويض الدين من هذه الناحية لن يحدث. وهذه النتيجة جاءت مضللة لأنها يعتقد أن الذكاء الاصطناعي يتعامل مع اللغة بنفس الطريقة التقليدية للحاسوب وهي أنها رموز رياضية.
هذه المغالطة تتجاهل أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الفائق تعتمد على مبدأ محاكاة العقل البشري عبر نموذج عمل الشبكات العصبية في المخ، وجعل النموذج التكنولوجي في الذكاء الاصطناعي الكبير يعمل وفق هذه المنظومة المشابهة لما يتم من عمليات في المخ البشري، بحسب ما شرحه كتاب "فخ الحضارة".
وعرضت إحدى القنوات المتخصصة في التكنولوجيا على منصة اليوتيوب مقطعا مرئيا بعنوان "المراحل العشرة للذكاء الاصطناعي"، شرحت فيه مراحل تطور AI ووصله للتوحش في المرحلة العاشرة، وأطلقت على هذه المرحلة "مرحلة الشبيه بالإله" وفيها يتجاوز AI قدرات الإنسان على تقديم معطيات وتفسيرات يعجز الإنسان عن فهمها أصلا، ومن الممكن أن يقدم أديانا بكاملها بدلا من أن يقدم تفسيرات بديلة للنصوص الدينية.
وحول هذا التدخل الكبير القائم والمحتمل، ترى الكاتبة أمينة خيري في مقال لها بعنوان "الذكاء الاصطناعي والدين عندما يدخل الإيمان المحراب الرقمي" أن “احتمالات ضلوع الذكاء الاصطناعي في الدين وحياة المتدينين كثيرة، وكذلك جهود مقاومة والاستعداد والتعايش واتقاء شرور هذا الضلوع كثيرة”.
ومع قدراته الهائلة، فإن هناك بعض السلبيات التي تتسبب في كوارث وأزمات منها قدرته الفائقة على "التزييف العميق" فهو قادر على أنتاج محتوى يصعب التشكيل فيه، ويصعب التفريق بينه وبين المحتوى الحقيقي. ومن سلبياته وقوعه في ما يعرف بـ"التحيز الاستقرائي".
وشرح كتاب "فخ الحضارة" كيف يقع AI في التحيز الاستقرائي؟ بأنه لو قضية معينة لها مصادر مكونة من كتب ومقالات ومنشورات وتعليقات القراءـ فربما يميل إلى المقالات بدرجة أكثر من الكتب، إما بتأثير من عمليات الفهم وسهولة اللغة، أو بتأثير الكم والتكرار، وربما يتحيز إلى بعض المصادر والمواد التي فيها مشاكل أو تحمل قدرا من الأخطاء والتناقضات أو الكذب أو التزييف.
ضاربا المثل بطلب مساعدة حول طريقة علاج مرض معين، فإذا كانت المعلومات الدقيقة حول مرض معين أو ظاهرة ما مكتوبة بلغة لا يستطيع الذكاء الاصطناعي فهمها بسهولة على نحو ما يفهم المرويات الشعبية الخرافية فإنه سيميل إلى استقراء واستقصاء معلوماته من المصدر الأسهل، أي أنه سيقدم لك نتائج كارثية. بما يعني أنه يميل إلى فهم اللغة العادية التي تخلو من المجازات أو الصور البلاغية والاستعارات.
وهكذا فإن الذكاء الاصطناعي سيفكر في كل ما هو متاح له من معطيات، سيفكر بالمقدمات الي نمنحها له، وهكذا يمكن أنه سيضاعف من معارف وعلوم الأمم المتقدمة بقدر ما يضاعف التخلف والضعف العلمي والمعرفي والثقافي لدى الأمم المتأخرة، وكلها أمور راجعة لدرجة كل أمة في دراسة وفهم لغتها.