تلغراف: رجل وحيد قادر على جعل أمريكا عظيمة مجدداً
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
بات فيفيك راماسوامي لاعباً جدياً في سباق الجمهوريين لاختيار مرشحهم الرئاسي في سباق الانتخابات الأمريكية، رغم أن صعوده لم يكن ليخطر في بال أحد في عالم ما قبل ترامب.
يتحلى بمؤهلات تجعله قوةً ضاربة في السياسة الأمريكية.
وأوضح نايجل فاراج، السياسي البريطاني في تقرير لصحيفة "تلغراف"، إنه التقى راماسوامي الذي تكتسب حملته الرئاسية زخماً يوماً بعد يوم، قائلاً إنه التقاه أول مرة في مؤتمر العمل السياسي المحافظ الذي عُقد في ولاية ميريلاند في مارس (آذار) الماضي، وناقشا الحملات الانتخابية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال: "رغم أن راماسوامي سيحتفل بعيد ميلاده الثامن والثلاثين الشهر الجاري، يسعني أن أقول بعد وقت قصير من لقائي به إنه يتحلى بمؤهلات تجعله قوة ضاربة في السياسة الأمريكية، وإلى الذين يتطلعون للعودة إلى الرأي الرشيد في الغرب أقول إنني أعتقد أنه يمكن أن يكون أيضاً قوة للخير عموماً".
Nigel Farage, who has the ear of Trump, is touting clueless Russian appeaser Vivek Ramaswamy as Trump’s running mate. I think if Trump gets the nomination, this is likely. Never mind that Vivek has never held political office nor his dangerous FP views. https://t.co/PlMx3s7wGZ
— John Guardiano (@ResCon1) August 7, 2023ولفت إلى أن قصة حياته إلى الآن ضرب من التمثيل الحديث للحلم الأمريكي، فقد هاجرَ والداه الهندوسيان من الهند إلى أمريكا.. وولد راماسوامي في أوهايو عام 1985 وترعرع فيها، ثم التحق بجامعة هارفارد، وتخصص في مجال التمويل، وحصل على شهادة في القانون من جامعة ييل.. وجمع ثروة من استثماره في الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية، ويجوز أن نقول إن ذكاءه المتقد وقدرته على العمل الجاد ليسا محل شك.
وأضاف "لقد لفت انتباه كثيرين في أمريكا بواحدة من رسائله الرئيسة التي مفادها أن المجتمع الغربي يجب ألّ يُبتلى بعد بالأيديولوجية اليسارية، التي تدعم الهوية واليقظة والصواب السياسي"، وبالتالي كان من الصعب تجاهل اعتقاده بأن هذه الأشياء تغرس بذور الفرقة بين الناس بدلاً من أن توحدهم تحت راية يمين الوسط.
رائد أعمال ناجحيتعامل راماسوامي بجدية أيضاً مع المعايير البيئية والاجتماعية ومعايير الحوكمة المنتشرة كالنار في الهشيم في الشركات وأفضت إلى مشكلات كتلك التي صادفتها مع بنك كوتس البريطاني وبنك ناشيونال ويستمنستر، يعرف راماسوامي رائد الأعمال الناجح للغاية تمام العلم أنه إذا وظفت الشركات موظفيها على أساس طبقاتهم الاجتماعية أو أعراقهم أو جنسهم، تكف عن التركيز على مهامها الأساسية، وتشرع في معاملة عملائها وفقاً لنظرتها ضيقة الأفق للعالم.
I interviewed Ramaswamy for the Telegraph a year ago; he's clever in the way that lots of arrogant American men are clever – he's also violently against basic women's rights, and a bit boring. Why are men so easily impressed by this stuff?https://t.co/fZjz3MNdTI
— Zoe Strimpel (@realzoestrimpel) August 6, 2023 القتال من أجل الفوزويشارك راماسوامي في ميلووكي الشهر الجاري في أول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين الجمهوريين الذين يريدون مواجهة جو بايدن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وهو يقاتل من أجل الفوز. ويقول الكاتب: "بيّن لي أنه يود أن ينخرط في المعترك السياسي على المدى البعيد، وعلى الرغم من الحيوية التي يتمتع بها، فإنني لست على يقين من قدرته على التغلب على دونالد ترامب الذي يبدو ترشيحه مضموناً في هذه المرحلة، لكنني أعتقد أن راماسوامي يمكن أن يصبح خيار ترامب للمرشح لمنصب نائب الرئيس".
وتشير جميع استطلاعات الرأي إلى أن ترامب لن يجد مشقة في الحصول على 42% أو 43% في السباق الرئاسي، على الرغم من لوائح الاتهام الموجهة ضده.
مخاوف سياسيةوتابع: "عندما كنت على اتصال مع راماسوامي قبل بضعة أيام، أخبرني أن من بين مخاوفه الأساسية "الحيلولة دون إصابة أولادنا بالتسمم في المدارس"، وأضاف أن لديه مصلحة شخصية في هذه المعركة الانتخابية على اعتبار أنه أب لطفلين.. لقد أصابت الرسائل المتطرفة الرائجة في المدارس عن البيئة والعرق والجنس والنوع الاجتماعي كثيراً من الآباء بصدمة شديدة، ما أوهن حقهم في تعريف أولادهم بتلك الموضوعات الحسّاسَة بطريقتهم الخاصة".
وأضاف "سألته ما إذا كان يعتقد أن اعتناقه الهندوسية يمثل عائقاً في مسيرته السياسية، نظراً لأن القاعدة العريضة من المحافظين في أمريكا مسيحيون، فأجاب بأنه يؤيد كل التأييد المبادئ المسيحية للآباء المؤسسين للولايات المتحدة، وأنه يمثل هذه القيم من عدة أوجه أكثر من أولئك الذين يزعمون في ظاهر الأمر أنهم مسيحيون". "الإطاحة" بـ بايدنويرى الكاتب أن راماسوامي يريد أن يعيد النظام لعالم متقلب على نحو متزايد، وهو لا يهاب التصدي لمصالح المؤسسة اليسارية القوية لتحقيق ذلك.
واختتم الكاتب تقريره بالقول: "قد لا يصبح هذا السياسي الواعد المتفائل المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري في السباق الرئاسي عام 2024. لكنه فاز بالفعل بأداء دور كبير قد يسهم في الإطاحة بـ جو بايدن من البيت الأبيض".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الانتخابات الأمريكية
إقرأ أيضاً:
عواقب فك الارتباط مع الولايات المتحدة.. خيار وحيد أمام القارة الأوروبية: إما الاستيقاظ فى وضع مشحون للغاية أو الاضطراب المزمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كل الدلائل فيما يبدو تشير إلى أن الأوروبيين أثبتوا عدم استعدادهم فى مواجهة انتخاب ترامب،.
وأثبتت دول الاتحاد الأوروبى البالغ عددها ٢٧ دولة عدم نضجها المأساوي، وعدم قدرتها على الاتفاق على القضايا الكبرى والتحضير لإعادة انتخاب ترامب، على الرغم من أنه كان يمكن التنبؤ به، مما يعيد خلط أوراق العالم.
وفى تحليل متكامل، ترى الكاتبة الفرنسية ماريون فان رينتيرجيم أن زمنًا طويلًا مر منذ أن كان الفيل فى الغرفة وكانت النعام تنظر فى الاتجاه الآخر أو تدفن رأسها فى الرمال.. حتى جاء ٦ نوفمبر ٢٠٢٤، حيث تم الإعلان عن فوز دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية، فأخرج الأوروبيون فجأة رءوسهم التى ظلت مغمورة فى الرمال الدافئة وصرخوا: "أوه، لكننا جميعًا وحدنا فى العراء!" ومن حولهم الصحراء.. لقد فقد الغرب هيمنته واحتكاراته لصالح دول الجنوب الصاعدة.
وتمثل دول البريكس ٤٥٪ من سكان العالم، كما أن حصتها فى الناتج المحلى الإجمالى العالمى أعلى من حصة أوروبا فى دول مجموعة السبع. لم يتنبه الأوروبيون إلى أن الهندسة المعمارية للعالم الذى بُنى بعد عام ١٩٤٥ آخذة فى التلاشي، والقانون الدولى آخذ فى الاختفاء. إن العدوان الكارثى على العراق عام ٢٠٠٣ دون ضوء أخضر من الأمم المتحدة أفقد الولايات المتحدة مصداقيتها على المسرح العالمي، وصدم الأمريكيين الذين تراجعوا تدريجيًا منذ ذلك الحين إلى الانعزالية.
كل الرؤساء سواءسواء كان اسمه باراك أوباما، أو دونالد ترامب فى ولايته الأولى، أو حتى جو بايدن، فإن الفيل الذى لم يرغب الأوروبيون فى رؤيته ظل يحاول إخفاء نفسه منذ فترة طويلة من دون أن يحذرهم.. وتخفى جو بايدن مهندس مدرسة الحرب الباردة فى شكلها الجديد، وراء دعم أوكرانيا، حيث لم تعد أوروبا أولوية بالنسبة للولايات المتحدة. كما كان أوباما قد أعلن بالفعل عن "التوجه نحو آسيا".
ومع إعادة انتخاب دونالد ترامب، المرشد العالمى للقوميين الشعبويين الذى يعلن أن "الاتحاد الأوروبى عدو"، والذى ينوى التفاوض لإنهاء الحرب فى أوكرانيا والذى يهدد بإضعاف التحالف الأطلسي، فإن الولايات المتحدة ستواجه تحديات جديدة.. لقد تضاعف حجم الفيل ثلاث مرات ولم يعد لدى النعامة ما يكفى من الرمال لإخفاء عينيها.
منذ فترة، رأى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون كل شيء على حقيقته، عندما وصف حلف شمال الأطلسى بـ"الميت دماغيًا". وكانت خطاباته فى جامعة السوربون فى عامى ٢٠١٧ و٢٠٢٤ أو فى براتيسلافا فى عام ٢٠٢٣، من بين خطابات أخرى، تؤكد على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبى بتأسيس سيادته الاستراتيجية. من المؤكد أن الاتحاد قطع خطوات عملاقة فى مواجهة أزمة كوفيد أو من خلال دعمه لأوكرانيا. لكن الأمور ليست على ما يرام فى أوروبا. إن فرنسا، التى أضعفتها ميزانيتها الهشة وبرلمانها الذى لا يمكن السيطرة عليه، لا تملك القدرة على النطق بكلماتها، ولا يملك رئيسها السلطة اللازمة لإسماع صوته. وتضع ألمانيا، القوة الاقتصادية الرائدة، مصالحها التجارية قبل الجغرافيا السياسية، ويتراجع مستشارها أولاف شولتز، الذى أصيب بالشلل بسبب ائتلافه الحكومى الذى انهار رسميًا الآن، إلى الوراء. ويظل اعتماد الدفاع الأوروبى على الولايات المتحدة كاملًا، على الرغم من التحذيرات.
لقد أثبتت دول الاتحاد الأوروبى السبعة والعشرين، المقسمة بطبيعتها والتى أفسدتها الموجة القومية الشعبوية، عدم نضجها المأساوي، وعجزها عن الاتفاق على القضايا الكبرى والاستعداد لإعادة انتخاب ترامب، مهما كان متوقعًا. فى الوقت الذى يجد فيه الاتحاد الأوروبى نفسه فى مواجهة تحديات لم يسبق لها مثيل فى تاريخه، فهو محاط من الشرق بالحرب فى أوكرانيا، ومن الجنوب بالحرب فى الشرق الأوسط.
وفى بودابست، حيث اجتمع أيضًا زعماء الجماعة السياسية الأوروبية، وهى المنظمة التى من المفترض أن تعزز الروابط بين الاتحاد الأوروبى وأولئك الذين يشاركونه قيمه، كرر إيمانويل ماكرون: "نحن، الأوروبيين، لا يتعين علينا أن نفوض أمننا إلى الأبد للأمريكيين". وحتى دونالد تاسك، أول أنصار الأطلسي، يعترف بأن "عصر التعاقد من الباطن الجيوسياسى قد انتهى".
وإذا كانت أصوات عديدة بدأت تعلو داخل القارة العجوز لتحذير دول الإتحاد الأوروبى مما هو قادم بعد نجاح الشعبوى ترامب، فإن الخوف يتصاعد بشكل واضح فى شمال أوروبا، ويحاول الزعماء أن يظهروا بمظهر جيد فى مواجهة فوز دونالد ترامب.. واحدًا تلو الآخر، هنأوا الرئيس الجمهورى الجديد، لكن وراء هذه الرسائل المهذبة يكمن القلق من رؤية الولايات المتحدة تنسحب من حلف شمال الأطلسي، مما يعرض أمن المنطقة للخطر، وفقًا لرؤيتهم.
على سبيل المثال، فإن ليتوانيا تخصص حاليًا ٣.٥٪ من ناتجها المحلى الإجمالي للدفاع وستواصل زيادة استثماراتها، وأصبح يسود اعتقاد بأن أوروبا يتعين عليها تنمية عضلاتها الخاصة ولا يمكن أن تظل معتمدة على الولايات المتحدة فقط من أجل أمنها.
نفس القصة فى ريجا، حيث تؤكد رئيسة وزراء لاتفيا، إيفيكا سيلينا، أن أولوية بلادها هى الاستمرار فى تعزيز العلاقات عبر الأطلسي، كما ترغب فى التأكيد على أن لاتفيا تخصص أكثر من ٣٪ من ناتجها المحلى الإجمالى للدفاع، كما دعت رئيسة الحكومة الإستونية كريستين ميشال، الرئيس المقبل للولايات المتحدة إلى تعزيز العلاقة عبر الأطلسي.
وفى فنلندا، يعتقد رئيس الحكومة المحافظ بيترى أوربو أيضًا أن أوروبا يجب أن تلعب دورًا أكثر أهمية، ولا يجب أن تعتمد كثيرًا على دعم الولايات المتحدة، وحذر على قناة Yle التليفزيونية من أخطار الوضع فى أوروبا، قائلًا: «لقد علمنا التاريخ أنه إذا اتفق الكبار على الآخرين، فإن هذا ليس فى مصلحة دولة صغيرة أو مستقلة، ونأمل أن يؤخذ ذلك فى الاعتبار بوضوح عند التوصل إلى اتفاق سلام فى أوكرانيا فى نهاية المطاف».
وفى مؤتمر صحفى فى ستوكهولم، تحدث رئيس الوزراء السويدى أولف كريسترسون، الذى أكد أن بلاده مستعدة لكل السيناريوهات، بما فى ذلك مخاطر فك الارتباط مع الولايات المتحدة، وشدد على أنه لا يوجد موضوع آخر له مثل هذه القيمة الوجودية بالنسبة لهذا الجزء من العالم، معتقدًا أن أوروبا يجب أن تفعل المزيد من أجل سيادتها. كما أعرب عن قلقه بشأن مخاطر الحمائية المتزايدة من جانب واشنطن، والتى يمكن أن تكون مدمرة للاقتصاد السويدي، الذى يعتمد بشكل كبير على الصادرات.
ومن جانبهم، شجب زعماء البيئة فى الدول الاسكندنافية بالإجماع فوز دونالد ترامب، وأعربوا عن قلقهم بشأن عواقبه على المناخ. وبصوت مخالف، أشاد زعيم اليمين المتطرف السويدي، جيمى أكيسون، بفوز ترامب واعتبره رسالة قوية إلى الغرب.
ويبقى السؤال الذى يردده الأوروبيون: هل فات الأوان؟.. ليس أمام الأوروبيين إلا خيار واحد: فإما أن يستيقظوا فى وضع مشحون، أو يتفككوا. إذا لم يشكلوا ركيزة أوروبية لحلف شمال الأطلسي، وإذا لم يصبحوا ذوى سيادة فى شئون الدفاع، بما فى ذلك النووية، فإن الدول الكبرى فى القارة الأوروبية سوف تظل مجرد ألعاب صغيرة فى أيدى الأقوياء العالم.. فهل يمكن أن يدخل الناتو فى "بيات شتوى" طويل؟.